لماذا تشن الجماعات الصهيونية كل هذه الحملة على الإسلام والمسلمين في أوروبا ؟ ما الذي يخيفهم بالضبط من الوجود الإسلامي في الدول الأوروبية؟

بداية، هي بالطبع جزء من الحرب المعلنة على الإسلام منذ سنوات في الغرب كله بأهدافها وابعادها التي من المفروض انها اصبحت معروفة.

ومرة اخرى، ما يخشاه اليهود والجماعات الصهيونية هناك لا يخفونه، بل يعبرون عنه صراحة وبوضوح.

هم يعتقدون ان انتشار الإسلام في أوروبا، ومجرد وجود المسلمين هناك واندماجهم في المجتمعات الأوروبية، أي ان يصبحوا مكونا اصيلا في هذه المجتمعات.. يعتبرون ان هذا سوف يقود بالضرورة إلى تراجع النفوذ والتأثير الذي تمارسه جماعات الضغط الصهيونية الموالية لإسرائيل في الدول الأوروبية. وكما نعلم فان هذه الجماعات لها تأثير لا يستهان به في مجالات السياسة والإعلام والحياة العامة عموما في الدول الأوروبية.

وهم يخشون ان تراجع تأثير اليهود وهذه الجماعات الموالية لإسرائيل على هذا النحو سوف يقود بالضرورة إلى تراجع دعم وتأييد الدول الأوروبية لإسرائيل، خصوصا مع ترافق هذا مع المصالح الاقتصادية المتشابكة بين الدول الأوروبية والدول العربية.

وهم لا يخشون ان يقف الامر عند هذا الحد وحسب. يعتقدون ان هذا الوضع في مجمله من الممكن ان يؤدي مستقبلا إلى ان تمارس الدول الأوروبية ضغوطا مباشرة شديدة على إسرائيل لإجبارها على اعادة الحقوق العربية والكف عن سياساتها الإرهابية.

هذا هو ما يخيفهم باختصار شديد. أي انهم بعبارة واحدة يريدون لأوروبا ان تظل دوما تحت رحمة إسرائيل وجماعات الضغط الصهيونية، والا تستجد أي ظروف يظنون انها من الممكن ان تؤدي إلى خروج أوروبا عن بيت الطاعة الإسرائيلي.