خرج من حجرة الطبيب مطأط الرأس واهن القوى فاقد الامل يجر قدميه على الارض بصعوبه ويجر خلفه تلال من الالم واليأس .
يحمل بيديه المتراخيتين أوراق التحاليل و الأشعه الخاصه به .
ويتذكر ما أخبره به الطبيب للتو من أن مرضه لا أمل فى الشفاء منه و أنه لن يتمكن من الأنجاب بأى حال .
لقد وقع ما كان يخشاه طوال حياته ولن يستطيع الانجاب .
لقد أصبح الكابوس حقيقه لا فرار منها .
ماهو الأمل الذى سيحيا من أجله ؟
ما هو الغد الذى سيتحمل لينتظره ؟
لقد أصبحت جميع أحلامه بلا قيمه على أعتاب ذلك الخبر الأليم
ظل يفكر و مرارة اليأس تعتصر قلبه والدمع يترقرق كالحمم فى مقلتيه
و لسانه لايكف عن ترديد جمله واحده ( انا لله وانا أليه راجعون )
ظل يرددها بمنتهى المراره و منتهى معاناه والصبر .
و تذكر زوجته ماذا عن تلك المسكينه ؟ هل ذنبها أنها أحبته ؟
هل سيقبل أن تتعذب معها وتضيع أحلامها هى الأخرى أم سيختار لنفسه المذيد من العذاب ويفارقها ؟
لم تعد دموع عينيه تكفيه و سارت أنفاسه لهيب المراره وصدره ينتفض كمرجل .
لم يعد يرى الطريق من خلف دموعه لم يعد يسمع من هول شروده
فصدمته سياره وهو يعبر الطريق .
صدمته فى شده فألقت به الى الجانب الاخر من الطريق
ليسقط تحت عجلات حافلة النقل العام فتقضى على حياته
وأخر مايردده لسانه ( وانا أليه راجعون )