أستيقظ أهالى مصر على نبأ وقفوا أمامة مذهولين .اعتصم مائة ألف شهيد أمام النصب التذكاري
للجندى المجهول بمدينة نصر. طار إلى المكان مندوبى الصحف والأذاعة والتليفزيون،علاوة على الملايين من الأهالى .فوجئ من ذهبوا أن الشهداء يقفون صفوف منتظمة وقد شكلوا و فدا يتحدث باسمهم يمثل حروب 1948 و 1956و 1967و 1969و 1973 .وعلى رأسهم الفريق عبد المنعم رياض الذي استشهد فى حرب الاستنزاف .
اندفع مندوبى الصحف ووسائل الأعلام بأسئلتهم ,لماذا عدتم ؟؟ ماذا تريدون ؟؟.كان الجميع يرد بإجابة واحدة .عدنا من أجل مصر التى استشهدنا من أجلها .ونريد أن تنعم مصر بالاستقلال بعد أن هدمتم ما بنيناة .وتداخل الجميع فى صفوف الشهداء البعض يبغى أن يحصل على سبق أو حوار يتقدم به فى منصبة , والبعض يطمح فى أن يصلح او يخفي الكثير مما حدث طول سنوات.
_-هل لكم مطلب محدد ؟
الشهيد : أن نتحاسب منذ نهاية حرب 1973 و حتى الآن , لقد غادرناكم ومصر تملك قرارها ,
كيف ولماذا فرطتم فى هذا؟؟
- هل تقبلون تعويض مادى عن استشهادكم؟
الشهيد : إن كان كل شيء عندكم الآن يقيم بالمال, ادفعوا لكل واحد منا مليار جنية .
- أأوووة تتكلم عن مائة ألف مليار !! ألست تبالغ كثيرا فى مبلغ التعويض .
الشهيد: لقد قدمنا أرواحنا دون مقابل , أنت الذى تعرض التعويض .ألاتساوى مصر أضعاف
هذا المبلغ ؟
الشهيد : لقد استشهدت أنا لكى تنجو أنت وباقى رفاقنا , أين هم الآن ؟
- محمد وزير فى الحكومة منذ عشرة أعوام ,وعادل من كبار رجال الأعمال ,وطارق
يمتلك أكبر قرية سياحية فى شرم الشيخ .أما أنا متقاعد فى المنزل .
الشهيد : انسحبنا من سيناء فى 67 وكانت الحرب كي نعود إليها لتعميرها , لا أن نقيم فيها
قرى سياحية يقضى فيها الأسرئيليون عطلاتهم.
- أنت الذى قدمت حياتك مجانا، لم يجبرك أحد.
الشهيد : ألاترى ما يفعلة اليهود فى أهالى فلسطين ؟ كنا نموت بلا تردد حتى نحميكم من هذا.
- أنا يا والدى صاحب أكبر مزرعة فى مصر , أنتج وأصدر للخارج ,وأحتكر سوق
الموالح والخضراوات . كل هذا ما كان يتم إلا بعد السلام.
الشهيد : أيعقل هذا ؟! مصر التى تزرع منذ آلاف السنين , تحتاج إ لى خبراء فى الزراعة من
دولة نشأت منذ ستون عاما .
- لديهم العلم والمعرفة , لقد ربحت من ورائهم الكثير .
الشهيد : ربحت أنت لكن مصر خسرت أضعاف . ويل لهذا البلد منكم يامن ولدتم فى عصر
السلام, كلكم إما ضائع أو مغيب . أصبح كل منكم دولة بذاتة .
- فى عصر السلام حققنا تقدم كبير لمصر افتتحنا قناة السويس ,مترو الأنفاق مشروع
توشكى لزراعة آلاف الأفدنة , بيع المصانع الخاسرة , المدن الجديدة .....
الشهيد : كان الأولى أ ن تكون مشروعات الزراعة والمدن الجديدة وبناء المصانع فى سيناء
- ماذا تريدون ؟ ولماذا عدتم ؟
الشهيد : جئنا كي نحارب مرة أخرى , حتى تحصل مصر على استقلالها.
- تريدون أن نعود إلي أيام الحرب ؟! كانت أيام ضنك سوداء حرمتنا الرفاهية و أوقفت
تقدمنا , الآن لدينا كل وسائل المدنية والحضارة . تليفون محمول , فنادق 5نجوم ,
شواطئ تنافس أي مصيف أوربى, فضائيات.....
الشهيد : هل لديكم تعليم, صناعات ثقيلة , معامل أبحاث ,اكتفاء ذاتى من القمح ...هذا هو
معيار التقدم . ما ذكرتة حول مصر إلى منتجع سياحى به ملهى كبير .
الشهيد : كيف تصدرون إليهم الأسمنت كى يبنوا به المستعمرات ؟, لماذا تتحملون كل هذا
العنت والغطرسة اليهودية ؟ . حرام عليكم مصر لا تستحق هذا الهوان .
- بيننا معاهدة السلام ونحن ملتزمون بها.
الشهيد : وهل هم يلتزمون بها ؟ إنهم لم يتوقفوا عن إعداد جيشهم , بل هاجموا العراق ولبنان
وسوريا وفلسطين . انكم تتحججون بالسلام سيأتى الدور على مصر
- ستدمر الحرب كل ما أنشأناة , نريد أن نستمتع بالحياة.
الشهيد : كيف تستمتعون فى ظل الذل والمهانة ؟؟ الكرامة , العزة , حرية الوطن أشياء لاتقدر
بثمن ونضحى من أجلها بأي شئ.
(2)
- دعك من هذة الكلمات , إنها أشياء معنوية لا تؤتى نفعا.
الشهيد: هل يمكن أن تتنازل عن ابنك مقابل ملايين الدنيا ؟
ووصل أعلى مسئولون من الدولة و اجتمعوا بالفريق رياض
المسؤولون : نحن لانريد ولانقدر على الحرب.
الفريق رياض : فقط أعلنوا الحرب . نحن الذين سنحارب.
المسؤولون: نخشى من الهزيمة مرة أخرى.
الفريق رياض : أنتم مهزومون دون حرب . دعونا نهزم إسرائيل مرة اخرى إننا ارواح ولن
نموت . النصر على أيدينا مضمون.
المسؤولون : الشعب كلة لا يريد الحرب.
الفريق رياض : لنسأل الشعب , فأنتم لا تمثلونة , ومصالحكم الشخصية فى عدم الحرب
نحن نبغى مصلحة مصركلها.
المسؤولون : سنعلن على الشعب مطلبكم و سترى النتيجة.
وتم الإعلان وفى ساعات انتهت النتيجة بأن عدد المؤيدين لاقتراح الحرب من الشعب المصرى
بالكاد يملأ إستاد القاهرة ,الأغلبية ترفض خوفا.
المسؤولون : هل رأيت ياسيادة الفريق ؟ الأغلبية لا تريد.. لقد ولى زمن الحرب وسيسود
السلام طالما نحن فى مواقع المسئولية , نحن متفهمون لطبيعة العصر .
الفريق رياض : أنتم تتوهمون الفهم للأمور , القادم أسود حالك ,القادم مهلك.
المسؤولون : كيف؟ ونحن ننعم بالاستقرار والاستمرار منذ ثلاثون عاما.
ولم يكلف الفريق رياض نفسة بالرد على ما قيل ,بل ولى ظهره منصرفا واتبعة الشهداء
جميعا . واستيقظت مصر فى اليوم التالى فوجدت أن النصب التذكارى للجندى المجهول قد
أختفى وعلى أرضه رسمت نجمة داوود.
يرجى التثبيت