فسحة
ليه أهلنا و احنا صغيرين صورونا بلابيص
المشهد الأول :
يحاول الأب بكل ما أوتى من حكمة خطها الزمان فى شعره الأبيض و صلعته الوقور أن يكون تافها .. يضخم أنفه , يحرك حاجبيه , يخرج لسانه .. و يصدر أصواتا مسرسعة و يستعين بالأم ليشكلا معا ( دويتو فكاهى ) , تبوء المحاولات بالفشل و يستمر الموضوع لأكثر من نصف ساعة يقوم خلالها الأب بعجين الفلاحة و نوم العازب , و تتخذ الأم الاسلوب التقليدى : انجغ .. انجغ .. انجغ
يتثاءب طفل صغير فى عامه الأول من الملل فيظنان - الأب و الأم - بأنه يبتسم و يسارعان بالتقاط الصورة المنشودة , يسود الصمت قليلا غير مصدقين نجاح المهمة ثم يصرخ الأب فرحا : معانا صورة لميدو و هو بلبوص .. هيييييه
المشهد الثانى :
فى عامه الرابع عشر تبدأ الأسئلة الجدية التى تحاول فهم الحياة من حولنا ( ماما هو انا جيت ازاى ؟؟) , ( بابا هو أنا ليه بيطلعلى شنب ؟ ) الا أن أسئلة ميدو كانت مختلفه عن أقرانه فى هذه المرحلة , فظل يتأمل السماء لأسبوعين متواصلين و بداخله سؤال واحد ( هو ليه بابا و ماما صورونى بلبوص و أنا صغير )
المشهد الثالث :
فى البدء يظن ميدو أنه حالة متفردة و أنه الصغير الوحيد الذى تلذذ أهله بتصويره عاريا .. و عندما صارحته بأننى أمتلك ذات الصور و ان كل مصر تقريبا تملك صورا يبتسمون فيها و هم بلابيص أصبح وقع الموضوع أخف عليه , البعض قال له أن ما حدث معه عملية ( اسقاط نفسى ) و أن الاباء يتمنون أن يروا أنفسهم بلابيص الا أنهم لا يقدرون هذا الاقدام على مثل هذه الخطوة لكنه لم يقتنع بذلك بعدما شاهد أحد أفلام ( حسام أبو الفتوح ) , البعض الاخر قال بان الصورة يتخذها الأباء كورقة ضغط على الابن اذا حاول الانفلات و الخروج عن طوعه بمعنى انها وسيلة مناسبة لابتزازك عندما تكون , لكن هذا الرأى تبدد سريعا عندما أخبرته بأنه يستطيع قلب الطاولة عليه بادعاء أنه مش ابنه من الأساس , و حينها سيخشى الأب من تحليل الDna ليطلع فعلا مش أبوك .. و قبل أن يصيب الموضوع ميدو بالجنون نصحته أن يحرق الصورة
ميدو قرر ألا يثير هذا الموضوع أمام خطيبته ( المزة ) حتى لا يفقدها فأحيانا يكون الواقع مبررا قويا لعدم الاهتمام بالفلسفة
المشهد الخامس :
تظل الأسئلة الجدلية رواسب عالقة فى ذاكرة الانسان تدفعه لابداع لذلك أجاد ايليا أبو ماضى فى نظم الرواسب العالقة .. لذلك أيضا أمسك ميدو بموبايله لمدة ساعة .. يضخم أنفه .. يحرك حاجبيه و يخرج لسانه .. و يصدر أصواتا مسرسعة و يستعين بزوجته التى لم تصبح ( مزة ) بعد الزواج و الولادة .. الاسلوب التقليدى الذى لا يزال ساريا : انجغ .. انجغ .. انجغ
ثم .. تك .. تسجل عدسة الموبايل صورة لأبنه ممدوح .. و بذلك جعل ميدو من أسئلته الجدلية خلفية شاشة رائعة .. سيتم تداولها بالبلوتوث بعد ذلك دون أن تجيب عن تساؤله .. هو أهلنا صورونا بلابيص ليه ؟؟ !
أنا كده خلصت الفسحة
أنتظروا الحصة الرابعة
تحياتى
STRQUEEN