![]() |
الاستهانة بالمحرمات
http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/761652937.gif
كتب ربنا على نفسه الرحمة فضلاً منه على عباده ، فأباح لهم ما هو طيب ونافع ، وحرم عليهم كل ما هو خبيث وضار . قال الله تعالى مبينا سمة شريعة الإسلام : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ). http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif وما جعل الله هذه المحرمات للتضييق على العباد ، فشرع الله يسر كله ورحمة كله ( مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ) ، (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) ، (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ). إنما حرم الله على عباده أشياء معينة صيانة للعباد أنفسهم وحماية لدينهم وعقولهم وأعراضهم وأنسابهم وأبدانهم . انظر إلى المحرمات وتدبر واسأل نفسك عن الفوائد التي تجنيها المجتمعات من خلال هذا التحريم . http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif خذ مثلا تحريم القتل والاعتداء على الأنفس ، إذا التزم الناس به شاع في الناس الأمن على الأنفس والأبدان وإذا التزم الناس بتحريم السرقة أمنوا على أموالهم وممتلكاتهم ، وإذا التزم المجتمع بتحريم الزنا ووسائله أمنوا على أعراضهم وأنسابهم . وإذا التزموا بتحريم المسكرات والمخدرات حفظت عقولهم ، وإذا التزموا تحريم قطيعة الرحم وعقوق الوالدين وأذية الجيران شاعت المودة والألفة والرحمة .. فأي سمو في التشريع هذا الذي عليه تشريع الإسلام !! http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif لكن إذا نظرنا إلى الواقع لوجدنا فئات من الناس قد استهان بالمحرمات فتجرأت عليها غير مبالين بنظر الله تعالى إليهم ، وقد كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن المنافق يرى ذنوبه كذباب وقع على نفسه فقال به هكذا ". وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التهاون بالمحرمات وإن ظن العبد أنها ليست ككبائر الذنوب فقال صلى الله عليه وسلم : " إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " وضرب لهن مثلا فقال : " كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا سواداً فأججوا نارا ، وأنضجوا ما قذفوا فيها ". http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif ومحقرات الذنوب هي ما لا يبالي المرء به من الذنوب ، وما يعدونه صغائر ، لأن إدمان الصغائر يودي إلى ارتكاب كبارها . إن العبد إذا كان قوي الإيمان تحرج من كل معصية صغرت أو كبرت لأنه ينظر إلى عظمة من عصاه ، أما إذا ضعف الإيمان عند العبد فإنه يتجرأ على المعاصي ويستهين بها ، كما بين النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ". http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif فاستهانة العبد بالمحرمات وشعوره أنه لم يفعل شيئا هو بحد ذاته دليل على ضعف الإيمان ، وهو أيضا سبب لتعظيم الذنب بحق مرتكبه كما أكد على ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله : ويدل على هذا المعنى ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ، إن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات ". http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif لقد عظموا حرمات الله حين قوي الإيمان في نفوسهم ، واستشعروا في جميع أحوالهم عظمة الله ومراقبته ، يقول بلال بن سعد : " لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من عصيت ". وإذا تمادى العبد في ارتكاب الذنوب مستهينا بها غير مبالٍ بنظر الله تعالى إليه فربما عوقب بعقوبة أخرى أشد وهي تزيين المنكر بحيث يظن عند ارتكابه أنه يحسن الصنع : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ). http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif إن العبد قد لا يصل إلى هذا الحال الذي لا يحبه الله دفعة واحدة ، بل يبدأ مسلسل الانحراف والانحدار خطوة خطوة ، ولهذا حذرنا الله تعالى من اتباع خطوات الشيطان : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين ). إن الشيطان قاعد للإنسان بالمرصاد يوسوس له ويلقي عليه الشبهات والأباطيل ليضله عن سبيل الله أو على الأقل يجعل سيره في هذه الطريق محفوفا بالتضييع والتفريط . وحين يستجيب المسلم لهذه الوساوس ، ويتبع تلك الشهوات يُبتلى بالاستهانة بالمحرمات وإذا وصل إلى هذه الحال فلربما سقط من عين الله تعالى ، كما قال بعضهم في أمثال هؤلاء : هانوا على الله فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم . وقال الله تعالى : ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ). http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif فلا يظنن من تيسرت له أسباب المعاصي أن ذلك بذكائه وفطنته أو جماله وخفته ، إنما ذلك والله لهوانه على الله وسقوطه من عين ربه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أراد أن يعلم ما له عند الله ، فلينظر ما لله عنده " رواه الدارقطني ، وأبو نعيم في الحلية ، وزاد الحاكم : " فإن الله يُنزل العبد منه حيث أنزله من نفسه ". فليستحضر العبد عظمة ربه واطلاعه عليه ومراقبته إياه : ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) ، ( لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ ). http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif ثم ليوقن أنه سيقف بين يدي ربه يوم القيامة وستنطق جوارحه بما فعلت ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول العبد يوم القيامة : يا رب ، ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول : بلى ، فيقول : إني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني ، فيقول : ( كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ) ، وبالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيه ، ويقال لأركانه : انطقي ، فتنطق بأعماله ، ثم يخلى بنيه وبين الكلام، فيقول : بُعداً لكن وسُحقاً ، فعنكن كنت أناضل ". http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/128643816.gif فحري بنا أن نحاسب أنفسنا اليوم قبل أن نحاسب غداً . العـمر ينقص والذنـوب تـزيد وتُقال عثرات الفتى فيعود هل يستطيع جحود ذنبٍ واحدٍ رجلٌ جوارحه عليه شهود نسأل الله أن يتوب علينا ، وأن يجعلنا ممن يعظمون حرماته ويقفون عند حدوده ، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه محمد وآله وصحبه والتابعين . http://www6.0zz0.com/2012/09/18/20/235074100.gif |
جميل جدا ..
|
اقتباس:
|
اولا تسلم على المووضوع ثانيا انا خفيت توقيعك من الرد ومن الموضوع
وياريت لما ترد او تعمل موضوع تخفى توقيعك عشان فيه هيفاء وهبى وكده واحنا منبهين بقالنا فتره كبيره التواقيع اللى فيها بنات متبقاش موجوده فى القسم الدينى فى انتظار مواضيعك :) |
فى ميزان حسناتك ان شاء الله
اقتباس:
|
الساعة الآن 09:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.