د*** بني إسرائيل فلسطين :
ويذكر المؤرخون أن الذين كانوا مع موسى ماتوا كلهم في التيه ، باستثناء اثنين ، كان يوشع واحداً منهما "(30) .
فتولى يوشع بن نون القيادة بعد موسى عليه السلام . " يوشع بن نون : تولى القيادة بعد موت موسى – ودخل ببني إسرائيل عن طريق شرقي الأردن إلى أريحا"(31) .بعد أن دخل اليهود فلسطين ، قسموها إلى اثني عشر قسماً بين الاثني عشر سبطاً من بني إسرائيل ، وجعلوا حكامهم من القضاة الذين اتفقوا فيما بعد على إقامة مملكة موحدة ." تقسمت الأرض المفتوحة بين اثني عشر سبطاً ، يحكمهم قضاة من الكهنة...آخر القضاة صموئيل شاؤل ، صار ملكاً عليهم ، وهو الذي يسميه القرآن"طالوت"، وهو الذي قادهم في معارك ضارية ضد من حولهم ، وكان داود واحداً من جنوده "(32) ؛لكن المملكة الموحدة لم تستمر طويلاً ؛ إذا لم يحكمها إلا ثلاثة :شاؤول، داود ،سليمان والذي وصلت المملكة في عهده إلى الذروة .
" والحق لقد كانت أيام حكم سليمان هي أغنى عهود مملكة إسرائيل التي أقامها شاؤول ، وقواها ووسع حدودها الملك داود ، ثم جعلها سليمان أغنى البقاع في المنطقة "(33) ،قال تعالى:)و ورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين ((34)وبعد موت سليمان u انقسمت المملكة إلى مملكتين مما أدى إلى ضعف بني إسرائيل ، فتعرضوا للغزو والسبي ، وتعرض هيكلهم(35) الذي بناه سليمان للهدم على يد (نبو خذ نصر )." وقد دق بنوخذنصر(بختنصر) أورشليم والمعبد ، وسبى اليهود إلى بابل ، وهذا هو التدمير الأول " (36).وبعد فترة من السبي عاد البعض إلى فلسطين ، و تم بناء الهيكل من جديد على يد"هيرودوس" ." ومن سنة (20ق.م)بنى هيرودوس هيكل سليمان من جديد سنة (70 ) م "(37) .
ثم جاء الإمبراطور" تيطس" إلى المدينة وأحرق الهيكل ودمره للمرة الثانية."..حيث دمر الإمبراطور" تيطس" المدينة وأحرق الهيكل . وهذا هو التدمير الثاني " .وبعد ذلك جاء" اوريانوس" سنة 135م ليزيل معالم المدينة تماماً ، ويتخلص من اليهود بقتلهم ، وتشريدهم ، وقد بنى هيكلاً وثنياً أسمه" جوبيتار" مكان الهيكل المقدس ،وقد استمر هذا الهيكل الوثني حتى دمره المسيحيون في عهد الإمبراطور" قسطنطين " (38)." ثم فتح المسلمون فلسطين عام 636 م . وفي عام 1897 م بدأت الحركة الجديدة لليهود ، وهي حركة سياسية شرسة أسسها" هرتزل" الصحفي اليهودي هدفها سياسي.وهو سيطرة اليهود وبسط نفوذهم على العالم بدءاً بإقامة دولة لهم في فلسطين.وقد استمدت الصهيونية فكرها ومعتقداتها من الكتب المقدسة التي حرفها اليهود وصاغت فكرها في " بروتوكولات(39) حكماء صهيون" (40).
المطلب الثالث :عقائدهم
الإله :
1) عقيدة اليهود في أصلها هي عقيدة التوحيد التي جاء بها موسى u.
2) ميل اليهود وحبهم للوثنية جعلهم يبتعدون عن عبادة الله وحده .
"لم يستطع ( بنو إسرائيل ) الاستقرار على عبادة الله الواحد الأحد الذي دعا له الأنبياء ، وكان اتجاههم على التجسيم والتعدد والنفعية واضحاً في جميع مراحل تاريخهم (41).
3) جعلوا لهم إلهاً خاصاً بهم يطلق عليه أسم " يهوه (42)" ثم وصفوه بصفات لا تليق به .
" الإله لديهم أسمه يهوه وهو ليس معصوماً بل يخطئ ويثور ويقع في النوم ، وهو يأمر بالسرقة ، وهو قاسٍ ، متعصب، مدمرٌ لشعبه ، إنه إله بني إسرائيل فقط ، وهو بهذا عدوٌ للآخرين " (43).
4) قالوا إن عزيرٌ ابن الله ، قال تعالى :) وقالت اليهود عزير ابن الله((44) . وذلك لأنه وجد توراة موسى uبعد أن ضاعت ، وأعاد بناء الهيكل .
"عزرا هو الذي أوجد توراة موسى بعد أن ضاعت فبسبب ذلك ، وبسبب إعادته بناء الهيكل سمي عزرا ابن الله "(45.
5) عبدوا العجل والحمل والكبش وقدسوا الحية لدهائها .
من معتقداتهم :
1) أنهم أبناء الله وأحباؤه . " قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه "(46) .
2) عقيدتهم المحرفة لا تتكلم عن اليوم الآخر ولا البعث والحساب،ولكن تأثر اليهود بالديانة ( الزرادشتية) جعلهم يعتقدون باليوم الآخر ." و( اليهودية ) لا تتكلم عن البعث واليوم الآخر والحساب...غير أنهم اقتبسوا من (الزرادشتية(47) ) الاعتقاد بحياة أخرى بعد الموت.ولأول مرة عرفوا أن هناك جنةً وناراً فنقلوا ذلك الاعتقاد إلى ديانتهم " (48).
3) ديانة اليهود خاصة بهم ، فلا ينسب إليها من اعتنقها من غيرهم بل ولا يُعترف بمن ولد من أم غير يهودية وإن كان أبوه يهودياً .
4) يعتقدون بتابوت العهد الذي يحوي ألواح شريعتهم ؛ " ويعتقد بنو إسرائيل في ( تابوت العهد ) الذي صنعه أسلافهم أن ( موسى ) وضع فيه اللوحين ووضع فيه الذهب و الفضة وبعض المواثيق ، وقال لبني إسرائيل :( إنه في هذا الصندوق توجد روح الإله يهوه ) ولم يكن يسمح لأحد أن يمسَّه " (49) .
المطلب الرابع :فرق اليهود
1) الفريسيون : أي المتشددون ، يسمون بالأحبار أو الربانيين ، وهم رهبانيون ، لا يتزوجون ، لكنهم يحافظون على مذاهبهم عن طريق التبني ويعتقدون بالبعث ، والملائكة وبالعالم الآخر (50) . وكانوا من أشد خصوم المسيح : " كانوا من أشد خصوم المسيح خطراً عليه " (51).
2) الصديقيون : وهي تسمية من الأضداء ، لأنهم مشهورون بالإنكار ؛ فهم ينكرون البعث ، والحساب ، والجنة والنار ، وينكرون التلمود ، كما ينكرون الملائكة ، والمسيح المنتظر (52).
3) القرّاؤن : " تأتي تسميتهم من كفرهم بـ المشنا(53) ) والتلمود "(54) .
4) المتعصبون : " هم فرقة كانوا في فلسطين على صلة وثيقة بالفريسيين " (55)،" فكرهم من فكر الفريسيين ، لكنهم اتصفوا بهدم التسامح وبالعدوانية "(56) .
5) الكتبة : مهمتهم كتابه الشريعة: " مجموعة من اليهود كانت مهمتهم كتابة الشريعة لمن يطلبها "(57).وكانوا يقومون بوعظ الناس فكسبوا من وراء هذا الوعظ أموالاً طائلة ، " وقد ثروا ثراء فاحشاً على حساب مدارسهم ومريديهم "58 .المطلب الخامس :كتبهم
أهم كتب اليهود ما يلي :
العهد القديم": هو الذي وصل إلى اليهود بواسطة الأنبياء الذين كانوا قبل عيسىu" (59)،والعهد القديم ينقسم إلى قسمين :
1) التوراة : خمسة أسفار تنسب للأنبياء وهي :(سفر التكوين-سفر الخروج-سفر العدد- سفر التثنية- سفر اللاويين)
2) التلمود : وهو تفسيرات وإيض***ت للتوراة ،كتبها الحاخامات ، ومنـزلته لدى اليهود أهم من منـزلة التوراة : " ويحتل التلمود عند اليهود منـزله مهمة جداً تزيد منـزلة التوراة "(60).
جاء في كتاب شاغيجا"من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت دون من احتقر أقوال التوراة"(61).
وهو يتكون من جزأين :
v متن : ويسمى ( المشنا ) بمعنى المعرفة أو الشريعة المكررة .
vشرح : ويسمى ( جمارا ) ومعناه الإكمال (62).
المطلب الخامس:أعيادهم :
1) عيد الفصح : وهو عيد خروج بني إسرائيل من مصر (63).
2) عيد الظل : وهو عيد زراعي .
3) عيد السبت : ولا يجوز العمل عندهم في هذا اليوم ، لأن الله بزعمهم ارتاح فيه ، بعد أن خلق السماوات والأرض .
4) عيد الحانوكة : عيد له طبيعة سياسية وصهيونية. وهناك عدد آخر من أعياد اليهود كعيد البوريم – وعيد الحصاد – وعيد الأهلة – والهلال الجديد – ويوم التكفير – وزيارة بيت المقدس ،ومعظم هذه الأعياد ليست من أصل الدين اليهودي الذي جاء به موسى u
نقوول