قد لا ينتظر أحد فينا لحضه وداع من يحب
ولكن هذا الذي نحن نحبه ليس أي أحد
إنه الأب الحنون
أول رجل تراه أعيننا بعد ولادتنا في هذه الدنيا
أب عطوف يحافظ على أبنائه
يسعى لتوفير لقمة العيش لأبنائه و مصارعة قسوة الظروف لتحسين معيشتهم

قد نشعر بالحزن في حياتنا لفراق أي شخص
ولكن عند فراق هذا الشخص النبيل يهتز العالم باكيا
من كبيرهم وصغيرهم
يبكون بحرقة لفراق من كان شامخ في منزل كبير
حامياً أسرته من كل شر

ولكن عندما تحين لحضة فراقه الغير متوقعه
من سيتحمل هذه الصدمة

ألا وهي صدمة ( رحيل الأب )

سنشكي ونعاتب الدهر يامن أخذت كل شخصٍ غالي
وسنبكي ليومٍ لا نعرف متى ينتهي
وسنبقى على ذكرى جميلة شوقاً لشخصٍ حنون
سنبكي عندما نذكر أبتسامته الجميله
وضحكاته التي كانت تملأ المنزل بسعادة
وسنذكره خيراً لأننا ولدنا من دمه
سنعمل عملاً صالحاً ليغفر عنه ربه

ولكن يبقى الحزن بداخلنا وإن تباعدت الأزمان
وأختلفت الأفراح عن الأحزان
ورحل من بعده خير إنسان
وسنرحل نحن من بعدهم إلى الجنان

كم من فتاة وفتى أصبحوا أيتام
وكم من أمرأة أصبحت أرمله
بلباسٍ أسود اللون وتمسح دمعاتها كل لحضه

ولكن عندما نراه بأعيننا والنساء تجهز له الكفن
ونأتي بعد لحضة نرى الرجال قد كفنوه

من كان يضحك معنا قبل لحضات سيذهب دون رجعه
من كنا ننتظر رجعته للبيت ذهب ولن يعود
من كنا نراه بغرفة نومه كل ليلة بدون فراقنا فارقنا
من كنا ننتظره وقت الطعام لن ننتظره بعد اليوم
قد ننتظره على الطعام ولكن سيطول الأنتظار ...

كم لحضة صمت فيها الطعام بأفواهنا ذكرى لوجوده معنا ..
كم لحضة نبكي ونحن نأكل ونذكر ما كان يشتهي ويأكل معنا ...

كم هي صعبة لحضة فراق الأب الغالي
بدموع تحرق الخد و بقلب يؤلمنا
وبذاكرة لا تصدق هذا الحدث

نبقى لأشهر بدون تصديق ما حدث


ومن هذا الموضوع لكم هذه الكلمات

أتمنى من قارئي هذه السطور الجميله
بالدعاء لكل أب وأم من رحل منهم ومن بقي

من رحل عنه أباه فاليدعي له بالخير
فإن الدموع لن ترجعه لنا

ومن حفظ الله له أباه
فاليحافظ عليه و يسعد معه
فإن لم يسعد معه الآن
فلن يكون هناك وقتٌ آخر للسعادة سوى جنة الخلد


ودموعنا لن تجف لفقدنا أبانا
ويبقى دعائنا لله عزّ وجل

" رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء " (إبراهيم، 40)

عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:


( إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول اللّه تعالى لملائكته:
يا ملائكتي، من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب،
فتقول الملائكة ربنا أنت أعلم، فيقول اللّه تعالى لملائكته: يا ملائكتي،
اشهدوا أن من أسكته وأرضاه؟ أنا أرضيه يوم القيامة )





تحياتى



اهداء لـــ
KING_CRIBO
البقاء لله