أوان الوقت
أبي.. لماذا نحمي الاحتلال؟
ربما سيسأل الطفل أباه وهما متوجهان إلى اعتصامات أو تظاهرات تندد بالحرب على غزة، أو ربما تندد بحروب مستقبلية تمس المواجهة المصيرية طال الزمان أو قصر.
بهذا السؤال سيستحيل الجواب إلى لعثمة ولثغة في اللسان، سيستحيل الجواب شيئا آخر لم يعهده الطفل من أبيه، ترى لماذا نحمي الاحتلال؟ لأن كل ما يحدث من تحولات يؤكد على أننا نحمي الاحتلال؟ لكن لماذا.. لا أحد يعرف؟
فالمثقفون الجدد والحكومات ينأون بأنفسهم عن هذه الحرب لمجرد أن جماعة اسمها (حماس) شاءت الأقدار لها أن تكون في المقدمة، لكن ماذا عن الشعب كله؟
ولهذا يصر هؤلاء بأن المدنيين والشعب بأسره وقعوا ضحية (حماس) أو (المقاومة) ولم يعلموا بأن هؤلاء مجتمعين هم ضحايا الاحتلال، بهذه الأساليب المنمقة راح الكثيرون ممن يصفون أنفسهم بالمهنيين والمثقفين والمتشدقين بإعمال العقل إلى وصف ما يحدث الآن في غزة، فيما العالم بأسره يبكي على أية قطرة دم تراق باسم أي شيء.
في تاريخ البشرية، لا أعرف مجتمعات ساوى مثقفوها بين الضحية والجلاد إلا عندنا نحن العرب، لأن النظرية ببساطة تقول، إذا كان هناك احتلال فلا بد أن تكون هناك مقاومة.. أياً كانت هويتها أو تسميتها، ولهذا فإن تحميل المقاومة سبب تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة كلام خانق وحانق في الوقت ذاته، لأنهم ببساطة تجاهلوا عن سوء نية وجود الاحتلال، وهو المعني الأول بالموضوع.
ولهذا سأشاطر الطفل سؤاله.. وأقف في مظاهرة أو اعتصام لأقول الآتي: لماذا نحمي الاحتلال؟