بسم الله الرحمن لرحيم
اولا لا حرج فى الدين
2- انا عايز ابدأ سلسلة لاصلاح قلوبنا و كل واحد عليز موضوع و باذن الله انكش فى الكتب و اجيبها و كلنا نستفيد و نعلم غيرنا و كلوا فى ميزان حسناتنا انا عارف ان الموضوع مكانه القسم الدينى بس للاسف محدش بيخشة فارجو ان تكون مثبتة خنا فى اجمل القسم لكى تتم الا ستفادة 1- الدرس الاول (كيفية التخلص من العادة السرية )
2- لو لاقيت اقبال هاعمل باذن الله (التوبة)
3-الخشوع فى الصلاة
بداية يبدو أننا متفقون أن هذه العادة سيئة ، وعلينا السعي للتخلص منها ؛
كونها " عادة " أي اعتادت النفس على فعلها ، حتى أمست شيئا من السلوك العام للفرد ، فهي ذات جذور في النفس ، وليست أمرا عابرا ، مرة أو مرتين في الحياة ، فهي متكررة وعادة لدى من ابتلي بها .
وكونها " سرية " أي تكون بين المرء وذاته ، لا يطلع عليه أحد إلا الله ، ثم الملائكة التي معه، ولا يمكن أن تنتقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية ، وإلا أمست مجاهرة بالمعصية والفسوق أمام الجميع .
فما الذي يجعل شيئا ما ، أي شي ، ما الذي يجعله في سلوكنا " عادة " ؟ وكيف يتكون سلوك ما ويتكرر بشكل دوري فيمسي عادة ؟
هناك قاعدة متسلسلة تقول :
ازرع فكرة .. تحصد فعلاً
ازرع فعلاً .. تحصد عادة
ازرع عادة .. تحصد شخصيا
ازرع شخصية .. تحصد مصيراً
فالعادة كان قبلها فعل متكرر حتى أصبح عادة ، والفعل المتكرر كان قبله فكرة أو أفكار تتوالى ، حتى نتج الفعل واستقر .. ثم تتوالى السلسلة لنصل إلى عادات تصنع شخصية ، وشخصية تصنع مصير المرء .
وفي محاولة لعلاج هذه العادة السيئة يجب أن نعي هذا التسلسل ، على الأقل في الجزء الأول منه ، الذي يحوي الفكرة ، والفعل ، والعادة .
ما قبل البدء ..
علينا أن نتذكر جملة من المعاني المهمة ، تعيننا في الطريق ، حتى نكون غير حالمين في المعالجة الإيمانية .
* العادة السرية : لا يوجد دليل يجعلها في مرتبة الزنا ، ويخطئ بعض الفقهاء في ربطها بآيات نزلت في الزنا ، كمثل قول الله تعالى عز وجل : { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } [ المؤمنون : 5-6 ] . قال الإمام ابن كثير : " أي والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا ولواط لا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم . " . إن جعل العادة السرية التي يمارسها المرء مع نفسه ، لا يمكن أن تكون كالزنا واللواط ، ولا يوجد دليل صحيح على ذلك .
* العادة السرية : ذنب بين المرء العبد وربه ، لها آثاراها الإيمانية على المرء ، وكأي ذنب يجب أن نتعامل معه بروح إيمانية ؛ قال عليه الصلاة والسلام : ( ما من عبد يذنب ذنباً، فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله إلا غفر له ) رواه أبو داود . هكذا فلننظر لها ونتعامل معها ؛ لأن أي ذنب يقع فيه المرء لها آثاره النفسية التي تأسره عن العمل الصالح والانطلاق من جديد ، وهذا الحديث يعطينا الحل ويعطينا بدء الانطلاقة من جديد ، كي لا يأسرنا الشيطان ويزيد من المعصية ، ومن ثم يزيد من آثارها .
* العادة السرية : عادة ما تبدأ في التكون في شخصية المرء في مرحلة المراهقة والشباب ، وهذه المرحلة من أصعب المراحل في حياة المرء ، ومن أكثر المراحل التي تسهم في تشكيل شخصية المرء بعامة ، ولا يسلم من هذه المرحلة أحد إلا من رحم الله ووقاه شرور المعاصي ، ومن ثم علينا أن ندرك أن الوقوع في الخطأ والمعصية أمر متوقع من الناس بعامة في هذه المرحلة ، وليس المرء ملَكا من الملائكة ، كي لا تثار شهوته ، ولا تتحرك غرائزه ؛ قال عليه الصلاة والسلام : ( ولو لم تذنبوا لجاء الله بخلق لكي يذنبوا فيغفر لهم ) من حديث أبي هريرة عند الترمذي والدارمي . جلد الذات وتقريعها والشعور بأن المرء قد هلك ، لا يجدي شيئا في العلاج .
* العادة السرية : تمتع للحظات ، يتبعه ألم وحسرة في القلب ، يشعر به المرء في نفسه ، ولو أننا نقلنا هذا الألم إلى صورة محسوسة ، لأدركنا كيف يؤثر في الشخصية ؛ فلو أن كل مرة يرتكب فيها المرء العادة السرية ظهرت في وجهه - مثلاً - نقطة سوداء ، في كل مرة يفعل فيها العادة السرية تخرج النقطة السوداء بدلاً من الألم النفسي ، ومع مرور الأيام ، كيف سنتخيل شكل وجه المرء ؟!
لا شك أنه مشوه وقبيح . هذا المثال المحسوس الآن ، كيف سنتخيل نفسية المرء وهو في كل مرة روحه ونفسيته تتأثر سلبا ، في كل مرة ينكت في القلب نكتة سوداء ، صحيح أنه يعالجها بالتوبة والصلاة كما ذكرنا ، لكن لو تعودت النفس وتكرر الفعل ، فقد لا تجدي صلاة ركعتين مع الكثير الكثير من النقاط السوداء في النفس ، ومع مرور الوقت ، هل نتخيل أن نفسية هذا الأخ منا نفسية سليمة صحيحة ؟ هل يستوي هو ومن أقلع وسلم وتطهر ؟ هل يستويان ؟!! ، بالتأكيد لا .
بسم الله ..
نبدأ الآن في وضع نقاط للتخلص من العادة ، ولابد أن نعي النقاط السابقة ، وبعمق ، لأنها أساس .
* أنت المسئول : الأول عن إقلاعك من هذه العادة السيئة ، فهي شخصيتك وهي ذاتك ، إما أن تشوهها وإما أن تزينها ، ولا تظن أن أحداً سوف يكون معك في الحالين ، حالة الشخصية المشوهة لا سمح الله ، أو حال الشخصية المباركة بإذن الله ، أنت المسئول .
* عمّر أفكارك : بالمفيد النافع ، بدلا من أن تتوارد عليك الأفكار القديمة ، أو المهيجة ، أبدلها بأفكار أخرى جميلة :
- لا تجالس الأصدقاء الذين لا يفيدونك في آخرتك ودنياك بشيء مفيد .
- اشرح صدرك بالقرآن الكريم في كل حين ، فهو الزاد الأول للقلب والعقل والروح.
- طالع كثيرا في الكتب التي تحب ، وابتعد عن قراءة ما يثير .
- مارس الرياضة بشكل دوري ، وقد ثبت علمياً أن مقدار الطاقة العصبية التي تنفق في العادة السرية لمرة واحد تعدل الجري لعدة كيلومترات ، ولك أن تجرب .
- استمع دائماً لشيء تحبه ، أناشيد ، محاضرات ، تلاوات ، كي لا يكون الفكر راجعا لتلك المناظر القديمة .
* خالط أهل الخير : ولا تكن حبيس أفكارك ، بل احرص على الخلطة المباركة ، تتعلم من هذا وتستفيد من هذا ، وتتأدب مع ذاك .
* ابتعد عن السرية : فلا تقفل باب غرفتك عليك ، وتذكر أن الله معك والملائكة تراك، فلم تقفل الأبواب؟! ، لا تقفلها مطلقاً .
* اجعل القرآن معك : فاجعل جهاز التسجيل عند رأسك ، ولا تنم إلا والقرآن يتلى عليك ، تطرد به الشيطان من الغرفة ، ومن نفسك ، وتنام على ذكر الله .
* أذكار النوم : لا تنساها مطلقا ، فقد كان عليه الصلاة والسلام : يجمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ فيهما: ( سورة الإخلاص ) ، (سورة الفلق ) ، ( سورة الناس ) .. ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ( يفعل ذلك ثلاث مرات) .
* تضرع إلى الله : لا شك أن العادة السرية بلوى ، ومن ابتلي بشيء لجأ إلى الله ، فعندما مرض سيدنا أيوب ـ عليه السلام ـ بات يردد : { أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } فالهج بها ورددها ولا تفتر عنها ، فقد كان بعض السلف يردد آية واحدة في قيامه لليل ليلة كاملة . رددها أخي وسترى رحمة الله بك .
* يوسف قدوتك : عليه السلام ، فعندما خاف على نفسه تضرع وقال : { وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ } . فكن ملحاحاً على الله تعالى في أن يصرف عنك هذا الهم والتعب ، فقد استجاب الله ليوسف وصرف عنه كيد النساء ، ولن يخذلك أخي ، فقط كن صادقاً ملحاحاً ، غير متلذذ بعادة قبيحة .
هذه إخواني الأحبة بعض التوجيهات ؛ من خلال تجربة واطلاع على كثير مما كتب وقيل في هذا الأمر ، ويظل الأمر راجعاً لك ، ولقوة إرادتك ، فكن القوي الذي يتحكم في نفسه ، ولا تتحكم فيه لذة لدقائق .
وفقكم الله وسدد دربكم لعادات الخير والرقي والتميز في حياتكم ، وفق شرع الله المجيد ، وهدي نبيه الأمين