25-06-2010, 07:20 AM
|
#9
|
|
• الانـتـسـاب » Jun 2010
|
• رقـم العـضـويـة » 71395
|
• المشـــاركـات » 1,144
|
• الـدولـة » Say3 fel montada ^^
|
• الـهـوايـة »
|
• اسـم الـسـيـرفـر »
|
• الـجـنـس »
|
• نقـاط التقييم » 10
|
|
|
تابع الغزوات
غزوه الخندق(الاحزاب)
بعد غزوة أحد أظلت المدينة سحابة حزن لفقد الأحبة شهداء في سبيل الله.. وخيم السكون حيناً على الجزيرة العربية. ولم يكن ذلك الهدوء الذي أظل المدينة إلاّ بداية لتحزب الأحزاب من ملل الكفر والشرك، يتحينون الفرص ويسابقون إلى العداوة! فلا يهنأ لهم بال ولا يقر لهم قرار حتى يكون معقل الإسلام ومدينته تحت أيديهم يجوسون فيها تقتيلاً وإفساداً. {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سورة البروج: 10].
في السنة الخامسة للهجرة خرجت شرذمة من اليهود نحو كفار مكة ليأنبوهم ويحرضوهم على غزو المدينة، ومحاولة استئصال شأفة الإسلام، وقتل محمد صلى الله عليه وسلم، والتنكيل بأصحابة! ثم خرج الرهط يحمل الحقد والكراهية للمسلمين نحو غطفان ليكتمل عقد الأحزاب.
وتداعت الجموع وأقبل الشر بخيله ورجله، فخرجت من الجنوب قريش وكنانة وأهل تهامة، ووافاهم بنو سليم وخرجت من الشرق قبائل غطفان وكذلك خرجت بنو أسد. واتجهت الأحزاب الكافرة صوب المدينة حتى تجمع حولها جيش عرمرم يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل! جيش يزيد عدده على سكان المدينة رجالاً ونساءاً، صغاراً وكباراً! في جوع منهم شديد، وبرد وزمهرير، وعدة قليلة، وما عند الله خير وأبقى!
إجتمع الأحزاب حول المدينة لسبب واحد لا غير وإن اختلفت الألسن {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} [سورة البقرة: 217].
وفي هذا الجو المكفهر والكرب الشديد إنقسم أهل المدينة إلى قسمين: قسم آمن بوعد الله وصدق بنصر رسالته {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [سورة الأحزاب: 22].
فشدوا للقتال وقدموا المهج والأرواح وبذلوا الأسباب بحفر الخندق وحراسة المدينة ليل نهار مع ما أصابهم من الجوع والفاقة، فقد كان طعام الجيش قليلاً من الشعير يخلط بدهن سنخ متغير الرائحة لقدمه، ويطبخ فيأكلونه رغم طعمه الكرية ورائحته المنتنة لفرط الجوع، وأحياناً لا يجدون سوى التمر وقد يلبثون ثلاثة أيّام لا يذوقون طعاماً! وكان أشد أمر عليهم نجم النفاق وفشل النّاس وعظم البلاء واشتداد الخوف وخيف على الذراري والنساء فقد أحاطوا بالجميع وادلهم الخطب بالأمة {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ} [الأحزاب:10]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت العصيب يبشرهم بأمر عظيم! قال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول صلى الله عليه وسلم، فجاء وأخذ المعول فقال: «بسم الله، ثم ضرب ضربة، وقال: الله كبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إنّي لأنظر إلى قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: الله أكبر، أعطيت فارس، والله إنّي لأبصر قصر المدائن الآن، ثم ضرب الثالثة فقال: بسم الله فقطع بقية الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتح اليمن، والله إنّي لأبصر صنعاء من مكاني».
والنبي صلى الله عليه وسلم يبشر ويرفع من عزائم الصحابة وكان أحدهم من شدة الجوع يرفع عن بطنه الحجر فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه الشريف حجرين!
وأمّا أهل النفاق وضعفاء النفوس ممن أثّر فيهم الإرجاف فقد تزعزعت قلوبهم وانخلعت صدورهم لرؤية الجموع والعدد والعدة {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً} [سورة الأحزاب: 13]. وقال المنافقون في ما بشر النبي صلى الله عليه وسلم من خزائن كسرى وقيصر: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط، وقالوا تنصلاً من الجهاد وهرباً منه: {وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً} [سورة الأحزاب: 113].
واشتغل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمقارعة العدو وأخذ العدة وحفر الخندق حتى فاتت المسلمين بعض الصلوات، ففي الصحيحين أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء يوم الخندق فجعل يسب كفار قريش، فقال: يا رسول الله! ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله ما صليت» وقد أهم النبي صلى الله عليه وسلم فوات الصلاة فدعا عليهم «ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم ناراً كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس»، وبقيت الساعات العصيبة أيّاما وليال وزادها سوء نقض بني قريظة العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم فاكتمل عقد الأحزاب حول المدينة الصامدة! ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم غدر بني قريظة تقنع بثوبه واضطجع ومكث طويلا حتى اشتد على النّاس البلاء ثم نهض يقول: «الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله ونصره»! وسعى النبي صلى الله عليه وسلم لمجابهة الظرف العصيب وأن يفرق جمعهم فأراد أن يصالح غطفان على ثلث ثمار المدينة حتى ينصرفوا وتخف الوطأة على المسلمين فيلحقوا بقريش الهزيمة.
واستشار صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وسعد بن عباده رضي الله عنهما في الأمر، فقالا: يا رسول الله؛ إن كان الله أمرك بهذا فسمعاً لله وطاعة، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه، لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلاّ قرى أو بيعاً، فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك تعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلاّ السيف. فصوب رأيهما وقال: «إنّما هو شيء أصنعه لكم، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة».
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الأيّام الصعبة يبعث الحرس إلى المدينة لئلا تؤتى الذراري والنساء على حين غرّه! فالأمر مهول والأحزاب تسمع أصواتهم، والنبال تصل إلى خيل المسلمين! وقد وصف الله عز وجل تلك الساعات العصيبة بوصف عجيب كأن العين تراهم، فقال تعالى: {وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} [سورة الأحزاب: 10- 11].
ولما أمر الله عز وجل بانجلاء الغمة وتفريج الكربة صنع أمراً من عنده، خذل به العدو وهزم جموعهم وفل حدهم، وساق نعيم بن مسعود للتفريق بينهم! والنبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إلى السماء «اللّهم منزل الكتاب سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللّهم اهزمهم وزلزلهم» وكان المسلمون يدعون ربهم "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا".
فاستجاب الله الدعاء وبلغ الأمل وأذن بالنصر، و أرسل جنوداً من الرعب والريح قلبت قلوبهم وقدورهم، وقوضت قوتهم وخيامهم ودفنت رحالهم وآمالهم، فلم تدع قدراً إلاّ كفأتها ولا طنباً إلا قلعته! ولا قلباً إلاّ أهلعته وأرعبته.
وبعد معركة الأحزاب أزفت البشائر وأشرقت المدينة، بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم»، وفي اجتماع الأحزاب في أزمنة متفرقة ومرات عديدة خلال العصور، حكمة بالغة في الرجوع إلى الله، وصدق التوكل عليه، والإنابة والذل وإظهار الحاجة، وبذل الغالي لهذا الدين، قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [سورة التوبة: 32].
قال ابن القيم رحمه الله: "ومن ظن إزالة أهل الكفر على أهل الإسلام إزالة تامة فقد ظن بالله السوء". وعلى مر العصور وتقلب الدهور قول الصادق صلى الله عليه وسلم «بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والتمكين»، لكن الأمر مشروط بشروطه، ومقيد بقيوده {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [سورة محمد: 17].
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
شرح أخر للغزوه
كانت في سنة خمس من الهجرة، جمعت قريش العرب وحرضت الناس على حرب رسول الله وكان (صلى الله عليه وآله) أجلا بني النضير وهم بطن من اليهود من المدينة وساروا إلى خيبر فخرج رئيسهم حي بن أخطب إلى قريش بمكة وعاهدهم على حرب النبي وقال لهم: إنه قد بقي من قومه سبعمائة نفر في المدينة وهم بنو قريضة وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وأنه يحملهم على نقض العهد ليكونوا معهم، فسار معه أبو سفيان وغيره من رؤساء قريش في قبائل العرب حتى اجتمع على قتال النبي قدر عشرة آلاف مقاتل من قريش كنانة والأقرع بن حابس في قومه، وعباس بن مرداس في بني سليم، فبلغ ذلك رسول الله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمائة رجل فأجمع رأيهم على المقام في المدينة وحرب القوم إذا جاءوا إليهم فقبل منهم النبي ذلك، فقال سلمان: يا رسول الله إن القليل لا يقاوم الكثير، قال: ماذا نصنع؟ قال: نحفر خندقاً يكون بينك وبينهم حجاباً فيمكنك منعهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمتنا دهماء من عدونا نحفر الخنادق فتكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبرائيل على رسول الله فقال: أشار سلمان بالصواب فأمر (صلى الله عليه وآله) بمسحه من ناحية أحد إلى رانج وجعل على كل عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوماً من المهاجرين والأنصار يحفرونه فأمر وحملت المساحي والمعاول وبدأ رسول الله بنفسه وأخذ معولاً فحفر في موضع المهاجرين وأمير المؤمنين ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله وعي وقال: لا عيش إلاَّ عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرين.
فلمّا نظر الناس إلى رسول الله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب فلما كمل الخندق أقبلت قريش ومعهم اليهود، فلما نزلوا العقيق جاء حي بن أخطب إلى بني قريضة في جوف الليل وكان موضعهم من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمى ببئر بني المطلب، وكان لهم حصن قد أغلقوه وتمسكوا بعهد رسول الله فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسيد فقال له: من أنت؟ قال: حي بن أخطب قد جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتني بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت الرعاية وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بني ذبيان ولا يفلت محمد وأصحابه من هذا الجمع أبداً فافتح الباب وانقض العهد بينك وبين محمد فطال بينهما الجدال حتى أمر كعب بفتح باب الحصن فدخل حي بن أخطب، فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذي بينك وبين محمد ولا ترد رأيي فإن محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً فإن فاتك هذا الوقت لم تدرك مثله أبداً، واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود فقال لهم كعب: ما ترون؟ قالوا: أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا وعقدنا فإن نقضت نقضنا معك، وإن أقمت أقمنا معك وإن خرجت خرجنا معك.
وقال زهير بن ناطا ـ وكان شيخاً كبيراً مجرباً قد ذهب بصره ـ: قرأت في التوراة التي أنزلها الله: يبعث نبي في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهجره إلى المدينة يركب الحمار العري ويلبس الشملة ويجتزئ بالكسيرات والتميرات وهو الضحوك القتال في عينيه حمرة وبين كتفيه النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر فإن كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء وجمعهم ولو نرى على هذه الجبال الرواسي لغلبها، فقال حي: ليس هذا ذاك. ذلك النبي من بني إسرائيل وهذا من العرب من وُلد إسماعيل ولا يكون بنو إسرائيل أتباعاً لولد إسماعيل أبداً لأن الله قد فضلهم على الناس جميعاً وجعل منهم النبوة والملك، وقد عهد إلينا موسى أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار وليس مع محمد آية وإنما جمعهم جمعاً وسحرهم ويريد أن يغلبهم بذلك فلم يزل حي يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه وأخرجوا له كتاب العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله فمزقه وقال: تجهزوا للقتال، ورجع إلى قريش وأخبرهم بنقض بني قريضة العهد ففرحوا بذلك وجاء نعيم بن مسعود إلى رسول الله وكان قد أسلم قبل قدوم قريش واليهود فأذن له فجاء إلى أبي سفيان وقال: بلغني أن محمداً قد وافق اليهود أن يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بنو النظير وقينقاع فلا يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهناً من الرجال لتأمنوا مكرهم وغدرهم، فقبل منه أبو سفيان ذلك وأخبر قريشاً فصمموا على أخذ الرهن من اليهود، وجاء نعيم إلى بني قريضة فقال لكعب: تعلم مودتي لكم وقد بلغني أن أبا سفيان قال نخرج هؤلاء اليهود ونضعهم في نحر محمد فإن ظفروا كان الذكر لنا دونهم وإن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فخذوا منهم رهناً عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم إن لم يظفروا بمحمد يردوا عليكم بين محمد وبينكم لئلا يغزوكم محمد ويقتلكم إن ولت قريش فقالوا: أحسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج حتى نأخذ منهم رهناً ولم يخرجوا.
وأقبلت الأحزاب فهال المسلمين أمرهم وكان أكبر همٍّ دخل المسلمين أن عمرو بن عبد ودّ العامرين الذي كانت العرب تضرب بشجاعته المثل كان مع المشركين وكان عدد المشركين ثمانية عشر ألفاً والمسلمون ثلاثة آلاف والمسلمون كأن على رؤوسهم الطير لمكان عمرو، وكان النبي يدعو الله على الأحزاب بالهزيمة ويشجع المسلمين وأقبل عمرو بن عبد ود مع جمع من الفوارس منهم عكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وهبيرة بن أبي وهب ومرداس الفهري ونوفل بن عبد الله، ولما رأوا الخندق قالوا: مكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم ضربوا خيولهم فاقتحمت بهم الخندق وجاءت بهم فيما بين الخندق وسلع والمسلمون وقوف لا يقدم أحد منهم عليهم وجعل عمرو بن عبد ودّ يدعو إلى البراز ويُعرض المسلمون فركز رمحه في الأرض وأقبل يجول جولة ويرتجز ويقول:
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز ووقفت إذ جبن الشجاع مواقف القرم المناجز
إني كذلك لم أزل متسرعاً نحو الهـــــــــزاهر إن الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من لهذا ال***. فلم يجبه أحد من المسلمين.
قال الكراجكي (رحمه الله): قال النبي ثلاث مرات: أيكم يبرز إلى عمرو وأضمن له على الله الجنة. وفي كل مرّة كان يقوم علي (عليه السلام) والقوم ناكسي رؤوسهم.
قال: علي بن إبراهيم فوثب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أنا له يا رسول الله، فقال: يا علي هذا عمرو بن ود فارس بليل، قال (عليه السلام): وأنا علي بن أبي طالب، فقال له رسول الله: ادن مني فدنا منه فعمّمه بيده ودفع إليه ذا الفقار وقال: اذهب وقاتل بهذا، وقال: اللهمَّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته. فمر أمير المؤمنين يهرول وهو يقول:
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نـية وبصيرة والصدق منجي كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجـــــــنائز من ضربة نجلاء يبقى صيتها بعد الهزائز
قال عمرو: ومن أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وختنه، فقال: والله إن أباك كان لي صديقاً وإني أكره أن أقتلك ما آمن ابن عمك حين بعثك إليّ أن أختطفك برمحي هذا فأتركك بين السماء والأرض لا حي ولا ميت، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): قد علم ابن عمي أنك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة، فقال عمرو: كلتاهما لك يا علي تلك إذن قسمة ضيزى، فقال له: دع عنك هذا يا عمرو إني سمعتك وأنت متعلق بأستار الكعبة تقول: لا يعرض عليّ أحد بثلاثة خصال إلاَّ أجبته إلى واحدة منها وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة! فقال: هات يا علي، فقال: الأولى: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، قال: نحِّ عني هذا، قال فالثانية: أن ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله فإن يك صادقاً فأنتم أعلا به عيناً وإن يك كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره، فقال: إذن تتحدث نساء العرب بذلك وتنشد الشعراء بأشعارها أني جبنت عن الحرب ورجعت على عقبي وخذلت قوماً رأّسوني عليهم، فقال له أمير المؤمنين: فالثالثة: أن تنزل إليّ فإنك راكب وأنا راجل حتى أنابذك، فوثب عن فرسه وعرقبه وقال: هذه خصلة ما ظننت أحداً من العرب يسومني عليها.
ثم بدأ فضرب أمير المؤمنين بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين بالدرقة فقطعها وثبت السيف على رأسه، فقال له أمير المؤمنين: يا عمرو أما كفاك أني بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت علي ظهير فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين مسرعاً على ساقيه فقطعهما جميعاً وارتفعت بينهما عجاجة فقال المنافقون: قتل علي بن أبي طالب، ثم انكشفت العجاجة وإذا أمير المؤمنين على صدر عمرو قد أخذ بلحيته يحز برأسه، فلما ذبحه أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده:
أنا علي وابن عبد المطلب الموت خير للفتى من الهرب
فقال رسول الله: يا علي ماكرته؟ فقال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة.
قال: جماعة، منهم الكراجكي: فلما برز أمير المؤمنين إلى عمرو قال رسول الله: برز الإيمان كله إلى الشرك كله، فما كان أسرع إلى أن صرعه علي وجلس على صدره فقال له لما همّ أن يذبحه: يا علي قد جلست مني مجلساً عظيماً فإذا قتلتني فلا تسلبني حلتي، فقال: هي أهون علي من ذلك، وذبحه وأتى برأسه إلى النبي فاستقبله (صلوات الله عليه وآله) وجعل يمسح الغبار عن عينيه وقال له: يا علي لو وزن اليوم عملك بعمل جميع أمة محمد وذلك أنه لم يبق بيت من المشركين إلاَّ وقد دخله ذلّ بقتل عمرو ولم يبق بيت من المسلمين إلاّ وقد دخله عز بقتل عمرو. أما أصحاب عمرو الذين كانوا معه لما رأوا ما حل بصاحبهم انهزموا حتى اقتحمت خيولهم الخندق وتبادر أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ينظرون إليهم فوجدوا نوفل بن عبد الله في جوف الخندق لم ينهض به فرسه فرموه بالحجارة فصاح قتله أجمل من هذه فنزل إليه أمير المؤمنين فقتله ولحق هبيرة وضرب قربوس سرجه وسقطت درع كانت له ونجى البقية فلما رآهم قومهم وهت عزائمهم ولم يجدوا بداً من الهزيمة والفرار كما قال الله تعالى: (وردّ الله الذين كفروا بغيظهم وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قوياً عزيزاً).
ولما نعي عمرو إلى أخته شقت جيبها وجاءت إلى مصرعه وجلست عند رأسه فلما نظرت إليه غير مسلوب قالت: من قتله؟ فقيل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنشدت:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله لكـــنت أبكي عليه دائم الأبد
لكن قاتله من لا يعـــــــاب به وكان يدعى أبوه بيضة البلد
ووقع الوهن في المشركين وكفى الله المؤمنين القتال بعلي.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
الدروس المستفاده من الغزوه
1- الشورى وأخذ النبى برأى الاغلبيه رغم ميله للرأى الاخر ارساء لقواعد حريه الرأى
2- الالتزام باوامر القائد والطاعه ضروره قسوى فى الحروب
3- الطمع فى عرض الدنيا يؤدى للفشل والهزيمه
4- ان الله ينصر من ينصره و يطيعه
5- ضروره الاخذ باسباب النصر والاستعداد بكل الوسائل
6- الله ينصر من يشاء
7- مواجهه المواقف الصعبه بشجاعه وايمان وصبر
8 -الثقه فى ان نصر الله قادم حتى فى اصعب الظروف
دعاء
*~*~*~*~*~*~*~*~*
اسألوا الله جل وعلا أن ينصر إخوانكم المسلمين في كل مكان في وأن يرفع عنهم الكرب وأن يشفي مريضهم ويداوي جريحهم ويقبل شهيدهم وأن يرفع راية الحق وأن يحفظ المسجد الأقصى وأن يكشف راية النفاق وأن يدمر الصهاينة اليهود الحاقدين والشيوعيين المجرمين ومن عاونهم تدميرا هو ولي ذلك والقادر عليه
و للحديث بقيه.... دمتم فى حفظ الله ورعايته
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة ThuS ; 25-06-2010 الساعة 09:02 AM
|