* ومتى أتممت ما عليك من طواف وسعى ورمى جمرات فأقم أيها الحاج بمكة المكرمة مستمتعا بالكعبة طوافا ونظرا وبالمسجد الحرام صلاة ودعاء وإستغفارا وقراءة قرءان حتى يؤذن لك بالخروج للسفر إلى بلدك ، أو إلى حرم الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة أن لم تكن شددت الرحال إليه أولا وسعدت بالسلام على الرسول عليه الصلاة والسلام والصلاة فى الروضة الشريفة قبل أداء الحج
طواف الوداع
* سمى بهذا الإسم لأنه توديع البيت ، ويطلق عليه طواف الصدر لأنه عند صدور الناس من مكة ، وهو طواف لا رمل فيه وهو آخر ما يفعله الحاج الغير مكى عند إرادة السفر من مكة لأن المكى مقيم بمكة وملازم لها فلا وداع بالنسبة له ، كذلك الحائض لا يشرع فى حقها ولا يلزم بتركها له شئ
حكمه
* إتفق العلماء على أنه مشروع لقول النبى عليه الصلاة والسلام (لا ينفر أحدكم حتى يكون آخر عهده فى البيت)
* وأختلفوا فى حكمه : فقال مالك وداود وإبن المنذر إنه سنة لايجب بتركه شئ وهو قول الشافعى
* وقال الأحناف والحنابلة ورواية عن الشافعى إنه واجب يلزم بتركه دم
وقته
* بعد أن يفرغ المرء من جميع أعماله ويريد السفر ليكون آخر عهده بالبيت ، فإذا طاف الحاج سافر فورا دون أن يشتغل ببيع أو بشراء ولا يقيم زمنا ، فإن فعل شيئا من ذلك أعاده اللهم إذا قضى حاجة فى طريقه أو إشترى شيئا لاغنى عنه من طعام فلا يعيد لذلك لأن هذا لايخرجه من أن يكون آخر عهده بالبيت
دعاء طواف الوداع
* (إن الذى فرض عليك القرءان لرادك إلى معاد ، يامعيدا أعدنى ، وياسميع أسمعنى ، ياجبار أجبرنى ، ياستار أسترنى ، يارحمن أرحمنى ، يارداد أرددنى إلى بيتك هذا ، وأرزقنى العود ثم العود مرات بعد مرات ، تائبين عابدين سائحين لربنا حامدين ، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، اللهم أكتب السلامة والعافية والغنيمة لنا ولعبيدك الحجاج والزوار والغزاة والمسافرين والمقيمين فى برك وبحرك من أمة محمد عليه الصلاة والسلام أجمعين ، اللهم أحفظنى عن يمينى وعن يسارى ومن فوقى ومن تحتى حتى توصلنى إلى أهلى وبلدى فإذا أوصلتنى إلى أهلى وبلدى أسألك أن لاتخلينى من رحمتك طرفة عين ولا أقل من ذلك ، اللهم كن لنا صاحبا فى سفرنا وخليفة فى أهلنا وأطم على وجوه أعدائنا وأمسخهم على مكانتهم فلا يستطيعون المضى والمجئ إلينا ، اللهم إرحمنى بترك المعاصى وما لايعنينى وما أبقيتنى وأرحمنى أن أتكلف ما لايعنينى وأرزقنى حسن النظر فيما يرضيك عنى ، اللهم متعنى ببصرى وأجعله الوارث منى وأرنى من العدو ثأرى وأنصرنى على من ظلمنى ، اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ، اللهم إنا نسالك فى سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا وأطوعنا بعده ، اللهم أنت الصاحب فى السفر والخليفة فى الأهل ، اللهم إنى أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب فى المال والأهل والولد ، اللهم أطو لنا الأرض وهون علينا السفر ، اللهم بلاغا يبلغ خيرا وسترا منك ورضوانا بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ، اللهم هون علينا السفر وأطو لنا الأرض ، اللهم أصحبنا فى سفرنا وأخلفنا فى أهلنا ، اللهم أحفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتى ياأرحم الراحمين يارب العلمين)
* ثم بعد الطواف يأتى الحاج الملتزم فيلتزمه ثم يقول دعاء بعد طواف الوداع : (اللهم إنى عبدك وإبن عبدك وإبن أمتك ، حملتنى على ما سخرت لى من خلقك ، وسترتنى فى بلادك حتى بلغتنى بنعمك إلى بيتك ، وأعنتنى على أداء نسكى ، فإن كنت رضيت عنى فأزدد عنى رضا ، وإلا فمن الأن فأرض عنى قبل أن تنأى عن بيتك دارى ، فهذا أوان إنصرافى إن أذنت لى غير مستبدل ببيتك ولاراغب عنك ولاعن بيتك ، اللهم فأصحبنى العافى فى بدنى والصحة فى جسمى والعصمة فى دينى وأحسن منقلبى وأرزقنى طاعتك وما أبقيتنى وأجمع لى بين خيرى الدنيا والآخرة إنك على كل شئ قدير ، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)
* فإذا عزم الحاج على السفر فليجعل الطواف بالبيت آخر ما يفعله بمكة كما ذكرنا ويختم الطواف بركعتين
* يستحب للحاج تعجيل العودة بعد قضاء المناسك لما روى عن عائشة رضى الله عنها أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : (إذا قضى أحدكم حجه فليتعجل إلى أهله فإنه أعظم أجره)