الموقع العربي الاول للعبة Silkroad Online

الموقع العربي الاول للعبة Silkroad Online (https://silkroad4arab.com/vb/index.php)
-   آرشـيـف الـمـواضـيـع الـمـمـيـزة (https://silkroad4arab.com/vb/forumdisplay.php?f=99)
-   -   ◦°˚◦ ๑۩۞۩๑ ( الموسوعة الكاملة عن رجل الحرب و السلام محمد انور السادات )๑۩۞۩๑ ◦°˚ (https://silkroad4arab.com/vb/showthread.php?t=89094)

Sa Vi 26-03-2009 03:55 AM

◦°˚◦ ๑۩۞۩๑ ( الموسوعة الكاملة عن رجل الحرب و السلام محمد انور السادات )๑۩۞۩๑ ◦°˚
 
[IMG]http://up111.***********/s/qfalyjult9.gif[/IMG]
اقدم اليكم اليوم كل ما يتعلق بالرئيس محمد انور السادات رحمه الله

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

اكتوبر 1970قرارات جمهورية بتعيين حسين الشافعى وعلى صبرى نائبين لرئيس الجمهورية.4 نوفمبر 1970موافقة مصر في الأمم المتحدة على مد فترة وقف أطلاق النار ثلاثة أشهر.4-8 نوفمبر 1970انعقاد مؤتمر القمة الثلاثى للروساء السادات
ونميرى والقذالى وتم الأتفاق على اقامة اتحاد بين الدول الثلاث12-13 نوفمبر 1970انتخاب الرئيس انور السادات للاتحاد الأشتراكى. 15 نوفمبر 1970اعادة تكليف محمود فوزى بتأليف الوزارة.18 نوفمبر 1970صدور قرار جمهورى بإعادة تشكيل الوزارة الجديدة وهى تضم، 4 نواب لرئيس الوزارء و 27 وزيرا ونائب وزير.19 نوفمبر 1970الرئيس يفتتح الدورة الثالثة لمجلس الأمة وقد طالب بالتركيز على المعركة واستكمال قاعدة الصناعة الثقيلة ووحدة الأمة العربية.30 نوفمبر 1970الرئيس يمضى ثانى أيام العيد بالجبهة.6 ديسمبر 1970اتفاقية مع فرنسا فى مجال التعليم.9 ديسمبر 1970اتفاقية مع السودان لمنع الازدواج الضريبى.24 ديسمبر 1970اتفاقية للتعاون الاقتصادى مع اسبانيا حصلت مصر بمقتضاه على قرض قيمته 25 مليون دولار.25 ديسمبر 1970اتفاقية تجارية مع بلغاريا.28 ديسمبر 1970قرار الرئيس السادات بتصفية الحراسات. احداث مصر والسادات29 سبتمبر 1970أنور السادات يتولى رئاسة الجمهورية مؤقتا خلفا لجمال عبد الناصر.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/sadat11.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
15اكتوبر 1970الاستفتاء على ترشيح أنور السادات رئيسا للجمهورية وانتخابه بأغلبية 90.04 %17 اكتوبر 1970الرئيس السادات أدى اليمين الدستورى أمام

مجلس الأمة
.http://www.anwarsadat.org/images/U1683341.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

18 اكتوبر 1970بيان الرئيس السادات للأمة حدد فيه واجبات المرحلة القادمة للعمل الوطني. قبول استقالة محمد حسنين هيكل وزير الإرشاد القومى. 20 اكتوبر 1970ترشيح محمود فوزى رئيسا للوزراء وترشيح محسن أبو النور امينأ عامأ للأتحاد الاشتراكى العربى.


احداث مصر والسادات

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/21_1.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

اجتماع الرئيس السادات ورئيس وزراء الاتحاد السوفيتى اليكس كوسجين فى القاهرة لبحث تطورات الازمة.22 أكتوبر 1973موافقة مصر على قرار مجلس الأمن والذى يقضى بوقف اطلاق النار في الشرق الأوسط.6 نوفمبر 1973المباحثات بين الرئيس انور السادات وهنرى كيسنجر وزير الخارجية الامريكية فى القاهرة حول تطورات أزمة الشرق الأوسط.11 نوفمبر 1973توقيع وثيقة الأمم الخاصة بالترتيبات المتعلقة بتنفيذ وقف اطلاق النار على الضفة الغربية بين القوات المصرية والاسرئيلية تحت اشراف الأمم المتحدة لاعادة القوات الاسراثيلية الى خطوط ما قبل 22 أكتوبر. 12 نوفمبر 1973الدعوة المشتركة من الرئيس السادات والرئيس حافظ الأسد لعقد مؤتمر القمة العربى في الجزائر.16 نوفمبر 1973مباحثات الوفد السورى برئاسة عبد الحليم خدام نائب رئيس وزراء سوريا ووزير خارجيتها حول تنسيق المواقف بين مصر وسوريا بشأن قضايا الحرب والسلام. 17 نوفمبر 1973قرار الجنرال انزيو سيلاسفو قائد قوات الأمم المتحدة بتأجيل الاجتماعات الخاصة بتنفيذ ترتيبات وقف اطلاق النار عند الكيلو 101 الى أجل غير مسمى لموقف اسرائيل المتعنت.24 نوفمبر 1973المباحثات بين الرئيس السادات وحافظ الأسد فى القاهرة حول تطورات الموقف في الشرق الأوسط.26 نوفمبر 1973حضور الرئيس السادات مؤتمر القمة العربى السادس فى الجزائر.29 نوفمبر 1973قرار مصر وقف المباحثات عند الكيلو 151 على طريق القاهرة السويس بعد ان ثبت مراوغة اسرائيل في ا لانسحاب12 ديسمبر 1973تعيين اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيسا لهيئة اركان حرب القوات المسلحة المصرية.13 ديسمبر 1973المباحثات بين الرئيس السادات ووزير الخارجية الامريكية هنرى كيسنجر لي القاهرة حول اهداف مؤتمر جنيف.21-23 ديسمبر 1973اشتراك مصر فى مؤتمر جنيف للشرق الأوسط.احداث مصر والسادات16 أغسطس 1974مباحثات الرئيس السادات مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة حول تدعيم


التضامن العربى

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

.http://www.anwarsadat.org/images/3060.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

19 أغسطس 1974تقديم الرئيس لورقة تطوير الاتحاد الاشتراكى.5 سبتمبر 1974زيارة سالم ربيع رئيس مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الديمقراطية للقاهرة.20 سبتمبر 1974وصول الاسقف مكاريوس رئيس قبرص للقاهرة لاجراء مباحثات مع الرئيس السادات.7 أكتوبر 1974تقديم مصر مشروع قرار الأمم المتحدة للمطالبة بالسماح لمنظمة التحرير الفلسطينية بالاشتراك في مناقشات الجمعية العامة عند بحث القضية الفلسطينية.9 أكتوبر 1974المباحثات بين الرئيس أنور السادات ووزير الخارجية الأمريكي هنرى كيسنجر حول أزمة الشرق الأوسط.11 أكتوبر 1974قرار الرئيس السادات بمنح وسام النجمة العسكرية من الدرجة الأولى الى كبير الخبراء العسكزيين السوفيت في مصر.19 أكتوبر 1974مباحثات الرئيس السادات مع الامير صباح السالم الصباح أمير الكويت فى القاهرة حول التطورات العربية ووسائل دعم علاقات مصر والكويت.26 أكتوبر 1974د. عبد العزيز حجازى يؤدى اليمين الدستورى كرئيس لمجلس الوزراء.5 نوفمبر 1974وصول هنرى كيسنجر وزير الخارجية الامريكية للقاهرة لبدء جولته الثانية فى الشرق الاوسط .20 نوفمبر 1974المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس السودانى جعفر النميرى فى القاهرة حول تقوية الصف العربى .25 ديسمبر 1974وفاة المشير احمد اسماعيل نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية .26 ديسمبر 1974قرار تعيين الفريق عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة اركان حرب القوات المسلحة ووزير الحربية خلفا للمشير احمد اسماعيل .28 ديسمبر 1974وصول اسماعيل فهمى وزير الخارجية المصرية والفريق اول محمد عبد الغنى الجمسى وزير الحربية لموسكو بدعوة عاجلة من ليونيد بريجنيف لمباحثات هامة بين الجانبين .9 مايو 1974المحادثات بين الرئيس السادات ووزير الخارجية الامريكية هنرى كيسنجر في القاهرة حول الوصول الى اتفاقية الفصل بين القوات في الجولان.15 مايو 1974الموافقة الشعبية على ورقة أكتوبر بنسبة 99.95%19 مايو 1974زيادة حجم التعاون بين مصر وايران الى مليار دولار واسهام ايران في توسيع قناة السويس.12 يونيو 1974وصول الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون للقاهرة فى أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس امريكى لمصر لبحث الموقف فى الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين.15 يونيو 1974وصول الرئيس الجزائرى هوارى بومدين للقاهرة لبحث تطورات القضية العربية فى ضوء لقاء الرئيس السادات بالرئيس

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/3243.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

الأمريكى نيكسون.27 يونيو 1974وصول الرئيس السادات لبوخارست لبحث تطورات مشكلة الشرق الأوسط مع الرئيس الرومانى نيكولاى شاوشيسكو30 يونيو 1974وصول الرئيس السادات لصوفيا لاجراء مباحثات رسمية مع تيودور جيفكوف رئيس بلغاريا.10 يوليو 1974وصول الشيخ خليفة بن حمد آل ثان أمير دولة قطر لبحث الخطوات القادمة لأزمة الشرق الأوسط مع الرئيس السادات.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/3274.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

16 يوليو 1974وصول الملك حسين ملك الاردن للقاهرة للتباحث مع الرئيس السادات حول العلاقة بين الاردن والفلسطينيين والمؤتمر الرباعى المزمع عقده فى نطاق جهود التشاور العربى قبل مؤتمر جنيف والذى تحضره مصر وسوريا والاردن والمقاومة.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/3228.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

11 يناير 1974المباحثات بين الرئيس السادات وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسنجر في القاهرة حول الفصل بين القوات المصرية والاسرائيلية على جبهة السويس.18 يناير 1974توقيع اتفاق الفصل بين القوات المصرية والاسرانيلية على جبهة السويس عند الكيلو 101.20 يناير 1974جولة الرئيس أنور السادات السريعة في العواصم العربية الأربعة الكويت. البحرين. قطر، أبو ظبى لتدعيم العلاقات العربية.12 فبراير 1974توقيع الرئيس السادات والرئيس السودانى جعفر نمبرى في القاهرة منهجى العمل السياسى والتكامل الاقتصادى بين مصر والسودان والذى نص على عقد اجتماعات دورية كل سنة على الأقل بين الرئيسين للتشاور والمتابعة كما نص على تشكيل لجنتين على مستوى عال للتنسيق السياسى ولتحقيق التكامل الاقتصادى بين البلدين.22 فبراير 1974القوات المصرية تحقق سيطرتها الكاملة على جميع مناطق الضفة الغربية للقناة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من تلك المناطق.28 فبراير 1974المباحثات بين الرئيس انور السادات ووزير الخارجية الامريكية هنرى كيسنجر حول مشكلة الشرق الأوسط خاصة الفصل بين القوات على جبهة الجولان.قرار باعادة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.4 مارس 1974انتهاء المرحلة الأخيرة من تنفيذ اتفاقية الفصل بين القوات فى سيناء وسيطرة القوات المصرية تماما على الضفة الشرقية للقناة.8 مارس 1974قرار الغاء الرقابة على الصحف.23 مارس 1974اجتماعات اللجنة السياسية العليا بين مصر والسودان في الخرطوم لبحث خطط تنفيذ منهاج العمل السياسى والتكامل الاقتصادى.28 مارس 1974زيارة الرئيس السادات ليوغسلافيا لاجراء مباحثات سياسية وعسكرية مع الرئيس تيتو.2 أبريل 1974المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس السودانى جعفر النميرى فى القاهرة حول برنامج العمل السياسى والتكامل الاقتصادى بين البلدين.4 أبريل 1974المباحثات بين الرئيس السادات والملك حسين ملك الاردن حول توحيد موقف دول المواجهة ازاء المرحلة المقبلة من أزمة الشرق الأوسط ! وقضية تمثيل الفلسطينيين في مؤتمر جنيف .18 أبريل 1974تقديم الرئيس السادات لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى لوثيقة أكتوبر كوثيقة تحدد استراتيجية العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة. 21 أغسطس 1973توقيع اتفاق القرض الذى تمنحه بريطانيا لمصر فى القاهرة وقميته 10 ملايين جنيه.22 أغسطس 1973زيارة الرئيس السادات للسعودية وقطر وسوريا لبحث الاعداد لمعركة التحرير.29 أغسطس 1973توقيع الرئيس السادات في القاهرة لبيان بدء قيام دولة الوحدة بين مصر وليبيا في أول سبتمبر.31 أغسطس 1973اذاعة أول قرارين لتنفيذ الوحدة بين مصر وليبيا وهما قرار انشاء المنطقة الحرة وقرار اصدار الدينار الحسابى.2 سبتمبر 1973المباحثات بين الرئيس السادات وأمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح فى القاهرة فى اطار حشد مصادر القوة العربية للمعركة.تشكيل الجمعية التأسيسية لدولة الوحدة باذاعة قرار الرئيسين السادات والقذافى والذى تضمن اسماء المائة عضو من مجلس الشعب المصرى واللجان الشعبية الليبية.10 سبتمبر 1973المباحثات بين الرئيس السادات وحافظ الأسد والملك حسين فى القاهرة حول امكانيات العمل العربى المشترك ودور الجبهة الشرقية.12 سبتمبر 1973قرار عودة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وعمان. 6 أكتوبر 1973نجاح القوات المسلحة المصرية فى عبور قناة السويس الى سيناء وإلاستيلاء على الشاطىء الشرقى للقناة.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/21.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

7 أكتوبر 1973وصول الوحدات الأولى من القوات الجزائرية للقاهرة للاشتراك في القتال مع القوات المصرية.16 أكتوبر 1973خطاب الرئيس السادات فى مجلس الشعب والذى قدم فيه مشروعا للسلام فى خمس نقاط محددة هى التزام مصر بقرارات الأمم المتحدة واستعداد مصر لقبول وقف اطلاق النار على اساس انسحاب اسرائيل من كل الأراضى المحتله واستعداد مصر فور اتمام الانسحاب لحضور مؤتمر سلام دولى، استعداد الحكومة المصرية لبدء تطهير قناة السويس وفتحها للملاحة الدوليه عدم قبول مصر لاية وعود مبهمة.11 يناير 1973المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس اليوغسلافي جوزيف بروزتيتو فى بلجراد حول تطور أزمة الشرق الأوسط.20 يناير 1971تعيين الفريق أول أحمد اسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة المصرية قائدا عاما للقوات المسلحة السورية والليبية.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/1973_1.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

5 فبراير 1973اجتماعات الدورة السادسة لمجلس رئاسة اتحاد الجمهوريات العربية فى القاهرة والتى ضمت الرئيس السادات والرئيس السورى حافظ الاسد والرئيس الليبى معمر القذافي.6 فبراير 1973زيارة حافظ اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومى لموسكو لاجراء محادثات مع القادة السوفيت.12 فبراير 1973أول زيارة رسمية للرئيس اللبنانى سليمان فرنجية للقاهرة لاجراء مباحثات مع الرئيس السادات حول أزمة الشرق الأوسط.27 مارس 1973تشكيل وزارة مصرية جديدة برئاسة رئيس الجمهورية.20 أبريل 1973المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس الليبى معمر القذافى فى ليبيا حول آخر تطورات مشكلة الشرق الأ وسط11 مايو 1973المباحثات بين الرئيس السادات والامبراطور الاثيوبى هيلاسلاسى فى القاهرة.12 مايو 1973زيارة الملك فيصل ملك السعودية للقاهرة لاجراء محادثات مع الرئيس السادات حول آخر تطورات القضية العربية.8 يونيو 1973موافقة البنك الدولى للانشاء والتعمير على منح مصر قرضا قيمته 26 مليون دولار للاسهام في تمويل ازابة ملوحة المياه. 14 يونيو 1973المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس السورى حافظ الأسد فى دمشق حول الوضع العربى فى المنطقة وأزمة لبنان.22 يونيو 1973المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس الليبى معمر القذا فى فى القاهرة حول التطورات العربية والدولية الجارية والانجازات التى تمت لتحقيق

يتبع ,,

Sa Vi 26-03-2009 03:59 AM

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

احداث مصر والسادات2 سبتمبر 1975جولة حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية في كل من السعودية وسوريا لابلاغ المسئولين في البلدين نتيجة الاتفاق الخاص بفض الاشتباك الثانى على جبهة سيناء.3 سبتمبر 1975وصول الوفد العسكرى المصرى لجنيف للاشتراك في اجتماعات اللجنة العسكرية لوضع البرنامج التنفيذى لاتفاق فصل القوات الثانى على جبهة سيناء.4 سبتمبر 1975توقيع الإتفاق المرحفى الجديد بين مصر واسرانيل تحت اشراف الامم المتحدة في قصر الامم بجنيف.18 سبتمبر 1975توقيع خبراء وزارة الكهرباء المصرية بالاحرف الاولى اتفاق اجواء الدراسات الميدانية لمشروع منخفض القطارة مع بيت الخبرة الالمانى لايار.20 سبتمبر 1975موافقة مصر وثمانى دول عربية على ايجاد منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط.17 أكتوبر 1975قرار مصر اعادة القوات الجوية المصرية التى كانت موجودة فى سوريا منذ قبل حرب اكتوبر سنة 1972 وان تتم اعادتها بطائراتها ومعداتها.23 أكتوبر 1975صدور قرار اطلاق حرية الاستيراد والتصدير للقطاع الخاص والسماح للمواطنين باستيراد احتياجاتهم من السلع المختلفة.25 أكتوبر 1975المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس الفرنسى جيسكار ديستان فى باريس حول تطورات ازمة الشرق الاوسط بين البلدين.16 أكتوبر 1975 وصول الرئيس السادات للولايات المتحدة الامريكية لبحث تطورات ازمة الشرق الأوسط ودعم التعاون بين البلدين وامداد مصر بالاسلحة الامريكية المتقدمة. جولة الرئيس السادات في فرنسا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا لبحث قضية الشرق الاوسط والعلاقات بين مصر وهذه الدول.29 أكتوبر 1975 خطاب الرئيس السادات فى الجمعية العامة للامم المتحدة ودعوته لعقد مؤتمر جنيف فورا بحضور منظمة التحرير الفلسطينية.5 نوفمبر 1975خطاب الرئيس السادات امام الكونجرس الامريكى حول قضية الشرق الاوسط.6 نوفمبر 1975وصول الرئيس السادات الى لندن لبحث تطورات ازمة الشرق الأوسط والعلاقات بين البلدين.9 نوفمبر 1975قرار بريطانيا رفع الخطر على شحنات الاسلحة الهجومية لمصر.11 نوفمبر 1975جولة السيد حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية فى 9 دول عربية لاطلاع ملوك ورؤساء هذه الدول على نتائج رحلة الرئيس السادات للولايات المتحدة والغرب.اعتراف مصر بانجولا دولة مستقلة.1 ديسمبر 1975بدء تشغيل حقول بترول أبو رديس.2 ديسمبر 1975مباحثات الرئيس السادات مع الرئيس الهندى فخر الدين على أحمد في القاهرة حول تطورات ازمة الشرق الاوسط ودور دول عدم الانحياز.3 ديسمبر 1975المباحثات بين الرئيس السادات والامير فهد بن عبد العزيز ولى العهد النائب الاول لرئيس الوزراء السعودى فى القاهرة حول عدد من القضايا العربية وفي مقدمتها ازمة لبنان.طلب مصر دعوة مجلس الامن للاجتماع فورا لبحث العدوان الأسرائيلى على مخيمات الفلسطينيين في لبنان.10 ديسمبر 1975المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس الفرنسى فاليرى جيسكار ديستان في القاهرة حول التحركات الدولية لتسوية الصراع العربى الاسرائيلى والازمة اللبنانية والعلاقات المصرية الفرنسية.12 ديسمبر 1975التوقيع بالاحرف الاولى على بروتوكول التبادل التجارى بين مصر والاتحاد السوفيتى لعام 1976 والذى بلغ حجمه 220 مليون جنيه استرلينى.21 أبريل 1975 لقاء القمة بين الرئيس السادات و الملك خالد بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية والرئيس السورى حافظ الاسد فى الرياض لبحث تطورات أزمة الشرق الأوسط.25 أبريل 1975 المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس الرومانى نيكولاى شاوشيسكو فى القاهرة حول اخر تطورات الشرق الأوسط وقضية الأمن الأروبى.30 أبريل 1975 بيان مجلس الوزراء المصرى حول المحاولات غير المسئولة التى يقوم بها العقيد القذافى لتدهور العلاقات المصرية الليبية.10 مايو 1975القرار الجمهورى بالموافقة على اتفاقية تأسيس الهيئة العربية للتصنيع العربى برأسمال قدره 1040مليون دولار مقرها القاهرة والدول المؤسسة لها مصر والسعودية وقطر ودولة الامارات العربية.19 مايو 1975قرار الرئيس السادات باعطاء المواطنين حق الاشتراك في ملكيةشركات القطاع العام.29 مايو 1975حضور الرئيس السادات الاجتماع الاول للمجلس الاعلى للصحافة.1 يونيو 1975وصول الرئيس السادات الى سالزبورج حيث التقى بالرئيس النمساوى كيرشلاجر والمستشار هابرونو كرايسكى والرئيس الأمريكى جيرالد فورد.وصول الإمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودى للقاهرة لحضور احتفالات فتح قناة السويس.3 يونيو 1975 اعتماد مليون جنيه بالعملات الصعبة لدعم النشاط التجارى في بور سعيد بعد تحويلها الى مدينة حرة وصول الامير رضا بهلوى ولى عهد ايران للقاهرة لحضور احتفالات اعادة إفتتاح قناة السويس.5 يونيو 1975 اعادة مصر افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية.

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/1975_1.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

28 يونيو 1975 المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس السودانى جعفر نميرى في القاهرة حول تطورات ازمة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين.6 يوليو 1975قرار الرئيس السادات بالعفو العام عن جميع المحكوم عليهم فى القضايا السياسية قبل 15 مايو 1971. 8 يوليو 1975 المباحثات بين الرئيس السادات والامير حسن بن طلال ولى عهد الاردن فى القاهرة.15 يوليو 1975 قرار مصر عدم الموافقة على تجديد مدة صلاحية قوات الطوارىء الدولية التى تنتهى فى 24 يوليو 1975.16 يوليو 1975 وصول الملك خالد بن عبد العزيز عاهل السعودية للقاهرة لاجراء مباحثات حول آخر تطورات الموقف فى الشرق الأوسط.23 يوليو 1975 قرار الرئيس السادات باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية في مصر بعثة دبلوماسية لدى وزارة الخارجية المصرية.قرار المؤتمر القومى للاتحاد الاشتراكى بترشيح الرئيس السادات رئيسا للجمهورية.25 يوليو 1975 المباحثات بين الرئيس السادات وكورت فالدهايم السكرتير العام للأمم المتحدة في القاهرة حول مسئوليات الأمم المتحدة في المرحلة القادمة من أزمة الشرق الاوسط.27 يوليو 1975 حضور الرئيس السادات مؤتمر القمة الافريقى في كمبالا عاصمة اوغندا.7 أغسطس 1975قرار جمهورى بانشاء المجلس الاعلى لاستخدامات الطاقة النووية برئاسة الرئيس السادات.22 أغسطس 1975المباحثات بين الرئيس السادات وهنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية فى القاهرة حول المشاكل الباقية من الاتفاق المقترح لفصل ثان للقوات على جبهة سيناء.
2 يناير 1975 انعقاد مؤتمر رباعى لوزراء خارجية مصر وسوريا والاردن وممثلى منظمة التحرير الفلسطينية لتنسيق مواقف دول المواجهة.4 يناير 1975 الموتمر الرباعى يقرر دعم منظمة التحرير.19 يناير 1975وصول الملك فيصل الى اسوان لاجراء محادثات مع الرئيس السادات حول الموقف العربى.29 يناير 1975اتفاقية بين الرئيسين السادات وديستان خاصة بصفقة السلاح من بينها طائرات ميراج.5 فبراير 1975مصـر وإلاتحاد السوفيتى يؤكدان على تصديق الصداقة والتعاون بين البلدين وتأييد السوفيت للقضية العربية6 فبراير 1975مجلس الدفاع العربى المشترك، يقدم دعما الى لبنان قيمته 95 مليون دولار لدعم صموده ضد الاعتداءات الاسرائيلية.7 فبراير 1975وصول وفد اقتصادى من زامبيا لانشاء مصنع لانتاج النحاس فى المنطقة الحرة.8 فبراير 1975مذكرة رسمية مصرية للولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتى بضرورة دعوة منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة فى مؤتمر جنيف 12 فبراير 1975وصول هنرى كيسنيجر لاجراء مباحثات حول تطورات ازمة الشرق الاوسط.13 فبراير 1975اتفاقية بين مصر وامريكا للتعاون الاقتصادى تحصل بها مصر على قرض قيمته 80 مليون دولار لتمويل الواردات من المعدات الزراعية والصناعية.المباحثات المصرية الامريكية تركز على انسحاب اسرائيل من الممرات.16 فبراير 1975بيان مشترك للوفد البرلمانى الفرنسى يؤكد ضرورة تنفيذ قرارات الامم المتحدة الخاصة بالشرق الأوسط.27 فبراير 1975الرئيس السادات يرفض استقبال وفد من منظمة التحرير الفلسطينية بعد بيان اللجنة التنفيذية ضد التحرك المصرى فى ازمة الشرق الاوسط.28 فبراير 1975قرار بعقد اتفاقية بين مصر ودول شمال افريقيا لتنظيم مرور اسطول النقل البرى بين المغرب ومصر.11 مارس 1975قرار الرئيس السادات بتشكيل المجلس الاعلى للصحافة .12 مارس 1975المباحثات بين الرئيس السادات وهنرى كيسنجر وزير الخارجية الامريكية فى اسوان للوصول إلى اتفاق ثان لفصل

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/1975_2.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
القوات
27 مارس 1975اعلان اسماعيل فهمى وزير الخارجية انتهاء جهود الدكتور هنرى كيسنجر للوصول الى اتفاق ثان لفصل القوات على الجبهة المصرية لاصرار اسرائيل على ان تعلن مصر انهاء حالة الحرب .27 مارس 1975المباحثات مع الرئيس السادات والرئيس الجزائرى هوارى بومدين فى القاهرة حول الموقف فى منطقة الشرق الأوسط بعد توفف مهمة كيسنجر.1 أبريل 1975طلب اسماعيل فهمى وزير الخارجية من الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة البدء في القيام بالاتصالات اللازمة لعقد موتمر جنيف.10 أبريل 1975قرار الرئيس السادات اعادة فتح قناة السويس للملاحة العالمية أبتداء من 5 يونيو 1975.14 أبريل 1975 قرار الرئيس السادات بتكليف ممدوح سالم بتشكيل الوزارة الجديدة.رسائل الرئيس السادات الى الرئيس اللبنانى سليمان فرنجية وياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية لوقف القتال الدائر فى لبنان بين المقاومة الفلسطينية وحزب الكتائب اللبنانى.وصول هانزد ديتريش جينشو نائب مستشار المانيا الغربية ووزير خارجيتها للقاهرة لاجراء مباحثات سياسية واقتصادية مع المسئولين.15 أبريل 1975 قرار الرئيس السادات باعادة تنظيم المناصـب العليا فى الدولة وتعيين حسنى مبارك نائبا لرئيس الجمهورية.19 أبريل 1975 المباحثات بين اسماعيل فهمى وزير الخارجية واندريه بروميكو وزير الخارجية السوفيتية في موسكو حول الموقف فى الشرق الأوسط وموقف الاتحاد السوفيتى.

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

احداث مصر والسادات5 أكتوبر 1976رفض مصر ارسال قوات مصرية الى لبنان ورفض الرئيس السادات اثناء قوة سلام مصرية فرنسية تحل محل القوات السلامxورية فى لبنان.14 أكتوبر 1976ارسال الرئيس السادات رسائل عاجلة الى كل الملوك والرؤساء العرب حول التطورات الأخيرة فى الأزمة اللبنانية والناجمة عن مقاطعة سوريا لمؤتمر القمة العربية وتعيين وزير خارجيتها عبد الحليم خدام ممثلا لها في اجتماعات القمة.16 أكتوبر 1976تأدية الرئيس السادات اليمين الدستورى كرئيس لجمهورية مصر العربية عن فترة الرئاسة الثانية للجمهورية.17 أكتوبر 1976تقدم الرئيس السادات إلى مؤتمر القمة السداسي فى الرياض بمبادرة سلام مصرية لوقف القتال فى لبنان على الفور وبدء حوار سياسى لتسوية النزاع على اساس الحفاظ على وحدة لبنان والمقاومة الفلسطينية.18 أكتوبر 1976اتفاق الرئيس السادات والرئيس السورى حافظ الأسد على اعادة العلاقات الطبيعية بين مصر وسوريا.25 أكتوبر 1976طلب مصر من مؤتمر السلام العالمى المنعقد فى الرياض بحث سوء معاملة العرب في الأراضى المحتلة وانتهاكات اسرائيل للحرم الابراهيمى.26 أكتوبر 1976بيان مؤتمر القمة العربى فى القاهرة والذى أكد على توفير الضمانات اللازمة لتثبيت وقف اطلاق النار فى لبنان والحفاظ على المقاومة الفلسطينية ورفض تقسيم لبنان وتشكيل قوات الأمن العربية.اتفاق الرئيسين السادات والاسد على تعيين الفريق أول عبد الغنى الجمسى قائدا عاما للجبهة المصرية السورية.بدء انتخابات مجلس الشعب في اطار التنظيمات السياسية الجديدة.11 نوفمبر 1976قرار الرئيس السادات بتحويل التنظيمات السياسية الثلاثية الى أحزاب.12 نوفمبر 1976وصول ريمون بار رئيس وزراء فرنسا للقاهرة لاجراء محادثات سياسية واقتصادية والاتفاق على تمويل فرنسا لمشروع مترو الانفاق.ديسمبر 1976قرار الرئيس السادات بالبدء فى انشاء مدينتى العبور و العاشر من رمضان الصناعية على طريق القاهرة الاسماعيلية.10 ديسمبر 1976 بدء القاهرة فى الاتصالات مع السكرتير العام للأمم المتحدة وسفيرى الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتى لعقد مؤتمر جنيف قبل نهايةشهر مارس 1977 باشتراك منظمة التحرير الفلسطينية.17 ديسمبر 1976المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس السورى حافظ الأسد فى القاهرة حول التمهيد لعقد مؤتمر جنيف.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/1976_1.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

21 ديسمبر 1976 توقيع الرئيسين السادات والأسد فى القاهرة وثيقة اعلان انشاء القيادة السياسية الموحدة بين البلدين وانشاء6 لجان مشتركة بن الدولتين لتدعيم العلاقات الوحدوية بين البلدين.31 مايو 1976طلب مصر من الجامعة العربية تصحيح الوضع القائم في الجامعة بالنسبة لعضوية فلسطين بقبول منظمة التحرير الفلسطينية عضوا كامل العضوية في الجامعة.15 يونيو 1976المباحثات بين الرئيس السادات وشاه ايران فى طهران حول مشكلة الشرق الأوسط وقضية لبنان والعلاقات بين البلدين.21 يونيو 1976المباحثات بين الرئيس السادات والملك خالد فى الرياض حول أزمة لبنان وحماية الثورة الفلسطينية.22 يونيو 1976المباحثات بين الرئيس السادات والشيخ خليفة بن حمد ال ثان أمير دولة قطر لبحث العلاقات بين البلدين.المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس السودانى جعفر النميرى في القاهرة حول مختلف الشئون العربية والافريقية والدولية والعلاقات بين البلدين.14 يوليو 1976قرار مصر باقامة تمثيل دبلوماسى بينها وبين سيشيل على مستوى السفراء في كل من القاهرة وفيكتوريا.19 يوليو 1976توقيع اتفاقية الد!طع المثشرك بين مصر والسودان في القاهرة.26 يوليو 1976قرار مصر تبادل التمثيل الدبلوماسى مع جمهورية جزر القمر.7 أغسطس 1976قرار الرئيس السادات بالغاء هيئة الصحافة العربية التى انشئت سنة 1966 للاشراف عل مؤسسات الاهرام والاخبار ودار المعارف لتأكيد حرية الصحافة في مصر.8 أغسطس 1976انفجار قنبلتين ناسفتين فى مبنى مجمع التحرير فى قلب ا لقاهرة وذلك فى مؤامرة تخريبية ليبية.11 أغسطس 1976حضور مصر مؤتمر عدم الانحياز فى كولومبو.21 أغسطس 1976توقيع اتفاقية تنظيم التعامل بين مصر وهيئة الخليج للتنمية.23 أغسطس 1976فشل محاولة ليبية لخطف طائرة مصرية كانت متجهة الى ا لأقصر وتحمل سياح اجانب.25 أغسطس 1976ترشيح مجلس الشعب بالاجماع للرئيس السادات رئيسا للجمهورية لفترة الرئاسة الثانية.16 سبتمبر 1976اعادة انتخاب الرئيس السادات رئيسا للجمهورية بنسبة 99.93 %.17 سبتمبر 1976تدخل مصر لتطويق الازمة على الحدود الناشئة بين كل من العراق والكويت.30 سبتمبر 1976توقيع 4 اتفاقيات اقتصادية مع الولايات المتحدة الامريكية تتلقى مصر بمقتضاها قرضين قيمتهما 89 مليون دولار الى جانب منحتين قميتها 11 مليون دولار.1 يناير 1976تحولت مدينة بورسعيد بالكامل الى منطقة حرة.4 يناير 1976 وصول مارجريت تاتشر زعيمة حزب المحافظين البريطانى للقاهرة.28 يناير 1976وساطة حسنى مبارك لاحتواء الازمة الناشبة في الصحراء بين موريتانيا والجزائر والمغرب.13 فبراير 1976توقيع مصر والمملكة العربية السعودية عقد تأسيس بنك فيصل الاسلامى برأسمال 8 ملايين دولار.18 فبراير 1976دخول القوات المصرية القطاع الشمالى من سيناء ورفع العلم المصرى فوقه.20 فبراير 1976جولة الرئيس السادات في الدول العربية الخليجية لبحث علاقات مصر بهذه الدول وتدعيم الاقتصاد المصرى.21 فبراير 1976 انسحاب القوات الاسرائيلية الكامل من منطقة الممرات وتسليمها لقوات الطوارىء الدولية.2 مارس 1976موافقة صندوق النقد الدولى على تقديم 50 مليون دولار لمصر خلال عام 1976 لتعويضها عن ارتفاع أسعار وارداتها البترولية.14 مارس 1976 خطاب الرئيس السادات واعلانه تشكيل 2 منابر تمثل اليمن، اليسار الوسط15 مارس 1976موافقة مجلس الشعب على مشروع انهاء معاهدة الصداقة المصرية السوفيتية المبرومة في مايو 1971. 29 مارس 1976موافقة المؤتمر المشترك للجنة المركزية ومجلس الشعب على اقامة 2 تنظيمات سياسية ثابتة داخل الاتحاد الاشتراكى وهى تنظيم مصر العربى الاشتراكى تنظيم الاحرار الاشتراكيين وتنظيم التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى.أبريل 1976 رفض مصر تسلم بيان الحكومة السوفيتية عن الغاء معاهدة الصداقة المصرية السوفيتية.جولة الرئيس السادات في المانيا الاتحادية وفرنسا وايطاليا والفاتيكان ويوغسلافيا والنمسا لبحث قضية الشرق الأوسط وتدعيم العلاقات بين مصر ودول أوروبا.3 أبريل 1976رفض لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب البيان السوفيتى عن الغاء معاهدة الصداقة السوفيتية المصرية.14 أبريل 1976قرار الرئيس السادات بتكليف ممدوح سالم بتشكيل الوزارة الجديدة.11 أبريل 1976قرار الرئيس السادات بسفر وفد مصرى على مستوى عال للصين تقديرا لموقفها بامداد مصر بقطع غيار الطائرات وعمرتها.3 مايو 1976توقيع اتفاق التوسع التجارى والتعاون الاقتصادى في القاهرة بين مصر والهند ويوغسلافيا.

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 04:03 AM

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

احداث مصر والسادات9 نوفمبر 1977

خطاب الرئيس السادات فى مجلس الشعب واعلانه استعداده للذهاب للكنيست سعيا الى السلام العادل. 15 نوفمبر 1977قرار الرئيس السادات بالذهاب الى الكنيست فى أقرب وقت لمواجهة أعضاء الكنيست بالحقالق الكاملة.17 نوفمبر 1977تسلم الرئيس السادات من السفير الأمريكى رسالة دعوة مناحم بيجين رئيس وزراء اسرائيل لزيارة اسرائيل. 18 نوفمبر 1977قبول الرئيس السادات استقالة اسماعيل فهمى وزير الخارجية ومحمد رياض وزير الدولة للشئون الخارجية.19 نوفمبر 1977وصول الرئيس السادات الى القدس .20 نوفمبر 1977خطاب الرئيس السادات
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/2331.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
فى الكنيست الأسرائيلى. 22 نوفمبر 1977وصول الرئيس النميرى للقاهرة للتعبير عن تأييد بلاده لمبادرة الرئيس السادات.26 نوفمبر 1977خطاب الرئيس السادات امام مجلس الشعب ودعوته لعقد مؤتمر القاهرة.25 ديسمبر 1977المحادثات بين الرئيس السادات ومناحم بيجين رئيس وزراء اسرائيل فى الاسماعيلية للتوصل الى اتفاق سلام عادل شامل في منطقة الشرق الأوسط.30 ديسمبر 1977دعوة مصر السكرتير العام للامم المتحدة للاشتراك فى اجتماعات اللجنة السياسية المتفرعة من مؤتمر القاهرة التحضيرى.
احداث مصر والسادات4 أكتوبر 1978اعلان الدكتور مصطفى خليل تشكيل الوزراة الجديدة.5 أكتوبر 1978اجتماع الرئيس السادات باعضاء الوزارة الجديدة وتأكيده على دورها فى خدمة الجماهير خلال المرحلة المقبلة.7أكتوبر 1978حضور الرئيس السادات احتفالات عيد الفن الثالث.11 أكتوبر 1978اجتماع الرئيس السادات بقيادات الحزب الوطنى وتأكيده عدم التراجع عن الديمقراطية الملتزمة بالاخلاق والقيم.12 أكتوبر 1978بدء اجتماعات الوفدين المصرى والإسرائيلى لمباحثات السلام في الولايات المتحدة الأمريكية.14 أكتوبر 1978موافقة مجلس الشعب بأغلبية ساحقة على اتفاقيتى كامب ديفيد.المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس النميرى فى الاسماعيلية لبحث اتفاقيتى كامب ديفيد.27 أكتوبر 1978فوز الرئيس السادات بجائزة نوبل للسلام لعام 1978 وتنازله عن نصيبه في الجائزة لقريته.4 نوفمبر 1978خطاب الرئيس السادات في افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشعب واعلانه رفض الاجتماع بوفد مؤتمر بغداد.المباحثات بين الرئيس السادات والدكتور بطرس غالى وزير الدولة للشئون الخارجية والسفير اسامة الباز وكيل أول الخارجية حول النصوص النهائية لاتفاق السلام.8 نوفمبر 1978عودة الدكتور بطرس غالى واسامة الباز لواشنطن بعد انتهاء مشاورتهما حول سير المفاوضات مع الرئيس السادات.13 نوفمبر 1978رسالة الرئيس السادات الى الرئيس الامريكى كارتر حول مباحثات السلام فى واشنطن.15 نوفمبر 1978وصول حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية الى واشنطن حاملا رسالة من الرئيس السادات الى الرئيس الأمريكى حول مفاوضات السلام .خطاب الرئيس السادات فى جامعة القناة واعلانه مباحثات السلام انجزت 90% من اهدافها ولكن لابد من الربط بين المعاهدة ومستقبل الضفة الغربية وقطاع غزة.17 نوفمبر 1978اجتماع حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية بوزير الخارجية الامريكى سيروس فانسى وتقديمه مقترحات مصر الجديدة فيما يتعلق بمباحثات السلام.19 نوفمبر 1978توقيع مصر والولايات المتحدة الامريكية فى القاهرة اتفاقية للتعاون الصحى قيمتها 60 مليون دولار 21 نوفمبر 1978السادات يعقد اجتماعا هاما مع مصطفى خليل رئيس الوزراء وحسنى مبارك نائب الرئيس لبحث نتائج محادثات حسنى مبارك فى واشنطن .22 نوفمبر 1978الرئيس كارتر يتصل بالرئيس السادات لبحث الخلافات التى اثارتها اسرائيل في مباحثات السلام.عودة الفريق كمال حسن على وزير الدفاع ورئيس وفد مصر في مباحثات السلام الى القاهرة لاجراء مشاورات تطورات الموقف.25 نوفمبر 1978اعلان بيان الحكومة أمام مجلس الشعب.اجتماع الرئيس السادات بوفد لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكى بالقاهرة وبحث تطورات الموقف في الشرق الأوسط.26 نوفمبر 1978اجتماع الرئيس السادات باعضاء اللجنة العليا للمفاوضات لبحث ورقة العمل المصرية المقترحة.29 نوفمبر 1978اجتماع الرئيس السادات بالدكتور مصطفى خليل رئيس الوزراء لبحث تفاصيل مهمة رئيس الوزراء فى الولايات المتحدة بشأن مفاوضات السلام.30 نوفمبر 1978ارسال الرئيس السادات رسالة هامة لبيجين تتناول أهم المبادىء التى تؤمن بها مصر كاساس لإستئناف مفاوضات السلام.1 ديسمبر 1978لقاء مصطفى خليل بالرئيس الامريكى كارتر فى واشنطن لبحث استمرار عملية السلام بين مصر واسرائيل .اجتماع مصطفى خليل رئيس الوزراء بسيروس فانس وزير الخارجية الامريكية وولتر مونديل نائب الرئيس الامريكى في واشنطن لبحث تفاصيل مقترحات السلام المصرية.4 ديسمبر 1978بدء جولة الدكتور صصطفى خليل في لندن وباريس وبون ورومانيا ويوغسلافيا.5 ديسمبر 1978جولة الرئيس السادات فى المنيا لتفقد خطط العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة.9 ديسمبر 1978منح جامعة ساوث كارو لينا الرئيس السادات الدكتوراه الفخرية فى القانون والسيدة جيهان السادات الدكتوراه الفخرية فى الاداب.10 ديسمبر 1978المهندس سيد مرعى يتسلم جائزة نوبل للسلام فى اوسلو نيابة عن الرئيس السادات.11 ديسمبر 1978المحادثات بين الرئيس السادات وسيروس فانس وزير الخارجية الامريكى في القاهرة لبحث الافكار الامريكية لكسر الجمود في محادثات السلام.موافقة لجنة الاحزاب على قيام حزب العمل الاشتراكىجولة حسنى مبارك ناثب رئيس الجمهورية في الخرطوم ومسقعلى لاطلاع القادة العرب على آخر تطورات مباحثات السلام وجولة فانس.23 ديسمبر 1978بدء محادثات بروكسل بين مصر واسرائيل والولايات المتحدة الامريكية بدعوة من سروس فانس وزير الخارجية الامريكية لكسر الجمود الذى يواجه محادثات السلام والتوصل الى المعاهدة بين مصر واسرائيل.
3 يوليو 1978قبول مصر دعوة الرئيس كارتر لاشتراك وزير الخارجية المصرية في مؤتمر لندن الذى يحضره وزير خارجية الولايات المتحدة واسرائيل.5 يوليو 1978اعلان مصر نص المشروع الكامل للسلام في منطقة الشرق الأوسط.7 يوليو 1978وصول الرئيس السادات الى فيينا لإجراء محادثات هامة مع المستشار النمساوى برونوكرايسكى وزعماء الدولية الاشتراكية حول آخر تطورات جهود السلام في الشرق الأوسط ودور الدولية الإشتراكية في دفع عملية السلام. موافقة النمسا على تقديم مجموعة من القروض الميسرة والتسهيلات الائتمانية لمصر تبلغ 750 مليون شلن نمساوى للاسهام في تمويل وتنفيذ عدد مبن مشروعات التنمية المصرية.حصلت مصر على قرض من الحكومة الفرنسية قيمته 100 مليون فرنك لتطوير شبكة التليفونات في مصر. حضور وزير الخارجية المصرى مؤتمر وزراء الخارجية الافريقى في الخرطوم.13 يوليو 1978اجتماع الرئيس السادات بعيز وايزمان وزير الدفاع الأسرائيلى فى سالزبورج لبحث جهود السلام فى الشرق ا لأ وسط.18 يوليو 1978حضور الرئيس السادات مؤتمر القمة الافريقى الخامس عشر المنعقد في الخرطوم..بدء اجتماعات مؤتمر وزراء الخارجية الثلاثى بين مصر واسرانيل والولايات المتحدة الامريكية في قلعة ليدز التاريخية بلندن بهدف دفغ جهود السلام في منطقة" الشرق الأوسط.19 يوليو 1978اعلان محمد ابراهيم كامل وزير خارجية مصر انه لم يحدث اى اتفاق على اجتماع آخر مع الجانب الاسرائيلى وذلك بعد انتهاء مؤتمر ليدز دون نتائج محددة.22 يوليو 1978المباحثات بين حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية والرئيس الفرنسى ديستان في باريس حول تطورات أزمة الشرق الأوسط.26 يوليو 1978قرار مجلس الأمن القومى المصرى تكليف الفريق أول عبد الغنى الجمسى وزير الحربية والانتاج الحربى الاتصال بالجنرال عازر ويزمان وزير الدفاع الأسرائيلى لاتخاذ اجراءات اعادة المجموعة العسكرية الاسرائيلية الموجودة فى مصر الى اسرائيل.أغسطس 1978المحادثات بين الرئيس السادات والأمير فهد ولى عهد المملكة العربية السعودية في الاسكندرية حول مشكلة الشرق الأوسط.وصول الفريد اثرتون السفير الامريكى المتجول فى الشرق الأوسط الى القاهرة لبحث آخر تطورات القضية.7 أغسطس 1978المباحثات بين الرئيس السادات ووزير الخارجية الامريكى سيروس فانسر في الاسكندرية حول آخر تطورات أزمة الشرق الأوسط.اجتماع الامانة العامة للحزب الذى يرأسه الرئيس السادات والاتفاق على تسميته بالحزب الوطنى الديمقراطى.8 أغسطس 1978قبول الرئيس السادات دعوة الرئيس كارتر لعقد اجتماع ثلاثى في كامب ديفيد يحضره الرئيس كارتر والرئيس السادات ومناحم بيجين يوم 5 سبتمبر 9978 لبحث أزمة الشرق الأوسط10 أغسطس 1978حضور الرئيس السادات أول اجتماع للامانة المؤقتة للجنة التأسيسية للحزب الوطنى وقراره بتشكيل الحزب بالانتخاب الحر المباشر.11 أغسطس 1978تصديق الرئيس السادات على اسماء اللجنة التأسيسية للحزب الوطنى الديمقراطى والتى تتكون من 200 عضو بخلاف أعضاء مجلس الشعب الراغبين فى الانضمام الى الحزب.14 أغسطس 1978لقاء الرئيس السادات باعضاء اللجنة التأسيسية المؤقتة للحزب الوطنى الديمقراطى وتحديد تصوره للعمل الحزبى في المرحلة القادمة واتخاذ قراره بالنزول الى الشارع السياسى.15 أغسطس 1978اختيار الرئيس حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية نائبا لرئيس الحزب الوطنى.28 أغسطس 1978توقيع اتفاقية بين مصر والولايات المتحدة الامريكية في القاهرة تقدم بمقتضاه الهيئة الامريكية للتنمية لمصر قرضا قيمته، مليون دولار لادخال النظم الحديثة في الادارة والتشغيل والتدريب بهيئة المواصلات.4 سبتمبر 1978المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس ديستان فى باريس حول تطورات أزمة الشرق الأوسط.5 سبتمبر 1978وصول الرئيس السادات الى كامب ديفيد لحضور اعمال مؤتمر القمة الثلاثى الذى يحضره الرئيس السادات والرئيس كارتر ومناحم بيجين.6 سبتمبر 1978حضور الرئيس السادات أول اجتماعات مؤتمر كامب ديفيد 16 سبتمبر 1978موافقة البنك الدولى للإنشاء والتعمير على منح مصر قرضا قيمته 100 مليون دولار لرفع كفاءة الخدمة التليفونية والسكك الحد يدية والنقل البحرى.18 سبتمبر 1978توقيع اتفاقيات كامب ديفيد للسلام فى الشرق الأوسط

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/1978_2.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
.20 سبتمبر 1978المباحثات بين الرئيس السادات والملك الحسن الثانى في الرباط حول نتائج اجتماعات كامب ديفيد.21 سبتمبر 1978قرار حزب مصر العربى الاشتراكى بالإندماج في الحزب الوطنى الديمقراطى.25 سبتمبر 1978توقيع الرئيس السادات لوثيقة قيام الحزب الوطنى الديمقراطى في الشهر العقارى.30 سبتمبر 1978المباحثات بين الرئيس السادات والفريد اثرتون السفير الامريكى المتجول فى القاهرة حول الخطوات المقبلة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.1 أكتوبر 1978خطاب الرئيس السادات فى مجلس الشعب حول مؤتمر كامب ديفيد وتحديد ملامح المرحلة المقبلة.قبول الرئيس السادات استقالة ممدوح سالم وتكليف الدكتور مصطفى خليل بتشثكيل الوزارة الجديدة.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

5 يناير 1978محادثات بين الرئيسين السادات وجيمى كارتر في أسوان واعلان الرئيس الامريكى ان عام 1978 سيكون عام السلام فى الشرق الأوسط.7 يناير 1978مباحثات في السودان بين الرئيسين السادات وجعفر نميرى حول آخر تطورات الموقف
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/3147.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

فى الشرق الأوسط. 9 يناير 1978مباحثات فى اسوان بين الرئيس السادات وشاه ايران حول آخر تطورات الموقف في الشرق الاوسط وأهم القضايا الدولية ووسائل دعم التعاون بين البلدين. 11 يناير 1978اجتماع الرئيس السادات مع عزرا وايزمان وزير الدفاع الأسرائيلى وبدء اجتماعات اللجنة العسكرية المصرية الإسرائيلية في القاهرة!.13 يناير 1978مباحثات فى اسوان بين الرئيس السادات وجيمى كالاهان رئيس وزراء بريطانيا حول آخر تطورات الموقف في الشرق الأوسط..16 يناير 1978اجتماعات اللجنة السياسية المنبثقة عن مؤتمر القاهرة في القدس.18 يناير 1978عودة وقد التفاوض المصرى فى اجتماعات اللجنة السياسية عن القدس بعد ان تأكد من خلال سير المباحثات ان الاسرائيليين يسعون الى المناورة وطرح حلول جزئية لاتفضى الى السلام.19 يناير 1978مصر تذيع النص الكامل لمشروع اعلان المبادىء الذى قدمه وفد مصر في اجتماع اللجنة السياسية في القدس وقد تضمن خمسة بنود اساسية على اساس قرارى مجلس الأمن رقمى 2،2 0 228 وهذه المبادىء هى الانسحاب الأسرائيلى الكامل من سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة وضمان سلامة الأراضى والاستقلال السياسى لكل دولة عن طريق ترتيبات يتفق عليها واحترام حق جميع الدول في المنطقة في السيادة ووحدة اراضيها وتحقيق تسوية عادلة للمشكلة الفلسطينية بجميع جوانبها على اساس حق تقرير المصير وانهاء دعاوى الحرب واقامة علاقات سلمية5 فبراير 1978الموافقة على قيام حزب الوفد.12 -13 فبراير 1978جولة الرئيس السادات في كل من المغرب والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والمانيا الغربية والنمسا ورومانيا لبحث آخر تطورات مشكلة الشرق الأوسط، اتفاق بين حكومتى مصر وكينيا على احتواء الازمة التى ترتبت على احتجاز طائرة مصرية مدنية فى كينيا واحتجاز طائرتين تابعتين لكينيا فى القاهرة.14 فبراير 1978موافقة الولايات المتحدة على السماح لمصر بشراء1500 ناقلة جنود مدرعة من طراز بى. كى. و.. ه ا ناقلة أخرى من طراز ام- 112.23 فبراير 1978مباحثات حسنى مبارك نائب رئيس الجمهورية في المغرب حول تطورات الموقف في الشرق الأوسط.24 فبراير 1978مصر تقدم مقترحات مكتوبة تتعلق بالمبادىء لا لفريد اثرتون مساعد وزير الخارجية الامريكى.6 مارس 1978مباحثات بين الرئيس السإدات والفريد اثرتون مبعوث الرئيس الامريكى كارتر لبحث تطورات مشكلة الشرق ا لأ وسط..توقيع اتفاقية فى القاهرة مع السوق الاوربية المشتركة تقدم السوق الاوربية بموجبها لمصر،20 ملايين دولار للاسهام في مشروعات التنمية في أكتوبر 1981.30 مارس 1978 المباحثات بين الرئيس السادات وعازرا وا. يزمان وزير الدفاع الأسرائيلى في القاهرة حول مشكلة الشرق الأوسط وجنوب لبنان1 أبريل 1978جولة الرئيس السادات في الوادى الجديد ومحافظات الوجه القبلى لبحث مشروعات الأمن الغذائى واعلانه الثورة الخضراء.30 أبريل 1978إعلان مصر رفضها القاطع لمشروع مناحم بيجين الذي يستهدف إبقاء السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية وغزة.4 مايو 1978المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس السوادنى جعفر نميرى في الأسكندرية حول اسس ووسائل دعم التضامن العربى.14 مايو 1978خطاب الرئيس السادات بمناسبة ذكرى 15 مايو ومطالبته اجراء استفتاء على المبادىء الستة وقانون العيب16 مايو 1978موافقة الحكومة الأمريكية على صفقة الطائرات الأمريكية لمصر والسعودية.21 مايو 1978الاستفتاء في مصر حول المبادىء الستة وقانون العيب والاجماع الشعبى بالموافقة عليها.24 مايو 1978الاتفاق بين مصر والسودان على اطلاق حرية التجارة بين البلدين وتوسيع نطاق تجارة الحدود وتبادل المزيد من الاعفاءات والتخفيضات الجمركية.30 مايو 1978الاتفاق بين مصر وصندوق النقد الدولى على توقيع اتفاق مدته ثلاث سنوات تحصل مصر بمقتضاه على قروض قيمتها 720 مليون دولار للمساهمة لي سد العجز في ميزانية المدفوعات9 يونيو 1978المباحثات بين الرئيس الامريكى جيمى كارتر والفريق أول عبد الغنى الجمسى وزير الحربية المصرى فى الولايات المتحدة الامريكية حول العلاقات بين البلدين والوضع في الشرق الأوسط.21 يونيو 1978اعلان الرئيس السادات انه لا جدوى من عقد أى اجتماع مع مناحم بيجين رئيس وزراء اسرائيل مادام بيجين تبنى الخط المتشدد للحرس القديم. وقراره ايضا بعدم عقد لقاءات مصرية اسرائيلية على مستوى أقل لانها عديمة الجدوى.24 يونيو 1978رفض مصر رسميا المقترحات التى وردت فى الرد الاسرائليلى على الاسئلة الامريكية حول مصير الضفة الغربية وقطاع غزة بعد المرحلة الانتقالية التى نص عليها مشروع بيجين للحكم الذاتى.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

24 أبريل 1977مباحثات ديفيد اوين وزير الخارجية البريطانية في القاهرة مع المسئولين المصريين حول الموقف الاوربى من ازمة الشرق الاوسط والعلاقات بين البلدين.27 مايو 1977المباحثات بين الرئيس السادات وياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول تطورات الموقف العربى والدولى ونتائج الجهود المصرية بشأن الاعداد لعقد مؤتمر جنيف.9-10 يونيو 1977مباحثات اسماعيل فهمى وزير الخارجية المصرى في موسكو حول الموقف فى الشرق الاوسط والعلاقات بين البلدين.14 يونيو 1977 موافقة لجنة الاعتماد التابعة لمجلس النواب الامريكى على تقديم مساعدات لمصر قيمتها 750 مليون دولار. مطالبة مصر دول السوق الاوربية المشتركة إصدار بيان يحدد موقفها من استئناف المفاوضات في مؤتمر جنيف.1 أغسطس 1977المباحثات بين الرئيس السادات وسيروس فانس وزير الخارجية الامريكية في القاهرة حول ازمة الشرق ا لاوسط.24 سبتمبر 1977قرر مجلس الشعب تشكيل لجنة لتقصى الحقائق عن هزيمة يونيو 1967.5 نوفمبر 1977المباحثات بين الرئيس السادات والملك حسين ملك الأردن في القاهرة حول اخر تطورات الموقفين العربى والدولى والتنسيق بين دول المواجهة قبل انعقاد مؤتمر جنيف.5 يناير 1977مباحثات بين الفريق اول عبد الغنى الجمسى نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية وايفون بورج وزير الدفاع الفرنسي في القاهرة حول اقامة مصانع حربية بمصر لتصنيع الاسلحة الفرنسية.13 يناير 1977مباحثات بين الرئيس السادات والملك حسين ملك الاردن حول التنسيق بين دول المواجهة الثلاث مصر، سوريا. الاردن ومناقشة التحركات القادمة لحل مشكلة الشرق الأوسط.8 فبراير 1977الاستفتاء على قانون الوحدة الوطنية والموافقة بنسبة 96.69 % 17 فبراير 1977المباحثات بين الرئيس السادات وسيروس فانس وزير الخارجية الامريكى في القاهرة حول الخطوط الضرورية للتحرك نحو السلام فى الشرق الأوسط.5 مارس 1977توقيع اتفاق مصر امريكى ني القاهرة بشأن مبلغ الى 500 مليون دولار الذى وافق الكونجرس على تقديم لمصر بصفة عاجلة في شكل قرض سلمى.9 مارس 1977 توقيع ملوك ورؤساء6 دولة عربية وإفريقية ميثاق القاهرة لتأكيد وتدعيم وتنمية اسس التعاون بين القارة الافريقية والعرب.2 أبريل 1977المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس الفرنسى ديستان فى باريس حول ازمة الشرق الاوسط والعلاقات بين البلدين .3 أبريل 1977المباحثات بين الرئيس السادات والرئيس الامريكى جيمى كارتر في واشنطن حول ازمة الشرق الأوسط.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]


http://www.anwarsadat.org/images/2196.jpg

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 04:20 AM


[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]


http://www.anwarsadat.org/images/category26.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]


عاش أنور السادات عمره من أجل مصر ، لم يبخل عليها يوماً بلحظة من عمره ، ولا قطرة من دمه وهبها حياته وفكره لذا كانت مصر تعيش أبداً فى وجدانه.ورحلة كفاح الرئيس السادات صورة نابضة بالحب لشعبه و وطنه كما سطرها التاريخ منذ مولده بميت أبو الكوم و تدرجه فى التعليم حتى تخرج ضابطا من الكلية الحربية و دخوله السجن ودوره البارز فى ثورة يوليو وتقلده العديد من المناصب الى ان تولى رئاسة الجمهورية ليحقق لبلاده اروع الانجازات.ولد الرئيس السادات فى 25 ديسمبر سنة 1918 بقرية ميت ابو الكوم بمحافظة المنوفية. تلقى تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/image1.jpg

ثم انتقل إلي مدرسة الأقباط الإبتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية
عام 1935 ألتحق بالمدرسة الحربية لإستكمال دراساته العليا
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]


.http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat2.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
عام 1938 تخرج من الكلية الحربية ضابطا برتبة ملازم تان . وتم تعيينه في مدينة منقباد جنوب مصر.
تأثر السادات فى مطلع حياته بعدد من الشخصيات السياسية والشعبية فى مصر والعالم ، وقد ساهم هذا التأثير فى تكوين شخصيته النضالية ورسم معالم طموحه السياسى من أجل مصر.
عام 1941دخل السادات السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب من السادات مساعدته للهروب إلى العراق ، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بعزيز المصري لميوله المحورية ، غير أن السادات لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على اثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام 1942.خرج السادات من سجن الأجانب فى وقت كانت فيه عمليات الحرب العالمية الثانية على أشدها ، وعلى أمل اخراج الانجليز من مصر كثف السادات إتصالاته ببعض الضباط الألمان الذين نزلوا مصر خفية ، فأكتشف الإنجليز هذه الصلة بين السادات والألمان فدخل المعتقل سجيناً للمرة الثانية عام 1943.إستطاع السادات الهرب من المعتقل و رافقه فى رحلة الهروب صديقه حسن عزت وعمل السادات اثناء فترة هروبه من السجن عتالاُ على سيارة نقل تحت إسم مستعار هو الحاج 'محمد' وفى آواخر عام 1944 انتقل الى بلدة ابو كبير بالشرقية ليعمل فاعلاً فى مشروع ترعة رى.عام 1945مع إنتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 سقطت الأحكام العرفية وبسقوط الاحكام العرفية عاد السادات إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة والحرمان.التقى السادات في تلك الفترة بالجمعية السرية التي قررت اغتيال أمين عثمان وزير المالية في حكومة الوفد ' 4 فبراير 1942 - 8 أكتوبر 1944 ' ورئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنجليز ، وعلى أثر اغتيال أمين عثمان عاد السادات مرة أخرى وأخيرة إلى السجن وفى الزنزانة '54' في سجن قرميدان واجه السادات أصعب محن السجن بحبسه إنفرادياً ، غير أنه هرب المتهم الأول في قضية ' حسين توفيق ' وبعدم ثبوت الأدلة الجنائية

سقطت التهمة عن السادات فأفرج عنه

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

. http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat3.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
بعد ذلك عمل السادات مراجعا' صحفيا بمجلة المصور حتي ديسمبر 1948.عام 1949فى هذا العام انفصل عن زوجته الأولى و تقدم لخطبة السيدة جيهان صفوت رؤف وما بين الخطبة واتمام زواجه سنة 1949 عمل السادات بالاعمال الحرة مع صديقه

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
حسن عزت
.http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat4.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
عام 1950 عاد السادات إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.عام 1951تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش والذي عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فأنضم السادات إليها ، وتطورت الأحداث في مصر بسرعة فائقة بين عامي 1951 - 1952 ، فألفت حكومة الوفد ' يناير 1950 - يناير 1952 ' معاهدة 1936 بعدها اندلع حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 و أقال الملك وزارة النحاس الأخيرة.عام 1952وفى ربيع هذا العام أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة ، وفى 21 يوليو أرسل جمال عبد الناصر إلى أنور السادات فى مقر وحدته بالعريش يطلب إليه الحضور إلى القاهرة للمساهمة فى ثورة الجيش على الملك والإنجليز.قامت الثورة و أذاع أنور السادات بصوته بيان الثورة،بعدها أسند الي السادات مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق.عام 1953في هذا العام أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسند إلي السادات مهمة رئاسة تحرير هذه الجريدة.عام 1954ومع اول تشكيل وزارى لحكومة الثورة تولي السادات منصب وزير دولة في سبتمر 1954.عام 1957انتخب عضوا بمجلس الامة عن دائرة تلا ولمدة ثلاث دورات

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat5.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
عام 1960أنتخب رئيسا لمجلس الأمة من 21-7-1960 إلي 27-9-1961، ورئيسا للأمة للفترة الثانية من 29-3-1964 إلى 12-11-1968.عام 1961 عين رئيسا' لمجلس التضامن الأفرو أسيوى.عام 1969اختاره الزعيم جمال عبد الناصر نائبا له حتي يوم 28 سبتمبر 1970.

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 04:25 AM


[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/category26.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


إستمرت فترة ولاية الرئيس السادات لمصر 11 عاماً ، خلالها اتخذ السادات عدة قرارات تاريخية خطيرة هزت العالم وأكد بعضها الآخر على صلابة السادات في مواجهة الأحداث ومرونته الفائقة على تفادي مصر المخاطر الجسيمة ، حيث بني إستراتيجية في اتخاذ القرار على قاعدة تاريخية منسوبة إليه وهى 'لا يصح إلا الصحيح'.عام 1971إتخذ الرئيس السادات قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى فى مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح فى 15 مايو 1971 فخلص الإنسان المصرى من قبضة أساطير الإستبداد التى كانت تتحكم فى مصيره ، وفى نفس العام أصدر السادات دستوراً جديداً لمصر
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat7.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

عام 1972قام السادات بالإستغناء عن 17000 خبير روسى فى أسبوع واحد لإعادة الثقة بالنفس لجيش مصر حتى إذا ما كسب المصريون المعركة لا ينسب الفضل إلى غيرهم


عام 1973اقدم السادات على اتخاذ اخطر القرارات المصيرية له ولبلاده وهو قرار الحرب ضد اسرائيل ، وهى الحرب التى اعد لها السادات منذ اليوم الأول لتوليه الحكم فى اكتوبر 1970 فقاد مصر الى اول انتصار عسكرى فى العصر الحديث

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


.http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat8.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


عام 1974قرر السادات رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادى
.
عام 1975قرر السادات رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادى
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


.http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat9.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


عام 1976وبعد فترة طويلة من خضوع الإنسان المصرى لسلطة الفرد المطلقة أعاد السادات الحياة إلى الديمقراطية التى بشرت بها ثورة يوليو ولم تتمكن من تطبيقها ، فكان قراره بعودة الحياة الحزبية ، فظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسى وهو الحزب الوطنى الديمقراطى كأول مولود حزبى كامل النمو بعد ثورة يوليو ثم تولى من بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوى التقدمى وغيرها.


عام 1977إتخذ الرئيس قراره الحكيم والشجاع الذى اهتزت له أركان الدنيا بزيارة القدس ليمنح بذلك السلام هبة منه لشعبه وعدوه فى آن واحد ، ويدفع بيده عجلة السلام بين مصر وإسرائيل

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


.http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat10.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]



عام 1978قام السادات برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لإسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعى لكل إنسان وخلال هذه الرحلة وقع أتفاقية السلام فى كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكى جيمى كارتر.عام 1979وقع الرئيس السادت معاهدة السلام مع إسرائيل.

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]



http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat11.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


http://www.anwarsadat.org/images/About_Sadat12.jpg


يتبع ..

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 04:39 AM


[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

قالو عنه
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

جيمى كارتر

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/3979.jpg


الرئيس السابق للولايات التحدة الأمريكية أننى لم أقابل أى رئيس أو مسئول أمريكى، إلا وحدثنا بصدق عن إعجابه الشديد بذكاء الرئيس "السادات" وتطلعاته وشجاعته.. وأننى شخصيا سأتعلم الكثير من الرئيس "السادات" .. وأتطلع مخلصا إلى إقامة صداقة شخصية وحميمة مع الرئيس "السادات". الملك حسين
ملك الأردن إن زيارتك الغالية هذه تجاوز فى وزنها ومعناها ما يشدنى إليك من أخوة صادقة ومحبة صافية ومسيرة مشتركة. فهى تكريس لوحدة شعبنا فى الألم والأمل وهى تعبر عن وحدة أمتنا فى الهدف والمصير. ولقد حفل سجلك الباهر على طول الطريق الذى قطعته مصر الغالية بقيادتك الباسلة الحكيمة. بإحساسك بذلك الألم وإيمانك بذلك الأمل مثلما أزدان عهدك الميمون بإصرارك على ذلك الهدف ونضالك الباهر من أجل ذلك المصير.

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/3981.jpg
البابا يوحنا بولس الثانى بابا الفاتيكان أنه كان رجل السلام له رؤية نافذة لتحقيق المصالحة والوفاق لقد حظى الرئيس السادات بالتقدير لأيمانه القوي ولمبادراته من أجل السلام التي حاول بها أن يفتح الطريق إلى حل النزاع الطويل الدامي بين العرب وإسرائيل

.
http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6788.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

سوهارتو

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6793.jpg

الرئيس الأندونيسي أن وفاة الرئيس السادات خسارة فادحة ليس للشعب المصري فحسب بل للعالم

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

بأسره. موبوتو سيسيكو نيكسون

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6795.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

الرئيس الأمريكي السابق لقد تصدع صرح عظيم من صروح السلام أن السادات تجسيد للشرف والأمانه.

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6793.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
نيكولاي شاوشيسكو الرئيس الروماني أن الراحل العظيم كان شخصية سياسية عامة وكان يعمل من أجل السلام الدائم والعادل في منطقة الشرق الأوسط .

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6800.jpg

يتبع ...


[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 04:50 AM


[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
قالو عنه .
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
هلموت شميت

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/3980.jpg

المستشار الألماني إذا كانت هناك فرصة للسلام اليوم، فإن هذا يرجع فى المقام الأول إلى سياستكم الحكيمة ورغبتكم الحقيقية فى سلام العالم..وفى هذا السبيل تحملتم الكثير من المتاعب وبذلتم الجهود المتصلة لشرحها والحصول على تأييد من العالم، بحيث أصبحت القضية عامة على
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

كل لسان فى أوروبا. سيروس فانس
http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6789.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
وزير الخارجية الأمريكى أن الرئيس "السادات" .. رجل دولة عاقل، ويتسم بالحكمة. أدوارد هيث

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6790.jpg

رئيس الوزراء البريطاني السابق - أن السادات كان رجلاً عظيماً وسياسياً شجاعاً وانني معجب به أشد الأعجاب
-أنه من أعظم الزعماء الدوليين وقد أستطاع أن يغير من معالم الشرق الأوسط السياسية تغييراً أبدياً وكان دائماً شجاعاً في قراراته معتزاً بوطنه وشعبه يعمل دائمأً من أجل السلام3

مناحم بيجين

رئيس الوزراء الأسرائيلي

أن السادات قائد حرب عظيم وقائد سلام عظيم وبعد قرار الرئيس السادات بزيارة القدس والترحيب الذي لقيه من جانب الشعب الأسرائيلي والكنيست والحكومة الأسرائيلية من أعظم أحداث هذا العصر . أن الرئيس السادات تجاهل مظاهر الكراهية والعداوة وأستمر في بذل جهوده الرامية إلى قرار السلام وكان هذا هو الطريق الصعب

أن السادات قائد حرب عظيم وقائد سلام عظيم وبعد قرار الرئيس السادات بزيارة القدس والترحيب الذي لقيه من جانب الشعب الأسرائيلي والكنيست والحكومة الأسرائيلية من أعظم أحداث هذا العصر . أن الرئيس السادات تجاهل مظاهر الكراهية والعداوة وأستمر في بذل جهوده الرامية إلى قرار السلام وكان هذا هو الطريق الصعب



http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6791.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
برونو كرايسكي

المستشار النمساوى

أنه شخصية عظيمة يدرك مسئوليته أمام شعبه ويعرف تماماً قيمة سلاح الحرب وفاعليته كما يدرك في نفس الوقت معنى السلم وحسناته . لقد كان رجلاً دمث الخلق ذا بصيرة نفاذة دفعته لمواصلة الطريق من أجل بلاده عمل على تحرير بلاده وإسترداد كرامتها فكان العبور العظيم في أكتوبر سنة 1973هو رجل أراد أن ينجز كل شىء على أحسن وجه فكانت الحرب كاملة وكان السلام كاملاً .

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6792.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
هنري كيسنجر

وزير الخارجية الأمريكي

أن السادات نموذج سياسي نادر لا يجود الزمان بمثله إلا قليلاً . لقد أدركت بعد مضي عشر دقائق فقط من مقابلتي للرئيس السادات أنني أمام رجل دولة بحق . أنه رجل لايمكن الأستغناء عنه في الجهود الدبلوماسية الراهنة في الشرق الأوسط

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6798.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
مسز سيمون فيل


رئيس البرلمان الأوربي

أن الرئيس السادات رجل شجاع لم يتردد في تعريض حياته للخطر بسعيه لتحقيق المثل العليا التي يتبناها

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6802.jpg



يتبع ..


[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 04:53 AM

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

قالو عنه ,
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

صحيفة النيوزويك الأمريكية

أن السادات قد حمل مصير العالم على يديه عندما قاد الحرب ضد أسرائيل كما أن المخاطر التي تحملها من أجل أقرار السلام فقد قامت المخاطر التي واجهها في الحروب . فهو رجل ذو شخصية قوية وبصيرة نافذة وثقة بالنفس

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/7561.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
جريدة الواشنطن بوست الأمريكية

كان رجلاً عظيماً صادقاً وشخصية تاريخية غيرت من تاريخ منطقة الشرق الأوسط أستطاع أن يستعيد شرف بلاده بحرب أكتوبر سنة 1973 أستطاع تحقيق السلام القائم على العدل بين مصر وإسرائيل .

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/7562.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
ذي ناشيونال جيوجرافيك

أن حرب أكتوبر 1973 التى دارت بقيادة الرئيس "أنور السادات" قد أعادت إلى المواطن المصرى الكرامة والثقة بالنفس بعد هزيمة 1967

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/7559.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
صحيفة دي فيلت الألمانية

لولا جهود الرئيس "السادات" ما تحركت قضية الشرق الأوسط نحو الحل وأن الفضل يرجع إلى الرئيس "السادات" والى الدور الكبير الذى يقوم به لجعل مشكلة الشرق الأوسط قضية حية وساخنة أمام العالم كله.

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/7558.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

فن كونراد فندتش

أننا نريد رئيسا مثل الرئيس "السادات" فى ألمانيا لأننا أعجبنا بالرئيس المصرى وصفقنا له عندما أعلن: لا نفرط فى شبر واحد من أراضينا.. وبالفعل فإنه لم يخسر شبرا واحدا منذ توليه الحكم.. بالعكس استعاد مساحات من الأراضى المحتلة ولا شك أنه سيحرر أجزاء أخرى فى المستقبل أنه قادر على ذلك.
الرئيس الذى نريده يجب أن يشبه الرئيس "السادات" فى كونه سياسيا محنكا، وأن يكن ذلك الرئيس مخلصا لألمانيته ولشعبه مثل إخلاص الرئيس "السادات" لمصريته ولشعبه.. ببساطة نريد ذلك الشخص أن يكون سياسيا يمثل مصالح شعبه لا مصالح شعب آخر أو كتلة من الكتل أو اتجاها اقتصاديا أو احتكاريا من الاحتكارات.



http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/7556.JPG

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
صحيفة لوكونيديان دي باري الفرنسية

لقد نجح "السادات" ، وهو مفاوض بارع، فى أن يجعل من فرنسا دولة تؤيد العالم العربى وتتخذ موقفا مناهضا لإسرائيل، بينما كانت فرنسا قد استطاعت حتى الآن أن تقدم نفسها فى صورة دولة متمسكة فى آن واحد بوجود إسرائيل وبحقوق الفلسطينيين.

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/7560.jpg


يتبع ,

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 05:20 AM


[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/category135.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
قـضية أمـين عـثمان

تمثل حادثة اغتيال أمين عثمان حلقة من أهم حلقات الاغتيالات السياسية المتتابعة فى عقد الأربعينات من القرن العشرين فقد سبق أمين عثمان إلى الاغتيال الدكتور أحمد ماهر عام 1945 و تلاه محمود فهمى النقراشي عام 1948. و قد ضمت قائمة الاتهام أكثر من مائتى فرد جاء أنور السادات فى الترتيب السابع و قد اتهم أنور السادات فى هذه القضية بتقديمه تسهيلات للمتهمين الرئيسين بصفته ضابط قام بتدريب المتهمين الرئيسين على استعمال السلاح. وقد ظهرت أثناء تداول المحكمة للقضية عدة مواقف وطنية شهدت بنزاهة القضاء المصرى فعندما ترافع أنور حبيب ضد السادات ذكر مواقف السادات الوطنية و مدى تحمله كرجل مصرى من أجل مصر وكان لموقفه هذا ردود فعل كبيرة فى الشارع السياسى المصرى.

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/aminothman.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

شـكر خـاص لأسرة المرحوم/ محمود عبد المجيد نهدى خالص الشكر و التقدير لأسرة المرحوم المستشار محمود عبد المجيد العضو البارز فى هيئة الدفاع عن المتهمين فى قضية اغتيال - أمين عثمان- لتفضلها بإهدائنا الملف الوثائقي و الخاص بهذه القضية، و هو وثيقة قيمة تحتوى على قوائم بأسماء المتهمين و الأحكام الصادرة بشأن كل متهم، و يعد هذا الملف إضافة وثائقية هامة للمتحف سيستفيد منها الباحثين و الدارسين.


يتبع ..

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 05:45 AM


[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
نبذة عن السيدة الأولى
http://www.anwarsadat.org/images/First_lady_16.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

حصلت على درجتى الماجستير و الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة. قامت بتنظيم جمعية 'تلا' من أجل تمكين المرأة المصرية الريفية، التى تعانى الفقر والجهل، علي المستوي الشخصي والاجتماعي والاقتصادي. قامت بتأسيس مركز الوفاء والأمل في مصر، وهو يمثل أكبر مركز للتأهيل في الشرق الأوسط. قامت بتأسيس الجامعة العربية الأفريقية للمرأة. قامت بكتابة سيرتها الذاتية في كتاب ( سيدة من مصر ) الذي ترجم الى عديد من اللغات وقد حقق مبيعات كبيرة نظمت حركة لتعديل القوانين المصرية الخاصة بالحقوق المدنية. من كبيري زملاء أستاذية أنور السادات للسلام والتنمية، جامعة ميريلاند، كولدج بارك. الرئيس الشرفي للمركز العالمي للمرأة. حصلت علي العديد من الجوائز القومية والعالمية عن تقديمها لخدمات عامة وجهودها الإنسانية من أجل المرأة والطفل. حصلت علي أكثر من عشرين دكتوراة فخرية من كليات وجامعات محلية وعالمية. جامعة سانت جونز: كولدج فيل - ميني سوتا. جامعة هو فسترا: همبشتد - لونج ايلاند - نيويورك.

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/jehan3.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


حاصلة على الدكتوراة الفخرية من الجامعات التالية: الجامعة الفلبينية للمرأة: مانيلا - الفلبين. جامعة دبول: شيكاغو - الينوي . جامعة كارولينا الجنوبية:كولومبيا - كارولينا الجنوبية. جامعة نيويورك: نيويورك. جامعة فيرمونت بيرلنجتون: فيرمونت. جامعة فيرمونت بيرلنجتون: فيرمونت. جامعة هاملين: سانت بول مينسوت. جامعة نيفادا : لاس فيجاس - نيفادا. الأكاديمية العالمية للفنون والثقافة. الجامعة الأمريكية: واشنطن العاصمة.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/jehan.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


متحدثة رئيسية في الخطب والمحاضرات التالية: عام الأمم المتحدة الدولي لمؤتمر الأسرة: سان بول - ميني سوتا. ندوة فرانكين كوفي العالمية الخامسة عن القيادة: مدينة سولت ليك - يوتاه المنتدى العالمي للمرأة: IBM ومركز الأعمال الدولية الخاصة - واشنطن العاصمة. منتدى دول العالم: قضايا التنمية الإنسانية - جوانجوانتو - المكسيك. تأملات عن عام 96:غرفة تجارة سان ديجو - كاليفورنيا. عبر الشعوب: لونج بيتش - كاليفورنيا. منتدى دول العالم: السلام العالمي - سان فرانسيسكو - كاليفورنيا. المركز الصحي للمرأة: جونز تاون - بنسلفانيا. روتاري الدولية: شيكاغو - الينوي. الدين و السلام العالمى: مؤسسة رابي مارك - أتش مؤسسة تاننباوم- مدينة نيويورك.المرأة المتميزة: ليتك روك، أركنساس. محاضرة روزالين كارتر عن السياسة العامة: جامعة

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

أموري - أتلانتا، جورجيا.

http://www.anwarsadat.org/images/jehan1.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


الجوائــــــز والأوسمـــة جائزة المتطوع:المركز الدولي للتأهيل - الولايات المتحدة الأمريكية. زمالة بول هاريس: من مؤسسة روتاري الدولية. جائزة المفوضية: إدارة خدمات التأهيل - وزارة الصحة والتعليم - الولايات المتحدة الأمريكية. وسام صليب الاستحقاق الأكبر: من الصليب الأحمر الإيطالي. جائزة الخدمة العامة المتميزة: وزارة الصحة والخدمات الإنسانية -الولايات المتحدة الأمريكية. جائزة مارجريت سانجر: الرابطة الأمريكية للأبوة المخططة. جائزة التراث الحي: من المركز العالمي للمرأة. الرئيس الشرفي للمركز العالمي للمرأة: منذ عام 1984. أول حاصلة علي الجائزة الدولية للإنسانية: مركز كريتتون. أول حاصلة علي جائزة الأستاذ المتميز: من جامعة رادفورد. الجائزة الدولية للإنسانية عن تكريس الجهود العالمية لقضايا المرأة والطفل: من لوس أنجلوس و ولاية كاليفورنيا. جائزة السلام الدولية للطفل: دزني لاند كاليفورنيا. جائزة الإنجاز: من جامعة نايلور تكساس جائزة الينور روزفيلت: الأمم المتحدة - سان فرانسيسكو - كاليفورنيا. بطل الأبطال: مجلس اليونيسيف بواشنطن. الجائزة الدولية: ساو باولو - البرازيل. جائزة المرأة صاحبة الإنجاز: زونتا الدولية. جائزة الحب والكرامة والشرف والسلام: من مركز التغذية البشرية - أوماها نبراسكا. جائزة الرئاسة: تقديرا لمساهمتها طوال حياتها من أجل التفاهم العالمي مقدمة من اوركسترا ممفيس. جائزة المرأة المتميزة: ليتل روك - أركنساس. جائزة إلواز رقوي الدولية للإنسانية: مكتبة العلاقات الدولية - شيكاغو الينويو . جائزة بيرل إس.باك: كلية بنات راندولف ماكون - لينشبرج - فرجينيا. جائزة حامي حمي الحرية: مؤسسة بنسلفانيا الجنوبية، الشرقية للأبوة المخططة - فيلادلفيا - بنسلفانيا جائزة الانسانية و السلام كلية ساكرا مينتو ولفورد: ساكرا مينتو - كاليفورنيا.

منتدى أكسنتور عن القيادة النسائية في الحكومة: واشنطن العاصمة
كلية لينكوين: رود أيلند.
كلية سانت كاترين: ريتشموند - فرجينيا.
منتدى المرأة: جامعة ميتشجان.
كلية كاستيلجا: كاليفورنيا.
متحف سيسيناتي للفن: الجناح المصري
. منتدى أكسنتوار عن القيادة النسائية في الحكومة:ساكرا مينتو - كاليفورنيا
. جسر الثقافات: مؤتمر للمسلمين والمسيحيين واليهود - مركز الحلول العملية - معهد أسبن ومباردة قرطبة - بالم. الهيئة الأمريكية للجامعات

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/jehan2.jpg
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

متحدثة على نحو متكرر لمنتدى الخبرات و التجارب الفريدة،
حفلات تخرج الكليات، مناسبات جمع التبرعات، اجتماعات المدارس الثانوية و الكليات وبرامجها الخاصة فى جميع أنحاء الولايات المتحدة، كندا و أوربا
المؤتمر البرلماني الدولي عن السكان والتنمية: سري لانكا.
المؤتمر العالمى لعقد الأمم المتحدة للمرأة: كوبنهاجن،الدانمارك.
مؤتمر المرأة الحاكمة: لاس فيجاس، نيفادا - سان فرانسيسكو - كاليفورنيا.
المؤتمر العالمي الثاني للأسر:جنيف ، سويسرا.

يتبع ...

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 05:50 AM

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
إنجازات السيدة الأولى
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

بدأت 'جيهان السادات' مشاركتها في العمل الاجتماعي العام منذ إن كانت طفلة ، حيث حرصت وهى تلميذة بالمدارس الابتدائية على جمع التبرعات وإرسالها إلى جماعة الأخوان المسلمين الذين كانوا ينفقون من أموال التبرعات على بعض المشروعات الخيرية كبناء ملاجئ للأيتام وإنشاء مدارس وغيرها من أوجه البر. وفى الفترة التي تولى فيها 'أنور السادات' بعض المناصب القيادية وتحديدا عقب اختياره عضوا بمجلس قيادة الثورة وتعيينه وزير دولة في 1954 لم تنقطع عن الانخراط بين صفوف الجماهير ومد يد المعونة للمحتاجين وأثناء حرب يونيه 1967 بدأت ملامح عملها الاجتماعي العام تتبلور عقب النكسة من خلال مداومتها على زيارة جرحى ومصابي الحرب و مواساة أسر الشهداء . ومع اختيار 'عبد الناصر' للسيد 'أنور السادات' ليكون نائبه الأول أخذ الدور الاجتماعي للسيدة جيهان يزداد تألقا وعقب وفاة 'عبد الناصر' وتولى السادات رئاسة الجمهورية في أكتوبر 1970 . استعدت السيدة جيهان السادات لتلعب دوراً محوريا في العلاقة ما بين مؤسسة الرئاسة والمجتمع المصري ، وذلك من خلال إيمانها بضرورة الدور الحيوي الذي يجب ان تلعبه زوجة الرئيس بعيداً عن الدور التقليدي لزوجات الرؤساء وهذا يتركز فى حضور الحفلات الرسمية و مشاركة الرئيس فى المراسم والبروتوكولات . بدأت السيدة 'جيهان السادات' تطبيق فكرها الاجتماعي الذي يتمركز حول النهوض بأحوال الأسرة المصرية وترقية مركز المرأة في المجتمع عقب تولي أنور السادات رئاسة الجمهورية فمع أندلاع حرب التحرير في أكتوبر 1973 برز الجانب الأنساني في عملها الاجتماعي وذلك من خلال مواساتها لأسر الشهداء في الحرب وزياراتها التي لم تنقطع عن الجرحى والمصابين في الحرب فأطلق عليها أم الأبطال عقب أنتهاء الحرب تبلور فكر السيدة جيهان السادات بدافع أنساني بحت للأخذ بيد هؤلاء الجنود البواسل الذين أعاقتهم أصابتهم على المشاركة في بناء وأعمار بلادهم بعد الحرب فكانت..

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

قدمت سيدة مصر الأولى اهتمامها بقضايا المجتمع المصرى وبخاصة الآسرة والطفل على كل اهتمام آخر ، فقد نهضت بمركز المرأة فى المجتمع وذلك من خلال اهتمامها ومتابعتها لتعديل قانون الأحوال الشخصية ، وتبنت تأسيس جمعية الوفاء والأمل ، كما تجلى دورها الوطنى فى مؤازره جنود مصر البواسل من مصابي العمليات الحربية فاطلق عليها أم الأبطال
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
جمعية الوفاء و الأمل ولدت فكرة إنشاء جمعية الوفاء و الأمل فى ذهن السيدة جيهان السادات أثناء زيارتها لمرضى و مصابي الحرب و بالتحديد أثناء زيارتها مركز تأهيل المعاقين بالعجوزة عندما شاهدت عاطف و هو أحد المقاتلين فى حرب 1967 و قد أصيب بإعاقة، ولأن عاطف خريج كلية الزراعة انتابه إحساس بضرورة العمل و لكنه معوق فكيف يعمل و أين المكان الذى يقبله للعمل فيه؟! عرض 'عاطف ' هذه التساؤلات على السيدة 'جيهان السادات' التى تأثرت كثيرا لدرجة أنها ذرفت الدموع من عينيها... و على الفور خطر ببالها سؤال لماذا لا تنشئ جمعية للمعوقين تؤهلهم للعمل و تساعدهم فى الحصول على فرصة عمل؟!!!
و أصبحت الفكرة حلما يراود سيدة مصر الأولى حتى صممت على أن يتحول إلى واقع و حقيقة فعلية و كانت جمعية الوفاء و الأمل مشروع يقوم على أساس تخطيط لا يرتبط بشخص أو إنسان معين مهما كان مركزه و منصبه و قد وعد الرئيس 'السادات' فور طرح الفكرة بتنفيذها ليثبت الإنسان المصري أنه قادر على ملاحقة العصر و متطلباته

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.anwarsadat.org/images/wafaa_amal2.jpg

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

وفي أطار عملها لجمعية الوفاء والأمل افتتحت السيدة
'جيهان السادات' المئات من المعارض الخيرية التي أقامتها الجمعيات الأهلية وخصصت دخلها لصالح الوفاء والأمل

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

ورغبةً منها في حصول المرآة المصرية على حقوقها الاجتماعية سعت السيدة 'جيهان السادات' تبذل جهد طاقتها لتحريك الرأى العام نحو طرح قضايا المرأة للمناقشة والبحث عن حلول لها وكللت الدولة جهودها بالموافقة على مناقشة قانون الأحوال الشخصية في مجلس الشعب في عام 1979 وفي نفس العام صدقت الحكومة على كافة التعديلات التي أقرها علماء الأزهر ووافق عليها البرلمان فنشأت بذلك قاعدة قانونية لأنصاف المرأة
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
هذا بالإضافة لدورها الفعال في مجال رعاية الأطفال المعوقين من خلال دور الرعاية الأجتماعية التي خصصتها لأعادة تأهيلهم نفسياًَ وأجتماعياً حتى لا يصبحوا عالة على المجتمع
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
وفي مجال المساعدات الأنسانية لذوي الدخول المحدودة نجد أن السيدة 'جيهان السادات' لم تبخل على أسرة مدت يد الحاجة إليها وهذا فضلاً عن تزويدها لهذه الأسر بكل ما تحتاج إليه من المستلزمات المنزلية


يتبع ..


[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 05:55 AM

لوحات فنية

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6862.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6853.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6856.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6852.jpg



http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6849.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6861.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6863.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6857.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6859.jpg
http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6854.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6851.jpg
http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6855.jpg

http://www.anwarsadat.org/project_im...t_img/6850.jpg

Sa Vi 26-03-2009 05:58 AM

حرب اكتوبر
عربيه مصريه ودبابتين اسرائليتين مدمرتين

http://www3.0zz0.com/2008/06/14/02/108750303.jpg

http://www7.0zz0.com/2008/06/14/02/691736233.jpg

http://www4.0zz0.com/2008/06/14/02/539048553.jpg

http://www2.0zz0.com/2008/06/14/02/469115686.jpg

Egyptian soldiers near destroyed Israeli tanks
جنود مصريين جنب دبابه اسرائليه متدمرة

http://www2.0zz0.com/2008/06/14/02/345762463.jpg

http://www7.0zz0.com/2008/06/14/02/714612564.jpg

http://www3.0zz0.com/2008/06/14/02/247030830.jpg

بعد معركه جويه مصريه والسهم دا هليكوبتر مدمرة وترجمولى الباقى

http://www4.0zz0.com/2008/06/14/02/661046807.jpg

صورة من طائرة مصريه اثناء اكبر معركه جويه 60 طائرة وتظهر انها تطارد ميج اسرائليه فوق فايد والدفرسوار


وتظهر الطائرة الاسرائليه تطارد اخرى مصريه بس على مين

http://www5.0zz0.com/2008/06/14/03/466988195.jpg

صورة رائعه جدا


تظهر الميج الاسرائليه وقد انفصلت اجنحتها بعد الهجوم عليها (بالسلامة

http://www7.0zz0.com/2008/06/14/03/139918843.jpg

صورة لحظه بلحظه من شاشه مدفع طائرات مصرى وهتلاحظ ان الميج الاسرائليه بتولع وبتنفجر

http://www4.0zz0.com/2008/06/14/03/784164457.jpg

http://www7.0zz0.com/2008/06/14/03/388219458.jpg

صورة نادرة جدا للفريق اول سعد الدين الشاذلي الاب الشرعي لانتصار اكتوبر و الراس المدبر للهجوم المصري الناجح بالكامل في 1973

http://www5.0zz0.com/2008/06/14/03/815102381.jpg

جندى اسرائيلى متعور فى الجولانA wounded israeli soldier being treated on the Golan ******s

http://www4.0zz0.com/2008/06/14/03/175808394.jpg

Israeli POW at the hands of syrian soldiers


اسير اسرائيلى مع السوريين

http://www7.0zz0.com/2008/06/14/03/541569427.jpg

Israelis POW in Egypt
اقوى صورة لاسرى اسرائلين

http://www4.0zz0.com/2008/06/14/03/749317210.jpg

The crossing of the Suez canal by the egyptian troops near Al Kantara


مصريين بعبروا بمركب

http://www5.0zz0.com/2008/06/14/03/717041751.jpg

A soviet SAM near Suez on the west bank of the canal


صاروخ سام الروسى عند القناه

http://www7.0zz0.com/2008/06/14/03/445599566.jpg

Once a veteran Israeli tank commander tolled me the story of how Egyption soldiers stuffed with speed would run op to tanks with just one handgrenade and pistol.


رد لعضو هولندى عن شجاعه الجندى المصرى وانه بيجرى على الدبابه بقنبله يديويه فقط (والله انا فخور جدا)



Those Israeli tanks must have been pretty encircled


واضح انها دبابت اسرائليه مدمرة

http://www2.0zz0.com/2008/06/14/03/922376763.jpg

http://www3.0zz0.com/2008/06/14/03/833079333.jpg









__________________




http://www.bramjnet.com/vb3/bramjnet...er_offline.gif

Sa Vi 26-03-2009 06:00 AM



[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
معركه لم اكن اعلم عنها شيئا حتي يوم الجمعه 19 ديسمبر 2008
، معركه طويت احداثها سريعا بسبب توقيتها ، فهي قبل حرب اكتوبر بعشرة اشهر تقريبا ، وغطت احداث الحرب عليها سريعا.

أقسم بالله لمن يقرأ تلك السطور انني لم اكن لاصدق سرد تلك المعركه لولا انني سمعتها من فم اللواء طيار احمد كمال المنصوري وهو بطلها ، ربما يظن البعض سريعا ان الرجل يحاول تمجيد نفسه ، لكن الرجل ظل صامتا خمس وثلاثون عاما و عشر أشهر كاملين لا يتحدث و لا يمجد نفسه حتي وصلنا اليه لنحاول ان نبعث تلك المعركه مرة اخري من ظلمات التاريخ المصري الناصع و الذي حكم عليه بالقتل عمدا.

الجميل أن من دلنا علي هذا البطل الصامت هو قائده اللواء تميم فهمي قائد السرب 49 مقاتلات في حرب اكتوبر ، و عندما تحدثت مع اللواء تميم عن رغبتنا في نقل بطولته الي الورق لتعرفها الأجيال الحالية و القادمة رد علينا متهكما ((عايزين قصه بطل ؟ اسألوا عن الطيارين المصريين كلهم ، كلهم ابطال لكن ابدأوا مع المنصوري فقد قام باعمال يشيب لها شعر الطفل الرضيع )) لاحظ كلمه ابدؤوا.
أيعقل هذا في هذا الزمن الوقح ؟ هل مازال هناك انكار للذات و تقدير للبطولة من رجل لاخر تحت قيادته !؟
كان من الممكن ان ينسب اللواء تميم فهمي تلك البطولات لنفسه و ننشرها نحن ، و نحن لا نعلم الحقيقيه مثل ملايين اخرين ينسبون لانفسهم فضل و مكانه لا يستحقونها ، لكن الرد الصادق ارسلنا الي البطل الحقيقي في نظره , أرسلنا إلي اللواء احمد كمال المنصوري الذي قال عن قائده اللواء تميم فهمي أبيات من الشعر تقال الان لمن هم في اعلي المراكز فقط رغبه في كسب الود و انتهاز الفرص ، لكن الاثنين علي المعاش الان و ليس بينهم غير كل صداقه و ود و احترام و الأهم من ذلك زماله الحرب التي نحتاج مثلها أمصال و أمصال لكي يلقح بها الجيل الحالي ، قال في حقه انه كقائد سرب كان يطير مثلهم و يربط في الطائرة لساعات مثله مثل اصغر طيار عنده في السرب و يعلمهم كل ما يعرفه و ينقل إليهم خبراته ، مشاعر طيبه تكاد تندثر الان في مجتمعنا.

أما المقاتل الشرس احمد كمال المنصوري فحكاية من حكاوي الاساطير التي لو لم تكتب و تمجد الآن ربما تضيع في ادراج التاريخ المتخمه بأوراق و بطولات أخري مماثله, هذا الرجل أوصى بدفن وثائقه معه عندما يموت لانه لم يكن يعلم ان بمصر رجال و نساء شباب و أطفال يتعطشون لتلك البطولات كتعطش التائه في الصحراء لجرعه ماء.
فما هي وثائقه التي اكدت قصته و جعلته يلاحظ أن شعر رأسي وقف عندما اطلعت عليها، نعم شعر رأسي وقف بالفعل من الدهشه من الكنز الرابض امامي و أيضا احتراما و إجلالا و تقديرا و خشوعا لتسجيلات صوتيه من كابينه طائرته و بين برج المراقبة فيها سرد موثق و واضح لسير المعركة التي دامت ثلاث عشر دقيقه ، خشوع و تقدير للحظات يقاتل فيها اثنان من الطيارين المصريين اثني عشر طيارا اسرائيليا بمفردهم، لحظات فيها ثماني واربعون صاروخ اسرائيلي جو جو و أكثر من ثلاثون الف طلقه تواجه اربعه صواريخ مصريه و ربعمائه طلقه فقط و الأهم من ذلك لحظات ذٌلت فيها الفانتوم الاسرائيليه بطياريها الاعلي في العالم امام الميج المصري بطياريها الابطال .
إن هذه المعركة تجعل الفرد منا يحس بضاّله حجمه مقارنه بهؤلاء الابطال العظام و يجعلنا نتسأل ما الذي نستطيع ان نقدمه لديننا و لبلدنا لكي يعودوا كما كانوا، ففي البداية أو النهاية الطيار المنصوري رجل عادي مثلك انت ، و مثلي أنا لا يزيد عنا بشئ غير الايمان المطلق بالله و بمشيئته ، فعندما قابل طائرات العدو المتفوقه كما و كيفا و في كل شيء ممكن في ذلك ، الوقت لم يفكر الا في شئ واحد ونقلا عن لسانه اقوله مرة اخري
(( كنت أحافظ علي عذريه مصر من الاسرائيليين ، مش معقول يهود يخشوا يغتصبوا امي امامي و اقعد ساكت )) ساترك للقارئ تقدير تلك المقوله ومقارنتها بما يحدث الآن.

كان الحديث ملتهبا بحماس هذا الرجل و الذي يفوق حماسا و حبا للوطن عن حب الابن لامه ، و بعد دقائق من الحوار فتحت موضوع كثيرون يعرفونه و غاضبين منه ألا و هو الفيلم الذي انتجته قناه متخصصه في القتال الجوي تحت اسم CRAZY EGYPTIAN PILOT و تم وضعه على موقع الانترنت YOUTUBE
و الذي يصور معركة جوية حدثت في شهر أكتوبر عام 73 بين طيار مصري و آخر إسرائيلي و قام الطيار المصري بمناورة جريئه جدا طبقا للوصف الاسرائيلي لكنها فشلت و مات الطيار في النهايه لتحسب انتصارا للطيار الاسرائيلي ، و إذ باللواء احمد كمال المنصوري يضحك بسخرية و يسألنا هل تودون مقابله الطيار المصري الذي شارك في تلك المعركه ؟؟؟ سؤال صدمه ما بعدها صدمه لنا.
فانا واحد من الذين انبهروا بدقه اخراج هذا الفيلم و عرضه علي موقع عالمي واسع الانتشار بالاضافه الي ان شهاده الطيار الاسرائيلي بجرأه الطيار المصري و كفاءته كانت عاليه لكن الطيار الاسرائيلي كان الافضل ولدت لدينا احساس بان القصه حقيقيه حتي النخاع, لكني وقعت فريسة لإعلام الصهيونية مرة أخري و تناولت السم في طبق الحلوي كعادة و العرب.
ضحك الرجل من انبهارنا بسؤاله و انطلقت أسئلتنا سريعا لكن خفف من سرعتنا بضحكه متواضعه قائلا
(( الطيار المجنون ده اللي في الفيلم اسمه حسن سالم الرافعي و هسمعك صوته بعد قليل ، و أنا كنت قائده في الاشتباك ده ، حسن طار معايا 52 طلعه عمليات في حرب اكتوبر 73 و مازال حي يرزق حتي الان ))
ثم استطرد غير مبالي بدهشتنا البالغه مما نسمعه (( المناورة دي احنا اخترعناها و تدربنا عليها كتير جدا جدا ، و نستخدمها لما يكون الموقف صعب ومش قادر تفلت من الطيار الاسرائيلي ، في الاشتباك ده يوم 24 اكتوبر 73 كنا فوق الثغرة و الطيارة اللي في الفيلم خذ بالك من المثلثات البرتقاليه اللي علي الجناح ، دي علامات جنوب افريقيا – المهم ان المناورة دي لها ثلاث نتائج محققه اولها ان الطيار الاسرائيلي يرشق في الارض او ان الطيار المصري يفلت من الطيار الاسرائيلي و يركب ذيله أو أن الطيار المصري يرشق في الارض ، لكن اللي الاسرائيليين لم يعرفوه اننا تعلمنا من الطيارين الباكستانيين في سوريا تكتيك الطيران بسرعه صفر وده هما فوجئوا بيه في حرب اكتوبر و عملنا بيه نتائج كويسه جدا جدا ، المناورة دي كنا مسمينها في السرب مناورة الموت و كنا متدربين عليها كويس جدا جدا لدرجه اننا كنا بنفذها ليلا يعني و الدنيا كحل و محدش شايف حاجه ، وحسن الرافعي عايش ويقدر يحكي لكم عليها بالتفصيل )) الرسالة واضحة وضوح الشمس فالمناورة مصريه و ليست مناورة يأس كما صورها لنا الفيلم و الطيار المصري حي يرزق و قد استمعت إلي صوته يصف تلك المعركه في تسجيل صوتي من عام 1973 و لم يمت كما صور الفيلم.

لقد استمعنا الي تسجيلات معركه 15 فبراير 1973 بكل دقه ومعها ترجمه لما يتعذر علينا فهمه من اللواء المنصوري ، و اعتقد انه من الواجب بل من الحتمي علينا ان ننقل تفاصيل ما سمعناه لك حتي لا تضيع تلك المعركه و سجلها و أسماء أبطالها في أدراج النسيان.
أتمني أن استطيع أن أقدم للإسلام و لمصر و لو مثقال ذرة من الانتماء الذي يملئ اللواء طيار احمد كمال المنصوري و هي قصه حقيقية 100% و صورها أيضا تخص اللواء المنصوري شخصيا.

يتبع ..

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:02 AM

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
معركة الدقائق الثلاث عشر
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
كنت اجلس مربوطا الي كرسي طائرتي ضمن اربع من طياري الحاله الاولي في قاعده بني سويف الجويه ، كان الجو صحوا و شمس الشتاء تشع نورها علي فترات ، كنا علي اعتاب فصل ربيع عام 1973 فشهر فبراير مازال في منتصفه ، و بروده الجو تظهر علي فترات لتذكرنا بفصل شتاء قاس مر بنا.
بينما اجلس داخل طائرتي و احزمه الكرسي تشدني بقوة الي الطائرة وكأنني جزء لا ينفصل من اجزاءها، تطلعت ببصري لاطمئن علي رفاقي ، ثلاث من طياري المقاتلات يقبعون داخل طائراتهم المسلحه انتظارا لاي طارئ لينطلقوا خلفي الي السماء مدافعين عن قاعدتهم ووطنهم وبلدهم ـ كلما انطلقوا انطلق معهم ملك الموت ، فهذا الملك مصاحب لنا في كل طلعه نكاد نحس به ونراه اثناء القتال الجوي المتلاحم مع العدو وحتي اثناء التدريبات ، فقد مات من الطيارين الشباب اثناء التدريبات اكثر ممن ماتوا خلال النكسه وحرب الاستنزاف وهو دليل علي وحشيه التدريب وقوته.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
أحسست بالملل يتسرب الي بدون ان أشعر ، فدوري في الحاله الاولي يستمر لمده ثلاث ساعات طويله ومؤلمه ، هربت من الملل بتذكر ابني عمرو فأحسست بالالم فجأه ففي اخر مرة كان معي بالمطار ، كنت مربوطا الي مقعدي في الحاله الاولي كما انا الان ، وانطلقت الخرطوشه الخضراء في سماء المطار ، معلنه حاله طوارئ واقلاع طائرات الحاله الاولي فورا ، كان عمرو علي رجلي داخل كابينه الطائرة يتعلم مني الطيران نظريا ونلهو قليلا ، لكن الخرطوشه الخضراء تعني لي ان مصر في خطر ، مصر تنادي علي ان احميها ، فما كان مني الا انني القيت بابني من الكابينه في رد فعل تلقائي وغريزي لكي اقلع في اسرع وقت ، واقلعت سريعا لدرء الخطر عن مطاري وعندما عدت الي المطار ، وجدت ان رجل ابني قد ُكسرت ، فأحسست بالالم رهيب ومازلت احس به كلما تذكرت تلك الذكري ، لكني اعود واوقول لنفسي ان الموقف لو تكرر لاتخذت نفس الموقف ، فما وزن ابني فلذه كبدي مقارنه بمصر ؟ لا وزن له نهائيا فكل شئ فعليا يهون في سبيل مصر ، وما حدث لي كرد فعل تلقائي أكد ذلك وادركت بعده أن مصر قد استولت علي تماما ، ولم يعد هناك حتي لابني مجال للمنافسه امام حبي لمصر.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
لقد أثرت فينا نكسه يونيو 67 تأثيرا عميقا وادت الي وجود عقده نفسه لدينا ، عقده جعلتنا نهرع الي الصعود للجو كلما لاح في الافق شبه خطر ، فلم نعد نطيق ان نظل علي الارض وطائرات العدو تعربد في السماء منتهكه سمائنا وارضنا فأصبح الإقلاع الفوري جزء من تدريبنا وتطورنا في ذلك التدريب لنصل لمستوي راق جدا أثار دهشه الخبراء السوفيت أنفسهم ، فالثانيه تصنع فارق رهيب بين طائرة تصوب نيرانها علي ، او ان اصوب عليها أسرع منها ، فالثانيه دهر في عالم الطيران ، ثانيه واحده تضعني في موقف المطارد بدلا من الطريد ، ثانيه تعيدني حيا لمطاري او تعيدني الي خالقي.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
أحسست بغصة في حلقي عندما تذكرت نظرات لوم ابني لي وهو يتألم من رجله المكسورة عندما عدت من الاشتباك ، وظلت نظرات الالم تطاردني في كل مكان وانا اتذكرها لكنني طردت تلك المشاهد من عقلي عندما تناهي الي اذني صوت تلبيغات من قواعد جويه ومحطات رادار مختلفه برصد تشكيل معادي يقترب من قطاع الجيش الثاني ، يا له من شعور قاس مرير ، قطاع الجيش الثاني علي مسافه مائتي كيلو من مكاني وهناك بدل المطار ، اثنين وثلاث واربع ، بل اكثر من خمسه مطارات أقرب مني الي هذا التشكيل وتمنيت لو كان هذا التشكيل المعادي قرب مطاري ، لو كان قريبا لكنت ...... و ...... و....
نظرت الي رفاقي فوجدتهم متابعي التبليغات علي اللاسلكي بأهتمام بالغ ، لا استطيع ان اصف ما يحس به هؤلاء الرجال الذين لم يبلغوا منتصف عقدهم الثاني بعد ، شعور مرير استمر لسنوات ثلاث بعد وقف اطلاق النار عام 70 واصبحنا نمضي في التدريب وقتا ومجهودا اكثر مما نمضيه في اي شئ اخر في الحياه ، تدريب فقط منذ ثلاث سنوات حتي الان ، واصبح الشوق لقتال العدو يمثل شوق الجائع لوجبه دسمه ، لكن التعليمات الصادره هي تجنب الاشتباك مع العدو قد الامكان ، وهي تعليمات زادت من القيد المفروض علي اعناقنا بجانب قيد اللاسلم و اللا حرب.

كان من الصعب علي كقائد تشكيل ان اكبح جماح رجالي معظم الوقت ، فهم شباب وملئ بالحماس والعزة والكرامه وحب الوطن ، وكان وجودهم علي الارض خطرا كبيرا مع مرور الوقت ، فانا اعيش معهم تماما كل يوم وكل ساعه وكل دقيقه واعرف ماذا يفكر فيه هذا او ماذا يريد ذاك ، لقد انصهرنا منذ مده في بوتقه واحده تسمي السرب 49 قتال واصبحنا عائله واحده ومنزلنا المطار ، فكان طبيعي ان اتعرف علي ما يفكر فيه اي من الطيارين الثلاث وهو يستمع الي تبليغات غرف العلميات بمسار التشكيل المعادي ، والذي اتضح لي من مسارة انه تشكيل استطلاع اسرائيلي ، فهم يتجولون في سمائنا بكل حريه كأنها بيتهم ولا حق لنا في طردهم بناء علي اوامر القيادة.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
تابعت التبليغات بكل انتباه ، فطائرات العدو اخترقت خطوط قواتنا شمال فايد واتجهت جنوبا لاستطلاع الجيش الثالث بكامله وكانت بذلك تقترب من السويس والمسافه تقل بينها وبيننا ، وبنظرة سريعه مع الطيارين اعطيتهم أمرا بالاستعداد ، كان الدم يغلي في عروقي بشكل رهيب ، فقد خيل لي ان تلك الطائرات تدخل محاوله اغتصاب امي مصر ، ولابد لي ان احافظ علي شرف أمي ولا يجب ان اسمح لتلك الطائرات بان تستمر في تلك المهمه بدون ان نعترضها.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
كانت الأوامر المعروفة هي ترك طائرات الاستطلاع المعاديه تقوم بمهامها في الاستطلاع بدون التعرض لها حتي عمق ثلاثين كيلو متر من خط القناه و في عمق دفاعاتنا ، و كان تكتيك القيادة العامة غير مقبول بالنسبة لنا كطيارين شباب متحمس او كما كان يقول عنا الرئيس عبد الناصر شباب متهور ، فقبلنا الامر الواقع و نفذنا التعليمات علي مضض و كلنا نكتم غيظنا و نتمنى أن يصدر لنا الامر بالاشتباك.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
استمرت الطائرات المعادية في تحركها تجاه الجنوب ومرت فوق السويس وكان اتجاهها مستمر في الجنوب وكانت مستمرة في الاقتراب من انتهاء مهمتها.
نظرت إلي الطيارين الثلاث ووجدت الغضب يجتاح الملامح والاعين تطلب الاشتباك ، وفي لحظه ما لم اتمالك نفسي وانا استمع الي بلاغات غرف العلميات وقدرت الموقف سريعا ووجدت انني ارفض ان تنتهك بلدي بالقوة واظل علي الارض، واتصلت بضابط العمليات الطيار كسيبه في برج المراقبه وطلبت منه ان يضرب خرطوشه اقلاع لاربع طائرات من المطار (فنجر فور- اربع طائرات ) فأطلق الرجل خرطوشه اطلاق طائرتين بالخطأ ، وعلي الفور انطلقت بطائرتي ومعي الطيار حسن لطفي ، بينما انتظر الطيار صفاء الدين مصطفي كامل ومعه الطيار حسن الرافعي الامر بالإقلاع.
و فور الإقلاع و فتح اللاسلكي للاتصال بغرفه علميات المطار لاخذ التوجيهات بالاتجاه والارتفاع من الموجه الارضي رفعت الجمل ،و فور بدء عمل اللاسلكي بدأت اسمع صوت الموسيقي الجنائزيه علي موجه الاتصال الخاصه بنا والتي تعود الاسرائيليين ان يبثوها علي تردداتنا اللاسلكيه للشوشرة والتشويش علي اتصالاتنا والتي يقوم رجال من الخبراء السوفيت لدينا بتبليغها للاسرائيليين اول بأول وكنا نعلم ذلك ونتفاداه ، وكان الهدف من هذه الموسيقي هي بث موجه من الاحباط في نفوسنا ، لكننا تعودنا علي نقل موجه الاتصال الي موجه اخري تبادليه يعرفها المصريين فقط ونحتفظ بها سرا لانفسنا ونغيرها بأستمرار
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
أقلعت ومعي حسن لطفي واشرت له باشارة فور بدء اقلاعنا بأننا داخلين علي اشتباك مع العدو ولن يكون الامر كما تعودنا من قبل مجرد تحرش وتهويش ، وكنت اعرف ان حسن مثلي تماما يسعي للشهاده بكل قوة
وبدأت اطلب التعليمات بالاتجاه والسرعه من الموجه الارضي ، وبدأ الموجه الارضي اعطائي شرح كامل لموقف العدو – وكان اسم مطار بني سويف الكودي هو صفوان واسمي الكودي جاجوار ليدر
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
هام: ينصح باستخدام متصفح فايرفوكس لتتمكن من سماع التسجيل

من صفوان الي جاجوار ليدر (( تشكيل العدو عبارة عن فينجر فور ماشي وسط خليج السويس و سيكش غرب الزعفرانه بـ اربعين كيلو )) اي ان عدد مقاتلات العدو سته طائرات

جاجوار ليدر (( اوكي دخلني عليه علي طول ))
صفوان (( اتجه اتجاه 150 درجه وارتفع الي ارتفاع 4 كيلو، ارتفاعات المعادي 4 كيلو و 3 كيلو ونص ويتجه للشرق))
جاجوار ليدر (( دخلني عليه علي طول ))
صفوان (( مش هنحلق ))
جاجوار ليدر (( هافتح الافتر برنر )) – اي زياده سرعه الطائرة للسرعه القصوي

كان الملاحظ لي فور اقلاعي ان الموجه الارضي ينفذ التعليمات الصادرة له بتجنب الاشتباك وظهر ذلك جليا بانه يخبرني بأنني لن الحق بطائرات العدو رغم ان المسافه بيننا 150 كيلو فقط وفي اتجاه متقابل ، اي انني يمكن ان اشتبك معها بسهوله ، ولم يكن احد غير الله وحسن لطفي يعلم بنيتي في الاشتباك الفعلي ، لذلك توقع الموجه الارضي انني ساظل اناور بعيد عن الطائرات المعاديه طمعا في ان تخاف وترتد لكنني كنت قد حزمت امري فور الاقلاع بانني مقلع للاشتباك مع العدو وليكن ما يكون حتي لو ادي ذلك لنشوب الحرب .
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وفتحت السرعه الي السرعه القصوي وعلي يساري حسن لطفي ، وبعد ثوان اقلع حسن الرافعي ومعه صفاء الدين خلفنا لكنهم لم يعرفوا اتجاهنا ومكاننا بعد واسمهم الكودي جاجوار 3 و 4

صفوان (( الهدف بدأ يتجه لليمين المسافه 150 كيلو الساعه 11 بالنسبه لك ))
توضيح من الكاتب
الساعه 11 – ضع نفسك مكان مركز عقارب الساعه ستجد علامه الساعه 11 امامك الي اليسار قليلا

جاجوار ليدر (( اوكي ))
صفوان (( جاجوار 3 اتجه الي اتجاه 150 كيلو ارتفاع 4 كيلو ))

بدأ الموجه في بني سويف حشد الطائرات لكي يستعرض القوه امام قوه العدو الجويه لكنه لم يكن بنيتي في الاشتباك وعدم تنفيذ تعليماته الملاحيه
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
جاجوار ليدر (( صواريخ اون )) اي تسليح الصواريخ
جاجوار 2 (( روجر )) اي علم وتم تسليح الصواريخ وهو اخر احساس اقوم بتوصيله لزميلي عبر اللاسلكي الا وهو اننا داخلين للاشتباك الفعلي
صفوان (( جاجوار ليدر – موقف العدو كالاتي فيه فينجر فور معادي شرق الزغفرانه مسافه 20 كيلو ارتفاع 5 كيلو ويتجه شمالا ))
ولم ارد علي الموجه الارضي وقتها فهو يقوم بتوجيهي علي الابتعاد عن العدو بينما اخبرت صفاء في اللاسلكي انه هو جاجوار ليدر لكي ينفذ تعليمات الموجه الارضي ، وبدأ تشكيل صفاء والرافعي في الدوران لتنفيذ تعليمات الموجه لي انا ، وقد قصدت بذلك ان ابعد الموجه عني وان يستمر في الحوار مع صفاء وهو يظن ان يحدثني انا ، وعندما ظهر له علي الرادار ان هناك طائرتين تقتربان بسرعه كبيرة من تشكيل العدو ولا ينفذ التعليمات ، اصدر الموجه تعليمات بأقلاع فينجر فور من مطار بير عريضه واسم المطار الكودي هو الربيع بينما التشكيل اسمه الكودي ليدر 1
وبدأ الموجه اعطاء تعليمات لتلك الطائرات بقياده قائد السرب كمال فخر الدين بتدعيم تشكيل طائرتي لكي يظهر لليهود ان سته طائرات مصريه وخلفهم طائرتين خلفهم تقتربان منهم فيقوموا بالغاء مهمه الاستطلاع
لكن ما حدث غير ذلك .
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
فقد استمر جاجوار 3 بتنفيذ تعليمات الموجه لي انا ، فظل يدور في دوائر حول المطار بينما الموجه يحاول باستماته ان ينفذ تعليمات الاشتباك بعدم الاشتباك
صفوان (( ليدر 1 انت طالع من الربيع ؟))
ليدر 1 (( ايوة ))
صفوان (( اتجه اتجاه 180 ))
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وكان الموجه في حيرة كبيرة فانا لا انفذ التعليمات الصادرة وأستمر في الطيران باتجاه مستقيم بينما ينفذها تشكيل صفاء والرافعي والفارق بيننا يزيد باستمرار والمسافه تقل باستمرار بيني مع تشكيل العدو

صفوان (( ليدر 1 هتخش علي جاجوار 1 عشان تكونوا تشكيل واحد))
المنصوري (( بس دخلني علي الناس اللي هناك )) اقصد الاسرائيليين
صفوان (( الناس اللي هناك لسه علي مسافه 120 كيلو )) لم يكن ذلك صحيحا ففي نفس الوقت كنت اري العدو بالعين المجرده ففي تلك الثوان رصدت اربع طائرات معاديه (فينجر فور) بينما هناك طائرتين (سيكشن ) يطير علي ارتفاع منخفض جدا فوق سطح الماء ، وهو تكتيك اصبحنا نحفظه تماما ، فالهدف مما يقومون به هو ان ارتفع للاشتباك مع الطائرات الاربع التي اراها جيدا ، في تلك اللحظه تطبق علي الطائرتين اللتين تطيران علي ارتفاع منخفض وتطلق النار علي في مقتل ، وانا متأكد تمام التأكد ان قائد هذا التشكيل عندما رصدنا في البدايه تأكد انه بصدد مقابله طيارين هواه ومجانين ، فطائرتين ميج 21 مسلحتين بأربع صواريخ واربعمائه طلقه ككل تدخل في مواجهه ست طائرات فانتوم مسلحه ب ثماني واربعين صاروخا وما يزيد عن ثلاثين الف طلقه .
لذلك كنت اكاد اري ابتسامه السخريه علي وجه قائد التشكيل الاسرائيلي وهو يعطي اوامرة بنصب كمين لهؤلاء الهواه الذين يدخلون النار ، لكنهم يقينا لم يكن يعلم انه امام طياري مصر الذين يطلبون النصر والشهاده معا واننا كنا ندخل هذه المعركه بدافع النصر وليس الانتحار، فلدينا من الثقه في أنفسنا ومعدتنا اكبر من ان ننتحر .
ورغم نداءات الموجه الارضي لي المتكررة وقائد تشكيل بير عريضه للانضمام الي التشكيل فلم ارد لانني
high speed attackبدأت بالفعل تنفيذ عمليه هجوم سريع
كنت اهدف الي الارتفاع خلف الطائرات الاربع الطعم لي ، ثم التف في مناورة مفاجئه الي الطائرتين اللتين في الخلف لاهاجمهم بقوة ومفاجئه وجها لوجه مستغلا المفاجئه
صفوان (( جاجوار ليدر حدد مكانك ))
لا رد من المنصوري والموجه يكرر النداء وبعد فترة صمت
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
المنصوري منفعلا (( رصدت طائرتين علي وش الميه )) واشرت الي حسن لطفي بمكان الطائرات ورد علي بالاشارة بانه رأها .
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
كانت حاله التخبط تشمل تشكيل صفاء و الرافعي وتشكيل مطار بير عريضه فهم يحاولون الانضمام لي وهم لا يعرفون مكاني والموجه يقوم بتوجيه طائرات صفاء الذين يستخدمون اسمي الكودي ظنا انه يوجهني
فالمسافه بيني وبينهم اكبر من 150 كيلو والموجه يعتقد انني وسطهم .

Turn to the left صفوان (( جاجوار ليدر ابتعد تجاه اليمين ))
المنصوري (( انا شايف فينجر فور امامي وسيكشن داخل علي ))

يبدو ان حاله التخبط التي حدثت للموجه الارضي نتيجه عدم تحكمه في التشكيل قد ادت الي دخول موجه اخر وهو طيار قديم اسمه عثمان ذهني وهو طيار قدير جدا وحالت حالته الصحيه دون استمراره في الطيران ، فتم اسناد مهام التوجيه الارضي له لاستغلال خبرته الجويه الواسعه ، وتدخل عثمان ذهني في الحوار باسم صفوان 2 وكان صوته هادئا جدا وواثقا بدرجه كبيرة اراحتني كثيرا في الاشتباك
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
صفوان 2 (( احنا شايفين فينجر فور امامك علي ارتفاع 5 كيلو بس مش شايفين السيكشن ده ، تأكد من مسارك واتجه تجاه الساحل ومتعديش الخليج))
ويظهر صوت الموجه الاول مستخدما ميكرفون اخر صائحا في ذعر
(( متعديش الخليج – متعديش الخليج ))
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وبدأت الاشتباك مع الطائرتين اللتين كانا ينصبان كمينا لي و في اقل من ثلاثين ثانيه أستطعت بتوفيق الله ان اسقط طائرة فانتوم بصاروخين متتاليين عندما فوجئت بمناورتي انا وحسن تجاهها واعطتني تلك المناورة الافضليه في هذا الاشتباك ، فأطلقت صاروخين متتالين هما كل ما املك من صواريخ ، اول صاروخ اطلقته من مسافه كيلو ومائتي متر اصاب جناح الطائرة والصاروخ الاخر انفجر بها ، لتنفجر الطائرة ويتناثر حطامها علي مياه الخليج ، بدون ان ينجو اي من الطيار او الملاح.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
الفانتوم الثانية تناور داخل دائرة قتل طائرة المنصوري وفي منتصف اسفل الصورة بقعه زيت علي مياه الخليج هو كل ما تبقي من الفانتوم الاولي

صفوان 2 (( جاجوار ليدر كومبانت تيرن واطلع الي 4 كيلو )) اي ناور وارتفع

جاجوار ليدر منفعلا (( كومبانت ايه ، انا مشتبك دلوقت مع طيارة معاديه ))

صفوان 2 (( متخشش وراهم ارضهم خليك فوق الخليج ))
كانت المعركه تجور رحاها بيني انا وحسن وبين طائرة فانتوم اخري بينما بقيه الفانتوم التي كانت طعم لنا تعود لنجده الطائرة المنفرده

صفوان 2 بصوت هادئ (( جاجوار ليدر–فيه فينجر فور معادي ارتفاع 4 كيلو مسافه 20 كيلو جاي وراك))

و هنا بدأت خطورة الموقف ، فطائرات العدو أستيقظت من الهجوم المفاجئ لي و بدأت تتعامل معي بينما الموجه الاول يحاول حشد الطائرات تجاهي لدعمي سريعا لنجده الموقف و لم يكن هناك شيئا ممكن ان اقوم به سوي استمرار المناوره مع الطائرات المعاديه وكنت اعتمد علي صوت عثمان ذهني في النفاذ من طائرات العدو الاربع المقبله علي باقصي سرعه فصوته ياتي الي وكانه داخلالكابينه معي وليس علي مسافه 150 كيلو مني ،وكانت توجيهاته المستمرة لي باقتراب التشكيل المعادي تدريجيا وبسبب خبرته العاليه ومعرفته بي وباسلوب طيراني سببا في افلاتي من الطائرات الاربع.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
فمع اقتراب الطائرات الاربع الاسرائيلي الاضافيه كنت قد استخدمت انا وحسن صواريخنا وطلاقات مدافعنا كلها في اسقاط الطائرة الاولي ومحاوله اسقاط الاخري .
صفوان 2 (( ليدر 1 اتجه الي منطقه 65- عشان تغطي جاجوار ليدر وهو راجع )) محاولا تصحيح مسار طائرات بير عريضه تجاه مكان المعركه لنجدتنا

صفوان 2 (( جاجوار ليدر – خلي بالك من المعادي وراك خليك جواه علي طول لو بتلف وراك اقطع عليه ))

الموجه يستمر في توجيهي خلال المعركه ناصحا بان اكون في موقف احسن من طائرات العدو

صفوان 2 (( ليدر 1 خش علي الخليج باتجاه 030 افتر برنر اون ))

و بدأت حفله من الطائرات الخمس الاسرائيلي علي طائرتينا ، فصواريخ الفانتوم و طلقاتها انطلقت علينا بغزارة لا حصر لها ، و لولا توفيق الله و التدريب العالي و الثقة المتبادلة بيني و بين حسن ما كنا نجونا من تلك الحفله ، فبدات انا و حسن نناور لتخليص كل مننا الاخر من طائرات العدو المتفوقه علينا عددا و تسليحا و كيفا و وقودا.

وينفذ حسن مناورة رائعه ليفلت من فانتوم في ذيله
جاجوار ليدر (( فري نايس يا حسن))

صفوان 2 (( المعادي بالنسبه لك الساعه 8 مسافه 6 كيلو خش عليه – خش عليه ))

جاجوار ليدر ((كومبانت يسار ))

صفوان 2 (( ليدر 1 خش عليه برنر اون ))

ليدر 1 (( اوكي – ارتفاعنا 7 كيلو اتجاه 060 افتر برنر اون ))

صفوان 2 (( جاجوار ليدر – الموقف عندك عامل ايه ))

جاجوار ليدر منفعلا (( مستمر في الاشتباك – شد يا حسن – شد يا حسن فوق ))

صفوان 2 (( جاجوار ليدر خلي بالك من الطائرات المعاديه ))

صفوان 2 ((ليدر 1 الموقف دلوقت طياراتنا مشتبكه مسافه 30 كيلو اتجاه 090 وراها طيارات معاديه مسافه 10 كيلو منها ))

صفوان 2 (( كمل علي اتجاه 270 يا جاجوار ليدر ))

فكلما بدأ صاروخ في الانطلاق من طائرة فانتوم كنا نطير تجاه الصاروخ لكي نسبقه قبل ان يبدأ جهاز توجيه الصاروخ في العمل ، و لا اعتقد أن هناك ثقة فيمن معك اكبر من انك تطلب منه ان يطير تجاه الصاروخ المعادي المنطلق نحوة لكي ينتحر الصاروخ ولا يتم توجيهه نحونا ويقوم زميلك بتنفيذ المناورة وينجو منها و يقوم هو بنفس الشئ معي ، فكأنما تراقص الاسرائيليين علي انغام مناوراتنا طوال ثلاث عشر دقيقه كامله لم تستطع اي طائرة اسرائيلي ان تصيب اي منا ، لدرجه انهم احسوا باليأس منا ، فما لدينا من وقود معروف لهم تقديرا و عودتنا إلي أي مطار أصبحت مستحيلة ، فمصيرنا الموت او علي الاقل سنخسر طائرتين مصر في امس الحاجه لهم في هذا الوقت.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
ليدر1 (( جاجوار ليدر انت لسه مشتبك لسه ؟؟))

صفوان 2 (( ليدر 1 الاشتباك قدامك جري لك ايه ؟))

ليدر 1 (( انا مش شايف الاشتباك ))

صفوان 2 (( جاجوار ليدر الطائرات بتاعتنا داخله عليك كومبانت تيرن ))

صفوان 2 (( ليدر 1 الاشتباك بالنسبه لك الساعه 12 المسافه 25 كيلو اطلع لارتفاع 6 كيلو ))

ليدر 1 (( مش شايف حاجه ابدا !!!!!)

صفوان 2 (( ليدر 1 الاشتباك قدامك ارتفاع 4 كيلو ))

جاجوار ليدر (( الاشتباك مستمر – فين طياراتنا ))

صفوان 2 (( جاجوار 2 طياراتنا الساعه 9 عندك خذ بالك ))

صفوان 2 (( ليدر 1 شفت الاشتباك ؟؟!!))

صفوان 2 صائحا بعنف (( ليدر 1 اعمل كومبانت تيرن وارجع الاشتباك وراك مسافه 5 كيلو، اشتغل بقه ))

جاجوار 1 (( الفورميتر معايا ومعناش الا 200 لتر بس)) وكلمه فورميتر تعني الطائرة رقم2 اي حسن لطفي

صفوان 2 (( محدش يعدي الخليج ))

كان تشكيل الدعم القادم من مطار بير عريضه غير متمكن ان يدخل الي المعركه بسبب السحاب الكثيف فلم يتمكن من رؤيه المعركه للدخول في الاشتباك رغم توجيهات الموجه الارضي ، لكن الطائرات الاسرائيليه المزوده برادارات مستقله رصدت هذا التشكيل و توقعت اشتراكه في المعركه في اي لحظه.

كنت أدعو الله أن ينجينا مما نحن فيه ، فمنذ اقلعت انا و زميلي كنا في يدي الله تصويبنا بقدرته ، و حياتنا بمشيئته ، و نجاتنا بقدرته.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
و فجأة تتخلص الطائرات الاسرائيليه من الاشتباك ، و تخلصنا نحن من الاشتباك ايضا ، و بدأنا نتجه غربا للعوده الي فوق الاراضي المصريه ، فالاشتباك كله دار فوق مياه خليج السويس. و يظهر صوت قائد السرب 49 قتال المقدم تميم مخبرنا في اللاسلكي بتعليمات صارمه:

تميم (( كل التشكيلات ترجع للقاعده)) و يكرر الأمر
و يرد كل قاده التشكيلات الطائرة بالعلم فيستطرد المقدم تميم

تميم (( جاجوار ليدر ارجع للقاعده ))
جاجوار ليدر (( وجهني علي بير عريضه انا علي حافه الخليج )) رغم ان وقودي لا يكفي الا لاقل من دقيقه لكني رغبت ان اقترب من اتجاه اي مطار مصري بقدر الامكان
ويخبرني حسن بعوده الطائرات الاسرائيلي خلفنا مره اخري ، ويقول لي ان ما لديه من وقود هو 200 لتر فقط اي ما يسمح بالطيران لمده دقيقه واحده فقط ، فأشير اليه بالاشتباك مع طائرات العدو التي تفاجئ بنا نعود للاشتباك مرة اخري رغم وضعنا ، فلا وقود لدينا ولا سلاح ، فماذا نكون سوي مجانين تسعي الي الموت سعيا ،
جاجوار ليدر (( ورايا طائرات معاديه ))
صفوان 2 (( دي طياراتنا احنا ))
جاجوار ليدر (( بقولك ورايا طائرات معاديه ))
صفوان 2 (( كل الطيارات ترجع بير عريضه ))

صفوان 2 بصوت حاسم (( اللي معاه طيارات معاديه يشتبك علي طول ))

كنا نحاول ان نصطدم بطائرات العدو لتدميرها ، وعندما أيقن اليهود انهم امام طيارين من نوع اخر غير معهود لديهم ، تخصلوا من الاشتباك مرة اخري وهو ما يعتبر في عرف الطيران هزيمه لهم
وانسحبوا.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
و بدأنا نتجه تجاه الساحل وانا معي 100 لتر فقط من الوقود باحثا عن مكان يصلح للهبوط السريع ، واذا بي افاجأ بمدفعيات مضاده للطائرات تنطلق نحونا من احد الوحدات الارضيه (اللواء الاول ميكانيكي )

صفوان 2 (( كل الطيارات تنزل بير عريضه ))
جاجوار ليدر (( معايا 100 لتر يا جدعان ))

تميم صائحا في صفوان (( بيقولك وجهني علي بير عريضه ))

ليدر 1 (( في طيارة هيلكوبتر بتلمع علي ارتفاع منخفض جدا الساعه 1 عندي ))

و كانت تلك طائرة هيلكوبتر اسرائيلي تطوف الخليج بحثا عن ناجيين من الفانتوم المحطمه

و يتدخل صفاء الدين في الحوار معلنا بهدوء وضعه من الوقود ومكانه
جاجوار 3 (( معايا 1600 لتر وانا فوق مطار بني سويف ))
تميم (( فيه 12 طيارة في الجو دلوقت ))

و نظرا لسوء موقفنا فلم يكن لتلك المضادات الارضيه اي فارق علي حالنا ، مجرد انهم صعبوا علينا الامر اكثر ، فقمت بالاتصال بقاعدتي وابلغتهم بانني ساهبط علي الطريق واخبرتهم بمكاننا لارسال طائرة هيلكوبتر لالتقاطنا.
و بعد أن قمت بالدوران للهبوط وجدت تشكيل يقوده زميلي سيد رزق أسمه بلاك ليدر يقترب مني و يخبرني انه سيقوم بحمايتي حتي اهبط ليحدد مكاننا بدقه للانقاذ القادم لنا.

تميم (( اللي عايز ينزل علي الطريق ينزل ))
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
و أخبرت حسن أن يكون اعلي مني لكي اختار مكانا اهبط عليه اولا لكي اختبرة فإن مت يختار هو مكانا اخرا يهبط فيه ، و بدأت الهبوط علي الطريق الذي يحدوه الجبال من الطرفين بينما ساحل البحر خلفه كأصعب ما يكون الهبوط ، و فجأة يتوقف محرك الطائرة ، و كانت تعليمات الخبراء في كتيب الصيانه ان الطيار يقفز فور توقف المحرك لان جميع اجزاء الطائرة تعمل بالهيدروليك و تتوقف تماما عن العمل فور توقف المحرك، مما يعني انعدام التحكم بالطائرة و تم الاستعانة الكاملة بالله و اخذ القرار بالهبوط لانني كنت اريد ان يكون انتصارا كاملا حتى النهاية ، فلا يجب ان يفوز الاسرائيليين بأي شئ في هذا الاشتباك و لو حتى تدمير طائرة لنا لان وقودها قد انتهي.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
و لمست عجلات الطائرة ارض الطريق بعد متر او اثنين متر من حافه الطريق لتندفع الطائرة علي سرعتها لافاجئ بعربه نقل كبيرة بمقطورة أمامي يقفز ركابها منها فزعا ويتركونها امامي علي الطريق فرفعت مجموعه العجلات الخلفيه فورا ليبدأ باطن الطائرة في الاحتكاك بالارض و تتوقف الطائرة فورا وسط الرمال علي جانب الطريق.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
أما حسن لطفي فقد خانه تقدير بدايه الطريق ، و عندما بدأ الاقتراب النهائي للهبوط ، لمست عجلاته الخلفيه
حافه الطريق البارزة ما بين الاسفلت و بين شاطئ الخليج ، لتنقلب طائرته و تنفجر و يستشهد الطيار حسن لطفي بعد ان أدى واجبه كاملا ، و يزف إلي الجنة في أجمل و اطهر ما يكون اللقاء.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
هبطت من الطائرة ساجدا لله لتنهار قواي و أنا ساجد و يغمي علي ، لتبدأ الاصوات تعود الي ببطء علي صوت طائرة هيلكوبتر اسرائيلي تقترب مني محاوله ان تأسرني ، نفس الطائرة التي ابلغ عنها ليدر 1 ، لكن المضادات المصريه طردتها بسرعه ، و أيقن رجال اللواء المصري ان الطائرة الاسرائيليه تبحث عن طيار اسرائيلي كعادتهم دوما، فتوجهوا نحوي و أسروني و أوسعوني ضربا و أنا مغمي علي و لا اقوي علي الكلام و سببوا لي كدمات في العمود الفقري.
فقد كان رجال هذا اللواء المعزول علي ساحل الخليج عرضه لالاعيب العدو الشيطانيه ، فكانت طائرات الهليكوبتر المعاديه تطير فوقهم ليلا و تلقي معلبات الأكل و العصائر ، فيظن الجنود انها هليكوبتر مصري خاصه و أن الجو ليلا و الرؤية صعبه و من في الطائرة يتحدث العربية.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
و فور تجمع الجنود حول امدادات الغذاء يتم القاء براميل نابالم عليهم و حصد أرواحهم حرقا، فكان حقد جنود هذه الوحده المعزوله علي الاسرائيليين و خاصة الطيران الإسرائيلي عظيما ، و عندما وجدوني لم ينتظروا اي يتعرفوا علي.

و صلت طائرة هيلكوبتر مصري لالتقاطي و بها عدد من الفنيين للاطمئنان علي طائرتي يقودها الطيار عمر لطفي و الذي كان في دهشه مما يراه ، فلاول مرة يشاهد طيار مصري طائرة مقاتله تهبط علي طريق و تظل سليمة خاصة طريق بهذا السوء ملئ بالحفر ، فما كان منه الا انه اكتفي بترديد سبحان الله و هو مندهش.

و عدت إلي مطار بني سويف ، و تم وضع شباك تمويه علي الطائرة لحمايتها و إخفاءها في ذلك الوقت كان اللواء طيار حسني مبارك في زيارة الي ليبيا فأعطى تعليمات بان تظل تلك الطائرة علي الطريق حتي الصباح التالي حيث ان الطريق يؤدي الي الكريمات ثم حلوان حيث ورشه اصلاح الطائرات و التي بدورها أرسلت سيارة نقل و جرار قطر طائرات لشحن الطائرة.

المفاجأة أن طائرة هيلكوبتر اسرائيلي هبطت ليلا لقطع الطريق علي سياره النقل التي من المفترض انها تجر الطائرة لكن قرار اللواء مبارك بتاجيل نقل الطائرة ادي الي تفادي الوقوع في هذا الكمين بعنايه الله ، و في الصباح التالي عثرت دوريه من حرس الحدود علي اثار تلك الطائره و بقايا معلبات إسرائيلي بجوارها.

عدت إلي قاعدتي لأجد اللواء محمد نبيه المسيري أركان حرب القوات الجويه منتظرني في المطار لكن الفنيين و الجنود و الطيارين زملائي الذين علموا بتلك المعركه حملوني علي الاعناق و الهتاف بحياة مصر لأنال اعلي تقدير معنوي اناله في حياتي من احد.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
و تمت مناقشه نتائج المعركه مع اللواء محمد نبيه المسيري فورا بعد ان تلقيت منه التهانئ ، و تلي ذلك تكريم من اللواء محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية المصرية ثم من المشير احمد اسماعيل وزير الحربية ثم من الرئيس محمد أنور السادات نفسه حيث اخبرته انه لو عاد بي الزمن لقمت بنفس العمل لان كل شئ يهون في سبيل مصر و كرامه مصر و بسبب هذا الاشتباك نلت وسام الشجاعه و وسام النجمة العسكرية ، و حاليا ترقد طائرتي التي شاركت في هذه المعركه في بانوراما حرب أكتوبر و أرقامها 8040 .


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 06:03 AM

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

الوثائق

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
http://www.almoarekh.com/images/stories/15feb_3.jpg
الاهرام 16 فبراير 73


[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.almoarekh.com/images/stories/15feb_5.jpg
المنصوري وخلفه جريده الاخبار

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

http://www.almoarekh.com/images/stories/15feb_4.jpg
http://www.almoarekh.com/images/stories/15feb_6.jpg

http://www.almoarekh.com/images/stories/15feb_7.jpg
الفانتوم الاخري تفلت من القتل



يتبع ..
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:04 AM

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

الفصل الخامس
هدنة .. ثلاث سنوات


[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]


تنََََفذ وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل في الثامن من أغسطس 1970. وغمر المنطقة هدوء شامل بعد أن صمتت المدافع وهبطت الطائرات. إلا من صخب سياسي بدأ منذ اليوم الأول للهدنة، فقد أثارت الحكومة الإسرائيلية موضوع حائط الصواريخ المصري الذي تمركز على حافة القناة قبل وقف إطلاق النار بساعات. وقدمت صوراً جوية لمواقع الجبهة قبل وبعد تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، حتى تثبت أن مصر خرقت الاتفاق، لكن أحد لم يستمع إليها وأصبح حائط الصواريخ أمراً واقعاً. وكان لهذه الخطوة أثر كبير في حرب أكتوبر1973.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

وبدأت مصر سياسياً وعسكرياً تلتقط أنفاسها بعد القتال العنيف الذي استمر زهاء عامان، والكل يشعر بأن الظروف قد أصبحت مواتية للعمل والتخطيط للمرحلة المقبلة في هدوء. لكن الأقدار فاجأت الجميع بما لم يكن في الحسبان.. فبعد أيام فقط من الهدوء اشتعلت المنطقة لكن في اتجاه آخر. فقد وقع صدام بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية في عمان بدأ أول الأمر محدوداً، لكنه تصاعد متخذاً صورة القتال بين الطرفين. وكاد الأمر يتصاعد أكثر حين حاولت سوريا التدخل لمساندة الفلسطينيين بقواتها لكن أمريكا وإسرائيل تصديا للمحاولة وهي في مهدها فعادت القوات السورية إدراجها إلى أراضيها.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

وتتقدمت مصر لتلعب دورها القائد، فدعا الرئيس عبد الناصر إلى اجتماع قمة عربي في القاهرة حضره الملوك والرؤساء العرب. دارت فيه أحداث غريبة ومواقف شاذة انتهت بتوقيع اتفاق يقضى بأن تغادر منظمة التحرير الفلسطينية الأردن. ونجح ثلاثة من القادة العرب في إخراج السيد/ ياسر عرفات رئيس المنظمة وتهريبه من الأردن بعد حصاره ومحاولة تصفيته. واختتمت هذه الأحداث المتلاحقة بحدث هو قمة الدراما. ففي يوم 28 سبتمبر 1970 وبعد وداع الرئيس عبد الناصر للملوك والرؤساء العرب، وقد حقق نجاحاً في وقف القتال بين الأردنيين والفلسطينيين توفى جمال عبد الناصر في المساء.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

دخلت مصر في منعطف حزين بفقد الرئيس عبد الناصر لكن وكعادة الشعب المصري بعبقريته البسيطة تجاوز حزنه الهائل في أيام معدودة. فالكل كان يعي بأن الوطن هو الأهم، وأن العدو مازال يتربص بهذا الوطن. وتولي الرئيس أنور السادات مقاليد الحكم في سهولة ويسر. وكان طبيعياً نتيجة لهذا أن يتم وقف إطلاق النار لمدة ثلاث شهور أخرى حتى يستطيع الرئيس السادات وهو الرئيس الجديد دراسة الموقف دراسة شاملة وإعادة ترتيب أمور عدة فرضها اختفاء عبد الناصر.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

كان أهم ما حدث عقب وفاة عبد الناصر أن الرئيس إليكس كوسيجين وكان يرأس الوفد السوفيتي لتقديم العزاء طلب أن يجتمع بالمسئولين المصريين، فتم ترتيب اجتماع له مع بعض الوزراء وبعض أعضاء اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي. وكان أهم ما قاله هو إن شحنات السلاح إلي مصر ستتوقف لحين استقرار القيادة الجديدة في مصر. لكن الأهم هو "نحن نريد أن نساعدكم على استعادة أراضيكم المحتلة، لكننا لا نعتقد أن الحرب المسلحة ضرورية لتحقيق هذا الهدف، وإنما يجب أن تعطى الفرصة كاملة للعمل السياسي. وفى مطلق الأحوال فإننا نرجوكم أن تعرفوا أننا لسنا على استعداد لمواجهة خطرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونأمل أن يكون ذلك مفهوماً لديكم جيداً باعتباركم أصدقاء للاتحاد السوفيتي". وكانت هذه هي سياسة روسيا تجاه مصر. دعم سياسي وعسكري للدفاع فقط، أما الهجوم لتحرير الأرض واستعادة سيناء فغير مقبول بالمرة. ونظن كلمات كوسيجين رئيس الوزراء لا تحتاج إلى شرح أو توضيح.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

الرئيس محمد أنور السادات
والتقى الرئيس السادات قادة القوات المسلحة لأول مرة في 30 ديسمبر 1970 "وبعد أن استمع الرئيس السادات إلى تقارير القادة وخطط الدفاع والاستنزاف والردع وخطط تطوير القوات المسلحة قال : علينا الاستعداد في أي وقت حتى 5 فبراير 1971 والشعب أيضاً يجب أن يكون جاهزاً للمعركة.. ولن نمد وقف إطلاق النار مرة ثالثة إلا إذا وُجد جدول زمني.. وعن موقف الاتحاد السوفيتي أشار السادات أنه يجب ألا نصنع شقاق مع المستشارين السوفيت.. وقد كسبنا معركة غارات العمق بفضل المعاونة السوفيتية.. ويجب الاستعداد ونكون جاهزين قبل 5 فبراير لكل احتمال رغم النقائص، ولكن يجب عمل شيء بما هو موجود لدينا.. لقد كسبنا معركة سياسية ضد أمريكا لأول مرة، وليس لنا حجة.. ولازم نعمل معركة كويسة بالفكر الهادئ والتخطيط السليم والأعصاب الهادئة ونقابل كل موقف بما يستحقه. ثم أكد قائلاً لا تَخلوا بي في 5 فبراير أو تَخلوا بالشعب اللي حيكون جاهز لتلقى أي صدمات وأنا أجهزه لأسوء الفروض !!". وانتهى الاجتماع والقادة مندهشون ويتساءلون عن آخر كلمات اللقاء وعن تجهيز الشعب لأسوء الفروض.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

وانقضى عام 1970 بأحداثه الدرامية، وجاء عام 1971 بأحداث ووقائع متلاحقة جعلت موعد الحرب المتوقع يتراجع خطوات وخطوات.. في يناير 1971 اجتمع وزراء الحربية والخارجية والداخلية وشئون رئاسة الجمهورية مع قيادات الاتحاد الاشتراكي لدراسة الموقف بعد يوم 5 فبراير موعد انتهاء وقف إطلاق النار، وتبادل الجميع وجهات النظر. كان أبرز ما في الاجتماع أنه تم دون حضور أو إخطار الرئيس السادات، أيضاً أن الفريق أول/ فوزي قال بأن الحرب إذا بدأت فلن تكون حرب استنزاف أو محدودة.

وكان على الرئيس السادات أن يحسم أمره فقد اقترب يوم 5 فبراير والشعب كله في انتظار القرار. ولما كانت القوات المسلحة غير مستعدة وغير جاهزة لحرب التحرير، وروسيا مازالت مقتنعة بعدم هجوم مصر على إسرائيل. فقد خطر للرئيس السادات أن يتقدم بمبادرة جديدة حتى يخرج من المأزق الذي وجد نفسه فيه. فالقيادات حوله تنادي بالحرب وهي غير قادرة على تكاليفها ولا تملك إمكاناتها، وروسيا أعلنتها صراحة اتجاهها نحو الحل السلمي، وإسرائيل تنتظر ماذا سيسفر عنه الموقف بعد 5 فبراير، وهي مقتنعة بأنها مازالت الأقوى لأن خلفها الدعم الأمريكي السياسي والعسكري.

وفاجأ السادات الجميع يوم 5 فبراير 1971 بإعلانه عن مبادرة للسلام تضمنت الآتي:
1- بمجرد الانسحاب الجزئي للقوات المسلحة الإسرائيلية عن الأراضي العربية المحتلة كبداية للانسحاب الكامل تبدأ مصر في تطهير قناة السويس وفتحها للملاحة الدولية.
2- بعد هذه الخطوة، تقبل مصر مد وقف إطلاق النار لمدة محددة يضع خلالها السفير يارنج جدولاً زمنياً لتنفيذ قرار مجلس الأمن.
3- تعبر القوات المسلحة المصرية قناة السويس إلى الضفة الشرقية، وتقبل مصر الترتيبات التي تحقق عملية فصل القوات المتحاربة. وذلك خلال فترة وقف إطلاق النار المحددة، وإذا انتهت هذه الفترة دون تقدم ملموس يكون للقوات المسلحة المصرية الحق في تحرير الأراضي العربية المحتلة بالقوة.
4- ترفض مصر أي مناقشة حول نزع سلاح سيناء، ولكنها على استعداد لقبول مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود وفقاً لقرار مجلس الأمن.
5- ترفض مصر أي شكل من أشكال الوجود الإسرائيلي في شرم الشيخ.
ثم أعلن عن امتناع مصر عن إطلاق النار لمدة شهر.. وجاء الرد الإسرائيلي معبراً عن العقيدة الإسرائيلية. فقال القادة الإسرائيليون إن المبادرة لا تحوي جديداً.

وقال دايان "ليس لدى إسرائيل أي نية للانسحاب من أفضل خط استولت عليه" وقالت مائير رئيسة الوزراء "إنها ترى أن يكون الاتفاق على إعادة فتح قناة السويس منفصلاً لا صلة له على الإطلاق بمهمة السفير يارنج ولا بمباحثات الدول الكبرى".

وفى 8 فبراير أعلن السفير يارنج صيغة اتفاق وكان نصه كما يلي :-
1- إعلان إسرائيل بالتزامها بالانسحاب إلى حدود مصر الدولية ومن غزة ليعود الوضع إلى ما كان عليه قبل حرب يونيو1967.
2- تعهد من مصر بتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل يتم فيه النص على إنهاء حالة الحرب، والاعتراف بحقها في الوجود، والاعتراف بحق كل دولة في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها. والعمل على منع أي أعمال عدوانية من أراضي كل دولة ضد الأخرى، وعدم تدخل أي طرف في الشئون الداخلية للطرف الآخر. وضمان حرية الملاحة في مضيق تيران بناءً على ترتيبات خاصة بالنسبة لشرم الشيخ.

وتلقف الرئيس السادات مبادرة يارنج لأن بها كثير من المكاسب لمصر أولها استعادة الأرض كاملة. كما وأنها تحرك الوضع الراكد سياسياً منذ أغسطس 1970. وبعد يوم واحد فقط أعلنت مصر على لسان وزير الخارجية السيد/ محمود رياض أنها تقبل الصيغة التي تقدم بها السفير يارنج .
وأعلن وليام روجرز وزير الخارجية الأمريكية أن مبادرة السادات في 5 فبراير ورد مصر الإيجابي على مبادرة يارنج خطوات مشجعة، جعلته يتحرك مسرعاً إلى إسرائيل حتى لا تتسرع في رفض ما هو معروض. لكن القيادة الإسرائيلية لم تستجب لروجرز وأدخلته في دوامة الحدود الآمنة، والانسحاب من أراضي وليس كل الأراضي ...الخ. وانقضى شهر فبراير دون أي بادرة إيجابية من جانب إسرائيل، مما دعي الأمم المتحدة إلى إصدار بيان يناشد مصر وإسرائيل ضبط النفس. كما تقدم بيرجس القائم على رعاية المصالح الأمريكية بطلب شفوي إلى مصر بأن يستمر وقف إطلاق النار بعد 6 مارس حتى تتمكن أمريكا من مواصلة جهودها في إقناع إسرائيل بقبول مبادرة السادات ومبادرة يارنج، حيث أن هذا يستلزم جهداً ووقت طويل.

ولم ينتظر الرئيس السادات حتى نهاية موعد وقف إطلاق النار، فذهب في زيارة سرية إلى روسيا يومي 2،1 مارس. بذل فيها جهداً كبيراً لإقناع القيادة السوفيتية بأن السلاح المقدم إلينا لا يضعنا حتى على قدم المساواة مع العدو الإسرائيلي، في الوقت الذي يجب أن نكون فيه متفوقين عليهم حتى نستطيع الهجوم أو التهديد بالهجوم.

وأخذ موضوع الطائرة جانباً كبيراً من المناقشة. كان الحوار يدور حول الطائرة تى- يو22 التي تستطيع الوصول إلى داخل إسرائيل وبحمولة قنابل مؤثرة. لكن القيادة السوفيتية كانت تراوغ هذا الطلب بصورة مثيرة للدهشة، فمرة يقولون تتمركز الطائرات في روسيا ويتم إرسالها إلى مصر عند الطلب، ومرة يقولون تتمركز في مصر لكن تعمل بأوامر من روسيا، ومرة يقولون بأن التدريب عليها للطيارين المصريين يستغرق 4 سنوات. ولم ينجح الرئيس السادات في الحصول على الطائرة، لكنه نجح في الحصول على معدات وأسلحة أخرى كانت مطلوبة.

وفور عودته من روسيا دعا الرئيس السادات القيادات العسكرية في 3 مارس وشرح لهم ما دار في زيارته السرية وكان أهم ما جاء في كلامه للقيادات:-
- لنا الحق في فتح النيران بعد يوم 7 مارس 1972 مع عدم الانقطاع عن السير في الحل السلمي.
- الاتفاق على إرسال الشحنات المتعاقد عليها سابقاً.
- إرسال 4 طائرة ميج25 بالطيارين السوفيت مجهزه للقيام بأعمال الاستطلاع الجوي فوق إسرائيل.
- طلب السوفيت مساعدات للأسطول الروسي بحراً وبراً في البحر المتوسط وفى قاعدة مرسى مطروح.
- قال السوفيت إن أي زيادة في الأسلحة الروسية للدعم يعقد الموقف السياسي أكثر وتصبح احتمالات الحرب أكبر. وعند النقطة الأخيرة التي ذكرها الرئيس السادات للقيادات العسكرية المصرية يتأكد موقف روسيا مرة أخرى بأن السلاح السوفيتي للدفاع وليس للهجوم، وأن على مصر السعي للحل السلمي مهما كانت شروط إسرائيل التي لا تتنازل عنها أبداً.



يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:05 AM

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

الصـدام الداخلـي المحتـوم :
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

كان ولابد أن تتصاعد الأمور الداخلية في مصر ويشتعل الصراع على السلطة حتى يصل إلى لحظة الاصطدام بين كل من الرئيس السادات من ناحية وقيادات الدولة كلها من ناحية أخرى.. وزراء( الحربية – رئاسة الجمهورية – الداخلية – الإعلام) رئيس مجلس الشعب اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي – بالإضافة إلى عدد من القيادات في مواقع متفرقة. بدأ الصراع مكتوماً بعد انتخاب السادات رئيسا للجمهورية، فقد كان تصور الجبهة الأخرى أن الرئيس السادات سيكون واجهة للحكم أما زمام الأمور فسيكون في أيديهم.

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

وكان الرئيس السادات متنبها لهذا منذ اللحظة الأولى، لأن هناك أكثر من واحد يؤمن يقينا أنه أحق من أنور السادات بالرئاسة. ظهر هذا جليا في قرار وقف إطلاق النار الذي كان ينتهي في فبراير، واجتماعهم في يناير الذي أشرنا إليه سابقاً. وخرج الرئيس السادات من المأزق بمبادرة 5 فبراير. وجاء الموقف الثاني حين اقترب مارس من نهايته وظهر الإلحاح على بدء القتال من جانب الجبهة المضادة للرئيس السادات. وانعقد مجلس الأمن القومي في 26 مارس 1971 لمناقشة الموقف من إسرائيل. ودار حوار طويل انتهى بأن الأغلبية الساحقة وليس من بينها الرئيس السادات أقرت كسر وقف إطلاق النار في نهاية شهر إبريل بعمليات عسكرية على طول الجبهة.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
وخرج الرئيس السادات من هذا الاجتماع وقد تأكد أن صداماً لابد واقعا بينه وبين كل قيادات الدولة. كان يشعر بأنه محاصر بقرار حرب في وقت لم تتوافر فيه الظروف السياسية والعسكرية بعد، ولو أعلن هذا سيبدو أنه الانهزامي والمتقاعس عن الحرب وسط هؤلاء الصقور. وكان على الرئيس السادات أن يجد مخرجاً من هذا الحصار، واهتدى إلى المخرج بدهاء لم يكن غريباً على الرئيس السادات. فقد كان هناك مشروع إقامة اتحاد عربي ثلاثي بين مصر وليبيا وسوريا تمت دراسته وأصبح جاهزاً للخروج إلى الواقع في يونيو1970. لكن مبادرة روجرز وأحداث الأردن جعلت المشروع يتواري، وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر بدأ يتجدد الحوار فيه بين الرؤساء الثلاث.

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

أجرى الرئيس السادات في أواخر مارس بعد جلسة مجلس الأمن القومي اتصالات مع الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس الليبي معمر القذافي ليتفق معهم على اجتماع ثلاثي في ليبيا يوم 16 أبريل 1971. ويتم توقيع اتفاق بين الرؤساء الثلاثة يوم 17 أبريل بقيام "اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة". وعاد الرئيس السادات إلى القاهرة ليجد عاصفة سياسية في انتظاره. فقد تجمعت مراكز القوة والسلطة في الدولة لإفشال هذا المشروع. وحدث ما أراده الرئيس السادات تماماً، فقد غابت فكرة الحرب المقررة في أبريل عن ذهن الجبهة المضادة، وأصبح ما يشغلهم هو الإطاحة بالرئيس السادات نفسه.

وجرت المواجهة مع الرئيس السادات في اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، وتجاوز الحوار حدود الأدب، مع الهجوم الحاد على الاتفاقية بهدف التراجع عنها. لكن الرئيس السادات تماسك أمام الهجوم الحاد ولم يخضع أو يتنازل عن موقفه. ثم تقدمت المواجهة خطوة إلى الأمام بأن قدم وزير شئون رئاسة الجمهورية مذكرة عن تقرير رأى عام من داخل القوات المسلحة شمل 36 نقطة، نعرض أهمها :-
1- "كيف يؤتمن البعث السوري الذي تسبب في الانفصال وهدم الوحدة الأولى.
2- سوريا مرتبطة بمخطط أمريكي يهدف إلى جرنا إلى معركة ونكسة أخرى.
3- إن الرئيس القذافي صغير السن ويفتقر إلى الحكمة والخبرة.
4- هذه العملية فيها تحويل لاهتمامات الجماهير بما فيها القوات المسلحة .
5- مصر هي التي تتحمل العبء كله.
6- هذه الاتفاقية خداع استراتيجي.
7- بصفة عامة الموقف يعتبر سلبي في مجموعه".

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

كان هذا التقرير بمثابة تهديد آخر عن طريق القوات المسلحة. وتلقى الرئيس السادات التهديد وبدأ الرد على الفور. استدعى اللواء/ الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري وشرح له ما يدور من حرب خفية بينه وبين مراكز القوة والسلطة، فتعهد له بأنه سيكون بقواته إلى جانبه لأنه هو الرئيس الشرعي للبلاد. ثم اتبع الرئيس السادات ذلك برسالة عن طريق صديق إلى الفريق/ محمد صادق رئيس الأركان حتى يطمئن إلى موقف القوات المسلحة، وقد تعهد له بأن القوات المسلحة لن تتدخل في ذلك الصراع السياسي.

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

وفى خضم هذا الصراع وصل روجرز وزير الخارجية الأمريكي للاجتماع مع الرئيس السادات الذي كان متلهفاً على أي جديد يأتي به. لكن الزيارة فشلت ولم تحقق شيء يذكر، سوى أنه في حوار مع رئيس تحرير الأهرام قال أن دخول هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي في المشكلة ليس في صالح مصر إطلاقاً، لأن "ولاءه الأول والثاني والثالث لكيسنجر والرابع لأي سيد يستعمل خدماته وولاءه الخامس لأمته. ورد هيكل : إنه قابل بولائه لأمته ذلك لأن ولاءه لأمته سوف يجعله يعرف أن مصالح الولايات المتحدة كلها مع العرب.
وقاطعه روجرز : ماذا تقول ؟ أمته ليست الأمة الأمريكية. ولاءه لليهود".
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

وفى احتفال عيد العمال في 1 مايو أعلن الرئيس السادات إقالة السيد/ على صبري من جميع مناصبه، وأعقب ذلك بتحرك سريع داخل القوات المسلحة لضمان وقوفها على الحياد في ذلك الصراع خاصة في القوات الجوية، فعقد اجتماع موسع لأكثر من مائة قائد في الجيش الثالث يوم 11 مايو ثم أعقبه يوم 12 مايو اجتماع آخر مع عدد كبير أيضاً من قادة الجيش الثاني. (حضرت بنفسي اجتماع يوم 12 مايو بحكم منصبي كقائد سرب).. قام الرئيس خلال الاجتماع بشرح الموقف السياسي والجهد المبذول مع أمريكا وروجرز ويارنج واستغرق ذلك حوالي الساعة. وبدأت الأسئلة التي وضح أنها كانت مرتبه، فكان أول سؤال عن الأسباب الحقيقية لإقالة السيد/ على صبري ؟ وكان السؤال الثاني من طيار بالقوات الجوية عن السلاح السوفيتي وعدم قدرته على تنفيذ المهام المطلوبة. وقد أسهب الرئيس فقص كل ما دار من قِبل الجبهة المضادة ثم أجاب على السؤالين واستغرق هذا ساعتين تقريباً، كان مجمل ما قاله لنا هو أن نتجه بأبصارنا إلى العدو وإلى المعركة ولا ننشغل بأي شيء آخر، وإن الشعب يدعمنا ويقف خلفنا في المعركة المنتظرة. كما قام بامتداح الفريق أول/ فوزي الجالس بجواره والثناء علي جهده بصورة ملفتة.

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

ومساء يوم 12 مايو قدم أغلب قيادات الدولة استقالاتهم لكن أبرزهم كان وزراء الحربية والداخلية والإعلام وشئون رئاسة الجمهورية، ورئيس مجلس الشعب، ظنا منهم بأن هذه الاستقالات كفيلة بإسقاط الرئيس السادات من منصة الحكم. ومساء نفس الليلة أوقف الفريق/ صادق اجتماع كان الفريق أول/ فوزي قد عقده مع قيادات القوات المسلحة لمناقشتهم في قرارات الرئيس السادات، ومحاولة تأليبهم عليه. فقال الفريق/ محمد صادق
- سيادتك قدمت استقالتك فليس من حقك استكمال الاجتماع أو إصدار أوامر.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]


الفريق/ سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة
وفى نفس الوقت تحرك اللواء/ الليثى ناصف بقوات الحرس الجمهوري وقبض على كل من قدم استقالته، وتم تقديمهم إلى المحاكمة وعرفت القضية باسم "مراكز القوى". وتعين الفريق/ محمد صادق وزيراً للحربية واللواء/ سعد الشاذلي رئيساً للأركان. وانتهى بذلك الصراع الداخلي الذي استمر قرابة 8 شهور لصالح الرئيس السادات، الذي نجح في اللعب بورقة الاتحاد مع سوريا وليبيا، حتى يهرب من بدء القتال في أبريل 1971. وانتصرالرئيس السادات في صراعه الداخلي وانفرد بالقرار السياسي، لكن كان عليه أن يواجه السؤال الذي مازال معلق في الهواء دون إجابة "ماذا سنفعل مع إسرائيل ؟".
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

أثار الصراع الداخلي في مصر قلقاً كبيراً لدى روسيا، فالصورة مهتزة في موسكو. فالذي يتردد في مصر ويصل إليهم في موسكو أن الرئيس السادات أطاح برجال روسيا تقرباً من أمريكا، وإنه "الرئيس السادات" هو الواعي تماماً بأن الحل في يد أمريكا وليس روسيا. فتحركت القيادة السوفيتية على الفور ووصل إلى القاهرة يوم 25 مايو وفد سوفيتي برئاسة نيكولاى بادجورنى رئيس الجمهورية. ولم يكن يغيب عن فطنه الرئيس السادات إن ما قام به في صراعه مع الجبهة المضادة له سيثير قلق روسيا، فكان مستعداً لاستقبالهم بحفاوة وود، ولكي يزيد ويؤكد اطمئنانهم وقع معاهدة صداقة وتحالف بين مصر والاتحاد السوفيتي لمدة 15 عاماً.


يتبع ...

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:05 AM

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
الفصل الرابع: تصعيـد إسرائيـل .. ورد مصر
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

وأخيراً .. تحرك الدب السوفيتي :
في يناير 1970 بلغت حرب الاستنزاف مرحلة شديدة الحرج لكل من مصر وإسرائيل. فخسائر إسرائيل البشرية مستمرة وبأرقام كبيرة في القتلى والجرحى، نتيجة الهجمات المصرية التي شملت البر والبحر والجو. كانت الأرقام تصيب الشعب الإسرائيلي بإحباط شديد، فبدأت الثقة في الحكومة والجيش الإسرائيلي تهتز. كما وضح أمام قادة إسرائيل أن غارات العمق في صعيد مصر والبحر الأحمر بواسطة الكوماندوز لم تأت ثمارها، وأن الشعب المصري لم يثور على قيادته.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

فكان لابد من الدخول في مرحلة جديدة من الاستنزاف، لزيادة الضغط على الشعب المصري ودفعه إلى الثورة على قيادته لإيقاف حرب الاستنزاف. ودارت مناقشات في رئاسة الأركان الإسرائيلية، وكان الرأي هو تصعيد القصف الجوي ليكون على أهداف في عمق مصر. وبحثت الحكومة الإسرائيلية الأمر خاصة الموقف السوفيتي والأمريكي. واستقر الرأي على أن الدولتين لن يكون لهما ردود فعل حادة. وفى 6 /ا/1970 وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على قصف العمق المصري وسميت بالخطة "بريما".
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

ولما تعين شارون قائداً لجبهة سيناء في ديسمبر 1969 كانت أهم مطالبه تركيز الهجمات الجوية وبشكل مكثف على قناة السويس، لتدمير شبكة الدفاع الجوي في الجبهة، ليسمح للطيران الإسرائيلي بالعمل في حرية تامة، ويصبح الطريق إلى عمق مصر آمنا.ً
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

وفى7 يناير1970 بدأ توغل العدو الإسرائيلي في غاراته داخل العمق المصري، فقامت طائراته بمهاجمة أهداف عسكرية قريبة من القاهرة في مناطق المعادي وأنشاص ودهشور. وتكررت الغارات على أهداف مدنية، كان أكبرها التي تمت على مصنع أبو زعبل وعلى مدرسة بحر البقر. وكان توقع اسرائيل في محله فقد التزمت روسيا بالإدانة فقط والرفض السياسي للغارات، بينما دعمت امريكا هذه الغارات. وفى هذا يقول رابين سفير إسرائيل في أمريكا "أراد سيسكو أن يقف على ما يدور فاستدعاني إلى مأدبة غداء في 13 يناير، وطلب مني تقييم الموقف العسكري في حرب الاستنزاف. قلت : أننا نعيش الوضع العسكري وليس فقط بناء على حجم النشاطات وإنما أيضاً بناء على نتائجها. فكلما قلت خسائرنا في الأرواح، كلما كان أفضل. وإنني أشعر أننا كلما ضربنا مصر في عمق أراضيها كلما تحسن الوضع العام. إنك تعلم بأنه نفذت عمليتان جويتان في عمق الأراضي المصرية. فقد قصفت طائراتنا أهداف عسكرية قرب القاهرة. صمت سيسكو ولم يتفوه بنبت شفه. هل هو اعتراف صامت ؟ إنني واثق من ذلك".
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

وتسلمت مصر رسالة إسرائيلي لكنها قبلت التحدي ولم يتزعزع إيمانها باستكمال حرب الاستنزاف. فتم عمل خطة فورية للانتشار خاصة الوحدات التي يمكن أن تعلو فيها الخسائر من جراء هذه الهجمات. فتم نقل الكليات الحربية إلى السودان، وضباط الاحتياط إلى صعيد مصر، والجوية والبحرية إلى ليبيا. وقرر الرئيس عبد الناصر التوجه فوراً إلى الاتحاد السوفيتي في زيارة سرية في الفترة 22-25 يناير 1970.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

ويقول الفريق أول/ محمد فوزي الذي صحب الرئيس في رحلته "كان أهم لقاء تم مع القادة السوفيت منذ عام 1967. إذ تعمد الرئيس عبد الناصر تصعيد المباحثات وتوتيرها، لدرجة أنه هدد أمام القادة السوفيت بترك الحكم لزميل آخر يمكنه التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية. إذ إن الشعب المصري يمر الآن في مرحلة حرجة فإما أن نسلم بطلبات إسرائيل أو نستمر في القتال.. وإن دفاعنا الجوي في الوقت الحاضر لا يتمكن من منع غارات إسرائيل على العمق المصري. واسترسل الرئيس عبد الناصر في طلب وحدات كاملة من الصواريخ سام-3 بأفرادها السوفيت وأسراب كاملة من الميج21 بطيارين سوفيت، وأجهزة رادار متطورة للإنذار والتتبع بأطقم سوفيتية. وبرر عبد الناصر طلبه هذا بأن الزمن ليس في صالحنا، لأن تدريب الطيارون والأطقم المصرية على الأسلحة الجديدة سوف يستغرق وقتاً طويلاً. كرر الرئيس طلب طائرة قاذفة لردع إسرائيل لأن مدى عمل طائراتنا المقاتلة القاذفة لا يمكنها من الوصول إلى عمق إسرائيل مثل طائرات سكاى هوك والفانتوم التي تضرب عمق مصر حالياً.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

ولما كان طلب الرئيس عبد الناصر لا يمكن إجابته إلا بموافقة مجلس السوفيت الأعلى. فقد وعد الرئيس بريجينيف بالعمل بسرعة لإجابة طلب الرئيس عبد الناصر. وفى اليوم التالي لهذا اللقاء المتوتر دُعي الوفد المصري لجلسة مباحثات صباح 25/1/1970. حيث قرر الرئيس بريجينيف أمام الحاضرين موافقة اللجنة المركزية ومجلس السوفيت الأعلى على طلب الرئيس عبد الناصر وقال أنها أول مرة يخرج فيها جندي سوفيتي من الاتحاد إلى دولة صديقة منذ الحرب العالمية الثانية" .
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
وتقرر إمداد مصر بالآتي :
• فرقة كاملة دفاع جوي من صواريخ سام-3 بكافة معداتها وأجهزتها وأفرادها.
• 3 لواء جوي مقاتلات (95 طائرة) ميج21 متطورة بطيارين سوفيت.
• 4 جهاز رادار ب-15 لرفع كفاءة الإنذار الجوي.
على أن تقوم مصر بإنشاء المواقع والتحصينات والمرافق اللازمة للمعدات في الأماكن التي تخططها القيادة العسكرية المصرية. وقد تعهد الفريق أول/ فوزي بتجهيز المواقع خلال 40 يوم. كما اتفق على أن يكون تواجد الوحدات السوفيتية مؤقتاً لحين استكمال تدريب الكتائب المصرية، عندئذ يعود الأفراد السوفيت إلى وطنهم.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

لا شك أن القرار السوفيتي كان مؤثراً وحيوياً في الصراع المصري - الإسرائيلي. فقد دعم هذا القرار قدرات الدفاع الجوي المصري القتالية، كما تفرغ الطيارون المصريون للعمل في جبهة قناة السويس. لكن ما نتوقف أمامه هو أن هذا القرار جاء بعد أكثر من 300 يوم قتال مرت في حرب الاستنزاف. كما نتوقف أيضاً وبأهمية شديدة أمام طلب الرئيس عبد الناصر لطائرة مقاتلة قاذفة تستطيع أن تصل إلى عمق إسرائيل.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

فنذّكر أن هذا الطلب ذكره الرئيس شخصياً مع الجانب السوفيتي في اجتماعات يونيو 1967. وتكرر الطلب مراراً لكن دون جدوى. وحتى حين وافقت روسيا على إرسال قواتها إلى مصر وهو أمر هام حقاً، لم توافق على إرسال طائرة تستطيع الوصول إلى عمق إسرائيل. لم يكن هذا الرفض عن حذر أو بطء في القرار كما كان يقال دائما، وإنما هي النظرة السوفيتية إلى الصراع في الشرق الأوسط. فالدعم السوفيتي لمصر يقف عند حد الدفاع وفقط، أما الدعم بأسلحة هجومية تطول عمق إسرائيل فمرفوض تماماً. ولو استعرضنا تاريخ العلاقة المصرية - السوفيتية سنجد الكثير من المواقف التي تؤكد هذا.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

ولن نتكلم عن الفترة قبل 1967 رغم إن فيها الكثير مما يقال.. لكن سنذكر ما بعد هزيمة يونيو. فقد أمدت روسيا مصر بطائرات القتال الرئيسية (ميج21- ميج17 – سوخوى7 ). والطائرة الميج21 طائرة قتال اعتراضيه على الارتفاعات العالية ،لكن الطيارون المصريون خاصة قادة الأسراب باجتهاد شخصي منهم ، بدراسة الطائرة وبعد تجارب عديدة ومحاولات، وبالتجربة والخطأ، نجحوا في الوصول إلى أفضل استخدام وأنسب تكتيك لمجابهة الطائرات الإسرائيلية. واكتشف الطيارون المصريون شكل المناورة التي يتبعونها في الاشتباكات مع مقاتلات العدو. خاصة المناورة بالسرعة المنخفضة التي كان يُحرّمها الخبراء السوفيت على الطيار المصري. كان هذا التحريم نتيجة أن السوفيت قد صنعّوا الطائرة الميج21. لكنهم لم يقاتلوا بها في آي معارك، فكان هذا يعطى للطيار المصري أفضليه نتيجة خبرته القتالية على الطائرة.
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

أما الميج 17 والسوخوى7 فقد نجح الطيارون والمهندسون المصريون في إضافة قدرات وإمكانات للطائرة، فتم زيادة حمولة السوخوى7 من الوقود، وتم إضافة 2 قنبلة 100 كجم للطائره ميج17 ..كما ابتكر الطيارون أسلوب مخالف للأسلوب السوفيتي في قذف القنابل حقق نتائج باهرة، وتدرب الطيارون على مهاجمة الأهداف من عدة اتجاهات مما يشتت الدفاعات الجوية حول الموقع.
يتبع ...
[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 06:06 AM

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]



[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

صواريخنا تقطع الذراع الطويلة :


واجه الدفاع الجوي المصري طوال النصف الثاني من عام 1967 جميع صور الهجمات الجوية المعادية. الطائرات الإسرائيلية تقوم باختراق الجبهة للاستطلاع وتحديد أماكن الأهداف الحيوية، ولمعرفة رد فعل الدفاع الجوي، واختبار عمل كتائب الصواريخ في ظل التشويش والإعاقة الإلكترونية. ثم بعد ذلك الهجوم المستمر على مواقع كتائب الصواريخ ووحدات المدفعية المضادة للطائرات، والذي اشتد حتى بلغ 800 طلعة خلال الشهر.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
" بلغ التركيز في القصف الجوي قدرا كبيراً من المبالغة في تدمير المواقع، وصل إلى استخدام وزن متفجرات يكفى لتدمير خمسة مواقع ضد موقع واحد. فقد ألقيت على أحـد المواقع لا تتجاوز أبعاده 300×300 متر حوالي50 قنبلة ( 15 طن) من المتفجرات بينما المعدل الكافي لتدمير مثل هذا الموقع لا يتجاوز 3 طن من المتفجرات"( ).

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
كان كل ما لدينا في جبهة قناة السويس 6 كتائب صواريخ سام-2 لم تستطيع الصمود أمام عنف الغارات الإسرائيلية، فتم سحبها للخلف وألقى عبء الدفاع الجوي عن قوات الجبهة على عاتق وحدات المدفعية المضادة للطائرات. وقد جرت محاولة في شهر ديسمبر لإدخال بعض كتائب الصواريخ، لكن تم مهاجمتها بعدد 180 طلعة طائرة على مدى 8 ساعات، فعادت مرة أخرى إلى الخلف.

وانتهى عام 1969 بدمائه وشهدائه وميزان القوى يميل بوضوح إلى جانب إسرائيل. لكن الدماء والشهداء لم تذهب هدراً فقد تجمع لدى مصر حصيلة هائلة من الخبرات والتجارب. فالحرب أصدق مدرسة لتعليم الحرب. كما أن دماء الشهداء والزملاء أطلقت روح التحدي لدى المقاتل المصري. وانفجر في داخله إصرار وعزم جعلته يبدع حلولاً للمشاكل كانت تبدو مستعصية على الحل، مثل مشكلة التشويش، والاشتباك مع الطائرات على ارتفاع منخفض، والوقت اللازم لتنفيذ الاشتباك.

عاد الرئيس جمال عبد الناصر من رحلته السرية إلى موسكو، واجتمع بمجلس الوزراء في اليوم التالي. وكان موضوع الاجتماع الرئيسي هو بناء مواقع الصواريخ سام-3 وعددها "150 موقع ومثلها للمواقع التبادلية ومثلها للمواقع الهيكلية.. كما أن الخطة تستوجب إزاحة هذا التجميع الذي أخذ شكل مستطيل مغلق واجهته بطول 100كيلو متر من القنطرة شمالاً حتى جبل عتاقة جنوباً وبعمق 30كم" وأن يتم هذا في خلال 40 يوماً. لهذا تقرر اشتراك جميع شركات المقاولات للبناء والتشييد والطرق من القطاع العام والخاص. وتم تخصيص جميع خامات الإنشاء اللازمة، وتكليف مئات المهندسين وآلاف العمال من الرجال والنساء لإنجاز المهمة في الوقت المحدد. ووضعت الخطط ومعدلات التنفيذ والرسومات الإنشائية في إدارة المهندسين العسكريين التي كانت كخلية نحل طوال 24 ساعة تحت قيادة أحد أبناء مصر العظام اللواء مهندس/ جمال محمد على، الذي حمل على عاتقه كل هذا الجهد، ثم فاجأ العالم أجمع بعملية عبور القناة 1973 .

لم يكن صعباً على إسرائيل أن تكتشف النوايا في إنشاء حائط الصواريخ في الجبهة، وانهالت تصريحات قادة إسرائيل فقال موشى دايان "إن معركتنا سوف نكسبها فوق سماء القاهرة" مشيراً إلى أن الغارات على العمق المصري ستجعل الشعب المصري ينهار. ثم استطرد قائلاً "علينا ألا نسمح لمصر أن تقيم نظام دفاع جوي بصواريخ سام غرب القناة وإننا قبلنا التحدي". كما قال بارليف رئيس الأركان "إن صواريخ سام ليست دفاعية، وإن مجرد إقامة هذه الصواريخ سيعطى مصر قوة هجومية، وسيخلق لديها شعور بالحرية لفعل ما تريد".

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
كانت تصريحات قادة إسرائيل تنزل إلى الواقع في شكل مئات الطائرات التي تهاجم وتقصف مواقع البناء بآلاف القنابل والصواريخ. "ففي شهر مارس 1970 وجهت إسرائيل 116 هجمة جوية ضد العاملين في إنشاء هذه المواقع، وفى شهر أبريل تعرض هؤلاء الأبطال إلى 103 هجمة جوية إسرائيلية" .. ونتيجة لهذه الهجمات استشهد مئات من أبناء مصر واختلطت دماء العمال من الرجال والنساء بدماء الضباط والجنود ثمناً لتحرير الأرض. كانت وحدات المدفعية المضادة للطائرات والرشاشات تحاول باستماتة أن تقلل من أثر هذه الغارات. ورغم ذلك صمم العاملون في البناء على إنجاز المهمة، فهروباً من القصف الجوي الإسرائيلي تقرر العمل ليلاً تحت أضواء المصابيح، ومع ذلك كانت طائرات العدو تقوم في صباح اليوم التالي بقصف ما تم إنشاؤه قبل أن يجف.

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
وفى 9 أبريل 1970 عقد اجتماع ضم الرئيس جمال عبد الناصر والفريق أول/ فوزي وزير الحربية والفريق/محمد صادق رئيس الأركان واللواء/ محمد على فهمي قائد الدفاع الجوي ومعهم 4 من قادة كتائب الصواريخ المقرر دفعها للجبهة. وشرح اللواء/ فهمي الموقف في الجبهة، ثم تبعه الرئيس الذي وجه حديثه إلى قادة الكتائب ليعرف رأيهم الصريح في دخولهم إلى الجبهة. وتحاور القادة الأربعة مع الرئيس وشرحوا له كافة التفاصيل التي تتعلق بتنفيذ دخولهم. وتناقش معهم الرئيس، وفى النهاية كان قراره تأجيل دخول الكتائب على أن يعقد مؤتمر تالي بعد أسبوع.

عقد الاجتماع التالي في 16/4/1970 "وبدأ الرئيس عبد الناصر الاجتماع بعرض المشكلة قائلاً أنه لا يمكن السكوت على الاعتداءات المتكررة التي يمارسها الطيران الإسرائيلي. ولابد من إيجاد وسيلة للرد عليه، ثم تحدث عن خبرة القتال في فيتنام، وكيف واجهت صواريخ سام-2 الطائرات الأمريكية. ثم أدار حوار مع قادة الكتائب حول إمكانية تنفيذ كمائن بكتائب الصواريخ لاصطياد طائرات العدو. وانتهى الاجتماع في الثانية صباحاً بعد إقرار موضوع الكمائن كحل مؤقت" .

كانت فكرة الكمين تتلخص في دفع كتيبة صواريخ سام2 ليلاً، تقوم بالتمركز على الجبهة في أحد الأماكن المحتمل اقتراب طائرات العدو منه، ثم إطلاق الصاروخ علي الطائرة، والتحرك فوراً إلى الخلف. كانت الفكرة بسيطة لكن تنفيذها كان شديد الصعوبة خاصة وأن كتيبة سام-2 بها مجموعة ضخمة من الأجهزة والمقطورات والهوائيات كبيرة الحجم وثقيلة الوزن. إضافة إلى الكوابل التي تربط كل هذه المعدات.

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
كان المطلوب فك كل هذه المعدات وتحميلها على عربات وجرارات، ثم التحرك وإعادة تركيبها في مكان الكمين مرة أخرى. وبعد إطلاق الصاروخ والاشتباك مع العدو، يتحتم فك المعدات وتحميلها بسرعة حتى لا تتعرض لهجوم جوي بعد اكتشاف موقعها. لكن بالتدريب والتصميم نجح رجال الفاع الجوي في تقليل زمن التجهيز والاشتباك إلى مستوي غير مسبوق.. مثال ذلك أن زمن فك معدات الكتيبة المقرر من السوفييت هو 6 ساعة. لكن بجهد المقاتل المصري وصل الزمن إلي 45 دقيقة.. وكان هذا مؤشراً طيباً أعطى القيادة الأمل في نجاح الفكرة.. وبعد أسبوع من القرار في يوم 23/4/1970 تحركت مساءً أول كتيبتين لتنفيذ فكرة الكمائن.

وعند الفجر كانت الكتيبتان جاهزتان. وبعد فترة انتظار قصيرة ظهرت الطائرات الإسرائيلية، وأطلقت كل كتيبة صاروخ فسقطت أول طائرة إسرائيلية. وعلى الفور عادت الكتيبتان بعد نجاح المهمة. ولما كان النجاح يولد النجاح فقد تسابقت الكتائب توالت الكمائن وتوالى إسقاط الطائرات الإسرائيلية. ووصلت نسبة نجاح الكمائن إلى 72%. ونتيجة لهذا أصبحت الغارات الإسرائيلية على الجبهة تتم بحذر بالغ فضعف تأثيرها وانخفضت خسائرنا من هذه الغارات.

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
ونجحت الكمائن في إسقاط بعض طائرات العدو، ولكن الهدف كان إنشاء تجميع للدفاع الجوي على طول الجبهة متماسكاً تغطي فيه كتائب الصواريخ قوات الجيش الثاني والثالث. وبعد دراسات عديدة استقر الرأي على أن يتم تحرك هذه الكتائب على انساق. بحيث تتحرك كتائب النسق الأول في اتجاه القناة وتحتل مواقعها تحت حماية النسق الخلفي، ثم بعد ذلك يتم تحرك النسق الخلفي في وثبة واحدة نحو القناة ويحتل مواقعه أمام النسق الأول الذي ينقلب إلى نسق خلفي. ويتم التعاون بين النسقين بالنيران ويكوّن النسقان معا تجمعاً متماسكاً. لم يكن الأمر سهلاً في التنفيذ، فتحرك 24 كتيبة صواريخ يعني حجماً ضخماً من المعدات والقوات، يستلزم تجهيزات ميدانية للكتائب وتجهيز مراكز قيادة وسيطرة، ووسائل اتصال بين مراكز القيادة والكتائب، وتمهيد طرق ومدقات، وإنشاء مواقع هيكلية لخداع العدو عن الأماكن الحقيقية.

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
كـان من الضروري أن يتم هذا التحرك واحتلال المواقع في ليلة واحدة. وفـى ليلـة 28/29 يونيو1970 بدأ تحرك النسق الأول، وأثبت رجال الدفاع الجوي أنه لا مستحيل أمامهم. ففي صباح يوم 29 يونيو كانت الصواريخ والمدفعية م/ط المصاحبة لهـا في مواقعها وجاهزة للاشتباك. ولم يشعر العدو الإسرائيلي بهذا التحـرك طـوال يـوم 29. وفى ليلة 29/30 يونيو كانت الوثبة الثانية تتم بنجاح مذهل. وفى صباح يوم 30 يونيو كان هناك تجميع دفاع جوي متماسك قوى على مسافة 30كم غرب القناة. وأصبح الموقف مختلف تماماً على الجبهة.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

وفى العاشرة والنصف صباح يوم 30 يونيو قامت إسرائيل باستطلاع جوي فوق الجبهة، والتقطت الصور الجوية التي أظهرت ما قامت به مصر. وأعطت المواقع الهيكلية التي كانت تملأ الجبهة صورة أكبر لحجم الدفاع الجوي الجديد. وتأخر الرد الإسرائيلـي فقـد قام في السادسة مساء30 يونيو بهجوم على أطراف حائط الصواريخ بواسطة 24 طائرة.

لكن التجميع الجديد كان متماسكاً يغطي بعضه البعض بالنيران، ونجح قادة الألوية في إدارة المعركة ونجحت الكتائب في إسقاط 2 طائرة فانتوم و2 طائرة سكاى هوك، كما أسرت ثلاث طيارين إسرائيليين. وكانت هذه أول مرة تسقط طائرة فانتوم بالصواريخ المصرية. وفى صباح يوم 1 يوليو حاول العدو استطلاع الموقف مرة أخرى بطائرة استطلاع في حماية المقاتلات, لكن كتائب الصواريخ أطلقت صاروخ واحد على طائرة الاستطلاع التي فرت شرقاً ومعها باقي طائرة الحماية.


[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]


حائط الصواريخ المصري الذي قطع ذراع إسرائيل الطويلة
وفى يوم 4 يوليو حاول العدو الإسرائيلي مهاجمة كتائب الأطراف مرة أخرى، وقبل أن تبدأ طائرات العدو هجومها أسقطت صواريخنا طائرة فانتوم، ففرت باقي الطائرات إلى الشرق. وفى يوم 5 يوليو حاول العدو تكرار المحاولة ونجحت صواريخنا في إسقاط طائرة فانتوم وطائرة سكاى هوك. وهنا توقف العدو الإسرائيلي عن مهاجمة كتائب الصواريخ. وأعطى هذا الفرصة لمصر لتدفع بصواريخ أخرى من العمق، كما نشطت أعمال الكمائن مرة أخرى، وحتى وقف إطلاق النيران أعلنت مصر أنها أسقطت 16 طائرة إسرائيلية. لكن مجلة أفييشن ويك الأمريكية المختصة بشئون الطيران نشرت في نوفمبر 1970 "حصر لخسائر إسرائيل خلال الفترة من 30 يونيو حتى 7 أغسطس 1970 قالت فيه أن عدد الطائرات الإسرائيلية التي أسقطهـا الدفـاع الجـوي بلغ 17 طائرة تم تدميرها بينما أصيبـت 34 طائرة أخرى" .

في بداية أغسطس 1970 كانت مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار قاربت على التنفيذ من شروطها أن لا يحاول أي طرف دعم قواته الحالية بأي قوات إضافية بعد سريان وقف إطلاق النار. وقبل أن يبدأ التنفيذ بساعات، قامت مصر بدفع تجميع الصواريخ إلى مواقع متقدمة غرب القناة مباشرة ودعمه بكتائب إضافية من العمق. وبهذا امتدت مظلة الدفاع الجوي إلى 20 كيلو متر شرق القناة انتظاراً للمعركة الكبرى القادمة.

لقد أثبتت ملحمة بناء حائط الصواريخ المصري أن في مصر رجال قادرين على بذل الأرواح والدماء والعرق في سبيل هذا الوطن. إن الرجال الذين نجحوا في بناء حائط الصواريخ تحت قصف القنابل والصواريخ يقفون جنباً إلى جنب مع آباءهم بناة السد العالي وأجدادهم بناة الأهرامات.

[SIZE="6"]يتبع ..[/SIZE]

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:06 AM

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
الجيش الإسرائيلي يترنح :
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

حفل عام 1970 (يناير – أغسطس) بأحداث متلاحقة يتأرجح ميزان النصر فيها بين مصر وإسرائيل. فحين بدأت إسرائيل في اختراق العمق المصري ومهاجمته، بدا في أول الأمر أن الضربات الجوية ستجعل مصر تتراجع عن حرب الاستنزاف، لكن هذا الهجوم استنفر في مصر كلها التحدي والتصميم الذي يقهر المستحيل، فأمكن بناء حائط صواريخ على جبهة القناة كان بداية انحسار السيادة الجوية لإسرائيل فوق الجبهة. وبالتوازي مع هجمات العمق، حاولت إسرائيل توجيه ضربات أخرى حتى تفقد مصر الأمل تماماً في إمكانها مواصلة حرب الاستنزاف.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
فى 17 يناير 1970 قام العدو الإسرائيلي بعملية إبرار بالهليكوبتر غرب مدينة السويس حيث هبط من الطائرة عربة جيب تحمل 9 جنود كوماندوز لمهاجمة أحد محطات ضخ البترول، لكن عند اقترابهم من الهدف تصدت لهم نيران الرشاشات والأسلحة الصغيرة من قوات الدفاع الشعبي التي كانت تحمى المحطة، ولما اكتشف العدو أن المحطة عليها حراسة انسحب من المنطقة.. وفى 22 يناير قام العدو بالهجوم على جزيرة شدوان أمام مدينة الغردقة. كانت قواتنا في الجزيرة تتكون من سرية صاعقة وقوه بحريه تضم 26 جندي وصف ضابط، ورادار بحري. ويدعمها مدفعية مضادة للطائرات علاوة على 2 لنش بحري. لم تكن هذه القوه بتسليحها المحدود تستطيع صد قوة إسرائيلية تقدر بكتيبة مظلات مدعمه بقوات خاصة .
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
بدأ العدو هجومه بقصف الجزيرة بالطائرات، ثم تلي ذلك إبرار لقواته على الجزيرة في حماية مظلات جوية .. ووجهت قوات العدو إنذارا بالميكرفون إلى الوحدات المصرية بالاستسلام حيث أنها أصبحت محاصره بحرا وجوا . لكن القوه المصرية رفضت واستمرت في المقاومة. ومما زاد الموقف تعقيدا أن الاتصال بين قوة الجزيرة وقيادة منطقة البحر الأحمر قد انقطع منذ بداية الهجوم.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
واستمر القتال طوال يوم 22 يناير وواصل العدو هجومه على المواقع الصامدة ليلا. وقد حاولت قيادة منطقة البحر الأحمر دفع 2 لنش طوربيد للاقتراب من الجزيرة لاستطلاع الموقف، لكن طائرات العدو نجحت في إغراقهما. ومساء يوم 22 قامت 2 طائره قاذفه مصريه( اليوشن 28) بقصف العدو الموجود على الجزيرة. وتم دفع 2 دورية صاعقة في المساء لدعم قوات الجزيرة، لكن تصدى العدو لهما وفشل الاتصال مع قوات الجزيرة. لكن 2 دوريه أخرى نجحت في الوصول للجزيرة واشتركت في القتال وأوقعت خسائر في العدو بمنطقة الفنار. ودار قتال ليلي استمر لمدة 6 ساعات تمكن العدو فيها من إغراق 2 لنش بحري. وفى الخامسة مساء 23 يناير انسحب العدو من الجزيرة. وكانت خسائرنا 62 جندي قتلى وجرحى.

ويقول جاى بوشينسكى مراسل جريدة شيكاغو نيوز، وكان مصاحبا لقوات العدو في برقيته لوكالة يونايتد برس "رغم إن الطائرات الإسرائيلية قصفت الجزيرة قصفا مركزا لعدة ساعات قبل الإنزال الإسرائيلي، فقد قاومت القوه المصرية مقاومة باسلة ولم يكن الأمر سهلا للمهاجمين. لقد شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن أنساها ما حييت.

جندي مصري يقفز من خندقه ويحصد قوه من الإسرائيليين وظل يضرب إلى أن نفدت آخر طلقه معه ثم ُيقتل. وفى موقع آخر خرج جنديان متظاهرين بالتسليم، وتقدمت قوة للقبض عليهما فخرج جندي ثالث فجأة من موقعه فقتل 5 جنود إسرائيليين".

ثم عاود العدو هجومه الجوي يوم 6 فبراير على إحدى كاسحات الألغام جنوب ميناء الغردقة فاستطاع الطائرات إغراقها. وكانت آخر الغارات الإسرائيلية إبرار جوي بعدد 2 طائرة هليكوبتر شمال رأس غارب يوم 12 يونيو حيث قامت مجموعة من جنوده برص ألغام وشراك خداعية على الطريق.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
لم تكن مصر حتى منتصف عام 1970 تقف ساكتة أو مكتفية ببناءها حائط الصواريخ. وإنما كانت الهجمات البحرية على ميناء إيلات بواسطة الضفادع البشرية،ً والهجمات الجوية على نقط خط بارليف ومواقع العدو داخل سيناء. إضافة إلى أعمال الإغارة والكمائن على طول جبهة القناة والشاطئ الشرقي لخليج السويس، والتي بلغت 16 إغارة وكمين على مدى الشهور الستة. سنذكر أهمها والتي أحدثت أكبر خسائر للعدو.

في 19/2 /1970 تمكن كمين نهاري من المشاة في قطاع الجيش الثالث من العبور شرقا،ً ومهاجمة قول متحرك في منطقة شمال الشط فدمر دبابة وثلاثة عربات مدرعة وقتل 18 فرد وأسر فردين.. وفى 25 مارس عبر كمين آخر من المشاة في الجيش الثالث ودمر دبابة وعربتين نصف جنزير وقتل وجرح 15 فرد.

وكان ختام حرب الاستنزاف عملية ناجحة نالت شهرة كبيرة أطلقت إسرائيل عليها "السبت الحزين". كان التنافس الرائع بين الجيشين حافزاً لأن يطلب قائد الجيش الثاني اللواء/ عبد المنعم خليل من قواته أن تحضر أسرى معها لأن الجيش الثالث يتفوق عليهم في عدد الأسرى. وتم التخطيط لعملية كبيرة يقوم بتنفيذها مجموعة من الصاعقة وأخرى من المشاة تم تدريب المجموعتين لمدة شهر يومياً. وشدد قائد الجيش على المجموعات ضرورة إحداث أكبر خسائر وإحضار أسرى. وتحدد التنفيذ السبت 30 مايو 1970.

عبرت المجموعتان منتصف ليلة 29/30 مايو. كانت مجموعة الصاعقة من الكتيبة 83 مكونة من 10 صف ضابط وجندي بقيادة ملازم/ محمد التميمى وملازم/ عبد الحميد خليفة، ومجموعة المشاة من اللواء 135 مشاة مكونة من 21 فرد بقيادة النقيب/ شعبان حلاوة. تمركز كمين الصاعقة في منطقة شمال مدينة القنطرة، وكمين المشاة في جنوب رأس العش. واتخذ الأفراد مواقعهم مستفيدين من طبيعة الأرض مع الإخفاء والتمويه الجيد وحتى الصباح لم يحدث أي شيء غير عادي.

في العاشرة صباحاً أفادت عناصر الاستطلاع والمراقبة المصرية، أن هناك قول إسرائيلي مكون من 4 دبابة + 4 مدرعة متجه من القنطرة شمالاً إلى رأس العش. وصدرت الأوامر لكمين الصاعقة بألا يشتبك مع القول وهو متحرك شمالاً، وإنما ينتظره وهو في طريق العودة. وصدرت الأوامر لكمين المشاة بالاشتباك مع القول. ومر القول أمام كمين الصاعقة، ولم يكتشفهم رغم العناصر التي تقوم بتفتيش الأرض إضافة إلى الطائرات التي تحلق باستمرار فوق الجبهة للاستطلاع. ووصل القول مطمئناً في الحادية عشرة صباحاً، وتلقفه كمين المشاة بالهجوم المفاجئ فقتل وجرح كل من في القول إلا شاويش واحد كان يحاول الفرار تم أسره. وعادت الدورية سريعاً إلى الغرب لأن موقع إسرائيلي قريب بدأ قصف شديد على موقع الدورية علاوة على وصول طيران العدو. مما اضطر أفراد المجموعة إلى الاحتماء والاختباء في السواتر والحفر. لكن في السابعة مساء وصل كل أفراد المجموعة سالمين ومعهم شاويش المظلات الأسير.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
وأعاد العدو تنظيم القول للعودة، وفى السابعة مساء كان القول مكون من 3 عربة مدرعة محملة بجنود المظلات، ووصل أمام كمين الصاعقة.. تجهز الجميع للاشتباك، كانت المهمة الأولى ملقاة على عاتق رقيب/ يوسف عبد الله حامل أر.بي.جي الذي عليه أن يوقف العربة الأولى بأول قذيفة. وعند التنفيذ طاشت أول قذيفة منه وكان هذا الخطأ سيؤدي إلى كشف موقع الكمين، فانطلق الرقيب/يوسف مندفعاً حتى أصبح على مسافة 100متر من العربة الأولى وأطلق قذيفته الثانية من المواجهة فدمرها. تبعه باقي أفراد الكمين بالهجوم على العربة الثانية والثالثة فقتل وجرح كل من فيها عدا الرقيب/ يائير دورى تسيفى الذي استسلم بعد مقاومة. وأثناء العودة فـّر مرة أخرى محاولاً الهروب لكن الجندي/ خليفة مترى ميخائيل لحق به ودار بينهما قتال فردي بالأيدي استمات فيه الجندي خليفة حتى تمكنٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ من السيطرة عليه والعودة به إلى الضفة الغربية.

بلغت خسائر إسرائيل في هذا اليوم 35 قتيل خلاف الجرحى والأسرى، فكان طبيعياً أن تتحول المنطقة من القنطرة وحتى رأس العش إلى جحيم من النيران. ظل طيران العدو يقذف المنطقة كلها بالقنابل حتى 1000 رطل لمدة سبعة أيام. نتج عنه تدمير في طريق بورسعيد والترعة الحلوة وبعض المنشآت المدنية، لكن الخسائر في الأفراد لا تذكر لحسن تجهيزهم للملاجئ والحفر البرميلية التي قللت كثيراً من تأثير القنابل عليهم.


يتبع ,,,


[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 06:08 AM

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
مصـر :
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]


ذكرنا أن مصر قد باتت يوم 10 يونيو67 في حال وصحت يوم 11 يونيو في حال آخر. واستعرضنا كيف أن الرئيس عبد الناصر نفسه اجتمع مساء 11 يونيو بالفريق أول/ فوزي وكلفه بمهام للقوات المسلحة نابعة من فكر استراتيجي واضح.. مهام وتكليفات تأخرت عشر سنوات، لكنها صدرت لتصحيح ما فات.. تعلن عن بداية مرحلة جديدة تعيشها مصر كلها قيادة وجيشاً وشعباً.. كانت مظاهرات الشعب فى9 ،10 يونيو التي أعلنت فيها رفض الهزيمة هي الشرارة التي فجرت في الإنسان المصري كل طاقاته.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
نجح أهـل الخبـرة والكفـاءة الذين تولوا قيادة القوات المسلحة طوال السنوات الثلاث 1967-1970 في بناء قوات مسلحة تعرف المهمة المكلفة بها، ومن العدو الذي تقاتله ؟ وتعرف دورها في منظومة الدولة. ومن هذا انطلق الجميع في التدريب والقتال. وتحولت القوات المهزومة والفلول العائدة المنسحبة في67 إلى قوات على درجة عالية من الكفاءة القتالية. وتصاعدت هذه الكفاءة، حتى وصلت إلى أن تطلب أمريكا وإسرائيل ضمناً وقف إطلاق النار، لأن الخسائر الإسرائيلية بلغت حداً لا يحتمل.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
كانت حرب الاستنزاف أول صراع مسلح تفرضه مصر على إسرائيل واستمر ثلاث سنوات. فاضطرت إسرائيل إلى الاحتفاظ بنسبة عالية من جنود الاحتياط، فانعكس هذا سلبياً على معنويات شعب إسرائيل، الذي صدق القادة حين أعلنوا أن حرب 1967 هي آخر الحروب. وأنهم ينتظرون العرب لتوقيع المعاهدة بشروط إسرائيل. ثم تهتز مصداقية القادة في نظر الشعب حين "تنشر مجلة جيش الدفاع الإسرائيلي أن إسرائيل فقدت خلال حرب الاستنزاف40 طيار و27 طائرة. علاوة علي 827 قتيل و3141 جريح وأسير. كذلك خسرت مدمرة + 7 زورق وسفن متنوعة. وأيضا 72 دبابة + 119 عربة مجنزرة +81 مدفع هاون" - بالتأكيد هذه الأرقام تقل كثيراً عن الحقيقة – ومع التأكيد على إن حرب الاستنزاف فيها ما هو انتصار وإيجابي لمصر، أيضاً فيها ما هو خسائر وسلبي. لكن في المجموع نجد أن الإيجابي والانتصار يفوق الخسائر والسلبيات بكثير. رغم أنها لم تحقق استرداد شبر واحد من الأرض المحتلة، وهو ما يقوله المهاجمين لها دون دراسة أو تحليل دقيق.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
كان الخطأ الذي وقعت فيه مصر أثناء تقدير الموقف، أنها افترضت أن الحرب ستنحصر في منطقة قناة السويس وبالقوات البرية فقط. فإذا بالعدو يوسع نطاق العمليات على طول الشاطئ الغربي لخليج السويس حتى الغردقة والوصول إلى أعماق الصعيد.- وإن كانت أعمال غير ذات قيمة عسكرية – إلا أنه أجبر القيادة العسكرية المصرية على تعديل في خطة المواجهة، ونشر القوات على حدود مصر الشرقية بالكامل وحتى أعماق الصعيد.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
كانت هناك أخطاء أيضاً في التصعيد والتهدئة في عمليات الجبهة، مما جعل العدو الإسرائيلي يقتنص المبادأة من مصر ويشرك قواته الجوية في مهاجمة أهداف مدنية وعسكرية في العمق، وإن لم يستمر هذا طويلا. ونجحت القيادة السياسية في إجهاض هذه المبادأة الإسرائيلية بوجود قوات سوفيتية للدفاع الجوي (طيران – صواريخ) لحماية العمق المصري من الغارات.

ووقعت القيادة السياسية والعسكرية في خطأ الحذر الإعلامي الشديد. فكان الإعلام المصري أقل بكثير من أحداث وبطولات الحرب نفسها، مما جعل الكثير من الكتاب والمثقفين بل وبعض من عامة الشعب يستنكرون حرب الاستنزاف، ويعتبرون أنها استنزاف لمصر. على العكس من الإعلام الإسرائيلي الذي كان يضخم ويروج بحرفية متقنة أي انتصار إسرائيلي أثناء الحرب مهما كان حجمه صغيراً.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
وكان هناك خطأ للقيادة السياسية المصرية لكنه كان مفروضاً عليها ولم يكن له مخرج. ألا وهو عدم قدرتها على تحقيق التوازن بين القوات المصرية والإسرائيلية في التسليح كما ونوعاً. وهذا الخطأ يرجع أساساً لقرار القيادة السوفيتية غير المعلن بإمداد مصر بالأسلحة الدفاعية فقط. ولكن وبرغم هذه الأخطاء منا أو مفروضة علينا، فقد كسبت مصر كثيراً من حرب الاستنزاف قيادة وجيشاً وشعباً.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
كان أول وأهم هذه المكاسب : هو ظهور وبناء عقيدة قتال مصرية. فبعد المواجهات المتعددة براً وجواً وبحراً مع العدو الإسرائيلي وبالدروس المستفادة من تحليل كل مواجهة أو اشتباك، نجد أن القائد والضابط والجندي المصري أصبح يخطط وينفذ ما يراه هو من خبرته الواقعية، وليس من النظريات التي يقول بها الخبراء السوفيت. وتجلى هذا بصورة كبيرة في القوات الجوية والدفاع الجوي. فخبرة القتال انعكست على الارتفاع بمستوى الطيارين والموجهين وأطقم الطائرات الأرضية، وأطقم الدفاع الجوي.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
ثاني هذه المكاسب : هو أن الاشتباك المستمر مع العدو البري أو الجوي بواسطة الجيوش الميدانية على طول الجبهة، أفاد في أسلوب تجهيز مسرح العمليات وتحصينه. كما أمكن معرفة مدى الإصابة والتدمير للدبابة المصرية والإسرائيلية والمقارنة بينهما، فبدأ التركيز على الصواريخ المضادة للدبابات والتي كانت مفاجأة للعدو الإسرائيلي في حرب 1973. وأدت معارك المدفعية المستمرة إلى استحداث وسائل متطورة لإدارة النيران. ونستشهد على ذلك بما قاله العميد/ أشعيا عن قصفة يوم 8 مارس 1969 "لقد ارتعدت من شدة القصف وفاعليته لقد استخدم المصريون حوالي 150 بطارية مدفعية وأعداداً كبيرة من الدبابات والمدافع المضادة للدبابات والرشاشات، وكانت معظم الطبات ذات صمام تأخير، لقد شن المصريون مفاجأة على طول جبهة القتال، فقتل من قتل وجُرح الكثير من الهجوم، وتهدمت المخابئ كما لو كانت بيوتاً من ورق، ثم تبعه قصف آخر ووضح أن هناك ثمة تغيير في أسلوب الدفاع" .
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
وقد عرفنا من قبل ما قام به الدفاع الجوي المصري من تطوير للمعدات والصواريخ واستخدام أسلوب الكمائن، الذي قطع ذراع إسرائيل الطويلة، فلم تقدم شيئاً لقواتها في مرحلة العبور أثناء حرب 1973. فضلاً عن أن التشويش الرادارى على الدفاع الجوي هو الذي كتب ميلاد إدارة الحرب الإلكترونية في القوات المسلحة المصرية، وكان لها باع كبير أثناء حرب 1973 في إبطال مفعول التشويش الإسرائيلي على قواتنا.

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]ثالث هذه المكاسب : أن قتال حرب الاستنزاف أفرز الاجتهاد والفكر المصري الذي نجح في تعظيم وسائل ومعدات القتال المتاحة. وسنضرب مثال واحد فقط باللواء الجوي 205 مقاتلات قاذفة. تمكن قائد اللواء المقدم طيار/ محمد عبد الرحمن من تجهيز دفعة من الطيارين للقتال في زمن قدره 3 شهور بمتوسط 65 ساعة طيران لكل طيار، مقابل طيارين تدربوا في روسيا في مدة 6 شهور بمتوسط 30 ساعة طيران لكل طيار. كما استطاع ومعه المهندسون والفنيون من خفض مدة تفتيش الطائرة السوخوى-7 من 17 يوم إلى 5 أيام. وتموين 4 طائرة في زمن قدره 4.5 دقيقة. وهذه الأرقام لها دلالات كثيرة وتترجم أثناء القتال إلى مضاعفة عدد الطلعات وكفاءة قتالية أعلى ...الخ. وهذا مثال واحد فقط تكرر كثيراً في وحدات القوات المسلحة.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
رابع هذه المكاسب : في يونيو 67 كان لأجهزة الحرب الإلكترونية التي في حوزة الجيش الإسرائيلي دور ومؤثر في القيادة والسيطرة على القوات المصرية (بالتشويش والتنصت والتداخل). وعاودت إسرائيل استخدام الحرب الإلكترونية في حرب الاستنزاف بشكل مؤثر. وهذا النوع من الحرب لم يكن معلوما للجيش المصري قبيل الحرب، فأتاحت حرب الاستنزاف لمصر التخطيط الواعي والدقيق لاقتناء أجهزة تتلاءم وإمكانيات القوات المصرية، حتى تستفيد منها إلى أقصى حد. وروعي تأثيرها على العدو مع حماية موجاتنا الكهرومغنطيسية من مراقبة وتشويش العدو.
[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]
خامس هذه المكاسب : أن حرب الاستنزاف حطمت الحاجز النفسي بين مصر وإسرائيل على كافة المستويات السياسية والعسكرية، فالهزيمة قبل ذلك في ثلاث جولات كانت تشكل عبئاً ثقيلاً في التخطيط على القائد وفى التنفيذ على المقاتل. لكن بتوالي العمليات وتحقيق نجاح يتلوه نجاح سقط هذا الحاجز نهائياً. وشاهدنا كيف كانت الوحدات تتسابق وتتنافس على الإغارة أو خطف أسير، حتى أن 15% من قوات الجبهة قامت بالعبور والقتال الفعلي في الشرق مع العدو. كما وضح هذا بصورة أكبر على الطيارين المصريين، فأصبحت الطلعات الجوية المصرية سواء قصف لمواقع العدو أو اعتراض طائراته تتم بصورة يوميه عاديه. وبسقوط هذا الحاجز النفسي وبتوالي الانتصار تولدت روح أكتوبر التي سنعرف عنها الكثير في الصفحات التالية. كما أن الشعب المصري كله رجال ونساء، شبابا وشيوخ, تلاحم مع قواته المسلحة التي أزالت جزء كبير من الهوان الذي شعر به في 1967.



يتبع,,

[IMG]http://up111.***********/s/r9p2gfej0c.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 06:11 AM

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
ونلخص للقارئ الكريم ما دار في 500 يوم قتال متصل في الآتي :
"معدلات الاشتباكات البرية :

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

1-2 قصفة مدفعيه مدبره يوميا بحجم 2-3 كتيبة مدفعيه... اشتباكات فردية 2-13 اشتباك يومي... اشتباكات المدفعية خلال عام 69 حوالي 4000 اشتباك ... تراشقات بأسلحة الضرب المباشر والأسلحة الصغيرة 10-20 اشتباك يوميا... دوريات وكمائن 2-4 داوريه/كمين يوميا… تنفيذ1-2 عمل تعرضي (هجومي) كبير بالقوات أسبوعيا...
كان إجمالي الأعمال القتالية المصرية الناجحة، والتي أحدثت خسائر بالعدو 81 عملا في مقابل 32 عملا ناجحا للقوات الإسرائيلية.لصالحنا بنسبة 2,6 : 1
قصف العدو الإسرائيلي أهدافا مدنيه أحدثت خسائر بالمدنين 52 مره.... قصف العدو الإسرائيلي أهدافا في العمق 35 مرة.... نفذت قواتنا غارات في العمق الإسرائيلي 10 مرات.

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

وحتى لا أتهم بالانحياز للقوات المسلحة المصرية وأنا أحد أبناءها بتضخيم انتصارها في حرب الاستنزاف سأستشهد بقول من الجنرال عايزرا وايزمان أحد قادة إسرائيل ووزير الدفاع فيما بعد في كتابه "على أجنحة النسور" يقول عن حرب الاستنزاف :-
عندما وافق المصريون على إيقاف النيران في أغسطس 1970 فسرنا ذلك بأنه اعتراف منهم بأنهم لم يتحملوا القصف الكثير من جانبنا. ومع عدم التقليل من الخسائر التي تحملوها نتيجة لهجمات سلاحنا الجوي فقد تحققت مخاوفي من أن حرب الاستنزاف التي أريقت فيها دماء أفضل جنودنا انتهت بأن أصبح للمصريين حرية العمل لمدة ثلاث سنوات للتحضير لحرب أكتوبر.
وعلى ذلك فمن الجنون أن نقول أننا كسبنا حرب الاستنزاف والعكس فإن المصريين وبرغم خسائرهم هم الذين استفادوا منها أكبر فائدة.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
في الفترة من 1970-1973 أخذ قادتنا (الإسرائيليون) يرددون أننا كسبنا حرب الاستنزاف فأثروا على عقولنا بدلاً من القول أننا فشلنا في تدمير شبكة صواريخ الدفاع الجوي المصري، وعلينا أن نستعد للتغلب عليها لأنها ستلعب دوراً حاسماً في الحرب القادمة، ولابد من إيجاد وسيلة لإسكاتها وهكذا عشنا في الأوهام بدلاً من مواجهة الحقائق. وقد نكون نجحنا في رفع الروح المعنوية للشعب ولكننا دفعنا الثمن غالياً.. بينما كانت حرب الاستنزاف مستمرة دون أن يتمكن جيشنا من إيقافها، أصبحت تدريجياً وليس كالآخرين مقتنعاً بأنها المرة الأولى التي لم ننتصر فيها، لقد قلت مراراً أننا فشلنا في هذه الحرب.

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
وسنظل نذكر أن حرب الاستنزاف هي الحرب الأولى التي لم تنتصر فيها إسرائيل وهي حقيقة عبّّّّدت الطريق أمام المصريين لشن حرب يوم كيبور في أكتوبر 1973 كان هذا قول عايزرا وايزمان ولا تعليق لنا عليه.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
وقال جنرال شارون في سيرته الذاتية التي حررها بالعبرية (دافيد شانوف) وترجمها إلى العربية أنطوان عبيد ونُشرت عام 1992 : "كان جنودنا على امتداد القناة يواجهون الموت باستمرار، وفى غياب نظرة شاملة وبعيدة المدى وجدت قواتنا نفسها معرضة للنيران المصرية من دون حماية أو ملجأ، فقررت من تلقاء نفسها بناء المعاقل، واتسعت الإنشاءات مع مرور الوقت، وغدت مصطنعة أكثر فأكثر متحولة إلى خط محصن حقيقي. وعندما تعرضت مواقعنا لنيران المدفعية الثقيلة، تكبدت قواتنا خسائر جسيمة..ثم يضيف: وخلال السنوات الثلاث لحرب الاستنزاف، انشغل جنودنا بإصلاح الأضرار وتحصين المواقع التي دمرتها المدفعية، وكلفتنا الكمائن والغزوات ضد دورياتنا أرواحاً غالية جداً، وعند وقف إطلاق النار كانت خسائرنا قد بلغت 1366 إصابة منها 367 إصابة مميتة، وكان الحاخام الأكبر يزورنا باستمرار، ويصلى مع الجنود، ويقضى الليل معهم".

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
الرئيس عبد الناصر مع الجنود والضباط في الجبهة
ونختتم ملحمة حرب الاستنزاف بخطاب الرئيس عبد الناصر في يوليو 1970 :
"إن الجيش المصري قام بجهد خارق لإعادة بناء نفسه، بعد ظرف من أسوء الظروف التي واجهها نضالنا. وتمكن هذا الجيش الذي ظنه العدو أن أمره قد انتهى إلى عشرات السنين من أن يعود إلى القتال مرة أخرى، في سرعة سوف يعدها التاريخ المنصف لهذه الفترة ضرباً من المعجزات.. إن الجهد المتفاني الذي بذله مئات الألوف من رجال وشباب مصر ممن كان لهم في هذه الفترة العصيبة شرف الخدمة العسكرية حقق مستوى قتالي لم يكن على بال صديق أو بال عدو قبل ثلاث سنوات".
في يناير 1970 بلغت حرب الاستنزاف مرحلة شديدة الحرج لكل من مصر وإسرائيل. فخسائر إسرائيل البشرية مستمرة وبأرقام كبيرة في القتلى والجرحى، نتيجة الهجمات المصرية التي شملت البر والبحر والجو. كانت الأرقام تصيب الشعب الإسرائيلي بإحباط شديد، فبدأت الثقة في الحكومة والجيش الإسرائيلي تهتز. كما وضح أمام قادة إسرائيل أن غارات العمق في صعيد مصر والبحر الأحمر بواسطة الكوماندوز لم تأت ثمارها، وأن الشعب المصري لم يثور على قيادته.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 06:13 AM

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
وأخيراً .. تحرك الدب السوفيتي :
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

في يناير 1970 بلغت حرب الاستنزاف مرحلة شديدة الحرج لكل من مصر وإسرائيل. فخسائر إسرائيل البشرية مستمرة وبأرقام كبيرة في القتلى والجرحى، نتيجة الهجمات المصرية التي شملت البر والبحر والجو. كانت الأرقام تصيب الشعب الإسرائيلي بإحباط شديد، فبدأت الثقة في الحكومة والجيش الإسرائيلي تهتز. كما وضح أمام قادة إسرائيل أن غارات العمق في صعيد مصر والبحر الأحمر بواسطة الكوماندوز لم تأت ثمارها، وأن الشعب المصري لم يثور على قيادته.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
فكان لابد من الدخول في مرحلة جديدة من الاستنزاف، لزيادة الضغط على الشعب المصري ودفعه إلى الثورة على قيادته لإيقاف حرب الاستنزاف. ودارت مناقشات في رئاسة الأركان الإسرائيلية، وكان الرأي هو تصعيد القصف الجوي ليكون على أهداف في عمق مصر. وبحثت الحكومة الإسرائيلية الأمر خاصة الموقف السوفيتي والأمريكي. واستقر الرأي على أن الدولتين لن يكون لهما ردود فعل حادة. وفى 6 /ا/1970 وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على قصف العمق المصري وسميت بالخطة "بريما".
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
ولما تعين شارون قائداً لجبهة سيناء في ديسمبر 1969 كانت أهم مطالبه تركيز الهجمات الجوية وبشكل مكثف على قناة السويس، لتدمير شبكة الدفاع الجوي في الجبهة، ليسمح للطيران الإسرائيلي بالعمل في حرية تامة، ويصبح الطريق إلى عمق مصر آمنا.ً
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
وفى7 يناير1970 بدأ توغل العدو الإسرائيلي في غاراته داخل العمق المصري، فقامت طائراته بمهاجمة أهداف عسكرية قريبة من القاهرة في مناطق المعادي وأنشاص ودهشور. وتكررت الغارات على أهداف مدنية، كان أكبرها التي تمت على مصنع أبو زعبل وعلى مدرسة بحر البقر. وكان توقع اسرائيل في محله فقد التزمت روسيا بالإدانة فقط والرفض السياسي للغارات، بينما دعمت امريكا هذه الغارات. وفى هذا يقول رابين سفير إسرائيل في أمريكا "أراد سيسكو أن يقف على ما يدور فاستدعاني إلى مأدبة غداء في 13 يناير، وطلب مني تقييم الموقف العسكري في حرب الاستنزاف. قلت : أننا نعيش الوضع العسكري وليس فقط بناء على حجم النشاطات وإنما أيضاً بناء على نتائجها. فكلما قلت خسائرنا في الأرواح، كلما كان أفضل. وإنني أشعر أننا كلما ضربنا مصر في عمق أراضيها كلما تحسن الوضع العام. إنك تعلم بأنه نفذت عمليتان جويتان في عمق الأراضي المصرية. فقد قصفت طائراتنا أهداف عسكرية قرب القاهرة. صمت سيسكو ولم يتفوه بنبت شفه. هل هو اعتراف صامت ؟ إنني واثق من ذلك".
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
وتسلمت مصر رسالة إسرائيلي لكنها قبلت التحدي ولم يتزعزع إيمانها باستكمال حرب الاستنزاف. فتم عمل خطة فورية للانتشار خاصة الوحدات التي يمكن أن تعلو فيها الخسائر من جراء هذه الهجمات. فتم نقل الكليات الحربية إلى السودان، وضباط الاحتياط إلى صعيد مصر، والجوية والبحرية إلى ليبيا. وقرر الرئيس عبد الناصر التوجه فوراً إلى الاتحاد السوفيتي في زيارة سرية في الفترة 22-25 يناير 1970.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
ويقول الفريق أول/ محمد فوزي الذي صحب الرئيس في رحلته "كان أهم لقاء تم مع القادة السوفيت منذ عام 1967. إذ تعمد الرئيس عبد الناصر تصعيد المباحثات وتوتيرها، لدرجة أنه هدد أمام القادة السوفيت بترك الحكم لزميل آخر يمكنه التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية. إذ إن الشعب المصري يمر الآن في مرحلة حرجة فإما أن نسلم بطلبات إسرائيل أو نستمر في القتال.. وإن دفاعنا الجوي في الوقت الحاضر لا يتمكن من منع غارات إسرائيل على العمق المصري. واسترسل الرئيس عبد الناصر في طلب وحدات كاملة من الصواريخ سام-3 بأفرادها السوفيت وأسراب كاملة من الميج21 بطيارين سوفيت، وأجهزة رادار متطورة للإنذار والتتبع بأطقم سوفيتية. وبرر عبد الناصر طلبه هذا بأن الزمن ليس في صالحنا، لأن تدريب الطيارون والأطقم المصرية على الأسلحة الجديدة سوف يستغرق وقتاً طويلاً. كرر الرئيس طلب طائرة قاذفة لردع إسرائيل لأن مدى عمل طائراتنا المقاتلة القاذفة لا يمكنها من الوصول إلى عمق إسرائيل مثل طائرات سكاى هوك والفانتوم التي تضرب عمق مصر حالياً.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
ولما كان طلب الرئيس عبد الناصر لا يمكن إجابته إلا بموافقة مجلس السوفيت الأعلى. فقد وعد الرئيس بريجينيف بالعمل بسرعة لإجابة طلب الرئيس عبد الناصر. وفى اليوم التالي لهذا اللقاء المتوتر دُعي الوفد المصري لجلسة مباحثات صباح 25/1/1970. حيث قرر الرئيس بريجينيف أمام الحاضرين موافقة اللجنة المركزية ومجلس السوفيت الأعلى على طلب الرئيس عبد الناصر وقال أنها أول مرة يخرج فيها جندي سوفيتي من الاتحاد إلى دولة صديقة منذ الحرب العالمية الثانية" .

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

وتقرر إمداد مصر بالآتي :
• فرقة كاملة دفاع جوي من صواريخ سام-3 بكافة معداتها وأجهزتها وأفرادها.
• 3 لواء جوي مقاتلات (95 طائرة) ميج21 متطورة بطيارين سوفيت.
• 4 جهاز رادار ب-15 لرفع كفاءة الإنذار الجوي.
على أن تقوم مصر بإنشاء المواقع والتحصينات والمرافق اللازمة للمعدات في الأماكن التي تخططها القيادة العسكرية المصرية. وقد تعهد الفريق أول/ فوزي بتجهيز المواقع خلال 40 يوم. كما اتفق على أن يكون تواجد الوحدات السوفيتية مؤقتاً لحين استكمال تدريب الكتائب المصرية، عندئذ يعود الأفراد السوفيت إلى وطنهم.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
لا شك أن القرار السوفيتي كان مؤثراً وحيوياً في الصراع المصري - الإسرائيلي. فقد دعم هذا القرار قدرات الدفاع الجوي المصري القتالية، كما تفرغ الطيارون المصريون للعمل في جبهة قناة السويس. لكن ما نتوقف أمامه هو أن هذا القرار جاء بعد أكثر من 300 يوم قتال مرت في حرب الاستنزاف. كما نتوقف أيضاً وبأهمية شديدة أمام طلب الرئيس عبد الناصر لطائرة مقاتلة قاذفة تستطيع أن تصل إلى عمق إسرائيل.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
فنذّكر أن هذا الطلب ذكره الرئيس شخصياً مع الجانب السوفيتي في اجتماعات يونيو 1967. وتكرر الطلب مراراً لكن دون جدوى. وحتى حين وافقت روسيا على إرسال قواتها إلى مصر وهو أمر هام حقاً، لم توافق على إرسال طائرة تستطيع الوصول إلى عمق إسرائيل. لم يكن هذا الرفض عن حذر أو بطء في القرار كما كان يقال دائما، وإنما هي النظرة السوفيتية إلى الصراع في الشرق الأوسط. فالدعم السوفيتي لمصر يقف عند حد الدفاع وفقط، أما الدعم بأسلحة هجومية تطول عمق إسرائيل فمرفوض تماماً. ولو استعرضنا تاريخ العلاقة المصرية - السوفيتية سنجد الكثير من المواقف التي تؤكد هذا.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
ولن نتكلم عن الفترة قبل 1967 رغم إن فيها الكثير مما يقال.. لكن سنذكر ما بعد هزيمة يونيو. فقد أمدت روسيا مصر بطائرات القتال الرئيسية (ميج21- ميج17 – سوخوى7 ). والطائرة الميج21 طائرة قتال اعتراضيه على الارتفاعات العالية ،لكن الطيارون المصريون خاصة قادة الأسراب باجتهاد شخصي منهم ، بدراسة الطائرة وبعد تجارب عديدة ومحاولات، وبالتجربة والخطأ، نجحوا في الوصول إلى أفضل استخدام وأنسب تكتيك لمجابهة الطائرات الإسرائيلية. واكتشف الطيارون المصريون شكل المناورة التي يتبعونها في الاشتباكات مع مقاتلات العدو. خاصة المناورة بالسرعة المنخفضة التي كان يُحرّمها الخبراء السوفيت على الطيار المصري. كان هذا التحريم نتيجة أن السوفيت قد صنعّوا الطائرة الميج21. لكنهم لم يقاتلوا بها في آي معارك، فكان هذا يعطى للطيار المصري أفضليه نتيجة خبرته القتالية على الطائرة.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
أما الميج 17 والسوخوى7 فقد نجح الطيارون والمهندسون المصريون في إضافة قدرات وإمكانات للطائرة، فتم زيادة حمولة السوخوى7 من الوقود، وتم إضافة 2 قنبلة 100 كجم للطائره ميج17 ..كما ابتكر الطيارون أسلوب مخالف للأسلوب السوفيتي في قذف القنابل حقق نتائج باهرة، وتدرب الطيارون على مهاجمة الأهداف من عدة اتجاهات مما يشتت الدفاعات الجوية حول الموقع.


يتبع ,,


[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 06:15 AM

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
الفصل الثالث: حرب الاستنزاف
500 يوم قتال



[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
استمرت حرب الاستنزاف من 8 مارس 1969 وحتى 8 أغسطس 1970. دار خلالها العديد من المواقف والأحداث وحفلت بالبطولة والتضحيات.. دماء وشهداء.. جهد يفوق الخيال.. قتال يومي.. ضرب للعدو وتلقى ضربات.. ينبت لمصر مخالب وأنياب تنهش بهما لحم العدو الإسرائيلي.. ورغم هذا تسقط هذه الحرب في كهف النسيان ولا يُذكر عنها إلا القليل حتى تكاد تسقط من ذاكرة الوطن.. علماً بأن هذه هي المرة الأولى التي تنتصر فيها مصر على إسرائيل.
نصر ولا ريب : اطمأنت القيادة العسكرية المصرية لموقف قواتـها في الجبهة، بعد ما دار في الفترة السابقة من أعمال قتال ودروس مستفادة.. فكان لابد وأن تستأنف قتال العدو بصورة أكبر. فصدرت الأوامر بتوجيه قصفة مدفعية مركزة على طول الجبهة يوم 8 مارس 1969 بحشد نيراني بلغ 24 كتيبة مدفعية، علاوة على أسلحة الضرب المباشر. واستمرت القصفة خمسة ساعات متواصلة وأحدثت خسائر شديدة في دشم بارليف وبطاريات المدفعية الإسرائيلية ومناطق الشئون الإدارية.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
جنازة الشهيد عبد المنعم رياض
ولأن مصر كما قلنا ُولدت من جديد في 11 يونيو 67، فقد ذهب الفريق/ عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة ومعه اللواء/عدلي سعيد قائد الجيش الثاني واللواء/ عبد التواب هديب مدير المدفعية لتفقد وحدات المدفعية في صباح اليوم التالي. وتفقدوا قطاع القنطرة واطمأنوا على الروح المعنوية، ثم طلب الفريق رياض تفقد موقع النقطة نمرة 6 شرق الإسماعيلية حيث كانت تتميز بتحصين إسرائيلي كبير. وبعد إتمام المشاهدة ولحظة خروجه من الموقع انطلقت مدفعية العدو وسقطت دانه بالقرب منهم وأصيب القادة الثلاثة، لكن الفريق/ رياض استشهد بعد لحظات. وكان لاستشهاد الفريق رياض وقع شديد على مصر كلها تجلى في جنازته التي احتشد فيها الآلاف من المدنيين يودعون ابن من أبناء مصر المخلصين.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

كانت جنازة الفريق/ رياض إعلان ثان بعد 10،9 يونيو67 من الشعب المصري بأننا سنقاتل. وأن مصر لن تركع أو تستسلم مهما كانت التضحيات. فرغم إن الفريق رياض لم يكن ذو شهرة على المستوى الشعبي بحكم منصبه الذي يجعل وقته وجهده داخل القوات المسلحة. لكن ما أن استشهد حتى أصبح حديث كل بيت وكل تجمع وترددت بطولته حتى على لسان رجل الشارع البسيط.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
اشتعلت الجبهة حماساً لاستشهاد الفريق رياض، فنشطت الدوريات بمختلف أنواعها علي طول الجبهة بمهاجمة واقتناص للمعدات والأفراد من الضفة الغربية.. وسنعرض لبعض عمليات قوات الجبهة التي تمت بعد استشهاد الفريق رياض وأهمها :
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
في 15/3/1969 دفع قائد الكتيبة 33 صاعقة الرائد/ مدحت عثمان دورية استطلاع من ضابط ومعه 3 فرد لاستطلاع النقطة القوية جنوب البحيرات المعروفة باسم التبة المسحورة. ونجحت الدورية في الحصول على المعلومات التفصيلية عن النقطة بل تمكنت من الحصول على بعض الذخائر. وتم التدريب على موقع مماثل هيكلي لمدة 20 يوماً بهدف إيقاع أكبر خسائر في العدو والحصول على أسير. وفى 16/4/1969 تم دفع الدورية بقيادة الملازم أول/ محمد مصطفي ومعه قائد مجموعات الاقتحام. الملازم أول/ عبده عرفه و43 فرد صف وجندي. وقبل العبور قامت الدورية بأداء ركعتين لله وبعد انتهاء الصلاة رفع العريف/ فتحي يونس يديه داعيا بصوت خفيض اللهم ارزقنا الشهادة، وكان بجواره ملازم أول/ عبده عرفه الذي قال له
- مستعجل ليه يا فتحي
فرد عليه عريف فتحي يونس : حد يطول يا فندم
- ربنا يكرمنا وننفذ المهمة
وعبرت الدورية القناة في العاشرة مساء في صمت تام، مسلحة بالبنادق الآلية والقنابل وقواذف أر.بي.جى. وألغام مضادة للدبابات ومعدات لفتح الثغرات. كان التخطيط محكما، عبرت الدورية على يسار النقطة بمسافة 600 متر وقامت بالالتفاف ونفذت الهجوم من ناحية الشرق خلف النقطة.. وحدث اشتباك مع أفراد النقطة الذين لم يتوقعوا أن الهجوم من الشرق وسقط من العدو الإسرائيلي حوالي 10 قتلى. وتم القبض على أحدهم حيا تم سحبه والعبور به بواسطة ملازم أول/ عبده عرفه وتولى محمد مصطفي تأمين عودة الدورية. وعادت الدورية كلها بسلام ومعها الأسير ادمون مراد اهارون. لكن استشهد عريف فتحي يونس بعد وصوله للضفة الغربية بعد أن أصيب أثناء الهجوم.

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
تعين اللواء/ أحمد إسماعيل رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة خلفاً للفريق رياض. وكان اللواء/ محمد صادق مدير المخابرات الحربية شديد الاقتناع بأن إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة، فكانت خطته تقوم على أن تتبارى وتتسابق وحدات الجيش الثاني والثالث في إيقاع أكبر خسائر للعدو. كما أعطى تعليماته لقائد المجموعة 39 قتال الذي كان هو الأب الروحي لها بأن تخطط لعمل ثأري كبير رداً على استشهاد الفريق رياض. وعلى الفور تمت مراقبة واستطلاع موقع (نمرة 6) الذي أصاب الفريق رياض ورُسمت خريطة تفصيلية كاملة للموقع وتم وضع خطة الاقتراب والهجوم . وتم التدريب على موقع هيكلي حتى أصبح كل فرد فى المجموعة يعرف مهمته وكيفية تنفيذها تماماً. وتحدد تاريخ تنفيذ العملية 19/4/1969 وسميت العملية "رياض".
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
"كان الموقع الإسرائيلي يتكون من 4 دشم مقامة على اللسان الموجود ببحيرة التمساح، كما يوجد موقعان حصينان على ربوتين تبعدان عن الدشم بحوالي كيلو متر لحماية الموقع الموجود باللسان. ولم يكن في حسبان القادة الإسرائيليين إمكان مهاجمة هذا الموقع لاعتبارات كثيرة من أهمها : أن الموقع على حافة البحيرة مباشرة وتحميه مسافة طويلة من المانع المائي (عرض بحيرة التمساح 13 كم). كما أن تحصين الموقع وقوة النيران الموجودة به، وأسلوب الحماية ووجود موقعين حوله يشكلان مع الموقع نمرة 6 مثلثاً، يوفر له قوة دفاعية كبيرة.
وأسهمت الخطة والتنسيق بين قيادة المجموعة 39 قتال وقيادة الجيش الثاني ومدفعية الجيش، في توفير كل العناصر التي جعلت من الهجوم مفاجأة كاملة. بدأ قصف المدفعية قبل التحرك بحوالي 20 دقيقة، واستمر طوال فترة عبور القوارب الحاملة للأفراد لبحيرة التمساح وقد استغرق 14 دقيقة. ووصلت قوة الهجوم إلى الشاطئ الشرقي حوالي الثامنة مساء. وفور الوصول إلى الشاطئ بجوار الموقع بدأت المجموعات في اتخاذ تشكيل قتال يتكون من :
المجموعة الأولى : المقدم/ الرفاعي + 6 من أفراد الصاعقة البحرية للقيادة والسيطرة.
المجموعة الثانية: رائد/ أحمد رجائي عطية + 12 فرد للهجوم على الدشمة رقم 1.
المجموعة الثالثة : نقيب/ محيي نوح + 12 فرد للهجوم على الدشمة رقم 2.
المجموعة الرابعة : ملازم أول/ وئام سالم + 11 فرد للهجوم على الدشمة رقم 3.
المجموعة الخامسة : ملازم أول/ محسن طه + 11 فرد للهجوم على الدشمة رقم 4 .

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
إضافة إلى مجموعة بقيادة رائد طبيب/ محمد عالي نصر ومعه نقيب بحري/ إسلام توفيق وملازم أول/ مجدي وسام حافظ و3 أفراد من الصاعقة البحرية. بقيت على الشاطئ بهدف تأمين منطقة النزول.. وعلى الشاطئ الغربي للقناة كان العميد/ مصطفي كمال ومعه ضابط مخابرات يجيد العبرية ومعهما جهاز تنصت لاسلكي لالتقاط اتصالات الموقع الإسرائيلي وتوفير المعلومات للقوات المهاجمة أول بأول".
دخلت المجموعات إلى الموقع واتجه كل فرد إلى المكان المخطط له في الهجوم، فقام بعضهم بإلقاء مولدات دخان وقنابل يدوية من فتحات التهوية فى الدشم، والبعض الآخر كان بجوار أبواب الخروج لاستقبال كل من يحاول الخروج، والبعض هاجم العربة النصف جنزير وسيارة نقل ونسف 2 مخزن ذخيرة.. واستمرت القوة داخل الموقع ساعتان تم خلالها قتل وتدمير كل ما بالموقع من أفراد ومعدات.
وعـادت القوة سالمة إلا من ثلاثة جرحى (النقيب محيي نوح و2 فرد) تم نقلهم إلى المستشفي وقام بزيارتهم الرئيس عبد الناصر وبصحبته اللواء/ صادق وتحاور معهم الرئيس واستفسر منهم عن كافة تفاصيل العملية.
وفى الخامسة والنصف مساء اليوم التالي، نقلت وكالات الأنباء من تل أبيب بياناً عسكرياً إسرائيلياً، يقول أن وحدة من 15 جندي كوماندز مصري عبرت القناة مساء السبت لمهاجمة موقع إسرائيلي شمال بحيرة التمساح أمام الإسماعيلية. وبعد معركة قصيرة أصيب فيها جندي إسرائيلي ودمرت سيارة مدرعة، تمكنت القوات الإسرائيلية من رد القوة المصرية المهاجمة. وهو بيان أقل ما يوصف به أنه بيان هزيل أو مضلل فتدمير الموقع بالكامل تحول إلى جرح جندي وتدمير عربة !!
وجاء الرد الإسرائيلي دنيئاً كالعادة موجهاً إلى أهداف مدنية.. ففي ليلة 29 أبريل 1969 أغارت إسرائيل بقوات محمولة جواً على محطة محولات نجع حمادي للمرة الثانية، وأسقطت عبوات ناسفة زمنية قرب مدينة ادفو أصابت بعض المدنيين.. وانطلقت وسائل الإعلام والدعاية الإسرائيلية تصف وتمجد في العملية وأشبعتها وصفاً وتحليلاً. لكن قواتنا ردت عليها في اليوم التالي مباشرة بهجوم على النقطة جنوب البلاح وتم نسفها تماماً.
وكان لابد من إبلاغ إسرائيل رسالة بأننا نستطيع أن نطولها في العمق أيضاً وضد أهداف مدنية.. فتوجه إلى الأردن مقدم/ إبراهيم الرفاعى والرائد/ عصام الدالي ولحقت بهم طائرة محملة بالصواريخ والقواذف. وبالتعاون مع منظمة فتح تم استطلاع عدة أهداف في إيلات والنقب والعقبة. واستقر رأى القيادة في مصر على قصف مصنعي الفوسفات في منطقة سدوم. "وقبل منتصف ليلة 19/20 مايو قصفت الدورية المصنعين في وقت واحد مستخدمه 32 صاروخاً من عيار 130مم وأدى القصف إلى انفجار محطة الكهرباء التي تغذي المنطقة واشتعال الحرائق فيها وفى منطقة المصانع". وغادرت الدورية الموقع بسلام. ووصلت الرسالة إلى إسرائيل فتوقفت لفترة عن مهاجمة العمق المصري.
وتوالت العمليات الهجومية المصرية، وأيقنت إسرائيل أنها لابد وأن ترد بعمل هجومي عسكري بعد توالي النجاح المصري واهتزاز ثقة الجنود الإسرائيليين. فقامت بالهجوم بقوة كتيبة مدعمة على موقع الجزيرة الخضراء، وكانت قوته سرية مشاة. وكاد العدو أن يحقق النجاح المطلوب، لكن المدفعية المصرية في غرب القناة طلبت من قائد السرية المصرية الاحتماء بالخنادق هو وجنوده، وقامت بقصف شديد على الجزيرة كله. وكانت مفاجأة لأفراد العدو الذي أصيب بخسائر عالية فانسحب على الفور تاركاً معداته ولنشاته المدمرة. وكان لقصف مدفعية الجيش الثالث المركز الفضل الأكبر في فشل الهجوم الإسرائيلي.
واستمرت وتيرة الهجوم المصري المتصاعد، فتم مهاجمة نقطة البلاح ونقطة الشط بنجاح كبير... لكن في 8/7/1969 قامت المجموعة 39 قتال بمهاجمة النقطة نمرة 6 شمال التمساح، للمرة الثانية. فوجئت القوة المهاجمة بأن الهجوم كان معروف للعدو مسبقا،ً وأن أفراد النقطة كانوا في انتظارهم . فما أن أصبحت القوة بقيادة المقدم/ الرفاعى على أبواب الموقع، حتى بدأت إضاءة المنطقة بطلقات كاشفة إسرائيلية تبعها نيران كثيفة من عدة اتجاهات، فلم يكن هناك مفـر من الانسحاب بعـد استشهاد 9 أفراد. ولأن التحضير للعملية تم في سرية تامة، فقد تسرب الشك بأن هناك من أبلغ إسرائيل عن العملية. وتتبعت أجهزة المخابرات المصرية الخيوط، فتكشف لها بعد أكثر من عام أن إسرائيل قد نجحت في تجنيد جاسوس مصري باع وطنه وزملاءه فتم إعدامه هو وشريكته.
وفى 10 يوليو 1969 وجهت القوات المصرية ضربة قاصمة إلى القوات الإسرائيلية. فقد تحدد هذا اليوم لمهاجمة 2 نقطة حصينة إحداها في الجيش الثاني شمال الإسماعيلية, والثانية في قطاع الجيش الثالث ومعروفة باسم نقطة لسان بورتوفيق. وتمت العمليتان بنجاح وتكبد العدو خسائر فادحة في هذا اليوم. وسنلقى الضوء على عملية لسان بورتوفيق لأن نتيجتها كان لها أثر كبير في مجريات حرب الاستنزاف.
كلف اللواء/عبد القادر حسن قائد الجيش الثالث قوات الصاعقة بالجيش بالإغارة على نقطة العدو في لسان بور توفيق. تم استطلاع النقطة قبل شهر من التنفيذ، وتبين أن قوة العدو الموجودة فيها تتكون من سرية مشاة مدعمة بفصيلة رشاشات + 4 دبابة باتون. وعند التحضير للمهمة تنافست كل من الكتيبة 33 و 43 فيمن سيقع عليه الاختيار لتنفيذ العملية. وفى النهاية وقع الاختيار على الكتيبة 43. وتم إنشاء موقع هيكلي للتدريب عليه. واستمر التدريب لمدة شهر بمعدل 4 مرات يومياً، واطمأن قائد المجموعة المقدم/ صالح فضل إلى أن الأفراد قد أصبحوا على دراية كاملة ويحفظون عن ظهر قلب ماذا سيدور عند مهاجمة الموقع الإسرائيلي. وتم تحركهم إلى الجبهة قبل يوم من التنفيذ. وتحدد الهجوم في الساعة الخامسة عصر يوم 10 يوليو 1969 وتشكلت القوة المهاجمة كالآتي :-مجموعة القيادة والسيطرة بقيادة نقيب/ سيد إسماعيل إمبابى قائد السرية
- فصيلة بقيادة ملازم أول/ رؤوف أبو سعده
- فصيلة بقيادة ملازم أول/ معتز الشرقاوى
- فصيلة بقيادة ملازم أول/ محمد عبد الحميد عبد ربه
- فصيلة بقيادة ملازم أول/ حامد إبراهيم حامد
- جماعة خاصة بقيادة رقيب أول/ حسنى سلامة
وتم دعم القوة المهاجمة بسرية قاذف لهب وسرية مهندسين عسكريين، إضافة إلى تمركز كتيبة مدفعية هاوتزر (ضرب مباشر) بقيادة الرائد/ سامي المصري في بورتوفيق.

وبدأ العبور في وضح النهار بعدد 14 قارب في كل قارب 10 فرد ومن أوسع منطقة في القناة (400 متر) أمام النقطة. وكان لابد وأن يشعر أفراد الموقع بالهجوم، فصعدت إحدى دبابات العدو إلى مصطبة مجهزه في الساتر الترابي وأطلقت قذيفة أصابت موتور أحد القوارب.. لكن أكمل أفراده العبور بالمجاديف، وأصيب الجندي/ عبد الحليم رياض محمد بشظية في ذراعه لكنه استمر معهم .. ودخلت القوة الموقع واكتشفت أن هناك 5 دبابات قام الرقيب أول/ حسنى سلامة بتدمير 3 منها، وملازم أول/ معتز الشرقاوى ومحمد عبد ربه بتدمير دبابتين وقتل كل من فيهم إلا واحد خرج مستسلماً من الدبابة تم تسليمه إلى أحد القوارب المنتظرة على الشاطئ.. ولما شعر الجنود الإسرائيليين أن دباباتهم قد دُمرت دخلوا مسرعين للاختباء في الملجأ المحصن، كان عبارة عن عربة بضائع من عربات السكة الحديد ومحاط بشكائر رملية. فتم وضع 4 شكائر متفجرات حول العربة لتدمير الملجأ بالكامل وقتل كل من فيه. واستمرت القوة في الموقع 45 دقيقة كاملة تم خلالها زرع علم مصر.
وعادت القوة التي ذهبت 140 فرد إلى الضفة الغربية وقد أصبحت 141 فرد، لكن الجندي البطل/ عبد الحليم رياض الذي ظل ينزف طوال مدة العملية، ورغم ذلك استمر في القتال، استشهد فور الوصول إلى الضفة الغربية ومعه الجندي/ سامي زكي مسعد. وعلى الفور ظهر الطيران الإسرائيلي محاولاً مهاجمة وتدمير كتيبة المدفعية أثناء انسحابها، لكن عناية الله أطاشت قذائفهم فلم تصب الكتيبة بأي خسائر رغم أنها كانت متحركة على طريق محدود لا يسمح بأي مناورة. كانت الخسائر الإسرائيلية في هذا اليوم أكثر من 40 قتيل علاوة على 5 دبابات مما جعلهم يفكرون بعد هذه العملية تفكير آخر.


يتبع,,

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:17 AM

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
20 يوليو 1969 :
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
لابد وأن نقف أمام هذا اليوم بنظرة فاحصة ومتأملة.. فجيش إسرائيل الذي لا يقهر مرت عليه شهور وهو يتلقى اللطمات من ضباط وجنود مصر الأبطال. وكل ما يستطيع الرد به هو مهاجمة موقع منعزل بصورة دعائية لا تقدم ولا تؤخر في حجم الخسائر التي يتلقاها يوميا، أو قصف مدن القناة.. وفى ثلاث محاولات للعبور إلى الغرب لم يحقق العدو أي نتائج ملموسة. وأحدثت أعمال القتال المصرية رد فعل علي الفكر السياسي والعسكري الإسرائيلي وعلى الروح المعنوية للشعب الإسرائيلي.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

أدركت إسرائيل أن القوات المصرية أصبحت تمتلك قوة أكبر في العدد والمعدات، وأن مصر مصممة على القتال، ولن تقنع بأي صلح بالشروط الإسرائيلية. وأكد هذا أن مصر أعلنت في أول مايو على لسان الرئيس عبد الناصر أن قرار وقف إطلاق النار أصبح غير ساري وأننا بدأنا حرب الاستنزاف ضد إسرائيل.
لكل هذه الأسباب ومع ازدياد خسائر إسرائيل، وشعور القيادة العسكرية الإسرائيلية بفشلها في إرغام مصر على وقف حرب الاستنزاف. بدأت إسرائيل تعيد التفكير في أسلوب المواجهة مع مصر وتستعرض مختلف طرق الحل الممكنة.
"وبناء على نتائج الدراسات العديدة التي جرت. اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي بناء على طلب موشى دايان وزير الدفاع وأصدر قرار من أخطر القرارات العسكرية. هو إدخال القوات الجوية الإسرائيلية في حرب الاستنزاف بكل إمكانياتها التدميرية. وقد أدى هذا القرار إلى إحداث تغيرات جذرية في موازين القوى الاستراتيجية على جبهة القناة. بدأت في صالح إسرائيل ثم تحولت ضدها وأصبحت في صالح مصر بعد مضي حوالي ستة أشهر على بداية الحرب". ولكي نؤكد مدى تأثير الهجمات المصرية سنعرض ما كتب وقيل داخل إسرائيل.
فيقول زيف تشيف المحلل الإسرائيلي في كتابه عن حرب الاستنزاف "الفانتوم فوق النيل" إن عملية لسان بورتوفيق هي التي أنهت الجدل داخل أروقة القيادة الإسرائيلية حول حتمية تدخل الطيران الإسرائيلي في المعركة، ويضيف: لقد كان هذا النجاح هو أبرز ما حققه المصريون وكان سيحفزهم إلى نشاط أكبر، فكان لابد من إيقافهم بسرعة.
وصرح المتحدث العسكري الإسرائيلي في الصحف وقتها "أمام الضغط الهائل الذي مارسه المصريون في الجبهة، والحياة التي أصبحت لا تطاق على الضفة الشرقية للقناة أقدمت القيادة الإسرائيلية على استخدام الطيران الذي كانت كل الآراء تصر على الاحتفاظ به للمستقبل".
وقد أعلن موشى دايان وقتئذ "أن الهجوم الجوي هو الرد الإسرائيلي على ما أعلنته مصر من حرب استنزاف في شكل ضربات المدفعية وأعمال العبور ضد الجبهة الإسرائيلية شرق القناة".
بدأت إسرائيل منذ هذا اليوم استخدام قواتها الجوية بعنف، فقامت طائراتها بالهجوم على القوات في منطقة القناة وعلى مدينة بورسعيد.. ولأن الموقف كان واضحاً أمام القيادة المصرية فلم يستغرق الأمر إلا ساعات وصدرت الأوامر بإشراك القوات الجوية المصرية في حرب الاستنزاف...كان من حسن طالع القوات الجوية المصرية أن يتوالى على قيادتها أبناء مخلصون يقدرون حجم المسئولية. فقبل شهر من بدء إشراك الطيران المصري في المعركة تغيرت قيادة القوات الجوية وأصبح اللواء طيار/ على بغدادي قائداً لها واللواء طيار/ حسنى مبارك رئيساً للأركان. وإن كان تغيير القيادة خاصة بعد فترة قصيرة نسبياً له آثار سلبية إلا أن كل منهم جاء مكملاً لما بدأه السابق.
كانت افتتاحية حرب الاستنزاف في 20 يوليو، هي انطلاق تشكيلات القوات الجوية المصرية من قواعد المنصورة وقويسنا وبلبيس وأنشاص بطائرات ميج17 وسوخوى7 (مقاتلات قاذفة)، وفى حماية تشكيلات من طائرات ميج21 (مقاتلات). وقامت في الساعة 6:30 مساءً بقصف مواقع للعدو ومحطات رادار ومعسكرات ومناطق شئون إدارية للعدو بعمق 35 كيلو متر في داخل سيناء.
وكان دور السرب 62 مقاتلات قاذفة الذي شرفت بقيادته في هذه المهمة، هو قصف ومهاجمة موقع صواريخ هوك أرض/جو في منطقة رمانة على المحور الشمالي، إضافة إلى موقع أخر. وكنت صاحب أول مواجهة بين الطائرة ميج17 والصاروخ الذي يهدد طائرات القوات الجوية المصرية.. وبفضل التدريب المستمر وثقتنا في أننا نستطيع أن نواجه إسرائيل تمكنا من تدمير الموقع، (تكرر الهجوم على هذا الموقع أكثر من خمسة عشر مرة طوال حرب الاستنزاف) وكانت نتائج الهجمة الأولي رائعة فتم تدمير الأهداف بنسبة 70 –80 % وتم إسقاط 2 طائره ميراج واستشهد لنا طيار. وتكررت الهجمات طوال عام كامل، واستشهد من السرب خلال فترة الحرب كل من ملازم طيار/ أحمد السبروت، طلال سعد الله، ومحمود حمدي.
وكانت الهجمة الأولى مؤشراً على أن ما دفعته القوات الجوية من ثمن خلال العامين السابقين في التدريب والتجهيز قد آتى ثماره أخيراً (فقدت القوات الجوية المصرية 54 طيار في التدريب والمعارك على مدى الفترة السابقة).. وأصبح الطيار المصري الذي تحمل كثيرا بعد يونيو 67 على كفاءة وثقة بالنفس تمكنه من التصدي للعدو الإسرائيلي. رغم التفوق العددي والنوعي الذي يتمتع به الطيران الإسرائيلي. ولكي يتضح الأمر أمام القارئ لابد من وقفه لبيان الفارق الشاسع بين القوات الجوية المصرية والإسرائيلية. وسنركز على الحمولة والمدى فقط لعدد ثلاث طائرات من كل جانب لبيان هذا الفارق. وبنظره بسيطة على الجدول التالي نجد أن طائرة واحدة فانتوم تلقى حموله أكبر قدرا من حمولة 4 طائرات ميج 17 أو 4 طائرات سوخوى7


[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]




وبنظرة على هذه المقارنة نجد أن التفوق في المدى والتسليح لصالح إسرائيل بما يوازي الضعف تقريباً. وكان هذا يعني أن الطائرات المصرية لا تستطيع قصف أهداف في العمق الإسرائيلي كما وأنها في الاشتباكات الجوية لا تستطيع البقاء في الجو مثل الطائرات الإسرائيلية. كما أن تجهيز طائرة واحدة يوفر كثيرا عن تجهيز 4 طائرات في الوقت وفي عدد الفنيين وفي عدد المعدات.
لكن هذا التفوق لم ينل من أبناء القوات الجوية. فوضع اللواء طيار/ حسنى مبارك رئيس الأركان وكان مسئولاً عن إدارة العمليات، خطة تتناسب مع الإمكانيات المتاحة مع المناورة في التخطيط طوال عام كامل بناء على المواقف المستجدة والدروس المستفادة. فحققت القوات الجوية المصرية نجاحاً باهراً بكافة المقاييس رغم خسائرها الغير قليلة.
كانت الخطة تقوم على قصف وتدمير العدو وأهدافه في عمق سيناء (حتى 35كم) بواسطة تشكيلات المقاتلات القاذفة، وتحت حماية مباشرة من المقاتلات، التي كانت ترافق المقاتلات القاذفة حتى مواقع العدو، وأذكر هنا أنه في أحد غارات المقاتلات القاذفة بقيادة الرائد طيار/سمير فريد على موقع صواريخ هوك، صدرت الأوامر من مركز العمليات أن تتراجع المقاتلات إلي غرب القناة، لكن قائد تشكيل الحماية( طائرات الميج 21 ) الرائد طيار/مجدي كمال رد على مركز العمليات
- أنا منتظر فوق الموقع لغاية الميج 17 ما يخلص الهجوم .
كان تخطيط الهجمات والحماية لها يختلف في كل مره حتى لا يكتشف العدو التكتيك المصري، الذي أصبح يستند على خبرة مصرية. كان عامل التوقيت حاسماً في تنفيذ هذه المهام وكذا ارتفاع الطيران في الذهاب إلى الأهداف (ارتفاع 30 متر). حتى لا يكتشف العدو الإسرائيلي طائراتنا إلا عند عبورها قناة السويس. وبهذا التكتيك تتمكن المقاتلات القاذفة من مهاجمة الأهداف . وفي أثناء عودتها تلاحقها الطائرات الإسرائيلية، لكن وعلى الفور تظهر المقاتلات المصرية جاهزة للاشتباك مع الطائرات الإسرائيلية. فكان العدو مجبراً على أن تتم الاشتباكات الجوية غرب القناة.
وسنعرض مثال لذلك ما كانت تقوم به أسراب قاعدة المنصورة (ميج17 ، ميج21) والتي كانت مكلفة بمهاجمة العدو الإسرائيلي في المحور الشمالي (طريق القنطرة - العريش).
- تقوم تشكيلات المقاتلات القاذفة بالطيران إلى موقع صواريخ هوك أرض/جو المتمركز في رمانة على المحور الشمالي على ارتفاع 30 متر يتبعها بدقائق تشكيلات الحماية.
- تعبر تشكيلات الميج17 قناة السويس مثلا الساعة 11:00 وهنا يتم الإبلاغ عنها لمراكز القيادة الإسرائيلية.
- تصل تشكيلات الميج17 إلى الهدف الساعة 11:03 ثم تقوم بقصف الموقع 2-3 هجمة وتغادر الموقع الساعة 11:06.
- تغادر التشكيلات الموقع الإسرائيلي وتأخذ طريق العودة على ارتفاع 30 متر وتعبر غرب القناة الساعة 11:09.
وبهذا فإن طائراتنا المهاجمة تبقي 9 دقائق فوق سيناء حتى العودة إلى غرب القناة. ولما كان الإبلاغ عن الطائرات المصرية يستغرق 3 دقيقة، ثم تنطلق طائرات الميراج الإسرائيلية من قاعدة المليز وسط سيناء خلال 3 دقيقة.. ثم تحتاج إلى 3-4 دقيقة حتى تصل قناة السويس فيكون الوقت الذي تحتاجه الطائرات الإسرائيلية 9-10 دقيقة. وعلى هذا كانت الميراج الإسرائيلية تصل إلى قناة السويس وقد عبرت تشكيلات الميج17 إلى غرب القناة .. وهنـا تتصدى لهـا تشكيلات الحماية (ميج21) ولا يكون أمامها إلا أن تشتبك مع مقاتلاتنا أو تعود إلى قواعدها، وهو ما كان يحدث غالباً حيث أن المقاتلات الإسرائيلية تفضل دائماً أن يكون الاشتباك مدبر ومخطط له.

وكان التخطيط المصري هو استثمار تدمير موقع صواريخ الهوك أرض/جو في رمانة لأنه كان يغطى المنطقة من القنطرة وحتى بورسعيد وبعمق حتى مدينة العريش.. فيتم مهاجمته وتدميره قبل الغروب. ولأن إعادة تشغيله تحتاج إلى 12 ساعة على الأقل فكان يتم دفع طائرات القاذفات أو الهليكوبتر ليلاً لمهاجمة مواقع إسرائيلية على الساحل الشمالي وحتى مدينة العريش. في 28/9/1969 تم دفع 2 طائرة هليكوبتر(مى8) ليلاً بقيادة كل من مقدم طيار/ جلال النادي والنقيب طيار/ سمير عبد السلام لمهاجمة معسكر إسرائيلي في منطقة مصفق عند بحيرة البردويل. وتم القصف بالصواريخ والبراميل الحارقة (كان هذا تعديل مصري لتسليح الطائرة) وتم تدمير كامل للمعسكر وأفادت وسائل استطلاع بأن الخسائر كانت عالية. وتكررت هذه الطلعات أكثر من مرة .. إلا أن الطيران الإسرائيلي تمكن من مطاردة 2 طائرة قاذفه اليوشن28 كانت تقصف منطقة العريش ليلا ، وأثناء العودة نجح في إسقاطهما، واستشهد رائد طيار/ محمد عبد الجواد وتمكن الرائد طيار/ أنيس خضير من القفز بالمظلة ووصل إلى الشاطئ بعد أن قضى 20 ساعة في البحر.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
وتحمل طياري المقاتلات عبئا كبيرا طوال حرب الاستنزاف، فكان عليهم أن يقوموا بحماية هجمات المقاتلات القاذفة، وطائرات الاستطلاع أثناء تنفيذ مهامها فوق أرض العدو. بالإضافة إلى التصدي لطائرات العدو. ورغم إن المجهود المطلوب كان شاقا، لكن طياري المقاتلات بروحهم العالية جعلتهم يتسابقون لتنفيذ المهام دون كلل.
وسنروى مثال يوضح ما نقول تكرر كثيرا. أثناء الحرب، مجموعة من الطيارين في قاعدة غرب القاهرة لتلقى تدريب على طائره ميج 21 طراز مختلف عما كانوا عليه. وفى 25 يونيو70 وأثناء إحدى المحاضرات انطلقت إشارة باختراق طائرات للجبهة. يعتبر الطيارون في وضع حالة الاستعداد الثالثة( إقلاع في 15 دقيقه)، وفورا انطلق نقيب طيار/تميم فهمي والملازم أول/نبيل فؤاد بالعربة إلى أول الممر حيث طائرات حالات الاستعداد، وأقلع التشكيل إلي الجو بعد9 دقائق فقط. وبدأ توجيه التشكيل إلى منطقة العين السخنه نحو طائرات العدو، واشتبك التشكيل وأسقط طائره ميراج للعدو. ومن المفارقات أن يتكرر نفس السيناريو يوم 2 يوليو، بنفس الطريقة، وبنفس الطيارين، ونفس المنطقة، لكن ينجح العدو في هذه المرة ويسقط الطائرتان ويقفزا كلاهما بالمظلة.
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]
كان مكسب القوات الجوية من هذه الهجمات هائلا، فعلاوة على تدمير مواقع العدو وتكبيده خسائر في الأفراد والمعدات ، أصبح الطيارون المصريون يتعاملون مع العدو الإسرائيلي دون هيبة أو خوف . في أحد الغارات انحرف النقيب طيار / حمدي عقل عن موقع العدو المخصص له بسبب عطل في البوصلة الملاحية. وأبلغ قائد السرب الذي رد عليه فورا بأن يختار هدف أخر ويهاجمه . فمن غير المقبول أن تعود الطائرات دون مهاجمة العدو. فتوغل بالتشكيل شرقا حتى وجد معسكرا قام بمهاجمته 5 هجمات (المعدل 2 هجمة) حتى نفذت منه الذخيرة دون أي تدخل من العدو.
ولما وجد العدو أنه لا ينال من طائراتنا رغم تفوقه في الكم والنوع، فقد لجأ إلى إجبارنا على الدخول في معارك جوية مدبرة. كان يقوم بدفع طائراته للاختراق في منطقة العين السخنة، فتندفع مقاتلاتنا (ميج21) للاشتباك معه فيقوم بالمناورة معها حتى تستهلك الوقود، وتصبح مضطرة للخروج من الاشتباك، وهنا يقوم بدفع تشكيل جديد يطارد مقاتلاتنا المنسحبة من الاشتباك. وقد نجح العدو في هذا الأسلوب وأسقط عدد غير قليل من طائراتنا. إضافة إلى أن من كان يقفز بالمظلة يتعرض لأخطار جسيمة لصعوبة المنطقة وطبيعتها الوعرة. فقد استشهد نقيب طيار/ أحمد نور الدين لأن وسائل البحث والإنقاذ وصلت إليه بعد فوات الأوان فعُثر على جثمانه وبجواره شواهد تؤكد أنه هبط سالماً بالمظلة. لكن وفى أحد هذه المعارك بتاريخ 9ديسمبراستطاع نقيب طيار/ أحمد عاطف عبد الحي بطائرته الميج21 إسقاط أول طائرة فانتوم إسرائيلية. وبهذا سقطت الهالة التي حاولت إسرائيل صنعها حول هذه الطائرة.
كما استطاعت القوات الجوية المصرية رغم إمكانياتها المحدودة كما ونوعاً عن نظيرتها الإسرائيلية، أن توجه ضربات موجعة إلى العدو بأسلوب آخر.. فبتنسيق للجهود والتخطيط الجيد بين اللواء طيار/ حسنى مبارك واللواء/ محمد صادق مدير المخابرات يتم دفع طائرة هليكوبتر ليلاً محملة بأفراد من المجموعة 39 قتال إلى الشاطئ الشرقي لخليج السويس. وتهبط الطائرة بعيداً عن الهدف بمسافة آمنة، ثم يقوم أفراد المجموعة بزرع الألغام على الطرق أو مهاجمة الأهداف، ثم وبسرعة يتم التقاطهم وعودتهم بالطائرة. وفى مرات أخرى كانت الطائرة الهليكوبتر تقوم بقصف الموقع بالصواريخ والقنابل الحارقة ونجحت هذه الطلعات أكثر من مرة.
كانت فرحـة ولا شـك أن تقف القوات الجوية المصرية بعد ما نالها في عام 67، أمام العدو لمدة عام كامل تشتبك معه وتقاتل وتوقع به الخسائر. لكن لا ننسى أن الثمن كان شهداء في عمر الزهور. وأرواح ودماء بُذلت عن حب وإيمـان في سبيـل هذا الوطـن. فكما أوقعنا بهم خسائر كانت لنا خسائر مثال يـوم 11/9/1969. في الصباح قامت 32 طائرة مقاتلة قاذفة (ميج17 ، سوخوى7) بمهاجمة مواقع العدو شرق القناة، ولأن الضربة كانت موجعة فقد ردت إسرائيل بعنف وظلت الاشتباكات الجوية مع قاعدة المنصورة مستمرة حتى الثامنة مساء.. وفى هذا اليوم استشهد 2 طيار من المقاتلات القاذفة فوق المواقع الإسرائيلية، وقفز 7 طيارين بالمظلات نتيجة الاشتباكات الجوية في مقابل نجاح ملازم أول طيار/مصطفى جامع في إسقاط طائرة ميراج فوق مدينة السنبلاوين وأسر الطيار الإسرائيلي.
وقبل ختام هذا الجزء من الحديث عن القوات الجوية المصرية ودورها في حرب الاستنزاف. هناك أمور لابد من ذكرها لما لها من دلالات لن تغيب عن فطنة القارئ. وقد كنت مشاركاً في إحداثها بحكم موقعي كقائد سرب مقاتلات قاذفة (ميج17) في قاعدة المنصورة الجوية. كان أسلوب استخدام القوات الجوية طوال حرب الاستنزاف ناجحاً بصورة ملموسة إلا من بعض مرات قليلة خاصة على المحور الشمالي الذي كان ناجحاً بصورة أكبر من المحور الأوسط والجنوبي.
في 25/7/1970 تـم تكليفـي كقائد سرب بالاستعداد لمهاجمة مواقع للعدو شرق القناة بواسطة 2رف (8 طائرة) ميج17، على أن يتم حمايتها بطائرات ميج21 سوفيتية يقودها طيارون سوفيت. وتم التنسيق مع قوة الحماية لمدة يومان وتحت إشراف 3 جنرالات سوفيت متواجدين في القاعدة. كان التنسيق هو أن تهاجم الطائرات المصرية مواقع العدو كالمعتاد، فتقوم الطائرات الإسرائيلية بمطاردتها حتى غرب القناة. وهنا يقوم الطيارون السوفيت بالاشتباك والقتال مع الطائرات الإسرائيلية. ولم نكن ندرى ما هو السر في طلب السوفيت الاشتراك في القتال الفعلي في هذا التوقيت ؟ وكان الشرط أن يتم القتال والاشتباك غرب القناة، وأن الطائرات السوفيتية لن تعبر شرق القناة تحسباً لأن يقفز أحدهم بالمظلة أسيراً لدى إسرائيل فتتعقد الأمور بالنسبة للاتحاد السوفيتي.
فى الواحدة ظهراً يوم 27/7/1970 قام تشكيل (8طائرة) ميج17 بمهاجمة مواقع العدو، وعاد إلى غرب القناة دون أن يتبعه الطيران الإسرائيلي. ولم يتم الاشتباك المطلوب. فتقرر تكرار الطلعة في السادسة مساءً. فقام تشكيل (4 طائرة) وتشكيل آخر (4طائره) بمهاجمة موقعين للعدو عند الكيلو 10 والتينة. لكن التقطت إسرائيل إشارات لاسلكية سوفيتية قبل وصول طائراتنا إلى أهدافها، فانطلقت طائرات الميراج الإسرائيلية مبكراً. فما أن أتمت تشكيلاتنا المصرية هجومها واتجهت غرب القناة إلا ووجدت الميراج الإسرائيلية خلفها، وأبلغ الطيارون المصريون باللاسلكي أن العدو يطاردهم. وظهر على الرادار موقع المطاردة وموقع الطائرات الإسرائيلية، كل هذا ولم تتدخل طائرات الحماية السوفيتية. فما كان من قائد التشكيل الأول إلا أن ناور وأفلت بتشكيله وعاد إلى القاعدة سالما، لكن التشكيل الآخر بقيادة نقيب طيار/ ماهر قاسم لحقت به الميراج واشتبك معها بتشكيله (الميج17) فأصاب طائرة إسرائيلية وسقطت طائرتان لنا قفزا طياراها بالمظلة.
ورغم أن الاشتباك وقع غرب القناة كما هو مطلوب، ورغم وجود 12 طائرة ميج21 سوفيتية في منطقة الاشتباك، ورغم أن اثنان من الطيارين السوفيت أفادا بأنهما شاهدا الطائرات الإسرائيلية، لكن لا ندرى سبب عدم دخول المقاتلات السوفيتية في الاشتباك، الذي كاد أن يكبدنا خسارة فادحة..! وبعد نصف ساعة حضر اللواء طيار/ حسنى مبارك لمناقشة وتحليل ما حدث في حضور الطيارين المصريين والسوفيت. وانتهى الأمر بأن التنسيق لم يكن بالقدر الكافي وألقى الفشل كله على التنسيق. وحاول أحد الجنرالات السوفيت إقناع الحاضرين بهذا العذر لكن لم يقتنع أحد.
وبعد 7 أيام من هذه الواقعة فى 3 أغسطس 1970 استطاعت الطائرات الإسرائيلية استدراج تشكيل سوفيتي مكون من 4 رف (16 طائرة) ميج21 منطلقا من قاعدة بني سويف الجوية إلى كمين في منطقة العين السخنة، وأسقطت منه 5 طائرات في دقيقتين علاوة على طائره سادسه هبطت بإصابات بالغة، وعادت الطائرات الإسرائيلية دون خسائر. علماً بأن الخبراء السوفيت هم الذين أداروا هذا الاشتباك من بدايته إلى نهايته دون تدخل أي عنصر مصري من قريب أو بعيد.

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]



Sa Vi 26-03-2009 06:17 AM

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]

المجهود الجوي للجانبين خلال حرب الاستنزاف

20 يوليو 1969 – 8 أغسطس 1970

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]


يوضح الجدول إجمالي المجهود الجوي للجانبين (مجهود القصف والاستطلاع والحماية فوق ارض العدو)

"الخسائر الجوية المصرية والإسرائيلية 20 يوليو 69 - 8 أغسطس 1970"




(*) عذراً أيها القارئ إذا وجدت تضارب واختلاف في أرقام الخسائر المصرية والإسرائيلية من القتلى والجرحى، والمعدات والطائرات مع أي مراجع أخري. فكل هذه الأرقام مستقاة من وثائق وجهات رسمية. لكن هذا هو المتاح أمام أي باحث.


وقد قامت القوات الجوية المصرية على مدار فترة يوليو 69 - أغسطس 1970
1- 1991 طلعة للمقاتلات شملت صد هجمات العدو الجوية وحماية تشكيلات المقاتلات القاذفة وطائرات الاستطلاع.
2- 470 طلعة للمقاتلات القاذفة لقصف أهداف العدو في سيناء وخط بارليف.


موقف القوات الجوية المصرية والإسرائيلية في بداية حرب الاستنزاف

[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]




لا تشمل هذه القوة طائرات النقل والهليكوبتر والتدريب

وبنظرة محايدة على تلك الجداول والمقارنات نجد أن :
1- إجمالي المجهود الجوى الإسرائيلي 4 أضعاف المجهود الجوى المصري
2- أوزان القنابل المسقطة بالطن من جانب إسرائيل70 ضعف المسقطة من جانب مصر
3- خسائر الطائرات الإسرائيلية 85 % مقارنة بخسائر الطائرات في الجانب المصري..
وللوهلة الأولى لمن يقرأ هذه الأرقام يقول إن إسرائيل قد دمرت جبهة قناة السويس بالكامل، أو الجزء الأكبر منها في أسوأ الأحوال، لكن الواقع يثبت عكس ذلك تماما. وقد ذكرنا في تقرير الفريق أول/ فوزي الذي قدمه للرئيس عبد الناصر إن عدد الشهداء المصريين عدة مئات ومثلهم من الجرحى. وهذا يثبت إن تأثير الطيران الإسرائيلي على مجريات حرب الاستنزاف لم يكن بالقدر الذي توقعته إسرائيل.. فكيف تسقط طائرات العدو21 ألف طن قنابل وتكون الخسائر المصرية أقل من ألف قتيل فقط ؟! فلو إن كل طن قنابل قتل جندي أو ضابط مصري لكان عدد القتلى المصريين 21 ألف قتيل.
لكن هذه النتائج لم تتحقق لأن التجهيز الهندسي للقوات، واستخدام الأرض والإخفاء كان من أهم العوامل التى وفرت لها الحماية. فالقنبلة الإسرائيلية كانت تسقط فينتج عنها حفرة 10×15(متوسط 80 قنبلة يوميا)، لكن الجندي المصري لحظة القصف يكون محتمياً في حفرة برميليه والقيادات في الملاجئ والدشم. ولم يتوقف العمل اليومي طوال فترة الحرب إلا مرات محدودة. كما إن أغلب القصف الإسرائيلي كان بالقنابل ومن ارتفاع عالي لتجنب المدفعية م/ط فكان القصف غير دقيق .

وفى الجانب الآخر كان الطيران المصري رغم حجمه وإمكاناته المحدودة، يحقق تأثيرا كبيرا من هجماته. حيث كان القصف بالصواريخ أساسا لتدمير الهدف والقنابل لتعظيم الخسائر ومن ارتفاع منخفض، وحقق هذا نتائج كبيره في تدمير أهداف العدوٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ ٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ. وفى القتال الجوى كانت الخسائر تقريبا متساوية، وهو ما يحسب للقوات الجوية المصرية قيادة وطيارين وفنيين وموجهين. ويشارك في هذا النجاح قوات الدفاع الجوى المصري. فبنظرة على حجم القوات الجوية وعدد الطائرات لدى كل منهم، نجد إن الفرق كبير بين 196 طائره لدى مصر تواجه 262 طائره لدى إسرائيل، مع الوضع في الاعتبار أن 20 طائره تى يوـ16 لم تكن تشارك في القتال لأنها قاذفة قنابل ثقيلة لا يتناسب عملها مع حرب الاستنزاف. كما لا ننسى الفارق الهائل في إمكانات الطائرات الإسرائيلية عن الطائرات المصرية
ورغم كل هذه العوامل السابقة، فقد استطاعت مصر بأبنائها في القوات الجوية القيام بعدد (7200 ) سبعة آلاف ومائتان طلعه جوية على مدار حرب الاستنزاف. وما يجب أن نتوقف أمامه هو إن هذه القوات التي أدت هذا العمل الرائع، كانت قبل أشهر معدودة مجرد مجموعه من الطيارين مبعثره في مطارات شبه مدمره, لديها بعض عشرات من الطائرات. وإن كان هناك فضل في هذا فهو للقادة الذين توالوا على قيادة القوات الجوية، الفريق طيار/مدكور أبو العز واللواء طيار/مصطفي الحناوي واللواء طيار/علي بغدادي واللواء طيار/حسنى مبارك.

يتبع ,,
[IMG]http://up111.***********/s/8y6o3hkvqo.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 06:18 AM


[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

السياسة الأمريكية فى خدمة إسرائيل :

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

بينما الهجمات المصرية والإسرائيلية متبادلة بالمدفعيات والصواريخ والطائرات، كانت الجهود السياسية والدبلوماسية تلعب دورها في خلفية مشهد القتال الذي كان متواصلاً لأكثر من عام. صدر القرار242 من مجلس الأمن، وتعين السفير جونار يارنج مندوباً من الأمم المتحدة لتنفيذ هذا القرار. واستمر طوال عام ونصف تقريباً وهو يقطع آلاف الأميال بين مصر وإسرائيل ونيويورك دون نتيجة أو بارقة أمل في نجاح محتمل.

كان التنسيق الإسرائيلي- الأمريكي محكما،ً فاصبح يارنج وكأنه يدور حول نفسه. إسرائيل متمسكة بأن القرار لا يقول بالانسحاب من كل الأراضي، وأن الحدود الآمنة لإسرائيل ليست هي حدود 4 يونيو، والتفاوض لابد وأن يكون مباشراً مع مصر. وأمريكا ألقت بكل ثقلها لكي يستمر احتلال اسرائيل للأراضي العربية. أما الاتحاد السوفيتي الذي هو حليف لمصر فلم يكن متحمساً للمطالب العربية بتحرير كل الأراضي المحتلة، وإن كان يردد ويقول بأن من حق أصدقاؤه العرب أن تعود إليهم الأرض المحتلة.
وبالتوازي مع مهمة يارنج كانت هناك مباحثات أمريكية - سوفيتية للوصول إلى حل لمشكلة الشرق الأوسط. كانت أمريكا فيها تعرض وتتبنى مطالب إسرائيل مستغلة في ذلك التردد الذي كانت عليها القيادة السوفيتية. وعلى التوازي أيضاً بدأت مباحثات بين الدول الأربع الكبرى (أمريكا - روسيا - فرنسا - إنجلترا) لإنقاذ مهمة يارنج من الفشل الذي يلوح، والتي قال عنها كيسنجر "لقد انقضي عام وربع العام على تجوال السفير يارنج ولم يحقق شيئاً.إن عربته غائصة في الوحل ولن تتحرك بقوتها الذاتية". وكان الموقف العربي على المستوى السياسي باهتاً وضعيفاً، إلا من بصيص أمل هو حرب الاستنزاف التي تخوضها مصر بعزم وثبات.
وتصديقاً لما سبق نقرأ في مذكرات إسحاق رابين سفير إسرائيل في الولايات المتحدة بعد يونيو67، وسنكتفي بالقليل من القراءة الذي يكشف الكثير.. يقول "عاد نيكسون من أوروبا بعد أن أجرى محادثات مع الدول الحليفة للولايات المتحدة. وبصفته معجباً جداً بالرئيس ديجول تساءلت : هل ينتظرنا خطر بسبب تأثر مواقفه من مواقف الرئيس الفرنسي ؟
فطمأنني كيسنجر قائلاً : إن الرئيس لم يطلع الزعماء في أوروبا على خطط أمريكية لحل أزمة الشرق الأوسط ولكنه قال لديجول وغيره : إن الولايات المتحدة تعارض الحل المفروض، ومتمسكة بالتزاماتها لحماية أمن إسرائيل.
وابتسم كيسنجر عندما قال : إن الرئيس ديجول شرح للرئيس نيكسون بأن جميع مواقف فرنسا في الشرق الأوسط لا يقصد بها سوى 00 جلب الخير على إسرائيل".

ولنرى ما وصلت إليه السياسة الأمريكية في تبنى موقف اسرائيل ومحاولة فرضه على مصر بكل الطرق.. يقول رابين "وفى 15 يناير 1969 تنفست الصعداء، فقد سلم راسك (وزير الخارجية الأمريكي) إلى تشارينكوف المفوض السوفيتي فى واشنطن رسالة هامة جداً جاء فيها : إنه يمكن التوصل إلى سلام فقط عن طريق التفاوض بين الأطراف في الشرق الأوسط (يعني بالأطراف مصر وإسرائيل) ويجب على الأطراف أن يتفاوضوا، ويمكن أن يفعلوا ذلك تحت إشراف طرف ثالث.
يجب أن توقع الأطراف معاهدة يلتزم بها كل طرف نحو الآخر.

لا يوجد التزام لانسحاب إسرائيلي شامل.
إذن لقد قبلت الولايات المتحدة في هذه المرحلة بجوهر المواقف الإسرائيلية
، وعلى الرغم من أنها لم تحدد بدقة ماهية السلام، ولم تفصّـل عناصره الحقيقية فإنها لم تبق أدنى شك حول ضرورة الانتقال من حالة وقف إطلاق النار إلى حالة السلام".
بهذا الاعتراف الصريح ومن رابين، نجد أن مهمة يارنج ما كانت إلا مضيعة للوقت، وأن الدور الأمريكي ضد مصر مازال مستمراً منذ 1967. ولهذا لم يعول الرئيس عبد الناصر كثيراً على الجهود الدبلوماسية، بل كان مدركاً الدور الأمريكي وكذا الدور السوفيتي، وإنما تماشى معها لكسب الوقت فقط حتى تجهز القوات المسلحة للمعركة الحاسمة.

العين بالعين .. والقصف بالقصف : لم تهتز مصر أو تفقد تركيزها بإشراك الطيران الإسرائيلي في حرب الاستنزاف. بل تصاعدت وتيرة العمليات المتبادلة.. فقامت القوات المصرية في ليلة 10/11 أغسطس 1969 بمهاجمة النقط القوية الإسرائيلية في الدفرزوار والفردان في وقت واحد. وجاء الرد الإسرائيلي بالإغارة ليلة 27/28 أغسطس على معسكر منقباد في منطقة أسيوط، متسللاً من منطقة البحر الأحمر بطائرات هليكوبتر حتى قرب المعسكر وقامت بإنزال بعض مدفعيات الهاون التي قصفت المعسكر وأحدثت به بعض الخسائر.
لكن في يوم 9/9/1969 قام العدو الإسرائيلي بغارة كبيرة على منطقة الزعفرانة جنوب السويس بعيداً عن الاشتباكات الدائرة في جبهة القناة.. قامت الضفادع الإسرائيلية بإغراق 2 لنش طوربيد متمركزان في مرسى السادات لتأمين عملية إبرار بحري، ثم قامت بإنزال سرية دبابات (10 دبابة) مدعمة بوحدة من المشاة الميكانيكي على الشاطئ الغربي لخليج السويس. ثم زحفت هذه القوة براً في اتجاه الزعفرانة فلم تجد إلا نقطة حرس الحدود (5 فرد) استشهدوا جميعاً. ثم قامت بتدمير موقع رادار مصري.
كانت إسرائيل تبغي دعاية إعلامية على مستوى ضخم من هذه الغارة، فتعين الجنرال إبراهام آدان قائداً لهذه الغارة. واصطحب معه كاميرات ومصورين قاموا بالتقاط فيلم دعائي أطلق عليه اسم "غزو مصر" وتم عرضه في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية مرات متلاحقة بصورة مثيرة . وقد استمرت قوة الإغارة 6 ساعات على الشاطئ الغربي تحت حماية كثيفة من الطيران الإسرائيلي ثم انسحبت.
سمع الرئيس عبد الناصر بخبر الإغارة في العاشرة صباحاً وكان يتابع مناورة تدريبية لفرقة مدرعة وبصحبته الفريق أول/ فوزي، فكان طبيعياً أن يقطع برنامجه ويعود إلى القاهرة وهو في أشد حالات الضيق. وطلب توجه رئيس الأركان فورا إلى منطقة الزعفرانة للوقوف على ما حدث في الإغارة، وموافاة الرئيس بالموقف . وفى الثانية ظهرا اتضح أن اللواء/ أحمد إسماعيل يتابع الموقف من مكتبه في القاهرة، لهذا وللتقصير الواضح في الدفاع عن المنطقة قام الرئيس عبد الناصر بإعفاء اللواء/ أحمد إسماعيل من منصبه وتعين اللواء/ محمد صادق رئيساً للأركان وإعفاء اللواء بحري/ فؤاد ذكري قائد القوات البحرية وتولي بدلاً منه اللواء بحري/ محمود فهمي.
وكان طبيعياً أن ترد مصر على عملية الزعفرانة بعملية مماثلة. حتى تعي إسرائيل أن مصر لا تفزع أو تروع من هذه العمليات. وأن الحرب سجال وجيش إسرائيل الذي لا يقهر كما يقولون، يمكن أن يتلقى ضربة تلو ضربة من القوات المصرية. فقامت في 1/10/1969 قوة من المجموعة 39 قتال محمولة بطائرات هليكوبتر، ومجموعة أخرى محمولة في زوارق بحرية، بالنزول والإبرار على الشاطئ الشرقي لخليج السويس في منطقة رأس ملعب. وتقدمت المجموعتان على الطريق الساحلي حتى رأس مطارمه حيث قامت المجموعتان بنسف الطريق وزرع 14 لغماً نتج عنها تدمير 3 عربة مدرعة ودبابة وجرح وقتل 10 أفراد ، وعادت القوة سالمة دون أي تدخل من قوات العدو.
وتكررت الهجمات المصرية على نقاط العدو في جبهة قناة السويس طوال شهري أكتوبر ونوفمبر، في 16 نوفمبر 1969 كانت إحدى عمليات الكتيبة 43 صاعقة بهدف خطف أسير. وتم التدريب على التفجير بعبوات خاصة حتى يتبقى أفراد من الدورية الإسرائيلية أحياء يمكن أسرهم. وقام المقدم/ صالح فضل قائد مجموعة الصاعقة بتمثيل دور عربة العدو بنفسه حتى يتأكد من دقة تنفيذ العملية. ولما تم التفجير في التدريب تعرض المقدم/ صالح لبعض الإصابات، لكنه اطمأن إلى حسن إعداد وتجهيز العملية. وفى موعد التنفيذ عبرت قوة هجوم مكونة من عشرة أفراد بقيادة ملازم أول/ معتز الشرقاوى، وقوة ساترة من عشرة أفراد بقيادة نقيب/ حمدي الشوربجى.. تم العبور في الثانية صباحاً ووصل أفراد الصاعقة إلى موقع الكمين واتخذوا أماكنهم. وكان أهم ما يشغل بال الجميع هو الإخفاء والتمويه حتى لا يكتشف العدو مكان الكمين. وفى الصباح مرت طائرة الاستطلاع الإسرائيلية التي كانت تمسح الجبهة ولم تكتشف الكمين وفى الساعة 12 ظهراً ظهرت عربة جيب أمام الكمين وتم التفجير، واندفع أفراد الكمين نحو العربة فوجدوا الأربعة ركاب في العربة قد قتلوا. واتضح من التفتيش أن هذه العربة كان فيها جنرال جافيتش قائد قطاع جنوب سيناء ومعه السائق واثنان من الحرس، وتم إحضار محفظته وشنطة وثائق علاوة على رتبته العسكرية وعادت القوة كلها سالمة.
وفى المقابل كرر العدو هجماته على الأهداف المنعزلة في منطقة البحر الأحمر. فهاجم فنار أبو الدرج ومنطقة رأس شقير. كان العدو الإسرائيلي يهدف من تلك الهجمات إجبار مصر على نشر قوات كبيرة جنوب السويس، حتى يخف الضغط عليه في جبهة القناة. ونجح في إسقاط 2 طائره ميج21 وهى تهبط بمطار الغردقة بعد طلعة تدريب.
وجاءت نهاية عام 1969 حافلة بالنتائج وبأسلوب الأداء الراقي للقوات التي تشترك في الهجوم على العدو. فما أن صدرت أوامر قائد الجيش الثاني اللواء/ عبد المنعم خليل إلى الفرقة الثانية المشاة بالتخطيط والتجهيز لعملية عبور أكبر من الدوريات، حتى تسابقت الوحدات تتنافس على من سيقوم بالتنفيذ.
وفى 6 ديسمبر مساءً عبرت سرية مشاة مدعمة القناة (أكثر من 100 ضابط وفرد) وقامت بالهجوم على النقطة القوية جنوب البلاح. وكانت إسرائيل تقوم بسحب معظم أفراد النقطة لحمايتهم من الهجمات المصرية وتكتفي بعناصر الحراسة والمراقبة فقط، الذين فروا هاربين بمجرد أن اكتشفوا عبور القوة المصرية إليهم. وقامت القوة باحتلال النقطة وقام أفراد القوة برفع علم مصر لأول مرة على أرض سيناء.
وفى الصبـاح اندفع العدو بقواته، محاولاً استرداد النقطة ومعتقداً أنها إحدى الدوريـات. لكن السرية قامت بصد الهجوم بكفاءة عالية، مما جعل العدو يتراجع وينتظر. وفى الظهيرة اتصل قائد الجيش الثاني طالباً من الفريق أول/ فوزي أن تستمر القوة هناك، حيث أنها مدعمة بالنيران من الضفة الغربية. لكنه رفض هذا الطلب وأمر بعودة السرية إلى الغرب بعد أن حققت مهامها باقتدار. وتم تنفيذ الانسحاب في مساء 7ديسمبر، لكن العلم المصري ظل مرفوعاً حتى وقف إطلاق النار في أغسطس 1970. حيث كانت تحميه نيران قواتنا من الضفة الغربية. حقاً أنهم جند من السماء.
واختتم العام 1969 بعملية رائعة، فقد دفع اللواء 117 مشاة مجموعة من 2 ضابط + 3 فرد عبروا قبل فجر 14 ديسمبر إلى الضفة الشرقية. وقاموا برص 4 لغم على الطريق وحفروا حفرا شخصية اختبئوا فيها طوال نهار 14 ديسمبر حتى الساعة الخامسة مساءً. حين مرت عربة مدرعة انفجر فيها أحد الألغام وقتل ثلاثة أفراد وتم أسر أول ضابط إسرائيلي يدعي "دان افيدان" الذي ظل يصرخ مردداً طوال طريق العودة "أنا ما ليش دعوة بالحرب أنا ضابط إداري".
وفى ليلة 23/24 ديسمبر هبطت 2 طائره هليكوبتر بجوار محطة رادار في منطقة على شاطئ خليج السويس وتمكن العدو من تفكيك المحطة وتحميلها في الطائرتين إلى إسرائيل، لأن الخبراء السوفيت أفادوا بأن تكون الحراسة ووسائل الدفاع حول الموقع الهيكلي لخداع العدو، وترك الموقع الحقيقي دون حراسه أو دفاع.
وفى ختام العام كانت العمليات الإيجابية المصرية قد بلغت 44 عملية مقابل 28 عملية إسرائيلية. عدا أعمال القوات البحرية التي سنعرضها تفصيلاً على حده.
وفى مساء 6 يناير 1970 تم عقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية برئاسة الرئيس عبد الناصر لمدة ثلاثة أيام. بهدف أن يكون الرئيس على علم كامل بالموقف العسكري، وأن يجتمع بقادة أفرع القوات المسلحة وقادة الجيوش والمناطق العسكرية. ويقول الفريق أول/ فوزي عن هذا الاجتماع "وكنت قد قدمت للرئيس موقف القوات المسلحة عموماً حتى آخر عام 1969 .. ذاكراً الانتهاء من بناء حجم القوات المسلحة المقرر في الخطة، عدا النقص المطلوب استكماله من الطيارين والطائرات القاذفة طويلة المدى للردع الجوي، كذلك النقص الظاهر في قوات ومعدات الدفاع الجوي. وذكرت إحصائية عام 1969 وهي :
قام العدو بحوالي 3500 طلعة طائرة لضرب وسائل الدفاع الجوي وقواته وقوات الجبهة. وأمكن للعدو تدمير 2 سرية مدافع 37مم، 10 مدفع ميدان، 19 مدفع مضاد للدبابات. وكانت خسائرنا في الأفراد 16 ضابط + 150 رتب أخرى استشهاد أما الجرحى فكانوا 19 ضابط + 299 رتب أخرى.
وقامت قواتنا الجوية بعدد 2900 طلعة جوية للحماية منها 170 طلعة طائرة هجوم ضد أهداف أرضية، 70 طلعة استطلاع جوي. كما تمت 22 معركة جوية اشتركت فيها 110 طائرة مقاتلة مصرية ضد 130 طائرة إسرائيلية. وكانت خسائرنا 23 طائرة وخسائر العدو 14 طائرة

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:19 AM

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه :
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

نترك عزيزي القارئ الجبهة المشتعلة في قناة السويس بالقتال براً وجواً، ونذهب إلى البحار المصرية لنعرف ماذا كان يدور فيها، منذ إغراق المدمرة إيلات في أكتوبر 67 وحتى توقف القتال في أغسطس 1970.
بعد إغراق المدمرة إيلات تفرغت القوات البحرية المصرية لأعمال التدريب ورفع الكفاءة القتالية للوحدات . واستمر هذا الوضع حتى سبتمبر 1969 حين تولي اللواء/ محمد صادق منصب رئيس أركان حرب واللواء/ محمود فهمي قائداً للقوات البحرية. كان الأول يمتلئ حماسة وتصميماً على مهاجمة العدو بأية وسيلة وفى أي مكان، وكان الثاني أشد منه حماسة وتصميماً، فالتقى الرجلان على هدف واحد. وبعد أيام من تولي منصبيهما دارت المناقشات عن كيفية مهاجمة العدو من البحر؟. وتطور النقاش إلى دراسة ثم تخطيط ثم تنفيذ، وقد استغرق ذلك حوالي شهر كامل.

تم اختيار موقعين على ساحل البحر الأبيض شرق بورسعيد بمسافة 40 كيلو متر، لتكديسات وتجمعات شئون إدارية ومخازن وقود في منطقتي بالوظة ورمانة. ووضـع العقيد/ جلال فهمي قائد لواء المدمرات الخطة في سرية تامة بإشـراف قائد القوات البحرية. كانت الخطة " أن تغادر المدمرتان الناصر ودمياط ميناء الإسكندرية في ميعاد مناسب، ثم شرقاً لتعبر أمام البرلس عند الغروب. ثم تلتقي مع لنشات الصواريخ التي ستقوم بواجب الحراسة أمام قاعدة بورسعيد. حتى تصل إلى موقع الضرب أمام الأهداف في الحادية عشر مساءً. وقبل عشر دقائق من وصول المدمرتان إلى نقطة الضرب، يقوم فوج المدفعية الساحلية في بورسعيد بضرب الموقع الإسرائيلي شرق بورفؤاد لمدة عشر دقائق، حتى يتيقن الإسرائيليون أن الضرب من البر من اتجاه بورسعيد. ثم تقوم المدمرتان بقصف الأهداف المخصصة لكل منهما لمدة عشرين دقيقة".
وكان لابد من إبحار المدمرتين على نفس خط السير للعملية عدة مرات، حتى يتعود الاستطلاع الإسرائيلي على وجود المدمرتين في تلك المناطق. وفرضت سرية تامة حتى على أطقم المدمرتين الذين كانوا يؤدون مهامهم على أن أنها ضمن برنامج التدريب السنوي. وتحدد لتنفيذ العملية ليلة 8/9 نوفمبر 1969.. وفى التوقيتات المحددة بدأت المدمرة الناصر بقيادة المقدم بحري أ.ح/ عادل شراكي والمدمرة دمياط بقيادة المقدم بحري أ.ح/ عدلي محمد عطية التحرك حسب ما جاء في الخطة. وبدأت المدفعية الساحلية في بورسعيد قصفها فى الموعد المحدد، ووصلت المدمرتان إلى نقطة الهجوم وقامتا بقصف موقعي رمانة وبالوظة.
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

انتهى الهجوم وبدأت رحلة عودة المدمرتان. وكما هو متوقع بدأ الطيران الإسرائيلي الظهور بعد 10 دقائق فوق المدمرتين، فألقى القنابل المضيئة وتبعها بالهجوم على المدمرتين. كانت الطائرات الإسرائيلية تهاجم بالقنابل وليس بالصواريخ، وهذا يقلل فرصة إصابة الأهداف خاصة وأنها متحركة. لكن يبدو أن الطائرات الإسرائيلية التي كانت تحت الطلب كانت مخصصة لمهام أخرى. ومما أدى إلى فشل الهجوم الجوي على المدمرتين والذي استمر قرابة الساعتين المناورة التي كان يقوم بها قائدا المدمرتان، علاوة على استبسال أطقم المدفعية م/ط التي استطاعت أن تشتت هجمات الطائرات. وكان المفروض أن تتدخل القوات الجوية بطائرات المقاتلات ميج21 للحماية فوق المدمرتين، لكن الضباب الكثيف كان يغطي قاعدة المنصورة الجوية فمنع إقلاع الطائرات. ولما تأزم الموقف واستمر الهجوم الجوي الإسرائيلي، ألح اللواء/ محمود فهمي على إقلاع أي طائرات لدعم المدمرتين في المعركة. فقام اللواء طيار/ حسنى مبارك باستنفار اثنان من الطيارين فقاما بالإقلاع رغم الظروف الصعبة متجهين إلى مكان المعركة. وما أن ظهرت الطائرات المصرية على الرادار الإسرائيلي, حتى انسحبت الطائرات الإسرائيليـة وعـادت المدمرتان سالمتان، ووصلتا ميناء الإسكندرية في السادسة صباح 7 نوفمبر. وجاءت تقارير رجالنا خلف الخطوط بأن الخسائر كانت شديدة في المعسكرات الإسرائيلية.
ولأن اللواء بحري/ محمود فهمي كان جريئاً ومقداماً يبغي أن يقدم لمصر أغلى الانتصارات، فقد كان يرتب ويجهز لعملية هجومية أخرى ضد العدو في نفس الوقت مع عملية هجوم المدمرتين. وكما يقول هو في مذكراته بأنه توصل إلى أن مصر لديها قوة من أفراد الضفادع البشرية لم تستخدم من قبل، رغم ثقته في كفاءة أفرادها ومستواهم العالي. ولديه معدات وأجهزة للغطس، ولديه ألغام تستطيع أن تدمر السفن. فلا يتبقى إلا تكليف الضفادع البشرية بالمهمة وتوصيلهم بمعداتهم وأسلحتهم إلى مسرح العمليات.
وقام باستدعاء الرائد بحري/ رضا حلمي قائد لواء الوحدات الخاصة، وبادره بأنه يكلفه بضرب وإغراق ثلاث سفن إسرائيلية في ميناء إيلات. وبالتنسيق مع اللواء/ محمد صادق تم إرسال الرائد/ رضا إلى الأردن تحت ساتر أنه ضابط سيقوم بالتفتيش على جهاز مصري موجود في ميناء العقبة الأردني. وهناك التقى بضابط المخابرات المصري الرائد/ إبراهيم الدخاخنى الذي وفر له كل ما يحتاجه بالتعاون مع أفراد منظمة التحرير لاستطلاع ميناء إيلات. وكان للرائد/الدخاخنى دوراً هاماً وحيوياً في استقبال وتحرك وإخفاء وإعاشة أفراد الضفادع البشرية ومعداتهم وأسلحتهم، حيث كانت العمليات تتم دون علم السلطات الأردنية.
وعاد الرائد/ رضا بحصيلة وفيرة من المعلومات والصداقات مع أفراد منظمة التحرير الفلسطينية، فالكل يتعاون على ضرب العدو. وعُرض الموقف على اللواء/ محمود فهمي ووُضعت الخطة وتصدق عليها، وبدأت إجراءات التنفيذ. فتم إرسال المعدات والألغام بصحبة الرائد/ مصطفي طاهر من قوة الضفادع البشرية بطائرة نقل مصرية هبطت في مطار هـ-3 العراقي القريب من الحدود الأردنية، وكان الساتر أن هذه الصناديق والمعدات خاصة بمنظمة التحرير الفلسطينية. كان ذلك يوم 2 نوفمبر1969 وتولي أفراد المنظمة بالتنسيق مع الرائد/ الدخاخنى مسئولية نقل الصناديق والمعدات إلى داخل الأردن. وغادرت القوة المنفذة القاهرة إلى عمان على دفعتين يومي 3 ، 4 نوفمبر بجوازات سفر مدنية، وأقاموا ثلاثة أيام في عمان دون تحرك لتأمين العملية.
وفجر السابع من نوفمبر تحركت القوة المنفذة من عمان، وتقابلت مع المعدات والألغام في نقطة متفق عليها مع العناصر الفلسطينية. واستأنفت السير بالعربات في طريق جبلي فوصلت في السابعة مساءً قرب منطقة التجهيز. وتم إخراج المعدات وتجهيزها لبدء العملية، لكن التعب كان قد حل بالجميع فقرر الرائد/ رضا تأجيل العملية 24 ساعة. فأخذ الجميع قسطاً من الراحة. وبعد ظهر يوم 8 نوفمبر بدأت المجموعة التحرك نحو البحر سيراً على الأقدام لمسافة 5 كيلو متر.
كان الجو عاصفاً والريح شديدة وحالة البحر سيئة، وكانت الخطة توصيل 3 مجموعات في قارب مطاط (كل مجموعة ضابط + صف ضابط) إلى مسافة 2كم من ميناء إيلات، ثم تقوم المجموعات بالسباحة حتى الهدف ووضع الألغام والعودة سباحة حتى القارب مرة ثانية. وبدأ التحرك رغم الظروف الجوية السيئة وتعطل موتور القارب وتم إصلاحه في العاشرة مساءً. ورغم هذا قرر الرائد/ رضا إكمال العملية فوصل إلى مسافة 2كم من ميناء إيلات ، لكن في الواحدة والنصف صباح يوم 9 نوفمبر.. فكان من المستحيل إتمام العملية حيث يحتاج التنفيذ إلى 6 ساعات في الظلام التام. وهنا قرر الرائد/ رضا أن يستفيد من الموقف فقام باستطلاع الميناء فوصل إلى مسافة 300 متر من أرصفه الميناء. وشاهدت القوة الميناء عن قرب، وتبين عدم وجود أي سفينة حربية داخل الميناء.
وعاد الجميع إلى عمان يملؤهم الغيظ، وقرر الرائد/ رضا أن يعود إلى الإسكندرية لإحضار ما يلزمهم من معدات وقطع غيار. ولما قابل اللواء/ محمود فهمي وحكى له ما حدث كظم غيظه وضيقه وقال له في هدوء ” اذهب ولا تعد إلا وقد انفجرت الألغام الستة التي معك في قلب إسرائيل. إن ثقتي فيك وفى مجموعتك كبيرة". وانصرف الرائد/ رضا مسرعاً متلهفاً على الوصول إلى عمان.
وفى مساء يوم 14 نوفمبر بدأت المجموعة التحرك من عمان، فوصلت بعد رحلة شاقة ومليئة بالمغامرات إلى مكان التجهيز ظهر يوم 15 نوفمبر. وفى الخامسة والنصف مساءً تحرك القارب المطاط بقيادة الرائد/ رضا حلمي ومعه المجموعات الثلاث المكونة من :-
المجموعة الأولى : ملازم أول/ عمر عز الدين ومعه الرقيب/ محمد العراقي
المجموعة الثانية : ملازم أول/ حسنين جاويش ومعه الرقيب/ عادل البطراوى
المجموعة الثالثة : ملازم أول/ نبيل عبد الوهاب ومعه الرقيب/ محمد فوزي البرقوقى
كانت حالة البحر سيئة مثل المرة السابقة، إلا أنهم وصلوا قرب ميناء إيلات في الثامنة تقريبا.ً وفى لحظات كان أبطال مصر الستة في الماء كل منهم يحمل لغمه معه وعلى بعد 2 كيلو متر من الهدف. وفى الحادية عشر مساءً أصبحوا على بعد أمتار من الأهداف. لكن صف ضابط الجماعة الأولى نفذ الأكسجين من جهازه فأمره الملازم أول/ عمر عز الدين بالعودة. وتقدم هو بمفرده لتلغيم السفينة.. وفى دقائق تم تثبيت الألغام الخمسة في أماكنها وبدأت رحلة العودة في الحادية عشر وعشرين دقيقة. لكن بعد أمتار من مغادرة الهدف أشار الرقيب/ البرقوقى إلى الملازم أول/ نبيل عبد الوهاب بالصعود إلى سطح الماء. وبمجرد الصعود اكتشف نبيل أن الرقيب/ البرقوقى قد توفى. فما كان منه إلا أن ألقى بمعدات الغطس ونسى موعد اللقاء مع القارب المطاط المنتظر، ونسى سلامته الشخصية، نسى كل شيء ولم يفكر إلا في أن يعود بالرقيب البرقوقى معه. فرجع إلى الشاطئ سابحا وهو يحمل جثمان الشهيد . فالعملية نجحت ويكتمل النجاح بعودة القوة سالمة ، لكن وكما قال ابن مصر الرائع نبيل عبد الوهاب. "لو تركته لعثرت إسرائيل على جثته وطنطنت بها إعلامياً".

وعادت القوة متفرقة ولم تصل إلى القارب، وهنا جاء دور الرائد/ الدخاخنى الموجود في ميناء العقبة، فاختلق للسلطات الأردنية قصة عن هليكوبتر مصرية أحضرتهم حتى منطقة طابا وأنهم تخلفوا عنها في العودة. وفى الواحدة صباحاً انفجرت خمسة ألغام مصرية في عمق وقلب إسرائيل ، في ميناء إيلات وهوت إلى القاع السفينتين "داليا" و"هدروما".
وفور عودة أبطال مصر والاحتفال بالنجاح والتهنئة وفرحة النصر، بدأ تقييم العملية ودراستها.. الدروس المستفادة والأخطاء لتلافيها مستقبلا ً. فقد كان اللواء/ محمود فهمي مصمم على أن يهاجم سفينتي الإنزال "بيت شيفع" و"بيت يام" بعد أن استخدمتهما إسرائيل في عمليات الإنزال التي كانت تتم في خليج السويس. لكن العدو الإسرائيلي تنبه بعد الإغارة الناجحة على ميناء إيلات فقام بتكثيف الدوريات البحرية في الميناء ليلاً، مع إلقاء عبوات متفجرة كل عشر دقائق لمقاومة أي أعمال للضفادع البشرية مرة أخرى. كما كانت السفينتان تغادران الميناء ليلاً وتعودان في الصباح.

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:19 AM


[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

وفى 31 يناير 1970
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

جاءت رسالة من إدارة المخابرات الحربية إلى قائد القوات البحرية بأن السفينتان بيت شيفع وبيت يام ترابطان في ميناء إيلات لإجراء بعض الإصلاحات. وتلقف اللواء/ فهمي المعلومة بفرحة غامرة، واستدعى على الفور الرائد/ مصطفي طاهر قائد لواء الوحدات الخاصة بالنيابة وأعطاه الأوامر بالاستعداد لمهاجمة ميناء إيلات مرة أخرى وتدمير السفينتين.
وتمت دراسة الخطة سريعاً وتصدق عليها مع تعديل عن المرة السابقة أن تقوم المجموعات بالسباحة من نقطة الانطلاق وحتى الهدف ثم العودة سباحة أيضاً (مسافة 12 كيلومتر) . وتحرك الرائد/ مصطفي على الفور إلى عمان ومع الرائد/ الدخاخنى تمت دراسة تفاصيل العملية على الطبيعة. ولحقت به المجموعة المنفذة بنفس طريقة المرة السابقة بالطائرة العسكرية التي هبطت في المطار العراقي. وكانت القوة مكونة من مجموعتان :-
المجموعة الأولى ملازم أول بحري/ عمرو البتانونى ومعه العريف/ على أبو ريشة
المجموعة الثانية ملازم أول بحري/ رامي عبد العزيز ومعه الرقيب/ فتحي محمد أحمد

وتم تجهيز الألغام في المسكن السري في عمان، وتم التحرك إلى مدينة العقبة بالعربات المدنية فوصلوا في الثامنة مساءً. وبعد الإحماء نزل الأفراد إلى الماء. وكان الجو عاصفاً وممطراً والبحر حالته شديدة السوء. وفى منتصف الطريق إلى الهدف أبلغ الرقيب/ فتحي قائد مجموعته رامي عبد العزيز بفقد الوجه الزجاجي الخاص به، فأمره بالعودة إلى نقطة الانطلاق مرة أخرى حيث أنه لن يستطيع الغطس.
واستمر الثلاثة الآخرين في السباحة نحو الهدف. وفجأة ظهر لنش إسرائيلي يقوم بدورية ويلقى عبوات متفجرة لكن قام الثلاثة بالغطس وأفلتوا منه. وعندما بدأت أنوار مدينة إيلات تلوح لهم وتقترب، بدأت العبوات المتفجرة تتوالى حولهم من لنشات الدوريات. كان الميناء في ظلام تام إلا من كشافات قوية على جانب كل سفينة متجهة إلى المياه، حتى تستطيع أن تكشف أي ضفدع بشري يهاجم السفينة. وانفصلت المجموعتان وتوجه رامي عبد العزيز إلى بيت يام وعمرو البتانونى ورفيقه إلى بيت شيفع. وفى الثانية عشر تماماً كانت الألغام ملتصقة بالسفن منزوعة تيل الأمان وجاهزة للانفجار بعد ساعتين. وبدأت رحلة العودة تحت الماء لمدة 15 دقيقة، ثم الصعود إلى السطح. وفى لحظة قدرية يصعد رامي إلى سطح الماء فيلتقي بعمرو البتانونى ورفيقه على بعد مترين منه فيتعانقان فرحة بتنفيذ المهمة.
وتكرر ما حدث في المرة الأولى انفجار هائل في الميناء وفى السفينتين يعقبه صفارات الإنـذار وسرينة الإسعاف والمطافئ. ويصل أبطالنا إلى الشاطئ منهكين بعد سباحة 12كم متواصلة ويسلموا أنفسهم إلى السلطات الأردنية وتتكرر قصة الرائد/ الدخاخني عن الطائرة الهليكوبتر التي فاتهم اللحاق بها.
ولما كان اللواء/ محمود فهمي يعيش معركة مصر ليل نهار، فقد كان النصر يسعى إليه دوما. فجاءته العملية الرابعة دون سعى منه. "في أحد أيام شهر فبراير 1970 استدعاني وزير الحربية الفريق أول/ فوزي وقال لي : أن هناك مهمة يكلفك بها الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً.. وتتلخص هذه المهمة في أنه وردت معلومات بأن إسرائيل قد اشترت حفار للبترول من كندا، وفى نيتهم إحضاره إلى خليج السويس للتنقيب عن البترول فيه وقد أمر الرئيس عبد الناصر بأن أخطرك أنه يكلفك شخصياً بمهمة تدميره خارج البحر الأحمر أو داخله، ولكنه لابد وأن يدمر قبل وصوله إلى خليج السويس".
وبدأ التنسيق الفوري مع مكتب الرئيس عبد الناصر ومع المخابرات العامة، فتبين أن الحفار يقوم بقطره أحد لنشات القاطرة الهولندية ويقوم بحراسته أفراد من البحرية الإسرائيلية، موجود الآن في ميناء داكار بالسنغال وسيظل هناك ثلاثة أسابيع لإجراء بعض الإصلاحات. وتم تكليف الرائد بحري/ خليفة جودت قائد لواء الوحدات الخاصة في هذا الوقت بالمهمة. فانطلق بهذا التكليف واجتمع على الفور مع الفنيين لدراسة وحساب كمية المفرقعات اللازمة، وعدد الألغام، وأنسب الأماكن لوضعها بالحفار. وتم التنسيق مع المخابرات العامة على كيفية نقل أفراد الضفادع وتوصيلهم حتى داكار.
وسارت الأمور كما جاء في الخطة ووصلت الألغام والمعدات والأفراد إلى داكار، ولم يبق سوى الاستطلاع والهجوم. وإن كان السفير المصري هناك غير موافق على العملية بل طلب من وزارة الخارجية إيقاف العملية. للحفاظ على العلاقات بين مصروالسنغال.
وبينما مجموعة الضفادع في اليوم التالي للوصول تقوم بتجهيز معداتها والرائد/ خليفة يقوم بتلقين الأفراد السبعة بكيفية الهجوم ودور كل منهم، جاء الخبر بأن الحفار خرج من ميناء داكار إلى البحر. فكانت الصدمة والحسرة للجميع عدا السفير.
وعاد الرائد/ خليفة ومعه مجموعة الضفادع البشرية إلى مصر مرة أخرى، في انتظار دخول الحفار إلى أحد الموانئ لاصطياده فيها. ومرت عشرة أيام طويلة وثقيلة حتى جاءت المعلومة بأن الحفار دخل ميناء أبيدجان في ساحل العاج. وفى اليوم التالي مباشرة غادرت المجموعة الأولى. الرائد بحري/ خليفة جودت وملازم أول بحري/ حسنى الشراكى وملازم أولبحري/ محمود سعد والرقيب/ أحمد المصري مطار القاهرة إلى باريس ثم إلى أبيدجان. وتم إرسال المعدات رأسا إلى أبيدجان أما الألغام فقد حمل كل منهم واحد في حقيبته.
وصلت المجموعة أبيدجان في مساء 7 مارس وكان في استقبالهم السفير إحسان طلعت ومندوب المخابرات العامة العقيد/محمد نسيم، اللذان قدما قدراً كبيراً من الجهد ساعد في إنجاح العملية. كان نسيم جاهزاً بالخريطة الخاصة بالميناء ومكان الحفار ونقطة الانطلاق للهجوم وحركة السفن، وأن الحفار سيغادر أبيدجان يوم 8 أو9مارس على أكثر تقدير. وعلى هذا قرر الرائد خليفة/ تنفيذ العملية في نفس الليلة، دون انتظار للمجموعة الثانية التي ستصل صباح يوم 8 مارس حتى لا يفلت الحفار منهم مرة ثانية. وأسرع في العاشرة مساءً إلى الميناء لعمل الاستطلاع اللازم ثم عاد إلى الفندق لتجهيز الألغام وضبط توقيت انفجارها. وفى الثالثة صباح يوم 8 مارس انطلق السفير ليقود سيارته حاملاً مجموعة الضفادع إلى منطقة الميناء. وفى الرابعة والنصف صباحا انطلق الملازم أول/ محمود سعد وهو يحمل لغمين والملازم أول/ حسنى الشراكى يحمل لغماً والرقيب/ محمد المصري يحمل اللغم الرابع. واستغرق الوصول إلى الحفار نصف ساعة سباحة، وتم تثبيت الألغام الأربعة ونزع تيل الأمان على أن يتم الانفجار بعد ثلاث ساعات. وفى أثناء التنفيذ ظهر في منطقة العملية اثنان من الوطنيين لكن الرائد/ خليفة استطاع التصرف وأبعدهم عن المنطقة حتى لا تكتشف العملية.
وعادت المجموعة إلى السفارة وتم ارتداء الملابس المدنية على عجل، وفورا إلى الفندق ثم إلى المطار الذي وصلوه في الثامنة صباحاً. كان في انتظارهم سكرتير السفارة بالجوازات وتذاكر السفر. وأبلغهم نسيم وهم في المطار بأن الألغام انفجرت وأنه سمع صوتها من الفندق الذي يبعد 7 كيلو متر عن الميناء. وفى نفس الوقت كانت المجموعة الثانية تصل إلى مطار أبيدجان وكان السفير في استقبالهم فما كان منه إلا أن أعادهم على نفس الطائرة التي أحضرتهم بعد أن طمأنهم بأن العملية قد نفذت بنجاح.
ولم يكن من الممكن الإعلان عن العملية فتكتمت مصر ما حدث.. إلا أن إسرائيل كانت واثقة تماماً خاصة بعد ظهور بعض القرائن أن من قام بهذا العمل الجريء هم المصريون الذين أصبحوا يضربونها داخل وخارج إسرائيل. وفى أول اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة شكر الرئيس عبد الناصر اللواء بحري/ محمود فهمي وقاله له "أطلب ما تشاء" فكان رده هو طلب تحديث الوحدات البحرية ودعمها بأجهزة متطورة في مجال الحرب الإلكترونية والإعاقة والشوشرة.
أسفر الهجوم الثاني الذي تم على ميناء إيلات عن غرق السفينة بيت يام، أما بيت شيفع فقد أصيبت فقط وتم إصلاحها. وكانت تخرج من ميناء إيلات ليلاً وتعود إليه في السادسة صباحاً تحسباً لأي هجمات أخرى من الضفادع البشرية المصرية. ولأن اللواء/ محمود فهمي كان مصمماً على إغراق هاتين السفينتين، فقد أمر لواء الوحدات الخاصة بمهاجمة ميناء إيلات للمرة الثالثة وتدمير السفينة بيت شيفع. لكن ولأنها لا ترسو في الميناء ليلاً ولا يمكن مهاجمتها بالنهار، فكانت الخطة أن يتم تلغيم رصيف الميناء في الواحدة صباحاً توقيت الانفجار بعد 12 ساعة، فتكون بيت شيفع في الميناء ويتحقق المطلوب. وبنفس طريقة المرات السابقة مساء يوم 14 مايو 1970 قامت المجموعتان :
ملازم أول بحري/ عمر عز الدين ومعه الرقيب/ على أبو ريشة
ملازم أول بحري/ نبيل عبد الوهاب ومعه الرقيب/ فؤاد رمزي
وبعد أن أفلتوا من الدوريات البحرية الإسرائيلية والعبوات المتفجرة التي كانت كثيفة عن المرات السابقة، وبعد جهد كبير في الوصول إلى الرصيف، وضعوا الألغام على مسافة ثلاثة أمتار من حائط الرصيف حتى لا تكتشف. وعاد الأبطال الأربعة سباحة سالمين إلا من بعض إصابات في الأذن من جراء العبوات المتفجرة، وسلموا أنفسهم إلى السلطات الأردنية التي استقبلتهم أحسن استقبال. لكن العملية لم تحقق المطلوب، فقد انفجرت الألغام قبل الموعد المحدد بخمس ساعات تقريبا، لبدائية أجهزة التوقيت الروسية، كما أن بيت شيفع تأخرت في الوصول إلى الميناء فلم يصيبها شيء من هذه الألغام.

وفى أثناء تنفيذ الهجوم على ميناء إيلات للمرة الثالثة، كان الاستطلاع البحري قد رصد سفينة إسرائيلية شمال بحيرة البردويل تقوم بأعمال التنصت والاستطلاع . فأصدر اللواء / محمود فهمي أوامره بمهاجمتها وإغراقها. وفى مساء 13 مايو تمكن لنش صواريخ بقياد الرائد/ مجدي ناصف أن يغرق السفينة الإسرائيلية (أوريت) شمال بحيرة البردويل.وقد اعترفت إسرائيل بإغراقها وإن ادعت بأنها سفينة أبحاث
وقبل أن نختتم هذا الجزء لابد وأن نذكر بأن اللواء بحري/ محمود فهمي كان ما يشغله ليل نهار هو كيفية الوصول إلى العدو وتكبيده الخسائر. فذو الحسي الوطني العالي لمثل هذا الرجل كان لابد وأن يجهز للمعركة الكبرى القادمة ، وقرر أن الهجوم في هذه المعركة سيكون على ميناء حيفا. فقام في عام 1972 قبل إحالته إلى التقاعد بشهور بإرسال الرائد/ خليفة جودت إلى لبنان، لتجهيز منطقة انطلاق للضفادع البشرية حتى تقوم بمهاجمة ميناء حيفا الإسرائيلي عند بدء العمليات. وتم تشوين المعدات والأجهزة الخاصة بالغطس. وتمت عمليات استطلاع ودراسة للميناء وبناء عليها تم تدريب أفراد الضفادع البشرية على مهمة مهاجمة ميناء حيفا في منطقة رشيد. لكن لم يتم هذا في حرب أكتوبر ولا ندري ما هي الظروف التي حجبت هذا الهجوم. كما يذكر إن في عهد هذا القائد الشجاع قامت البحرية المصرية بإرسال خمس رحلات استطلاع بالغواصات. كانت الرحله تقوم بها غواصة واحدة لمدة 15 يوما أمام الشواطئ الإسرائيلية، تقوم فيها بجمع المعلومات عن رادارات العدو وأجهزة الإنذار البحرية وأسلوب التشغيل وتوقيتات العمل . وتمت هذه الرحلات كلها بنجاح تام.
إن تاريخ العسكرية المصرية يشرف بأن يكون أحد أبناؤه اللواء بحري/ محمود فهمي الذي أعطى لمصر كثير من الانتصارات، وللبحرية المصرية فخر وشرف ستباهى به طوال أيامها المقبلة.

يتبع,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]


Sa Vi 26-03-2009 06:21 AM

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

الفصل السابع: هل كانت الهزيمة حتمية ؟؟

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]


وقعت هزيمة يونيو67 وأصبحت حقيقة واقعة فى التاريخ وفى سجلات الحروب .. ولأن الهزيمة يتيمة دائماً فقد تنصل الكل منها وتسابق الجميع سياسيون وكتاب ومحللون إلى إلقاء اللوم على القوات الجوية المصرية .. وأصبحت النغمة السائدة أنه لولا الهجوم الجوي الإسرائيلي، ولولا تدمير قواتنا الجوية وهي على الأرض، ولولا حرمان قواتنا البرية فى سيناء من الغطاء الجوي لكان للحرب شأن آخر ولكانت مصر حققت نصراً كبيراً على إسرائيل .. وهذا القول يهون كثيراً من حجم الهزيمة التي نالتها مصر وقواتها المسلحة، ويسطح الأمر ويخفي سبب الهزيمة فى إهمال أو تقصير القوات الجوية المصرية ..
الهزيمة كانت واقعة لا محالة سواء بدأت مصر القتال أو تلقت الضربة الأولى .. الهزيمة وقعت قبل 67 بسنوات .. القوات الجوية المصرية نعم كانت مقصرة. لكنها لم تكن بمعزل عن القوات المسلحة التي هي جزء من كيان الدولة كلها .. كان التقصير والإهمال يسود الدولة كلها .. مصر فى هذه الآونة كان على رأسها قطبان يتصارعان الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر ولا ثالث لهما على الإطلاق .. يحيط بكل منهما مجموعة من السياسيين والعسكريين المواليين لشخص كل منهما، ونتيجة لهذا الولاء ينال الرضا ويصبح من أهل الثقة الذين يتوزعون على كافة مناصب الدولة السياسية والعسكرية .. وكانت رغبات الرئيس عبد الناصر والمشير عامر أياً كانت , أوامر غير قابلة للنقاش أو التعديل. فلم يكن أمام أهل الثقة إلا الموافقة والتنفيذ لهذه الرغبات.
وحتى يصبح هذا الرأي موضوعياً وليس انفعالا أو رأياً شخصياً. سنعرض لأحداث حقيقية ذات دلالة واضحة على أن الهزيمة كان لابد آتية، وسنستعين بآراء وأقوال شهود على هذه الأحداث مع اختلاف مواقعهم.
أبدأ بتجربتي الشخصية حيث كنت طيار مدرس بالكلية الجوية ومعي 28 طيار آخر تم توزيعنا جميعاً على أسراب المقاتلات والقاذفات مع بداية فترة الطوارئ (20 يوم) تنقلت خلالها بين 5 مطارات أحدهم لم أمكث فيه إلا ليلة واحدة .. وفى كل مطار كنت أذهب إليه لم أكن أعرف ما هي المهمة المكلف بها السرب الذي أنا ضابط فيه ؟؟ كل ما كان يقال لنا فقط سنهاجم إسرائيل لضرب وتدمير أهداف داخلها .. أو سنقوم بالدفاع واعتراض الطائرات الإسرائيلية التي يمكن أن تهاجمنا .. والجدير بالذكر أنني كنت بعيد عن طائرة القتال ميج17 التي سأشارك بها فى الحرب لمدة ثلاث سنوات سابقة وكان هذا حال كل زملائي الطيارين.
يقول الفريق أول صدقي محمود قائد القوات الجوية المصرية أمام لجنة التاريخ
س : بالطبع واضح أنهم فى إسرائيل كانوا جاهزين وأسلوب هجومهم على القواعد الجوية فى وقت واحد يؤكد أنهم
كانوا يتدربون على هذه العملية من بعد 1956 يعني 11 سنة.
صدقي : كانوا يعرفون كل شيء عن كل قاعدة سيهاجمونها ..
بينما معلوماتي من المخابرات عن القواعد الجوية الإسرائيلية ولا حاجة.
س : يعني لم يكن عندنا أي معلومات صحيحة؟
صدقي : ولا حاجة.
س : ولكن مطاراتهم معروفة لكم.
صدقي : ألم أقل لسيادتك إن الإسرائيليين كان تحت أيديهم كل شيء عنا. الدفاع الجوي فى مطاراتنا .. عددها .. إمكاناتها .. بينما ليس عندنا شيء عنهم فمعنى هذا.
س : قصور فى المعلومات.
صدقي : بالإضافة إلى القصور الموجود أصلاً فى القوات .. والتورط الذي لم يكن له داع .. كل هذا كان لازم يضرنا.
وأضاف الفريق أول صدقي محمود رداً على سؤال آخر.
س : معنى هذا أن فكرة العملية الهجومية كانت موجودة من يـوم 23/5 لغايـة يـوم 2/6 بعد 2/6 بدأت الفكرة تتحول إلى عمليات دفاعية، يعني كانت القرارات قرارات فيها نوع من أنواع التردد، سيادتك عشت طبعاً هذه الفترة ؟
صدقي : شوف سيدي الفاضل، أولا أنا أعترض على أن نقول مؤتمر أو أي لجنة، حين أدعى إليها وتكون قرارات مصيرية لابد وأن يكون هناك جدول أعمال أولا .. ولابد أن يكون هنـاك محضر بما جرت مناقشته وما الذي اتفق عليه..يعني بعد 14/5 إلى 2/6 كل "القعدات" التي قعدناها مع بعض لا اسميها غير هذا .. كان يدور فيها مناقشات فى الغالب منصبه على القوات البرية. كما قلت لسيادتك العملية الخاصة بالفرقة السادسة وكان حاضر فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم تظهر فيها النية للحرب، أو الجدية فى أننا سندخل معركة. فى الواقع كما قلت لسيادتك .. لأني أول ما اتصلت بفوزي بعد الحشد قالوا لي إنها مظاهرة واستمرت العملية على أنها مظاهرة رغم أني قلت لهم مظاهرة .. كيف نسميها مظاهرة ؟؟
إنما أنا شخصياً تأكدت أن فيه حرب يوم 23 مايو لما الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اتكلم مع الطيارين فى أبو صوير.
س : سيادتك تذكر التاريخ.
صدقي : أيوه يا فندم 23 مايو67 .. كان المشير عامر موجوداً، عبد المحسن مرتجى كان موجوداً وبدأ سيادة الرئيس بكلام عام .. وأنا باعتبر أنه فى هذا اليوم الرئيس جمال عبد الناصر رمى الصولد كله على الترابيزة .. كانت مقامرة قال : إسرائيل لن تحارب، لأنها كانت تقول لو صعدنا أعمال الفدائيين ستقوم بحرب وقائية .. وصعدنا ولم تفعل شيئاً .. كانت تقول لو حشدنا فى سيناء، وحشدنا ولم تفعل شيئاً .. لو أغلقنا خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية .. وأنا هنا الآن أعلن للعالم كله غلق خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية .. وأيضاً مش حاتحارب .. فى الواقع أنا فوجئت بقرار غلق خليج العقبة .. حصل لي ذهول ..
س : إسرائيل أعلنت قبل هذا أن ذلك معنا رباط عنق خانق لها..ومعناه الحرب فوراً.
صدقي : انتهت عملية التصوير و..و.. إلى آخره .. خرج الصحفيون ودارت مناقشة كعادة الرئيس كان يسأل .. أي أسئلة ؟ أي استفسارات ؟ وكان يسأل عدة أسئلة.. ضابط طيار ملازم قال لسيادة الرئيس .. أنت أعلنت إغلاق خليج العقبة .. إغلاق خليج العقبة ده معناه الحرب .. إحنا دلوقت جاهزين .. فتصدر لنا أوامرك إن إحنا نعمل أي حاجة .. استمرت المناقشة، والواقع كلام الشاب ده كان منطقي جداً .. لكن الرئيس جمال عبد الناصر.. قال مفيش حرب .. الموضوع سياسي .. وحايتحل سياسي .. أنا شخصياً فى هذا اليوم تأكدت أنها الحرب.
وأشهد أنني كطيار متلهف على معرفة ما يدور، التقيت أحد الزملاء الذين حضروا لقاء الرئيس عبد الناصر فى أبو صوير مع الطيارين بعد ساعات من اللقاء وقد حكى ما دار بينهم وبين الرئيس وأكد أن الرئيس عبد الناصر يعرف ماذا يقول وأنه قال بثقة إنه مفيش حرب .. وقد حاولت أن أقنع نفسي بأنه ليس هناك حرب لأن الرئيس عبد الناصر مؤكد لديه مجال رؤية للأحداث أكبر بكثير منا نحن الضباط الصغار.. ولم نكن نعرف ما يدور فى قيادة الدولة السياسية والعسكرية .. ولكن الشواهد أمامنا كانت تثير فى أنفسنا الشك والريبة فى أننا سننتصر إذا قامت الحرب ..
وأضاف الفريق أول صدقي محمود فى موضع آخر.
س : معنى هذا أيضاً أننا سببنا لهم خسائر.
صدقي : مفيش كلام وأستطيع القول إنني عندما تركت القوات الجوية كانت قوة المقاتلات والقاذفات المقاتلة الموجودة 70% مما كان موجوداً أصلاً وبدأنا به.
س : فما الذي أعطى الإيحاء للقيادة العامة للقوات المسلحة بأن موقف القوات الجوية فى انهيار كامل ؟
صدقي : فى أول يوم لم يكن هناك خسائر شنيعة
س : فما الذي دفع سيادة المشير لأن يأخذ قرار الانسحاب ؟
صدقي : أنا لا أعلم عن قرار الانسحاب أي شيء.
س : خالص.
صدقي : إطلاقاً إلا يوم سبعة بالليل.
وقد ذكرنا فى الصفحات السابقة حجم القوات الجوية المصرية وعدد طائراتها وماذا فعلت طوال أيام الحرب .. وذكرنا حجم الخسائر التي حققها الهجوم الإسرائيلي، وهي أرقام حقيقية ومن مصادر موثقة .. وبعد هذا كله يشكك الفريق أول صدقي محمود فى الأرقام ويقول إن قواتنا الجوية لم تخسر إلا 30% من قوتها ؟؟ بل ويقول إن أول يـوم لم تكن الخسائر شنيعة ..إذن ما هي الخسائر الشنيعة ؟؟! هل خسارة 100% من القاذفات الثقيلة، 100% من القاذفات المتوسطة، 85% من المقاتلات القاذفة والمقاتـلات ليسـت بالخسارة الشنيعة ؟؟؟!! وبل ويتخيل قائد القوات الجوية أنه بطلعـات فرديـة تمـت من 2-4 طائرة قد حقق خسائر لإسرائيل .. وإذا كانت 2-4 طائـرات تحقق خسائر فماذا حقق الهجوم الإسرائيلي علينا الذي كان بأكثر من 200 طائرة.؟؟
س : سؤال أخير.. صحيح سيادتك قلت حاجات كتير إنما نحب نقول فى الآخر يعني كخلاصة رئيسية لهزيمة يونيو67، ما هي أسبابها من وجهة نظرك ؟
صدقي : فى تقديري لم يكن عندنا أي تفكير فى الحرب فى يونيو 67 .. ولم تكن القوات المسلحة فى وضع يسمح لها أن تقوم بالواجبات التي تتطلبها مثل هذه المغامرة...... ثم أضاف كنت أركب معه الطيارة أروح معاه اليمن وهو طالع علشان أخلص ورقي وأعمالي وأرجع فى نفس الطيارة نتيجة لأن المشير لم يكن متفرغاً .. وفى تقديري أنه ساب أمر القوات البرية بالكامل لشمس بدران.
س : من ناحية يعني شئون الضباط.
صدقي : كل حاجة وغيره .. وغير شمس بدران كان حوله ناس وصفهم الله يرحمه عبد المنعم رياض بالصغار الكبار.. هؤلاء الصغار الكبار مثلا حاولوا التخلص من عبد المنعم رياض لأن عبد المنعم رياض كان رجلاً على علم، رجلاً على خلق، جاداً جداً وعلى درجة عالية جداً من العسكرية والانضباط.


... كانت القوات المسلحة المصرية تسير نحو الهزيمة بخطي متسارعة .. فمنذ أن استقل المشير عبد الحكيم عامر بها تحت إمرته الشخصية هو ورجاله المقربين، أصبحت خارج تنظيم الدولة تعمل دون أي رقابة أو مسئولية أو التزام أمام أي جهة فى الدولة.. وبدأ المشير ورجاله المقربون يروجون إلى وهم أن مصر تمتلك أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط .. بدأت المقولة لفظاً بلاغياً لوصف قوة جيش مصر، لكن الإعلام السطحي تسابق فى ترسيخ تلك المقولة اعتماداً على ما يصدر من القوات المسلحة نفسها، وتطوعاً منه لكسب ثقة النظام الحاكم وثقة القوات المسلحة .. والمعروف أن الإعلام فى هذه الفترة كان يخضع للدولة تماماً لا يقول إلا ما تقوله الحكومة فقط .. لكن العجيب فى هذا الأمر أن المشير عبد الحكيم عامر ورجاله المقربين قد صدقوا تلك المقولة الأكذوبة بل واستطاعوا إقناع الرئيس جمال عبدالناصر بها .. وعلى هذا أصبح الرئيس عبد الناصر والمشير عامر يقدران الأمور ويتصرفان فيها وكأن مصر حقا تملك أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط.

http://www.almoarekh.com/images/stories/sera3_7_1.jpgوبنظرة إلى صحيفة الأهرام وهي الصحيفة الرسمية للدولة فى هذه الفترة ظهرت الصفحة الأولى بتنسيق إعلامي عسكري وهي تقول إن مصر قد أصبح لديها صاروخ متعدد المراحل يصل مداه إلى 1000 كيلو متر ويستطيع أن يخترق نطاق الجاذبية الأرضية، وكان هذا الصاروخ ضمن سبعة أسلحة جديدة تضيف إلى قواتنا المسلحة قوة فوق قوتها .. وكان من ضمن هذه الأسلحة السبعة صواريخ القاهر والظافر والتي لقيت صدى كبير عند جماهير الشعب حتى أنه حين قامت حرب يونيو67 كان الشعب كله متأكد من أننا سندك إسرائيل بهذه الصواريخ .. ولكن الحقيقة كانت غير هذا تماماً.. فمشروع الصواريخ القاهر والظافر بدأ العمل فيه فى بداية الستينيات تحت إشراف المشير عامر شخصياً بواسطة ثلاثة ضباط استطاعوا التعاقد مع بعض العلماء الألمان لتصنيع هذا الصاروخ وقد نجحوا فى عمل النموذج الأول للصاروخ الذي ستتم عليه التجربة .. وتم دعوة الرئيس عبد الناصر ورجال الدولة والإعلام لحضور تجربة إطلاق الصاروخ. وانطلق الصاروخ أمام الرئيس عبد الناصر والتقطت الصور وتم إذاعة الخبر بأن إطلاق الصاروخ تم بنجاح تام .. لكن الحقيقة أن الصاروخ بعد إطلاقه أصبح خارج نظام التوجيه والتحكم وبدأ فى الانحراف عن المسار المفروض والمخطط فتم تفجيره فى الجو. وكان هذا يعني فشلاً ذريعاً مما جعل المشير عامر يودع الرئيس عبد الناصر من مكان الاحتفال ثم يعود إلى العاملين فى المشروع ثائراً عليهم وموجهاً إليهم أقزع الشتائم والألفاظ، وغادر الموقع وهو يتوعدهم .. وتمضى الأيام ثم نفاجأ بالخبر الذي يقول إنه ظهرت فى العرض أيضاً الصواريخ العربية الظافر والقاهر، وقد صرح مصدر عسكري بأنه قد أدخلت عليهما تطويرات هامة.!!!

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:22 AM


[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

الصواريخ القاهر والظافر أمام الرئيس عبد الناصر فى العرض العسكري السنوي
[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

ومن حقائق العمل فى الصواريخ القاهر والظافر هذا أن إسرائيل هي التي أفشلت هذا المشروع تماما .. فحين نما إلى علمها أن مصر قد بدأت العمل لتجهيز طرازين من الصواريخ ذات المدى البعيد، والتي يمكن بها تهديد المناطق الإسرائيلية المليئة بالسكان.

اجتمعت على الفور الأجهزة المختلفة فى القيادة الإسرائيلية وتقرر إفشال هذا المشروع عن طريق إبعاد العلماء الألمان الذين كانوا يقومون بتنفيذه ..
وتم تجهيز عملية مخابراتية على درجة عالية من الحنكة. فقد تم إرسال خبير الخيول الألماني الجنسية (لوتز) إلى القاهرة، وتحت ستار أنه ثرى ألماني يهوى تربية الخيول استطاع ممارسة حياته فى وسط مربى الخيول فى مصر وهم عادة من الأثرياء وذوي النفوذ. وتمكن من الوصول إلى أماكن إقامة هؤلاء العلماء الألمان، وتم إرسال خطابات تهديد لهم بمغادرة مصر، ثم أعقبها بخطابات متفجرة أصابت البعض منهم مما دفع الباقين إلى مغادرة مصر قبل إتمام مشروع الصواريخ .. وتم القبض على لوتز وحكم عليه بالسجن ولكن فى 1967 وحين تقرر تبادل الأسرى اكتشفت مصر أن لوتز ما هو إلا ضابط مخابرات إسرائيلي يتبع للموساد.
ثم نجد فى صدر الصحيفة تحية "إلى قواتنا فى اليمن التي سجلت أروع انتصاراتها خلال الأيام الأخيرة بغير خسائر". وسوف نستشهد تعليقاً على هذا المفهوم الذي كان سائداً لدى المشير عامر ورجاله المقربون بما قاله الفريق أول محمد فوزي وزير الدفاع السابق والذي كان يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى فترة حرب اليمن. سنعرض لبعض فقرات جاءت فى كتابه حرب الثلاث سنوات 67/1970 مذكرات الفريق أول محمد فوزي.
*** نجحت القوات المسلحة المصرية فى سرعة نقل أفراد الصاعقة والطائرات والإمدادات إلى اليمن، بعد أيام من قيام الثورة وقيل وقتها إن هذه القوة التي لم يزد عدد أفرادها عن 1000 فرد سوف تنهى مهمتها خلال ثلاثة أشهر على الأكثر.
• وكانت أول عملية هجومية سريعة تقوم بها هذه الطليعة الصغيرة من القوات على منطقة صرواح حيث استشهد كل أفراد فصيلة المظلات التي شاركت فيها وكان الملازم نبيل الوقاد أول شهيد فى اليمن.
• وقد تمكنت القوى المعادية لثورة اليمن من تطوير الوضع الداخلي، مما أحرج القوة الصغيرة التي أرسلتها مصر (ج.ع.م). وأصبحت المسألة صراعاً على السمعة، واضطرت إلى إرسال دعم عسكري أكثر.
• وقد وصل عدد القوات فى عام 1964 إلى 70.000 مقاتل مصري وكانت الأعمال التي قامت بها هذه القوات حتى عام 1964 كافية جداً، من وجهة النظر العسكرية، إذ كانت القوات العسكرية المصرية قد حققت السيطرة الكاملة على المثلث الداخلي فى اليمن وهو صنعاء - تعز- الحديده. وكان تعزيز هذه المنطقة وسكانها كافياً لإنهاء المهمة العسكرية لمصر فى اليمن وذلك حتى نوفمبر 1964.
• انتهى الوضع بأن أصبحت القوات المسلحة المصرية مسؤولة عن اليمن أرضاً وشعباً، فاضطرت مصر (ج.ع.م) إلى إرسال الدعم المالي والاقتصادي والمعونات. ووصلت الحالة إلى إمداد القبائل بالأموال والأسلحة، كما ساعدت فى بعض النواحي الاجتماعية مثل فتح المدارس وشق الطرق وإدارة أعمال الميناء الوحيد فى اليمن (الحديده). كما فتح اتجاه سياسي وتأييد ثوري ضد الاستعمار البريطاني فى اليمن الجنوبي أطلق عليه اسم "عملية صلاح الدين".
• أما التأثير القاتل الذي أقصده فيكمن فى المبالغة وتضخيم انتصارات الوحدات المصرية. وحتى روايات البطولات الفردية والترقيات الاستثنائية والنياشين والأوسمة التي منحت كلها، جاءت على عكس المقصود منها. فبينما كانت القيادة المصرية تريد رفع معنويات أفراد القوات المسلحة المصرية والشعب فإن رد فعل هذه المبالغات كان الغرور القاتل والثقة الفارغة بالنفس والتقليل من شأن العدو الحقيقي. الأمر الذي أدى بالقوات المسلحة إلى تصديق ما يظهر فى عناوين الصحف والإذاعات من مجد زائف، وكفاءة قتالية مظهرية.
لقد وصفت أجهزة الإعلام المصرية أحداث اليمن بأنها معارك، بينما هي فى الواقع أعمال عصابات. وكان من الأجدر أن نسميها عمليات تطهير بدلاً من لفظ عمليات حربية. إذ أن المعركة الحربية يلزم لها طرفا نزاع أو صراع. بينما ما حدث فى اليمن هو صراع من جانب واحد فقط. خصوصاً إذا علمنا أن رجال القبائل المضادين ليس لديهم أي دبابة أو مصفحة أو مدفع ميداني أو طائرة من أي نوع.
• إلا أن أخطر خسارة عادت على القوات المسلحة المصرية، هي إقحام صفات مخلة على تصرفات وأخلاق المقاتلين وهي :
- عدم الانضباط العسكري وهي صفة اكتسبت فى مسرح اليمن.
- الوساطة والمحسوبية سعيا وراء المرتب المضاعف واستغلال النفوذ لأغراض شخصية.
- الاستهانة بالفاعلية الحقيقية لمطالب القتال.

ووصلت هذه الحالة المؤسفة إلى حد اقتراح الضباط المصريين فى اليمن، أن يطلبوا عقد امتحان الثانوية العامة لأبنائهم وأقاربهم هناك. فترتب على هذه الحالة كثرة الهمس عن المهمة القومية للقوات المسلحة فى اليمن، وأشار هذا الهمس إلى اسم الرئيس عبدالناصر، وضباط مكتب المشير فى هذا الموضوع الأمر الذي هزّ الثقة فى بعض القيادات، وقد عولج الموقف بإحالة بعض الضباط الصغار إلى المعاش، وكان وراء ذلك كله الرائد على شفيق صفوت، السكرتير العسكري للمشير عبد الحكيم عامر.
وهكذا فإن تأثير حملة اليمن السلبي على القوات المسلحة المصرية ترتب عليه دخولها معركة 1967 وهي غير معدة إطلاقاً للحرب الحديثة، ناقصة التدريب، منخفضة المستوى، كفاءتها القتالية ضعيفة جداً، فاقدة للانضباط العسكري، ومعداتها التي استخدمت فى اليمن غير مصانة.
ونتيجة لوضع وحجم وحالة القوات المسلحة المصرية فى اليمن تقدمت هيئة عمليات القوات المسلحة فى عام 1966 بدراسة وتحليل استراتيجي عسكري عن توزيع قواتنا المسلحة فى الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة ومنها الاتجاه الاستراتيجي لليمن، وتورط الحجم الكبير من القوات لمدة غير محددة من الزمن وغير معلنة. وقد انتهى التحليل إلى نتيجة مؤداها، أنه لا يصح التورط القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل فى هذا الوقت، ولمدة قادمة طالما أن قواتنا المسلحة متورطة بهذا الحجم فى اليمن.
وقد وافقت على هذا التقرير ورفعته بمذكرة إلى المشير عبد الحكيم عامر قبل سفره إلى باكستان فى زيارة عسكرية عام 1966، بصفتي رئيساً لأركان القوات المسلحة. ولا أعلم ماذا كان رأى المشير فى هذا التقرير للآن، ولماذا رفض هذه النصيحة العلمية.
وتمر الأيام وأكلف فى أواخر أغسطس عام 1967، وبعد الهزيمة العسكرية بتسليم الأوراق والخرائط السرية للغاية من خزينة المشير عبد الحكيم عامر فى الجيزة. وكانت المفاجأة أني وجدت هذا التقرير (دون أن يبدى المشير أي تعليق عليه !!!).
وهكذا شرح الفريق أول محمد فوزي حال القوات المسلحة وأثر حرب اليمن عليها. ولدينا شاهد آخر هو الفريق أنور القاضي قائد القوات المصرية فى اليمن حتى نوفمبر 1963 فى مقابلة له مع الرئيس عبد الناصر فى مايو 1963 قال "إحنا عملنا اللى علينا وأكتر. ولابد أن ننسحب بأسرع ما يمكن من هذا الفخ .. لكن الرئيس عبد الناصر قال : الانسحاب بقواتنا مش ممكن .. معنى كده انهيار ثورة اليمن .. والعملية سياسية أكثر منها عسكرية .. أنا أعتبر أننا وجهنا ضربة مضادة لضربة الانفصال فى سوريا ولا يمكن أن نترك اليمن".

*** هل كان لابد أن تحدث كارثة هزيمة 1967 حتى نعرف كل هذا ؟؟.. لقد دفعت مصر ثمناً غالياً من ترابها ودماء أبنائها لكي تظهر صورتها الحقيقية أمام أبنائها .. شعور بالهوان استمر لسنوات حتى استطاع أبناؤها المخلصون دحر هذه الهزيمة وظهور صورة مصر الحقيقية .. مصر الرجولة والفداء ..

هل كان لابد أن تحدث كارثة هزيمة 1967 حتى يقتنع النظام بقيادتيه السياسية والعسكرية أنهما كانا على خطأ ؟؟.. سنوات وسنوات قبل الهزيمة وهما الاثنان يقودان مصر من وهم إلى وهم حتى جاءت الطامة الكبرى فى يونيو1967 ..
لقد كانت حرب 1956 درساً كبيراً واضحاً للعيان، لكن الثقة الزائدة بالنفس جعلت كلاً منهما يتصور أنه السبب الوحيد فى تحقيق انتصار على ثلاث دول معتدية. وتعاظم الإحساس بالذات وأصبح كل منهما لا يرى إلا رأيه هو ولا يسمع إلا صوته هو .. وقام المقربون وأهل الثقة من حولهما بتغذية هذا الشعور حتى أصبح كل صوت مخلص يمكن أن يقول رأياً لصالح الوطن هو صوت الرجعية وصوت أعداء الثورة ..
وحتى لا أتهم بالعداء للناصرية فيكفي دليل واحد هو ما كتبه السيد محمد حسنين هيكل رئيس تحرير الأهرام فى هذا الوقت وكان له مقال أسبوعي بعنوان بصراحة تقرأه مصر كلها ويذاع فى الإذاعة فى نفس اليوم .. ومن يريد أن يعرف موقع السيد هيكل من الحكم ومن عبد الناصر عليه أن يقرأ كتبه التي أصدرها والتي يروى فيها أنه كان متداخلا مع الرئيس عبد الناصر فى كل شيء طوال الليل والنهار..
يقول السيد هيكل فى مقاله الأسبوعي يوم الجمعة 2/6/1967 .. بعد أن شرح نشأة إسرائيل وسيطرة المؤسسة العسكرية عليها وتخطيطها لغزو سوريا يختم مقاله "وكانت المفاجأة .. مفاجأة الأيام العشرة العظيمة التي غيرت كل شيء فى الشرق الأوسط .. تقدم الجيش المصري بقوة لم ينتبه لها راسموا الخطط الاستراتيجية فى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ولا تصوراً وجودها .. وتقدم بكفاءة كانت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أول من شهد بها وحاولت أمام المفاجأة الصاعقة أن تنسبها إلى تخطيط قديم محاولة تبرير جهلها، مضيفه إلى ذلك أن لابد أن السوفيت شاركوا فى الإعداد لها !
وذابت قوة الطوارئ الدولية فى ساعات .. ونصبت المدافع المصرية أمام مضيق تيران تغلقه فى وجه الملاحة الإسرائيلية .. وكانت إسرائيل تقول إن مجرد دخول جندي مصري واحد إلى شرم الشيخ يعني الحرب حتى قبل أن تتخذ مصر قراراً بإغلاق خليج العقبة .. ودخلت قوة مصرية قادرة على إغلاق الخليج، وأغلق الخليج فعلاً قبل أن تفيق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من ذهولها !
ثم يضيف السيد هيكل فى آخر المقال بالقول الفصل .. إما أن تضرب إسرائيل لكي تكسر الحصار العربي حولها .. وإما أن لا تضرب وتنكسر إسرائيل من الداخل .. مهما يكن وبدون محاولة لاستباق الحوادث فإن إسرائيل مقبلة على عملية انكسار تكاد تكون محققة سواء من الداخل أو الخارج ..
هكذا كان الرجل الأول فى الإعلام والصحافة المصرية .. كان يعرف الكثير والكثير عن خبايا الأزمة وحالة القوات المسلحة والعلاقات بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر.. وهو من الذكاء الذي يستطيع به تقدير الأمور تقديراً صحيحاً .. لكن كان هذا تحليله وكلماته فى الصحيفة الرسمية للدولة وقبل نشوب الحرب بثلاثة أيام.
وكان أي مخلص محب لهذا الوطن يعرف الحقيقة تماماً قبل نشوب الحرب، ولن نعلق على كلمات السيد هيكل وإنما سنجد القول الحق على لسان أحد أبناء مصر الشرفاء الفريق عبد المنعم واصل حيث ذكر فى مذكراته "بعد ظهر يوم 4 يونيو تلقيت إشارة بضرورة تواجدي كقائد اللواء 14 مدرع اعتباراً من صباح يوم 5 يونيو فى مطار تمادا لاستقبال المشير عبد الحكيم عامر.. وفى تمام الساعة 8:45 صباح 5 يونيو ونحن فى انتظار طائرة المشير عبد الحكيم عامر ظهرت الطائرات الإسرائيلية وقامت 3 طائرات بالهجوم على مطار تمادا، وألقت قنابل الدخان لتعليم حدود المطار، ثم هجمت طائرات أخرى ونجحت فى تدمير جميع الطائرات، وهي مصطفة على أرض المطار.. وكتبت فى نوته سرية كانت معي : قامت الحرب وخسرنا الحرب".
كلمات صادقة من ضابط مخلص .. لم يكن يعرف بعد ماذا حققت الضربة الجوية الإسرائيلية من خسائر. لكنه كان قائد اللواء الذي تحرك 900 كيلو متر طوال فترة الطوارئ تحرك فيها إلى أربع مواقع مختلفة وفى كل مرة تتغير المهمة المكلف بها اللواء .. وكان هذا كافيا له لكي يدرك ويتأكد من عشوائية القرارات وفوضى الخطط التي تكلفت بها وحدات القوات المسلحة، والتي كان لابد فى نهايتها من الهزيمة المحققة.
*** والآن كيف لنا أن نعي الدرس الرهيب الذي أدى إلى تلك الكارثة فى 5 يونيو.. كيف لنا أن نخرج بدروس مستفادة من تلك الأحداث وهي دروس كثيرة .. ولكن سنكتفي بما جاء من دروس مستفادة على لسان المشير محمد عبد الغني الجمسي وزير الدفاع الأسبق والذي يعتبر بحق وعن جداره عبقرية عسكرية فذه سنتحدث عنها بالتفصيل فى الجزء الثاني ..
يقول المشير الجمسى فى مذكراته "مذكرات الجمسى .. حرب أكتوبر 1973 - المشير محمد عبد الغني الجمسى"
• بكل المرارة والألم أقول إن مصر لم تكن مستعدة للحرب ضد إسرائيل فى ذلك الوقت. فقد كان الكثيرون من القادة يشفقون على الحالة السيئة التي وصلت إليها القوات المسلحة عام 1967 لأسباب كثيرة، جعلتها ضحية الظروف الصعبة التي واجهتها وكانت تعمل فى إطارها. وإني إذ أقرر هذه الحقيقة وأنا أحد أبنائها وأمضيت كل حياتي العملية فيها، وشاهدت أحداث هذه الحرب وتطوراتها فى سيناء.

• والأثر الخطير لحرب اليمن هو أن القيادة العليا للقوات المسلحة وجهت كل جهودها الرئيسية لليمن لمدة خمس سنوات، أهملت فيها مسرح العمليات الرئيسي فى سيناء ضد العدو الرئيسي إسرائيل. وكانت النتيجة أنه لم يتم إعداد وتدريب القوات للحرب ضد إسرائيل، كما لم يتم إعداد وتجهيز النطاقات والخطوط الدفاعية فى سيناء تجهيزاً هندسياً متكاملاً، حيث اكتفى فقط بتجهيز الخط الدفاعي الأول القريب من حدود مصر الشرقية، ولم يتم تجهيز باقي الخطوط بما فى ذلك خط المضايق الذي يعتبر آخر الخطوط الدفاعية عن مصر من الشرق.
• إن اتخاذ القرار على مستوى الدولة لا يترك لتفكير ورأى فرد. بل يخضع هذا القرار- أياً كان هذا القرار سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً - لدراسات علمية من الأجهزة المتخصصة. ولا شك أن قرار الحرب أو القرار الذي يترتب عليه احتمال نشوب الحرب هو قرار خطير، ولذلك يجب بحث كل الحقائق والعوامل التي تحيط بالموقف قبل اتخاذه.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/6clia10q29.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:22 AM


[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
السيد شمس بدران وزير الحربية أثناء محاكمته عام 1968

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]
ومن المؤسف والمؤلم أن يكون كلام المشير عامر- إذا صح ما نسب إليه - عندما سأله الرئيس عبد الناصر فى مؤتمر مايو 1967 عن استعداد القوات المسلحة لتنفيذ إغلاق المضايق، بعد أن قال عبد الناصر: إذا قفلنا المضايق فالحرب مؤكدة 100%.. كان رد المشير عبد الحكيم عامر : برقبتي يا ريس، كل شيء على أتم استعداد .. كان ذلك هو الفيصل فى الحكم على القدرة القتالية للقوات المسلحة واستعدادها للحرب برغم أنه كلام سطحي لا يستند على أساس عسكري. كما أن أسلوب اتخاذ هذا القرار السياسي الهام والخطير ليس هو الأسلوب العلمي الصحيح لزج القوات المسلحة فى حرب ضد إسرائيل.
• لم يكن خافياً على القياديتين السياسية والعسكرية أن قواتنا المسلحة تعمل بمرتبات السلم المخفضة عندما اتخذ القرار السياسي بإغلاق المضايق. فقد كان هناك قرار أصدره وزير الحربية بتسريح دفعة من الاحتياط قبل موعدها بشهرين مع تأخير استعواض الوحدات بالمستجدين لمدة ثلاثة أشهر. بهدف ضغط مصروفات القوات المسلحة تنفيذاً لقرارات ضغط ميزانية الدولة. وكان هذا القرار يطبق من مارس حتى يونيو1967 ومعنى ذلك أنه لم يكن هناك احتمال لتصعيد الموقف السياسي والعسكري مع إسرائيل وهو ما تم فى مايو 1967.
• ولم يكن النقص مقصوراً على الأفراد بل كان يشمل أيضاً نقص فى الأسلحة والمعدات فى القوات البرية يوم 14 مايو قياسا على مرتبات الحرب. وكان النقص بصفة عامة فى الأسلحة الصغيرة 30% وفى قطع المدفعية 24% وفى دبابات التعاون الوثيق 45% وفى الحملة الميكانيكية من 40-70%.
• وقد كنا نتباهى ونعلن سنوياً أننا نملك أكبر قوة جوية فى الشرق الأوسط لعدة سنوات سابقة لحرب يونيو، ولكن الحقيقة كانت خلاف ذلك. فقد كانت كفاءتها القتالية أقل من مستوى السلاح الجوي الإسرائيلي الذي عملت قيادته على تطويره كما ونوعاً وتدريباً خلال السنوات العشر السابقة لحرب يونيو،



الأمر الذي حقق له النجاح فى ضربته الجوية الأولى ومكنه من تدمير الجزء الأكبر من طائراتنا وهي على الأرض خلال الساعات الثلاث الأولى من الحرب.
وليس من المتصور أن يكون موقف القوات الجوية والدفاع الجوي غير معروف للقيادة العليا للقوات المسلحة والمشير عامر عندما قرر فى الاجتماع السياسي فى مايو أن القوات المسلحة جاهزة وعلى أتم استعداد لتنفيذ إغلاق مضيق العقبة. ومن الواضح أن إسرائيل كانت على علم تام بالقدرات الحقيقية لقواتنا الجوية والدفاع الجوي عندما قررت شن الحرب علينا.
• وأصبحت موضوعات الأمن لها الأسبقية الأولى والأهمية القصوى بالنسبة لأي عمل عسكري آخر. وأصبحت فكرة الولاء قبل الكفاءة تسود العمل فى القوات المسلحة وطبقت هذه الفكرة بوضوح فى نشرات التنقلات التي تمت بين القادة قبل وأثناء فترة الحشد مما
جعل بعض التشكيلات الميدانية يتولى قيادتها أهل الثقة وليس أهل الكفاءة.
وكان موضوع الأمن هو الموضوع الأول الذي يشغل بال المشير عامر والوزير شمس بدران، وتعددت الأجهزة التي تعمل لتحقيق أمن القوات المسلحة. ومن هنا تحول مجهود إدارة المخابرات الحربية - كأسبقية أولى - لموضوعات الأمن. ولم تعطي الأهمية الواجبة للحصول على المعلومات عن العدو ومتابعة حجم وأساليب قتاله وتقدير نواياه.
• واستناداً إلى الحقائق السابق توضيحها يمكن القول إن القرار السياسي بإغلاق مضيق العقبة لم يكن محسوباً بطريقة صحيحة من الناحية العسكرية بناء على القدرات الحقيقية لكل من مصر وإسرائيل وقتئذ. وهنا يتبادر إلى الذهن، هل كانت هذه الحالة معروفة للقيادة السياسية وتجاهلتها عند اتخاذ القرارات السياسية - طلب سحب قوات الطوارئ الدوليـة وإغـلاق المضيق - والذي كان مؤكداً أن يترتب عليها نشوب الحرب ؟ أم أن القيادة السياسية لم تكن تعلم موقف القوات المسلحة، وهل يقبل أن تكون كل هذه الحقائق غير معروفة لها فى الوقت الذي كان من الطبيعي أنها معروفة لإسرائيل والدول الكبرى ؟.
• وجاء الدور على شمس بدران وزير الحربية بتقديمه للمحاكمة. وأثناء هذه المحاكمة فى فبراير 1968 سأله رئيس المحكمة عن رأيه فيما حدث، وترتب عليه هزيمة يونيو رد قائلاً :
- لما تطور الموقف ورأينا أننا لازم نسحب البوليس الدولي علشان نبين أن إحنا جاهزين للهجوم، لأن وجود البوليس الدولي يمنع أي عملية دخول لقواتنا، وانسحب البوليس الدولي استتبع ذلك احتلال شرم الشيخ الذي استتبع قفل خليج العقبة .. وكان الرأي أن جيشنا جاهز للقيام بعمليات ضد إسرائيل وكنا متأكدين 100% أن إسرائيل لا تجرؤ على الهجوم أو أخذ الخطوة الأولى أو المبادرة بالضربة الأولى، وإن دخول إسرائيل أي عملية معناها عملية انتحارية لأنها قطعاً ستهزم فى هذه العملية.
ولما سألته المحكمة مستفسرة عن رأيه فى أن الرئيس عبد الناصر قرر قفل خليج العقبة بعد أن أخذ "تمام" من القائد المسئول. رد شمس بدران قائلا :
- القائد العام (المشير عامر) أعطى تمام وقال أقدر أنفذ وبعدين من جهة التنفيذ كان صعب عليه.
علق رئيس المحكمة على كلام شمس بدران بقوله :
والله إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل، وتحسب على هذا الأساس، ولا تكون فيه مسئولية الكلمة ومسئولية التصرف، يبقى مش كتير اللي حصل لنا.
• وفى مصر، لابد من التعمق فى معرفة أسباب الهزيمة للخروج منها بالدروس المستفادة بعد أن فقدنا نتيجة لهذه الحرب سيناء وقطاع غزة واستشهد لنا 9800 (تسعة آلاف وثمانمائة) رجل بين شهيد ومفقود، وخسرنا الجزء الأكبر من أسلحة ومعدات القوات المسلحة، وتحمل الاقتصاد المصري عبئاً جسيماً تطلب تضحيات من الشعب أثقلت كاهله.
وبنظرة موضوعية لما حدث فى مصر خلال هذه الحرب، نجد أن الهزيمة التي لحقت بنا كانت المحصلة الطبيعية لأخطاء سياسية وأخرى عسكرية، تراكمت منذ العدوان الثلاثي على مصر1956، والآثار التي نتجت عن انفصال سوريا ومصر عام 1961 وحرب اليمن عام 1962 التي استمرت القوات المصرية تقاتل هناك خمسة أعوام، وعدم وجود تنظيم لشئون الدفاع عن الدولة، والخلل فى أسلوب القيادة والسيطرة على القوات المسلحة.
• ولعل أبرز الأخطاء التي حدثت فى حرب يونيو، كان عدم وجود استراتيجية عليا للدولة تحدد الهدف السياسي المطلوب تحقيقه، وعمل التوازن والتنسيق بين الهدف السياسي وقدرات الدولة على تنفيذه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً .. لقد صدرت قرارات سياسية ثلاثة، وهي حشد القوات فى سيناء ثم سحب قوات الطوارئ الدولية ثم إغلاق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية، دون تنسيق مسبق مع القيادة العامة للقوات المسلحة، برغم إن عبد الناصر قدر خلال مايو 1967- قبل إغلاق المضيق - أن إغلاقه يجعل نشوب الحرب مؤكداً 100%. ومن متابعة وتحليل أحداث مايو ويونيو1967 نجد أن القيادة السياسية فى مصر حاولت القيام بمغامرة سياسية تدعمها مظاهرة عسكرية لتحقيق مكاسب سياسية، فتحولت إلى حرب حقيقية لم تكن مصر على استعداد لخوضها. وإظهار القوة العسكرية أو التلويح باستخدامها عمل معروف، ولكن يجب أن يكون العمل العسكري مخططاً وقادراً على تنفيذ القرار السياسي.
فالحرب هي امتداد للسياسة بالنيران. والحقيقة أنه تم استدراج القيادة السياسية فى مصر للدخول فى حرب ضد إسرائيل التي استعدت لخوضها منذ وقت طويل.
وهكذا يؤكد المشير الجمسى ما قلناه من قبل من أن فى مصر دائماً القرار السياسي يصدر دون الرجوع أو التشاور مع العسكريين. وقد أدى هذا إلى ثلاث هزائم متلاحقة.. ففي 1948 قرر النقراشى رئيس وزراء مصر وقتها دخول الحرب كمظاهرة عسكرية. وفى 1956 اتخذ الرئيس عبد الناصر قرار التأميم للقناة وهو يعلم مدى رد الفعل الغربي دون التشاور أيضاً.. وفى 1967 وضح ما نقوله تماماً وجاء على لسان كل من كان ينظر إلى الأمور والأحداث الجارية بنظرة وطنية مخلصة.
وحتى يكتمل هذا الجزء من الكتاب، وقد حاولت قدر الجهد أن أعرض ما حدث فى الجولات المصرية - الإسرائيلية الثلاث بصدق شديد، عرضت فيه كل ما تمكنت من وثائق، وشهادات شهود، وآراء خبراء، ومحللين مصريين وإسرائيليين، وأجانب، عسكريين ومدنيين .. كان ولابد وأن أعرض شهادة للتاريخ من فم الشاهد الأول والأهم فى هذه الأحداث الرئيس جمال عبد الناصر.

http://www.almoarekh.com/images/stories/sera3_7_4.jpg
الرئيس جمال عبد الناصر
أنقل هنا أقوال الرئيس عبد الناصر فى وثيقة رسمية ضمن كتاب الانفجار للسيد/ محمد حسنين هيكل الذي لديه وثائق وشهادات كثيرة يعجز أي أحد غيره عن الوصول إليها.. يقول السيد هيكل فى كتابه صفحة 890 :
وفى الأسبوع الأول من شهر يوليو تم الاتفاق على إجراء مجموعة من المشاورات فى القاهرة تشارك فيها الجمهورية العربية المتحدة بالطبع، وسوريا، والأردن، والجزائر، والعراق.


وكان أول القادمين لهذه المشاورات هو الرئيس "هوارى بومدين" الذي وصل بالفعل إلى القاهرة، وبدأ أول اجتماع له مع "جمال عبد الناصر" فى الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم 10 يوليو 1967. وطبقاً للمحضر الرسمي المفرغ عن شريط تسجيل لهذه الجلسة فإن الصفحة الأولى منه حوت مكان الاجتماع وتوقيته، وأسماء المشاركين فيه من الجانبين.
وفى الصفحة الثانية من المحضر يبدأ الرئيس جمال عبد الناصر بالترحيب بالرئيس بومدين ...... ثم توجه بومدين فى الصفحة الثالثة من المحضر بسؤال للرئيس جمال عبد الناصر يسأل فيه عما حدث وفى نفس هذه الصفحة من المحضر يبدأ جمال عبد الناصر بعرض رأيه فيما حدث فيقول بالنص :
*** الحقيقة التي لا أستطيع إخفاؤها عن الإخوان هي أنني حتى هذه اللحظة غير قادر بالضبط على فهم ما حصل، وكيف حصل، ونحن نقوم بدراسات مكثفة لمعرفة الحقيقة، واعتقادي المبدئي الآن أن هناك عوامل أساسية أثرت وأوصلت لهذه النتيجة.

العامل الأول هو الثقة فى النفس أكثر من اللازم، بل وصل الأمر إلى حد التبجح بهذه الثقة. وقد رحنا نتكلم ونتكلم حتى صدقنا أننا نستطيع أن نتصدى لإسرائيل ولأمريكا.
والعامل الثاني هو أن الجيش لم يكن بالكفاءة التي كنا نقدرها، وأنا أقول لكم هذا الكلام بصراحة. والذي أضر بكفاءة الجيش هو فكرة الأمن أو تصور فكرة الأمن. فتحت اسم الأمن كان يجرى تنظيم الجيش وتوزيع الناس على محلاتهم. وباسم الأمن جلس ناس فى غير مقاعدهم والمثل الظاهر هو الطيران. ومع الأسف فنحن لم نستفد من دروس 1956 ولا من دروس الانفصال. وعلى هذا بقى صدقي محمود قائداً للطيران 11 سنة بعد السويس.
والعامل الثالث هو اتجاهنا إلى عدم أخذ الأمور بجدية نتيجة نقص المعلومات، ونتيجة التراخي فى تنفيذ ما يترتب على هذه المعلومات. وأنا شخصياً حذرت صدقي محمود وقلت له فى آخر اجتماع حضرته فى هيئة أركان الحرب إن الهجوم سيحصل يوم الاثنين. وإن الضربة الأولى ستكون ضد الطيران. وأنا لم أكن فى هذا متنبئ وإنما كنت حاسب الحساب ومقدر أن ذلك سيحدث. فى البداية قلت الحرب بنسبة 50%. ثم قلت أن النسبة أصبحت 80%. ثم وصلت إلى يقين أن الحرب واقعة بنسبة 100%. وأنت تتذكر (موجها كلامه للرئيس بومدين فى نهاية صفحة 4 من المحضر) أن الأخ زكريا حينما زاركم فى الجزائر قبل المعركة بيومين نقل اعتقادي بأن الحرب قائمة بنسبة 100%.
وفـى هذه النقطة من الحديث تدخل السيد زكريا محي الدين وقال : أنا بالفعل نقلت هذه المعلومات إلى الرئيس بومدين وأن الرئيس بومدين وافق على ما قاله السيد زكريا محيي الدين وتسجل الصفحة الخامسة من المحضر أن الرئيس جمال عبد الناصر عاد يستكمل كلامه قائلاً : أنا اتكلمت معهم يوم الجمعة 2 يونيو على أساس أن الضربة قادمة يوم الاثنين 5 يونيو، يوم السبت قام الطيران بعمل مظلة جوية للإنذار المبكر والاشتباك، ويـوم الأحـد حدث نفس الشيء وخرجت مظلة جوية. يوم الاثنين لم تكن هناك مظلة جوية وفوجئنا بالطائرات الإسرائيلية فوق مطارتنا دون أن يشعر بها أحد، وهذا موضوع نحقق فيه. كنت أعتقد أن خطتنا للدفاع الجوي مضبوطة، وقد رأيتها على الورق، وجاء نائب قائد الدفاع الجوي السوفيتي وقابلني ومعه صدقي محمود قبل الأزمة بوقت طويل. وقال لي نائب قائد الدفاع الجوي السوفيتي إن خطة الدفاع التي رآها على الورق وعلى الطبيعة معقولة جداً. وإنه وخبراؤه لاحظوا وجود ثغرات فيها وقد أخطر بذلك صدقي محمود، وتم الاتفاق على عمليات تكملة. ولكن هذا لم يحدث كما يظهر لي الآن. فدفاعنا الجوي أصيب بالشلل. وهذا موضوع نحقق فيه الآن.
والعامل الرابع هو أن القيادة العسكرية عندنا لم تكن مستعدة لتصديق المعلومات التي تجئ لها كان لديهم تصور محدد، لم يكونوا مستعدين لقبول أي شيء يختلف عن هذا التصور. وعلى سبيل المثال فالروس أبلغونا يوم الخميس (1 يونيو - وهذا الكلام وارد فى الصفحة السابعة من المحضر) عن حجم قوات اليهود من المدرعات وقالوا أنها 9 لواءات. وكانت القيادة عندنا مصممة على أن اليهود ليس عندهم إلا خمسة لواءات. وقد ناقشنا هذا الكلام فى اجتماع يوم الجمعة 2 يونيو. وقلت لهم على أي أساس تقولون إن إسرائيل لديها 5 لواءات بينما الروس ولديهم كل إمكانيات المعلومات يقولون إن لديها تسعة. وكان الرد الذي كرره عبد الحكيم عامر وعدد من القادة هو أن معلومات السوفيت مبالغ فيها، وهم يهولون فى الموضوع لكي يخيفونا ويجعلونا نتردد ولا ندخل المعركة. وأيضاً قالوا إن الروس فيما يظهر لهم حسبوا الدبابات الإسرائيلية القديمة من طراز "شيرمان" وهي لم تعد صالحة للعمل وبالتالي لا تدخل فى الحساب. وكان هذا كله ضمن عوارض الثقة بالنفس أكثر من اللازم مما يجعلك تقلل من قوة العدو لكي تزيد من قوتك.
والعامل الخامس، وهذا هو الذي يذهلني حتى الآن، هو أن القيادة العامة بعد ضربة الطيران أصبحت مثل واحد حصل له انفجار فى المخ وأصيب بالشلل جسمه كله.
والعامل السادس هو أن الخطط التي كانت معدة كانت محكومة أيضاً بالثقة بالنفس. وقد دهشت من أنه لم تكن هناك دفاعات فى الخطة وراء العريش. ولذلك فإنه حينما حدث الارتباك والانفجار فى المخ وتمكنت القوات الإسرائيلية من دخول العريش لم يحدث قتال وراءها فى القطاع الشمالي، وإنما اندفعت المدرعات الإسرائيلية على طريق أسفلتي جديد كنا بنيناه بين العريش والقنطرة حتى وصلت دون قتال إلى شاطئ قناة السويس.
والعامل السابع هو الخلط بين الوهم والواقع (صفحة 11 من المحضر) فأنا قلت للقيادة العامة من البداية إننا سندخل معركة دفاعية، وهي معركة تتفق مع خططنا التي كانت موجودة مع إمكانياتنا المتوفرة. ولا أعرف من أين ركبتهم حكاية أنهم لازم يبدأوا بالهجوم بينما هو فى رأيي مستحيل من الناحية السياسية.
وعبد الحكيم قالي لي وهو يناقش فى هذا الموضوع إنه إذا كان هدفي من تحرك القوات المصرية بعد الحشود على سوريا هو نجدة سوريا بالفعل فمعنى ذلك أننا لابد أن نهجم وإلا فنحن لا ننجدها. وحاولت أن أشرح له أن مجرد حشد قواتنا سيفرض على إسرائيل أن تستعد لنوايانا وتحول حشودها من الشمال إلى الجنوب. وهذا هو المطلوب للتخفيف عن سوريا.
وأما موضوع أن يتحول هذا إلى هجوم فهذا له حسابات أخرى. والغريب أنهم ظلوا مع ذلك يتوهمون إمكانية الهجوم. وجدت تحركات كثيرة خلافاً للخطط الأصلية على أساس إمكانية الهجوم. وكانوا يتصورون أن يقوموا بالهجوم من الجنوب فى اتجاه إيلات. وعندما هاجم الإسرائيليون من الشمال نسوا القوات التي حشدوها للهجوم فى الجنوب. وقبل هذا كله لم تكن عندنا خطط حقيقية للهجوم. نحن استطلعنا الجبهة الجنوبية لإسرائيل، ولكننا لم نكن نعرف ما فيه الكفاية عن الجبهة الوسطى أو الشمالية. وبالتالي فالهجوم لا تتوفر لدينا إمكانياته المادية فضلاً عن المخاطر السياسية التي تلحق بنا إذا حاولناه. معنى ذلك أننا نعطي لأمريكا دعوة مفتوحة بضربنا بكل وسائلها ولا يستطيع أحد أن يفتح فمه.
وخلص جمال عبد الناصر فى صفحة 15 من المحضر إلى أن يقول : قراءتي للموقف أنه لم تحدث فى الواقع حرب. حدث قتال عنيف جداً فى مناطق متفرقة وحصلت بطولات هائلة فى الحقيقة. ومات واستشهد وضحى ناس أثبتوا أنهم رجال. وفعلوا ذلك وفوقهم قيادة لا تقود لأنها فقدت أعصابها إلى درجة أنهم أخطروني أن اليهود ينزلون بالباراشوت على الناحية الغربية من القناة فى حين كانت الحقيقة أن اليهود كانوا يلقون بتموين وذخائر بالباراشوت للقوات التي وصلت إلى ضفة القناة الشرقية أسرع مما توقعت القيادة الإسرائيلية. وفقدان الأعصاب هذا جعل الأوامر متضاربة. وقد عرضت على عندما بدأ التحقيق مجموعات أوامر صادرة فى نفس الوقت، بعضها يأمر بالانسحاب إلى خط الدفاع الثاني، وبعضها يطلب الانسحاب إلى غرب القناة. وكان معنى هذا فوضى فى الانسحاب. وعملية الانسحاب هي أصعب العمليات فى الحرب.
وفى النهاية وجدت أمامي كارثة لابد أن أوقفها عند حد، وكان قبولي لوقف إطلاق النار. ولم أفكر لحظة فى استعمال أسلحة غير تقليدية كالصواريخ أو الغازات لأنه لم يكن لاستعمالها من نتيجة سوى أنني أزود الاستفزاز وأعرض مرافقنا المائية والصناعية لضربات انتقامية عقابية. وعلى أي حال فالصواريخ لم تكن مستعدة بأجهزة التوجيه. والغازات كان يمكن أن تثير علينا الدنيا بدون فائدة لأن الفرصة راحت ..
ونكتفي من أقوال الرئيس جمال عبد الناصر بهذا القدر.. وقد حمل نفسه المسئولية الأدبية عن الهزيمة وكأنه ضيف شرف فى تلك الأمور التي حدثت. وألقى بالمسئولية كاملة عن الهزيمة فوق كاهل القيادة العسكرية (المشير عبد الحكيم عامر) وخاصة القوات الجوية. وأفاض وأسهب فى شرح أوجه القصور التي كانت عليها القيادة العسكرية، والقوات الجوية المصرية .. ونحن لا ندافع عن القيادة العسكرية أو القوات الجوية بل أوضحنا هذا فى الفصول السابقة .. ولكن أقوال الرئيس عبد الناصر تحتم علينا أن نعلق عليها ونطرح أسئلة كثيرة لأننا شرحنا فى الفصول السابقة أن الهزيمة كانت قبل بداية الحرب وذكرنا كل العوامل التي أدت إلى تلك الهزيمة.
ذكر الرئيس عبد الناصر سبعة عوامل هي التي أدت إلى الهزيمة. لم يذكر فى هذه العوامل أي شيء عن القرار السياسي وهو قرار نبع منه هو شخصياً ولم يشاركه فيه أحد .. ويبدأ الرئيس عبد الناصر بأنه يلوم نفسه لأنه كان يتحدث بثقة أكثر من اللازم، ثم على الفور يتبعها بأن الجيش لم يكن بالكفاءة التي كنا نقدرها .. حقاً لم يكن بالكفاءة المطلوبة وهنا نتساءل :
من أين إذن كان الرئيس جمال عبد الناصر يستمد تلك الثقة الأكثر من اللازم ؟
لماذا أصر على بقاء القوات المسلحة فى اليمن رغم تحذير الفريق أنور القاضي له من هذا الوضع؟
لماذا ترك أهل الثقة والمقربين من المشير عامر فى المواقع الحساسة من الجيش ؟ مستبعديـن بذلـك الضباط الأكفاء ؟؟ وهل كان راضياً عن هذا ؟؟ أم أنه كان مجبراً؟؟ أم أنه كان لا يدرى عن القوات المسلحة صورتها الحقيقية ؟؟

ويتعلل الرئيس عبد الناصر بأن الهزيمة فى 5 يونيو67 وقعت لأننا لم نستفد من دروس حرب عام 1956 .. ونتساءل عن الأسباب التي عطلت دراسة حرب 56 لمدة أحد عشر عاماً. وبصفته رئيساً للدولة لماذا لم تعمل الأجهزة المختلفة وخاصة فى القوات المسلحة على دراسة هذه الحرب والخروج بالدروس المستفادة منها.
ويقول الرئيس عبد الناصر ويؤكد أن الخطة كانت دفاعية لأن إمكانياتنا لا تسمح بالهجوم ويتهم القيادة العسكرية أنها هي التي غيرت الخطط وتحولت إلى خطط هجومية يستحيل تنفيذها سياسياً وهنا نتساءل :
أولا موقع الرئيس عبد الناصر فى تنظيم الدولة المصرية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة أي أن المفروض أن المشير عامر يتبعه. والتحول من الدفاع إلى الهجوم أمر يخص الدولة وليس القوات المسلحة فلماذا تغاضى عن هذا ؟؟

ثانيا إذا كان مفهوم الحشد ودخول القوات المسلحة إلى سيناء للدفاع فلماذا اتخذ قرار إخلاء قوات الطوارئ الدولية ؟‍! ولماذا قام بإغلاق خليج العقبة ؟
وفى ختام الحديث يقول الرئيس عبد الناصر إن الصواريخ لم تكن مستعدة بأجهزة التوجيه. وقد شرحنا قصة هذه الصواريخ فى فصل سابق لكن نتساءل :
فى الاستعراض السنوي فى 23 يوليو احتفالا بذكرى قيام الثورة كانت الصواريخ (القاهر والظافر) تمر أمام الرئيس واستمر هذا سنوات قبل 1967. كانت الصحافة والإعلام تفرد لها الكثير من الصور والمقالات، حتى بات يقينا عند كل المصريين البسطاء أن لدينا صواريخ جاهزة للرد على أي عدوان إسرائيلي ..
فهل كان السيد الرئيس جمال عبد الناصر يعلم أن الصواريخ التي تمر أمامه فى العرض العسكري نماذج فاشلة لا يمكن استخدامها ..؟؟

ومنذ كم من السنوات قبل الحرب كان يعلم أن هذه الصواريخ ليست جاهزة ؟؟
ولماذا سكت الرئيس عبد الناصر طوال تلك السنوات ؟؟
وهل كان يساهم مع قيادة القوات المسلحة فى خداع شعب مصر ؟؟
لقد تمت محاكمة عدد من قيادات القوات المسلحة والقوات الجوية وحكم على أغلبهم بالسجن لعدة أعوام طويلة وكانت التهمة الموجهة لهم هي الإهمال والتقصير فى أداء واجبهم قبل وأثناء الحرب .. ومع اعترافي بصحة هذه التهمة إلا أن التقصير والإهمال والقرارات الخاطئة كانت تنفيذاً لقرار سياسي خاطئ لم يحاكم عليه المسئول الذي أصدره.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/492m9cav5t.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:23 AM

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

*** بقى شيء هام لابد وأن نتحدث عنه حتى نصل إلى إجابة السؤال "هل كانت الهزيمة حتمية ؟؟"
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

.. إنه الدور العربي فى المعركة وأثره فى مجريات الصراع التي بلغت ذروتها فى 5يونيو67 .. وإذا تحدثنا عن الدور العربي فى هذه الحرب نجد أن موقف حرب 1948 يخرج من الذاكرة على الفور، فما أشبه الليلة بالبارحة. كما قلنا عن حرب 1948 فى الفصل الأول نجد نفس الكلمات والصفات لم تتغير.. قادة وملوك ورؤساء دول عربية المفروض أنهم مجتمعون تحت مظلة واحدة هي جامعة الدول العربية لهم هدف واحد هو هزيمة العدو الإسرائيلي واستعادة أرض فلسطين وعودتها إلى أهلها .. لكن المفروض شيء والواقع شيء آخر.. فالواقع كان هو الفرقة والانقسام والتناحر بل والتآمر قبل حرب يونيو وأثناؤها .. فمنهم من يؤيد ويساعد بإخلاص ومنهم من يقف على الحياد وكأن الصراع لا يخصه .. ومنهم من يتواطأ .. ومنهم من يورط الآخرين ويقف متفرجاً .. بل ومنهم من كان يخفى بصعوبة الشماته فى هزيمة مصر.
.. فالملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية كان له الفضل الأكبر والدور الأول فى توريط الجيش المصري فى اليمن لمدة خمس سنوات. متواطئاً فى ذلك مع الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا .. وقد عرفنا أثر حرب اليمن على الجيش المصري فى معركة يونيو67 .. ألم يكن يجول فى خاطر الملك فيصل أن انتصار إسرائيل على مصر هو تهديد استراتيجي للأمن السعودي؟ . لم يفكر فى هذا لكن كل ما كان يشغل فكره هو هزيمة عبدالناصر!!

http://www.almoarekh.com/images/stories/sera3_7_5.jpg
العدو الإسرائيلي يتقدم في الجولان
أما الأردن فالعجب والتساؤل كله عن دوره فى هذه المعركة .. فبعد عداء سنوات وسنوات مع مصر ومع عبد الناصر، يصل الملك حسين إلى القاهرة قبل المعركة بخمسة أيام ويوقع اتفاقية دفاع مشترك مع مصر ويصطحب معه الفريق عبد المنعم رياض لقيادة الجبهة الأردنية .. ثم حين بدأت الحرب لا يفعل شيئاً فى المعركة سوى بعض الاشتباكات بالمدفعية وطلعات جوية لا تذكر لإثبات أنه فى المعركة، ولتعطى إسرائيل الذريعة لكي تحتل الضفة الغربية وتدخل قضية فلسطين وهي القضية الأصل فى دهاليز ودروب ليس لها نهاية، حيث لم تحل حتى 2007 أي بعد 40 عاماً من الهزيمة .. وبعد شهر من انتهاء المعركة يطلب من القوات العراقية التي كانت متمركزة فى الأردن العودة إلى العراق ويبرر هذا الطلب بأن الظروف تغيرت .. ولا ندرى ما هي تلك الظروف التي تغيرت. وكأن الظروف قد سمحت له استعادة الضفة الغربية.


أما عن سوريا فنتحدث ولا حرج .. فبداية الأزمة من سوريا .. والقيادة السورية شبه يومي تندد بمصر وعبد الناصر بأنه يترك سوريا وحدها تواجه إسرائيل .. وبعد معركة 7 أبريل الجوية كانت سوريا كلها تتساءل أين اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر.. والتصريحات النارية تنطلق طوال عام كامل قبل الحرب .. ثم جاءت أنباء الحشود وتصاعدت الأحداث حتى وصلنا إلى الحرب .. وهنا .. لاذت سوريا بصمت مريب.
فمن اللحظة الأولى فى الحرب طلب الفريق عبد المنعم رياض من سوريا أن تقوم طائراتها بقصف ومهاجمة المطارات الإسرائيلية، لكن الإجابات كانت "بنجهز الطائرات سيدي" واستمر هذا التجهيز حتى الواحدة ظهراً حين هاجمت إسرائيل المطارات السورية بعد أن انتهت من الضربة الجوية على مصر.
ويقول الفريق أول محمد فوزي عن يوم 5 يونيو "وفى حوالي الساعة 11 صباحاً كلفني المشير بالاتصال بالقيادة السورية لإخطارها بالموقف، ومحاولة تنفيذ خطط القصف الجوي على مطارات إسرائيل الشمالية، وهي جزء من الخطط التي كنت قد نسقتها مع رئيس أركان الجيش السوري اللواء/ أحمد سويدان .. اتصلت به لاسلكيا، وطلبت منه تنفيذ الخطة التعرضية "رشيد" لكنني لم أحصل رداً إيجابي، وكـان كـل مـا نطق به هو جملة واحدة "نحاول سيدي" ثم علمت بعد ذلك أنه لم تصدر أية أوامر من الجانب السوري باتخاذ أي موقف مضاد أو تعرضي، أو حتى تدخل فى أي عمليات إطلاقاً ضد إسرائيل".
ومرت أيام 8،7،6،5 يونيو ولم تقدم سوريا للمعركة التي نشبت بسببها أي عمل عسكري يذكر سوى بعض المناوشات الخفيفة بالمدفعية ثم حدثت المفاجأة التي تثير الشك والريبة وتطرح عشرات الأسئلة، ألا وهي مهاجمة إسرائيل للجولان والاستيلاء عليها فى غمضه عين ..
الجولان عزيزي القارئ هي حدود سوريا الغربية التي تطل على إسرائيل ويتدرج ارتفاعهـا فوق سطح الأراضي الإسرائيلية من 120م فى الجنوب حتى تصل إلى 1000متر فى الشمال. أي أنها تشكل تهديد خطير للأراضي الإسرائيلية والمناطق الأهلة بالسكان ..

وكما شرح إسحاق رابين فى مذكراته نعرف أنه كانت هناك اجتماعات مكثفة بين أشكول رئيس الوزراء وموشى دايان وزير الدفاع ومعهم اللجنة الوزارية لشئون الأمن حتى مساء 8 يونيو، وانتهت الاجتماعـات وبضغـط من دايان بأنه لا يمكن مهاجمة سوريا فى الوقت الحالي.. وأبلغ رابين رئيس الأركان قائد الجبهة الشمالية بهذا القرار وذهب فى منتصف الليل لينام. ثم يضيف واصفاً موشى دايان بأنه غير المتوقع .. وغير المتسرع الخطوات عاد وفاجأ ..
"إن من أيقظني فى الساعة السابعة صباحاً من النوم كان عليه أن يكون واثقاً بأن لديه سبب جيد ليفعل ذلك .. فقد قال لي عيزرا وايزمان أن دايان اتصل قبل 15 دقيقة مع قائد الجبهة الشمالية دافيد اليعازر وأمره بمهاجمة سوريا بدون إبطاء ..
أسرعت إلى موقع القيادة العليا "أتضح أن وزير الدفاع قد وصل إلى هناك فى الساعة السادسة صباحاً تقريباً. وطلبت الاستماع إلى تقييم للوضع من رجال الاستخبارات. وسمع عن الانهيار التام للجيش المصري. ومازال مصراً على عدم مهاجمة سوريا. ولكن فى حوالي الساعة السابعة ولأسباب لم أفهمها حتى الآن أمر إليعازر بشن الهجوم".
هذا عن الجانب الإسرائيلي والراوي هو رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي الذي نـام بعـد منتصـف الليل وهو متأكد أنه ليس هناك هجوم على سوريا ثم يصحو بعد 4-5 ساعات يجد أن الأوامر صدرت دون الرجوع إليه بالهجوم على سوريا. ومن المؤكد أن هناك أسباب لهذا التغيير المفاجئ لكن لا نعلمها.
لكن ما حدث على الجانب السوري الذي يجعلنا نتساءل بريبة وشك .. فسوريا كانت تعلم يقينا أن هناك حرب دائرة طوال أربعة أيام سابقة .. وقبلت وقف إطلاق النار فى 8 يونيو، ولم تكن قد خسرت أي أراضي لها .. وبدأ الهجوم الإسرائيلي فى صباح 9 يونيو وعلى الفور أصدرت القيادة السورية أمر بالانسحاب للقوات الموجودة فى هضبة الجولان دون قتال .. ودخلت القوات الإسرائيلية المواقع السورية فوجدتها خالية من الجنود .. ثم تجئ علامة الاستفهام الكبرى حين أعلنت إذاعة دمشق نبأ سقوط مدينة القنيطرة عاصمة الجولان فى الساعة الثامنة والنصف صباحاً يوم 10يونيو رغم أنه لم يكن حولها أو بالقرب منها أي جندي إسرائيلي بل إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى القنيطرة وقامت باحتلالها فى الخامسة بعد ظهر ذلك اليوم.

ورغم أن المشهد العربي القومي كان مليئاً بالإحباط من ناحية (السعودية - الأردن - سوريا) إلا أن الرئيس الجزائري هوارى بومدين أضاء بصيص من النور والأمل فى العمل القومي. فقد بدأت مساندته لمصر من اليوم الأول للمعركة. وأمر بإرسال الطائرات الجزائرية إلى مصر وقد وصلت بالفعل واشتركت فى المعركة كما شرحنا فى الفصول السابقة .. ثم تابع ذلك بجهد كبير فى التفاوض مع الاتحاد السوفيتي عارضاً فى المفاوضات مع القادة السوفيت دفع المبالغ اللازمة لإعادة تسليح القوات المسلحة المصرية بأسرع ما يمكن.
عزيـزي القـارئ .. أعتقد أنك تستطيع الآن أن تجيب على السؤال المطـروح "هل كانت الهزيمة حتمية ؟؟"
لقد كنا نملك قوة قادرة على فعل الكثير فى مجريات الأحداث .. لكن ليس بالقوة وحدها يمكن أن نحقق ما نريد. فالقوة يلزمها تخطيط وإعداد، وتدريب وتعاون، وأهداف واضحة .. وكان هذا ما افتقدناه طوال سنوات طوال فكان طريقنا لابد وأن ينتهي بالهزيمة .. إن هزيمة يونيو67 لم تنته حتى الآن فالجولان والضفة الغربية والقدس مازالت فى حوزة العدو الإسرائيلي .. ومصر لم تدفع وحدها الثمن فحين هزمت مصر هزمت الأمة العربية وحين انتصرت فى 1973 انتصرت الأمة العربية.
انتهت حرب يونيو67 بهزيمة مصر، وقد أوضحنا فى هذا الكتاب وبالتفصيل لماذا ؟ وكيف انهزمت مصر؟.. لكن ورب ضارة نافعة كانت هذه الهزيمة هي الناقوس الذي دق فوق رؤوسنا. صحونا من غفوتنا لنواجه الحقيقة .. لنواجه مصريتنا .. هل نحن أبناء هذا الوطن حقاً ؟.. هل تستحق مصر منا كل هذا ؟
وكانت إجابتنا المدوية هي لا وألف لا. سنعيد نحن المصريون الكرامة والعزة إلى مصر.. سنبذل الغالي والرخيص من أجلك يا مصر.. سنقدم دماءنا وأرواحنا فوق تراب مصر حتى لا يدنسه العدو الإسرائيلي.
وسوف نعرض فى الجزء الثاني القادم إنشاء الله (جند من السماء) كيف انطلقت روح مصر فى أبنائها المخلصين ؟ وكيف استطاعت هذه الروح أن تحقق مستحيلاً ؟ كانت إسرائيل والعالم كله يجمع على أنه لن يتحقق إلا بعد 20 عام.
سنرى كيف أن مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر نفسه المهزوم فى يونيو67، وبالجنود والضباط المصريون الذين قالت عنهم صحف ودعاية إسرائيل أنهم فروا أمام الجيش الإسرائيلي، سنرى كيف تمكن هذا الرئيس وهؤلاء الجنود والضباط بعد عشرون يوماً فقط من قتال جيش إسرائيل والتصدي له وتكبيده خسائر كبيرة فى جنوده (السوبرمان) بين قتلى وجرحى، وتدمير مدرعاته (الرهيبة)، رغم أن القوة المصرية التي واجهتهم لم تكن إلا أفراد معهم تسليح شخصي لكن بداخلهم إيمان وإصرار على النصر يتضاءل أمامه أي سلاح. مما جعل الجيش الإسرائيلي (الذي لا يقهر) يتراجع وينسحب ولا يفكر فى التقدم مرة أخرى بعد قتال استمر أيـام .
كما سنعرض أيضاً فى الجزء الثاني كيف أن العسكرية المصرية حين يتاح لها الإعداد والتخطيط تستطيع أن توقع فى إسرائيل الخسائر الموجعة، سنرى كيف استطاعت مصر أن تهاجم إسرائيل فى العمق حين هاجمت ميناء إيلات ثلاث مرات، فى كل مرة كانت الخسائر الإسرائيلية فادحة.
سنتحدث عن حرب الاستنزاف التي استمرت أكثر من 500 يوم ولم تتوقف إلا بطلب أمريكي إسرائيلي. كان كل يوم فى هذه الحرب يحوى بطولات وتضحيات من جنود وشعب مصر، ولكن كان هناك فى المقابل خسائر شديدة فى العدو الإسرائيلي. سنعرض كيف أجبرنا العدو الإسرائيلي على الدفاع فقط ضد هجماتنا. لقد هاجمنا العدو الإسرائيلي فى كل مواقعه فى العريش ومصفق ورمانة على ساحل سيناء فى البحر الأبيض وفى الطور ورأس سدر ورأس محمد على البحر الأحمر وعلى طول المواجهة فى قناة السويس. وكانت معظمها هجمات ناجحة ومؤثرة وقد تمت بجنود وضباط مصريون كانوا قبل عامين يقال أنهم فروا أمام جيش إسرائيل (الذي لا يقهر).

كما سنعرض فى الجزء الثاني أيضاً النصر العظيم الذي تحقق على يد جنود وضباط مصريون فى أكتوبر 1973 .. سنعرض كيف تم التدريب على عبور أصعب مانع مائي فى العالم. وكيف سقط خط الدفاع الإسرائيلي (خط بارليف)، والذي استغرق بناؤه خمس سنوات بأيد القوات المسلحة المصرية فى أقل من 24 ساعة.
سنرى كيف قاتل الجندي والضابط المصري بأسلحة تقل فى القدرة كثيراً عن أسلحة العدو الإسرائيلي ولكننا أثبتنا أن السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح. سنرى كيف استغاثت إسرائيل صاحبة الجيش الذي لا يقهر بالولايات المتحدة الأمريكية من اليوم التالي للقتال، وكيف كانت صورة جولدا مائير وموشى دايان مثال الصلف والغرور بعد أن عبرت قواتنا قناة السويس. وأن الدعم الأمريكي كان مستمراً طوال أيام الحرب، ورغم ذلك صمد الجندي والضابط المصري أمام أعتي وأحدث الأسلحة فى الترسانة الأمريكية.
سنرى ملحمة عظيمة .. عظيمة .. عظيمة. بدأت بضربة جوية فى السادس من أكتوبر ظهراً وانتهت بمعركة السويس فى 24أكتوبر والتي شارك فيها أبطال مصريون عسكريون ومدنيون.
وبالانتهاء من الجزء الثاني (جند من السماء) أكون قد ساهمت بقدر من الجهد فى إظهار حقيقة ما دار خلال الفترة من 1948 - 1973. وكيف كانت الهزيمة ؟ وكيف كان النصر ؟. وعلى أن نضع نصب أعيننا دائماً كيف ولماذا وصلنا إلى الهزيمة ؟؟ وكيف ولماذا وصلنا إلى النصر ؟؟ على أن لا يغيب عنا أبداً أن إسرائيل كانت دائماً هي العدو وستظل لسنوات طويلة قادمة هي أيضاً العدو.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]




Sa Vi 26-03-2009 06:24 AM




[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
إهــــــــــداء
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

بسم الله الرحمن الرحيم
َفليُقاتل في سَبيل الله الذين يَشرُونَ الحياةَ الدُنيا بالآخرةِ ، ومَن يُقاتِل في سَبيل الله فـُيقتَل أو يَغلِب فسَوف نؤتيـه أجراً عظيماً. (74) النساء (صدق الله العظيم)

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
إلي المصريين حقاً . الذين أدوا واجبهم ثم انصرفوا في صمت
وأولهم الشهداء ..الذين قدموا أرواحهم ، ودمـاءهم ، وعرقهم
فداء لتراب هذا الوطن . لا أجد ما أقوله لكم إلا قول عظيم من أحد أبناء مصر البسطاء
هَـديل حَمَـام الحِمـا.... ترَاتيل أسـاميكـم
ياننـّي عـين الوطـن ... قلبي يناديـــكم
صلـّي الحَمَام وانجلا... صلـّي الحَمَام وانجلا
الله يجازيكم
(كابتن غزالي)

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
شكـــر وتقـديـــر
أصدق آيـات الشكر والتقدير أقدمها ، لكل من ساهم في ظهور هذا الكتاب .. بداية من القادة الذين كانوا في مواقع تتيح لهم معرفة الكثير.. وقد حظيت منهم بشرف اللقاء مرات عديدة. وقراءة وثائقهم ، مما أتاح لي الوصول إلى حقيقة ما جري من أحداث .
أيضا الزملاء من الضباط والصف رجال الصاعقة ، والمشاة ، والبحرية ، والمدفعية ، والطيارين الذين اشتركوا وساهموا في صناعة الأحداث، ومنهم عرفت أكبر قدر من الحقيقة التي أسعى لتقديمها للقارئ الكريم.
والشكر واجب للمؤسسات التي قدمت المعلومات والوثائق التي أفادت الكتاب وهي :
- أكاديمية ناصر العسكرية
- الهيئة العامة للاستعلامات
وأشكر الأستاذة/ سمر محمود حسن. والسيد/ أكرم حنفي محمود .وحمدي عبد الحميد. والسيد/محمد حسان، لما قاموا به من جهد في الإعداد والتنسيق والتصحيح.
وأدعو الله سبحانه وتعالي أن يكون علما ينتفع به.
وفقنا الله جميعا لخدمة مصر دائما

مقدمــة


[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
"إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" كانت هذه الكلمات هي الصيحة التي أطلقها الرئيس جمال عبد الناصر بعد هزيمة يونيو 67. فكانت خير تعبير عن خطة مصر المستقبلية والتي تحولت إلى جهد وعرق استمر لسنوات، دفع فيه آلاف من شباب مصر أرواحهم ودماءهم رخيصة في قتال شرس مع العدو الصهيوني حتى تحقق لهم النصر. وثبت للعالم كله وأولهم العدو الإسرائيلي أن في مصر رجال لديهم من العزم والإصرار ما يجعلهم قادرين على حماية مصر ضد أي عدو.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
ولأن النصر الإسرائيلي في حرب 67 كان أكبر بكثير مما يتوقعون، ولأن النصر لم يكن نتيجة جهد إسرائيل فقط، بل كان الجزء الأكبر منه تقصير وإهمال مصري، فقد صدقت إسرائيل كلها قادة وشعباً أن مصر لم تعد تقدر على فعل شيء سوى الاستسلام. كان انتصارهم كبيراً فحجب عن أعينهم حقيقة مصر وشعب مصر.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
أفاق الرئيس عبد الناصر من الوهم الذي كان يعيشه كما قال هو. اكتشف حقائق بديهية كان أهمها وأولها أن القيادة السياسية لابد وأن تعمل بتنسيق وتناغم مع القوات المسلحة .. وأن السياسة عليها أن تحدد الأهداف بوضوح تام وتخطط استراتيجيا لها، ثم توفر للقوات المسلحة ما يجعلها تحقق هذه الأهداف بأعلى قدر من الكفاءة .. كما تيقن الرئيس عبد الناصر أن القوات المسلحة جزء من الشعب وأداة من أدوات الدولة وليست كيان مستقل عنها.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
سنعرض في الكتاب ماذا حدث خلال أعظم وأروع ست سنوات في تاريخ مصر (1967- 1973) .. وسنعرض كيف استطاعت مصر أن تحقق خلال السنوات الست خلاف ما كان العالم كله يجمع عليه وهو أنه لن تقوم لمصر قائمة إلا بعد 20-30 عام. فمن بقايا قوات مسلحة مهزومة في نظر العالم أجمع تمكنت مصر بعد أيام فقط أن تواجه العدو الإسرائيلي في رأس العش جنوب بورفؤاد. وكانت هذه المعركة هي أول شمعة تضئ الظلام الذي حل على مصر منذ الخامس من يونيو. وتوالت بعدها شموع كثيرة ومعارك شرسة ظهر فيها المقاتل المصري بحق.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
إن حرب الاستنزاف 1969 وقد استمرت أكثر من 500 يوم أصبحت في التاريخ صفحات مضيئة. تشهد على أن شعب مصر يمكن أن يقهر المستحيل فعلاً وليس مجازاً. فقد بدأت بمعارك المدفعية ثم تطورت إلى عمليات عبور لقناة السويس ومهاجمة العدو الإسرائيلي في خط بارليف، ثم مهاجمته في أعماق بعيدة عند إيلات والعريش. ثم لما ألقت إسرائيل بقواتها الجوية في حرب الاستنزاف لكسر إرادة مصر، تصدت لها القوات الجوية المصرية وهي مازالت في طور البناء فأوقعت بها خسائر لا يستهان بها، ثم جاءت قوات الدفاع الجوي في نهاية حرب الاستنزاف لتؤكد لإسرائيل أن قواتها الجوية التي تلقب بالذراع الطويلة يُمكن أن تقطع هذه الذراع فوق السماء المصريـة.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
سنرى في مرحلة حرب الاستنزاف الدور الرائع الذي قامت به القيادة السياسية المصرية لدعم القوات المسلحة والجهد الخارق الذي بذلته لتوفير احتياجات القتال اللازم لها.

وسنرى دور العسكرية المصرية الحقيقي حين أصبح الهدف واضحاً. فبعد قتال شرس وعنيف مع العدو الإسرائيلي لأكثر من عام براً وبحراً وجواً، تم إجبار إسرائيل على أن تطلب من أمريكا الحليف التاريخي لها أن تقوم بمبادرة لوقف إطلاق النار والتي عرفت باسم مبادرة روجرز في أغسطس 1970.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
ثم نتعرض لفترة التحضير لحرب أكتوبر 1973 وسنعرف أن وصف "أحد أهم المعارك في التاريخ" لم يطلق عليها من فراغ .. وأن مصر طوال ست سنوات كانت تدافع وتبنى قواتها المسلحة، وتخطط لاسترداد سيناء في وقت واحد .. وكانت إسرائيل تزيد الأمر صعوبة كل يوم حتى يدب اليأس في قلب مصر. فقناة السويس عسكرياً من أصعب الموانع المائية في العالم، فأنشأت الساتر الترابي على شرق القناة لتزيد صعوبة العبور ثم أنشأت النقاط الحصينة التي عرفت باسم خط بارليف الشهير. والتي كانت تدعى أنه غير قابل للاختراق. ثم أضافت مواسير نابالم لتحول سطح مياه القناة إلى نيران لا تنطفئ. لكن مصر لم تتردد في التجهيز للحرب، فكانت تنام وتصحو على أن النصر آت ولا ريب. وتحقق هذا فعلاً وسقط الخط الشهير بحصونه وجنوده في أيد جنود مصر الذين كانوا يملكون مع السلاح الإيمان والعزم والإصرار على قهر العدو الإسرائيلي.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
ثم نعرض لملحمة التخطيط للعبور وكيف تم تدريب وحدات القوات المسلحة عليها ؟ وكيف تمت دراسة أدق التفاصيل التي تتعلق بعملية العبور؟ وكيف تم التغلب على صعوبات عديدة ؟ وكيف دارت المعارك بين قوات مصر المسلحة والعدو الإسرائيلي ؟ وسيتأكد لنا دور الطائرة والقوات الجوية في حروب مصر وإسرائيل التي بلغت خمس جولات، وأنها السلاح الحاسم الذي يرجح النصر بصورة كبيرة، لمن يستطيع أن يستخدم قواته الجوية بالصورة الصحيحة. سنشهد كيف تم بناء القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي وسط أصعب الظروف، وكيف شارك أبناء مصر جميعاً في بناء هذه القوات، حتى العمال والفلاحين الذين كان دورهم عظيماً ولا يقل عن دور الجنود. شاركوا في مرحلة البناء بالجهد والعرق بل واستشهد منهم الكثير جنباً إلى جنب مع الجنود المقاتلين في مرحلة بناء حائط الصواريخ في منطقة قناة السويس. كما شارك المدنيون في القتال أثناء حرب 1973 حين قاموا بالدفاع عن مدينة السويس وأجبروا العدو على الانسحاب منها واستشهد العديد من أفراد المقاومة المدنيين حتى لا تقع مدينة السويس في أيد العدو.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
وسنعرض خلال فترة التحضير للمعركة وفترة القتال دور القيادة السياسية التي تولاها الرئيس أنور السادات بعد رحيل الرئيس عبد الناصر. كيف خطط للمعركة مصريا وعربياً ؟. كيف تعامل مع الاتحاد السوفيتي الحليف الأهم قبل وأثناء المعركة ؟ كيف شارك في خطة الخداع الرائعة التي أذهلت إسرائيل ؟ ثم كيف تدخل في مرحلة القتال؟ وبماذا انعكس دور القيادة السياسية إيجاباً وسلباً على حرب أكتوبر1973 ؟
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
كانت حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر تختلف تماماً عن الجولات الثلاثة السابقة بين مصر وإسرائيل (1948-1956-1967). حيث كانت القوات المسلحة المصرية تجد نفسها مدفوعة إلى قتال مع العدو الإسرائيلي دون إعداد أو تخطيط، وإنما تنفيذاً لقرار سياسي لا يتوافق مع قدرة وكفاءة القوات المسلحة. فكان الطبيعي أن تنتصر إسرائيل في الجولات الثلاثة. لكن الموقف اختلف تماماً في حربي الاستنزاف وأكتوبر73 بما سمح بظهور قدرة القوات المسلحة. وهذا سيجعلنا نستعرض الصورة بشكل أكبر بما يوضح دور المقاتل المصري في مختلف الأسلحة (مشاة - بحرية - صاعقة - مهندسين ...الخ) في كافة المواقع وعلى مدار سنوات امتدت من يونيو67 وحتى أكتوبر1973.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]
وإن كنا سنعرض لبعض الأحداث والمواقف في مراحل القتال المختلفة بالتفصيل وبأسماء أصحابها من الشهداء والأبطال، فإننا لا ننسب الفضل لهؤلاء وإنما هم نموذج فقط يعبر عن مئات الآلاف من شعب مصر الذين قاتلوا وحاربوا وهزموا العدو الإسرائيلي بعد ست سنوات فقط وليس 20 عاماً كما كان يقول الجميع.
[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]


وسنعرض للمواقف المضيئة خلال حرب أكتوبر 1973 والتي رغم كل ما كتب عنها لم تنـل حقها من الدراسة والتحليل بالصورة الكافية خاصة في مصر. وأرجو أن يكون ما كتبته في هذا الكتاب جزء بسيط يساهم في إظهار الحقيقة التي تستحقها "أحد أهم المعارك في التاريخ" حرب أكتوبر 1973.

يتبع’’


[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]



Sa Vi 26-03-2009 06:25 AM

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

بخطي بطيئه منتظمه وتحت لهيب شمس الصيف ،

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]

تثاقلت خطوات الجمال المتعبه في طريق عودتها من رحلتها الشاقه عبر محافظات صعيد مصر المختلفه ، ولن يستطيع اي رجل من الرجال الثمانيه الذين خرجوا في هذا الرحله ان ينساها بأي حال من الاحوال ، فلم يكن هذا الصيف مثل اي صيف سابق خرجوا فيه في تجارة بيع الجمال ، فقد كان صيف عام 1967 والذي حدث من خلاله لم يكن احد يستطيع ان ينساه مما زاد من مشقه الرحله ومن انهاكهم
وفوق احد الجمال الاربعه العائده ، جلس شاب لم يتعدي سنه الثانيه والعشرين عاما قمحي اللون ذو سمار مكتسب من كثرة التعرض للشمس ، مجعد الشعر ، رفيع الجسم ، متوسط القامه تطل من عينيه نظرات حاده ويعلو وجهه شارب رفيع جدا .
بدأ خيري عمله في تجارة الجمال منذ نعومه اظافرة حيث علمه والده كل ما يحتاجه عن تلك التجارة واصول تربيه الجمال وعند وفاه والده منذ عشر سنوات كان خيري ابن اثني عشر عاما وكان وحيدا علي فتياتين يصغرانه بعده سنوات ، فتكفله عمه بالرعايه ووجد ان له إمكانيات جيده جدا للعمل معه في التجارة ، فأصطحبه معه في اول رحله الي محافظات مصر لبيع الجمال ، وحقق نجاحا كبيرا ومن وقتها لا تخرج رحله تجارة الا وكان خيري بها ، حيث وثق كبار تجار القريه في رأيه ونظرته الثاقبه ورجاحه عقله رغم صغر سنه .
جلس خيري فوق جمله ، وتطلع بنظرة الي الامتار الاخيرة من الطريق ، فها هي عزبه المراكبيه تكاد تظهر في الافق ، فقد ظهرت قمه المأذنه الخضراء أعلي مباني القريه ، لتعلن للرجال قرب انتهاء رحلتهم التي دامت قرابه ثلاث اشهر
تقع عزبه المراكبيه في نطاق مركز مدينه منيا القمح بمحافظه الشرقيه ، ولا احد يعرف بالتحديد لماذا سميت بهذا الاسم حيث انها لا تطل علي اي بحر ولا يعمل احدا من سكانها بالصيد وليس لهم علاقه بالمراكب
جال خيري بتفكيرة فيما واجهه خلال تلك الرحله العجيبه ، فقد بدأت رحلته في اواخر شهر مايو وكانت الاحداث ملتهبه في تلك الاوقات ، ورغم عدم اهتمامه بالاحداث السياسيه الا ان استدعاء معظم شباب العزبه للتجنيد واولهم ابن عمه محمد جعله يتابع ما يحدث .
اصطحب خيري معه في تلك الرحله راديو ترانزستور صغير ليتابع اخر الاخبار ، وكان هذا الراديو هو رفيقه ونافذته للعالم الخارجي ، وقتها كانت الاغاني الحماسيه لا تكاد تتوقف لحظه وحُفَرت في ذاكرته كلمات اغاني عبد الحليم حافط بقوة كما حُفِرت الرسومات علي المعابد الفرعونيه ولم تبل بعوامل التعريه او الزمن ، إنما صمدت مع الزمن في وقت انهارت فيه امبراطوريات عظيمه في العالم .
وكان المقطع الذي حفر في عقله وردده كثيرا (( خطتنا خلاص في إيدنا ، وخلاص متشمرين – وحزين ياللي تعاندنا بتعاند جبارين –جبل الجرانيت انشال وفي بحر النيل اتزق - ما في حد يقول لنا لا إش حال – يوم تحريرنا فلسطين ))
وهو مقطع يعبر عن قوة الجيش المصري ومدي المعاناه التي سيعانيها من يعادي مصر وقرب موعد تحريرنا لفلسطين
وعبر الاثير عرف خيري بدء الحرب وكان وقتها مع رفاقه علي مشارف القاهرة، وشاهد بعيني رأسه اعمده الدخان تغلف سماء مطاري القاهرة و الماظه ، وقتها فرح ببدء الحرب وتمايل طربا مع بيانات القوات المسلحه التي تؤكد اسقاط عشرات من طائرات العدو ومن ان قواتنا بدأت تتحرك تجاه عاصمه العدو ، لكنه في نفس الوقت احس بالقلق علي محمد .
فلم يكن محمد مجرد ابن عم ، لكنه كان اكثر قربا له من اي انسان اخر في الدنيا ، فقد نشأوا وتربوا وشبوا معا وأسرارهم وطباعهم مشتركه واهتمامتهم واحده تقريبا ، ولا يستطيع ايا كان ان يتدخل بينهم او يفرق بينهم .

احس خيري بالقلق علي محمد ومما يمكن ان يحدث له في القتال الدائر ، لكن البيانات العسكريه المتواليه والتي يشدو بها المذيع اللامع احمد سعيد مذيع صوت العرب ، هذه البيانات رطبت قليلا من مخاوفه وهدأت من قلقه
لكن في اليوم التالي مباشرة تغير الحال ، وتغيرت نبرة البيانات العسكريه فبدأ خيري بفطرته الاصيله يتوجس خيفه مما يحدث وبدأ القلق يعتريه وبعد يومين كانوا قد وصلوا الي مشارف صعيد مصر ووقتها ظهرت الحقيقه امام الجميع عاريه مجرده من كل الاقنعه الزائفه أمامه ، فقد اعلن عبد الناصر ان مصر قد هُزمت وانه سيتنحي عن الحكم متحملا مسئوليه الهزيمه كامله .

لحظتها كان خيري ورفاقه في مدينه بني سويف ، وبرك خيري علي ركبتيه كما تبرك الجمال ، فقد كان عبد الناصر له بمثابه الاب الذي فقده منذ عشر اعوام ، وعندما يهزم الاب لابد للابن ان يضيع ، وقتها احس خيري بأنه عاري في وسط الطريق ، فقد هُزمت الام وتنحي الاب ، فبكي الرفاق وبكي خيري كما لم يبك علي والده وعندما تمالك نفسه قليلا ، تذكر فجأه محمد وتسأل خيري في صدمه كيف ينسي محمد وسط خضم الاحداث ودعا الله ان يكون بخير ، وطاف بذاكرته لاخر لقاء له مع محمد وكان في محطه القطار حيث يغادر محمد مع زملائه الي معسكر التجنيد .
تبسم خيري عندما تذكر اخر لقاء له مع محمد ، ففي هذا اليوم أستجمع خيري شجاعته وفاتح محمد في رغبته في الزواج من شقيقه محمد ، فضحك محمد عاليا وصارح محمد بأن كل اهالي الكفر يعرفون بأمره ، ففغر خيري فاه من الدهشه ، فهو لم يتكلم معها في هذا الموضوع ولم يبدر منه اي حركه قد تفهم منها اي شئ ، واجاب محمد عن شلال الاسئله التي تبرز من عيني خيري واخبرة بأن نظراته الهائمه كلما رأها يراها اهل القريه جيدا ويعرفون ما في قلب الاثنين تجاه الاخر .
فتسأل خيري عما يجب ان يفعله وانه يحس بالاحراج من التقدم لعمه في الوقت الذي يسافر فيه محمد للقتال ، فتبسم محمد واخبرة انه فور عودته من الاستدعاء سيفاتح والده بلا تردد واضاف محمد مطمئنا خيري بأن الموضوع منتهي ولا داعي للقلق
وها هو الان خيري يعتصر ذكرياته وحوارته مع محمد بينما خطوات الجمال الثقيله تخطو تجاه الامتار الاخيرة من المنزل حيث الهدوء والراحه بعد عناء استمر ثلاث اشهر .
بعث خيري ببصره تجاه الساقيه القبليه حيث تعودت ان تنتظره محبوبته لتستقبله بنظرات مرحبه مليئه بالحب والحنان ترحب بعودته ، لكن بصرة عاد اليه متحسرا حزينا فمحبوبته لا تنتظرة هذه المرة ، فلاول مرة منذ عامين كاملين لا تنتظرة محبوبته ، فلابد وأن مكروها قد حدث. لحظتها احس خيري بألم في صدرة وقلبه ينقبض فتزايد القلق داخله بدرجه كبيرة جدا
وكانت من عاده اهل القريه الخروج لاستقبال الرجال العائدين قرب الجسر المار فوق ترعه المياه المغذيه للقريه ، لكن احدا لم يظهر حتي الان فأنتقل القلق من خيري الي الرجال بدورهم والذين تسألوا عما حدث للجميع وتزايد القلق مع كل خطوة من خطوات الجمال ، فكل خطوه تقربهم الي القريه تزيد من قلقهم ، وكل واحد منهم خشي ان يكون مكروها قد الم بأهله
أشار احد الرجال تجاه الجامع وقال عبارات لم يفهمها خيري جيدا حيث كان صوت القلق داخل عقله اعلي من صوت الرجل ، لكنه نظر تجاه الجامع فوجد اهالي القريه كلهم تقريبا مجتمعين في ساحه جامع القريه ، فنزل من فوق جمله وربط عقاله في اقرب جزع شجرة وانطلق يجري تجاه هذا الحشد ،ودقات قلبه تتسارع في عنف ، ومن خلفه هرول زملائه .
ومع اقتراب خيري من الحشود ، وجد ان الجميع يقف في صمت يستمعون الي حديث رجل ما لم يظهر له بعد ، فأخترق الحشد متجها نحو الرجل وعقله يدعو الله بأن يلطف به وبأهله .
وفور وصوله الي الصف الاول ، وجد شيخ الجامع الشيخ عبد الله يقف في جلل يستمع الي حديث اثنين من الرجال
كانت ملابس الرجال رثه جدا ومتسخه وبالكاد تستر عورتهم من فرط التمزيق في كل جوانبها ، وملامحهم تحمل قدرا عظيما من الارهاق والاجهاد وقله النوم بالاضافه الي درجه عاليه من الاتساخ

احتاج خيري الي لحظات لكي يفهم عقله ما تراه عينيه ، وبعد لحظات استطاع ان يميز بقايا الملابس العسكريه للرجلين وبعد تدقيق كبير صاح في فزع ( يا الله ... مش معقول ) ثم استدار محدثا رجل يقف بجوارة قائلا ( دول حسن ومصطفي ) فقد استطاع تمييز صديقيه وزميليه لسنوات طويله بصعوبه بالغه ، فقد كان مختلفين تماما عن الهيئه التي تعود ان يراهما فيها طوال عشرون عاما تقريبا ، فاللحيه طويله والشعر اشعث والعيون زائغه بقدر كبير والوجه ممتص من حجم الاعياء وقله الغذاء والماء ، ولا يمكن لاي شخص ان يربط هيئتهم الحاليه وبين هيئتهم وقتما غادروا القريه .
تنبه حسن ومصطفي الي وجود خيري أمامهم فجأه ، وتقدم خيري محتضنا رفاقه في سعاده ومهنئا بسلامه العوده ، الا ان حسن ومصطفي ردا مشاعر خيري الفياضه بشئ من الفتور قابله صمت ووجوم من اهل القريه ، وبسعاده بالغه شد خيري علي ايدي الرجال ، بينما تحاشي حسن ان ينظر في عيني خيري السعيده .
وبعد ثوان حدث ما خشي من الجميع ، فقد سأل خيري سؤالا منطقيا وهو ينظر حوله باحثا (أمال فين محمد ؟؟ )
لم يلحظ خيري الصمت والوجوم الذي حل علي الجميع من حوله ، ولم يلحظ ان الشيخ عبد الله نكس رأسه ونظر في الارض فسأل خيري مرة اخري (( هو محمد مرجعش معاكم ولا ايه ))

نظر حسن حوله طالبا بعينيه الغوث مما هو فيه ، لكن احدا لم يغثه فأستجمع ما تبقي في جسده من قوة وامسك بكتفي خيري ونظر في عينيه نظرة منكسرة حزينه (( محمد عاش راجل ومات راجل يا خيري ، البقيه في حياتك ))
دارت الدنيا بخيري فعقله رفض ان يفهم ما سمعته اذنه ، وعينيه زاغت من فرط الصدمه ، واهتزت ركبتاه بشده وأعلنت معاناتها في تحمل ثقل هذا الجسد .

نظر خيري حوله بحيرة وتساؤل لعل وعسي ان يري او يسمع شخصا يقول كلاما اخرا يكذب ما قاله حسن في التو ،
لكن أعين الرجال كانت تحمل شفقه وعطف وأسي يؤكد ما قاله حسن .

وبعد تلك الثوان الخاطفه من الحيرة وعدم التصديق ، جاء عقل خيري ليبلغ سائر اعضاء الجسد بأن الخبر صحيح وان الصدمه حقيقيه ، فأنكسرت مقاومه ركبتي خيري وخر الجسد علي الارض ، والقت العيون بشلال من الدموع المحتجزة وعجز اللسان عن ان يقول شيئا ، ودار العقل بسرعه الضوء مصورا كل المشاهد التي جمعت خيري مع محمد علي مدار عشرين عاما ، عشرون عاما من الحياه اختفت في لحظه وحل محلها مجرد ذكريات ماضي جميل.
سقط خيري علي ركبتيه غير مصدق الخبر ، وعم الوجوم ارجاء المكان فتقدم الشيخ عبدالله علي استحياء وانحني تجاه خيري مواسيا ، ولم يجد الشيخ ما يواسي به خيري المنهار سوي ان يقرأ له (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون )) فتمتم خيري بصعوبه (و نعم بالله )

وأقترح احد الرجال وايده الجميع ان يصطحبوا خيري الي منزله ، وتعاون رجلين في إيقاف خيري علي قدميه وبصعوبه بالغه سار معهم تجاه منزله ، وسار معه جمع من اهالي القريه ، وطوال الطريق تحدث معه الرجال محاولين تصبيرة علي ما اصابه من مصيبه ، فالكل يعلم مدي ما حل بخيري ومدي صدمته والكل يحاول ان يخفف من معاناته لكن اي منهم لم يحس بمقدار البركان الذي بدأ في الغليان داخله .

أقترب الرجال من منزل خيري وتعالت اصوات العويل والبكاء من منزل عمه الملاصق لمنزله ، وازداد انهيار خيري مع تدفق اصوات النساء كسكاين تقطع في لحمه الحي بلا رحمه ، واراد ان يتجه لمنزل عمه مباشرة الا ان الشيخ عبد الله نصحه بعكس ذلك ، فقد نصحه الشيخ بان يتمالك نقسه أولا وان يجمع شتات نفسه بالصلاه وقراءه القران قبل ان يتجه لمنزل عمه ، حيث انهم علموا بالخبر منذ قليل وحاله الانهيار تسود ارجاء المنزل ويجب علي خيري ان يكون متماسكا عندما يدخل عليهم ، كان الشيخ يتكلم بمنطق يخالف ما يريده خيري الا ان الحاح الرجال المحيطين به وعدم قدرته علي المقاومه جعلت جميع الطرق مغلقه امامه الا طريق منزله ، فدلف الي المنزل ووجده خاليا من الاهل ، فمن المؤكد ان والدته وشقيقتيه قدا هرعتا لمنزل عمه فور علمهما بالخبر ، وفور دخوله لغرفته انهار خيري في بكاء شديد ، فلم يكن يتصور يوما ما ان يعيش مثل تلك اللحظات ، فقد خطط مع محمد للمستقبل بكل تفاصيله وتخيلا حياتهما وعملهما معا .
توضأ خيري وصلي ركعتين علي روح محمد ثم جلس وبدأ في الدعاء له حتي نام مكانه من فرط الارهاق ، لم يدر خيري كم نام من الوقت لكنه استيقظ علي صوت القرأن يتصاعد من منزل عمه المجاور له ، ولوهله تخيل خيري انه كان يحلم وان كل ما حدث له من احداث خلال اليوم ما هو الا كابوس قاسي ، لكن صوت القران نبهه الي ان ما حدث لم يكن حلما بقدر ما كان واقع قاسي مر لابد وان يعيش كل لحظاته بكل ما فيها من مرارة والم
غير خيري ملابسه وخرج من منزله وقد عاهد نفسه علي ان يكون متماسكا صلبا امام عمه وابناء عمه الاخرين ، لكنه فور ان غادر منزله واستدار ليتجه لمنزل عمه ، وجد عمه ينظر اليه وهو يقف مستندا علي عصا وهو محني الظهر دامع العين ليتقبل العزاء ، وما ان تلاقت النظرات حتي صاح عمه في لوعه ( محمد مات يا خيري ، محمد ماااااااات ) لم يستطع خيري رغم كل القوة التي استخدمها في وقف دموعه من الانهمار ، فما كان منه الا ان رمي نفسه في احضان عمه والذي اختلطت الكلمات والعبارات في فمه في هول الصدمه القويه .
لم يستطع خيري ان يقول شيئا ، فما الذي يمكن ان يقال في مثل هذا الموقف الصعب ؟ ، لا شئ يمكن ان يطفئ نار اي من الرجلين الذين اشعلها خبر استشهاد محمد و لا يعلم الا الله كيف ستنطفئ او متي .
هدأ خيري من روع عمه واجلسه علي احد المقاعد بينما تكفل خيري بأستقبال الرجال الوافدين للعزاء ، ومع مرور الوقت هدأ خيري واستطاع تمالك نفسه قليلا مع تردد ايات القران في ارجاء المكان .
وبعد فترة حضر حسن يستند علي احد اشقائه ، فقد كان غير قادر علي السير وأسرع نحوة خيري يلومه علي حضورة ، فحسن منهك الجسد ويحتاج الي علاج وراحه طويله في المنزل ، الا ان حسن اجابه بأن محمد لم يكن مجرد صديق انما اكثر من ذلك بكثير واقل شئ ان يكون في عزائه فأنحني خيري علي حسن وطلب منه ان يحكي له كل ما حدث لمحمد في سيناء ، ووافق محمد علي ان يكون ذلك في وقت اخر .
وبعد صلاه العشاء بفترة ، جلس خيري مع عمه في مدخل المنزل بعد ان انصرف كل المعزيين ، وشاركهم شقيقي محمد التوأم كريم ورجب اللذين لم يتجاوز عمرهما التاسعه بعد ، وكان خيري بمثابه الاخر الاكبر لهما
جلس الجميع صامتين مفكرين تائهين في ذكريات محمد ، فبينما العم وخيري لا يستطيعون تقبل الصدمه وتصديقها ، فأن التوأم كانا قد تجاوزا الصدمه بحكم صغر سنهما ولطف الله بهما ، و صاح احدهما ببراءة وسذاجه سائلا توأمه (( يعني احنا مش هنشوف محمد تاني ؟))
فرد الاخر (( لا .... محمد عند ربنا دلوقت ))
فعلق الاول (( لو معايا مسدس دلوقت كنت رحت وقتلت اللي قتلوا محمد ))
فصاح فيهم والدهم غاضبا بأن يصمتوا وان يدخلوا المنزل متمما بعبارات عدم تحمل سماع اي كلام ، وقدر خيري ذلك وطيب خاطر التوأم قليلا وادخلهما للمنزل ، وكانت هذه المرة الاولي التي يدخل فيها المنزل منذ ان علم بالخبر ، وطافت عينيه سريعا بين السيدات ذوات الملابس السوداء والعيون الباكيه لتتلاقي مع ابنه عمه التي جلست في احد الاركان ، وقد تكور جسدها داخل الملابس السوداء ، واحمرت عينها من فرط البكاء ، ثانيه واحده تلاقت فيها العيون دار فيها حوار طويل جدا ، ففي تلك الثانيه صبرها خيري واخبرها بانه معها وبجانبها ، وفي نفس الوقت طلبت منه العون والمسانده فيما هي فيه ، وبعد هذا الحوار أستدار خيري وخرج من باب المنزل ليجد عمه يهم بالدخول مرة اخري للمنزل طالبا الراحه .

وبعد فترة عاد خيري لمنزله ومدد جسده فوق السطح الرطب لسقف منزله فقد اراد ان يكون وحيدا بعيدا عن اهل منزله ، واطلق عينيه الي السماء والي اللانهائيه في الفضاء واطلق لذكرياته العنان حتي نام من فرط الارهاق والتعب
يتبع ..

[IMG]http://up111.***********/s/iaoqinh3ld.gif[/IMG]



Sa Vi 26-03-2009 06:25 AM


[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
مرت أيام العزاء بطيئه وثقيله جدا علي خيري ،
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
وظهر التحسن تدريجيا علي حسن وبات قادرا علي الحركه بمفرده لكن زميله الاخر مصطفي كانت حالته اسوأ واضطر اهله الي ادخاله مستشفي الزقازيق العام
وبعد صلاه العشاء في احد الايام التقي خيري وحسن مصادفه وذكرة خيري بطلبه واجابه حسن بالايجاب فسار الاثنان تجاه ضفه الترعه حيث جلسا فوق احد الصخور ومن خلفهم اضواء القريه الخافته
وكان واضحا ان حسن غير مرحب جدا بهذا الحديث وكان خيري يعرف ذلك جيدا فهو حديث مؤلم ملئ بذكريات قاسيه لكنه كان في شوق بالغ لمعرفه ما الذي حدث لمحمد بالتحديد .

أشعل حسن سيجارة لنفسه ومد يده بسيجارة الي خيري ، لكن خيري رفضها بهدوء فهو يكرة التدخين وحسن يعلم ذلك وكان لابد لاحدهما ان يفتتح الحوار المر القاسي ، والقي خيري بسؤاله عما حدث بالضبط ،وبدأ حسن كلامه
((انت عارف يا خيري ان الموضوع ده صعب عليا جدا ، ولولا اني عارف انك مش هتيسبني في حالي الا لما احكي لك ، ولولا اني عارف كويس جدا زي ما كل الناس عارفه ان محمد بالنسبه لك حاجه كبيرة جدا ، فصدقني مستحيل اني كنت اوافق اني اقعد معاك هنا واحكي لك )) اومأ بخيري رأسه لحسن شاكرا ومقدرا

واستكمل حسن (( انت كنت موجود لما الحكومه جت ولمتنا عشان نروح الجيش ، لمًونا في عربيات ورمونا في معسكر الزقازيق يومين ، وبعدها استلمنا الهدوم والجزم وبدأوا في توزيعنا علي الوحدات ، انا ومحمد كنا ضمن مجموعه من العساكر اللي اتجندت قبل كده وعندها خلفيه عن الجيش ، وعشان كده سلمونا سلاح ووزعونا علي كتيبه كانت مسافرة لسينا، والباقي وزعوهم علي وحدات تانيه مختلفه ، وبعد يومين كنا في القطر رايحين سينا مع الكتيبه بتاعتنا ضمن لواء دبابات علي المحور الاوسط ، محمد كان تخصصه في المدفعيه المضاده للطائرات لان ده سلاحه ، وانا كنت عسكري مراسله لقائد الكتيبه ، يعني معاه في كل وقت واعمل له اللي هو عايزة يعني اغسل واكوي له هدومه وانظف له الخيمه والحاجات دي اللي العسكري المراسله بيعملها بس المهم انه لو احتاجني في اي وقت لازم اكون قدامه في نفس اللحظه، وبدأنا نتحرك في الاول بالقطر وبعدين لما عدينا القنال علي كوبري الجيش ، نزلنا وركبنا العربيات المدرعه والدبابات وكنت بشوف محمد علي فترات لما قائد الكتيبه بيمر يفتش علي الكتيبه )) وسكت حسن ملتقطا انفاسه ومشعلا لنفسه سيجارة اخري ثم استكمل
((بعد تمركزنا لمده يومين في سينا وبعد ما حفرنا خنادق وجهزنا ، جت لنا الاوامر بالتحرك لموقع اخر ، وخذ عندك اوامر بالشكل ده لمده اسبوع ، كل يوم نروح حته ويطلع عنينا حفر خنادق للعساكر وخنادق للدبابات وقبل ما ناخذ نفسنا ييجي لنا امر تاني بالتحرك لمكان تاني ، وهكذا لغايه لما الاعطال زادت في العربيات والدبابات بصورة كبيرة وحركتنا قلت جدا والعساكر كانت تعبانه جدا من المجهود))
كان خيري ناظرا لمياه الترعه الراكده وهو يتخيل ما يقوله حسن ، وتجنب ان يقاطعه ويوقف استرساله في الحوار
واستكمل حسن (( يوم 5 يونيو المشئوم ، كنا عارفين ان المشير جاي سينا وكان المفروض انه هيزور الكتيبه عشان كده كنا جاهزين قبلها بيومين ، وغسلنا الدبابات والعربيات والمدافع وكله كان عال العال لاستقبال المشير ، لانه كان هيتعشي في قياده اللواء ، لكن الصبح وبعد الفطار بفترة سمعنا في الراديو ان الحرب قامت))
قاطعه خيري مضطرا مستفزا (( سمعتوا ان الحرب قامت؟؟ انتوا مش علي الجبهه برضه ؟؟))
حسن (( ايوة احنا كنا علي الجبهه وسمعنا بخبر الحرب من اذاعه صوت العرب ، وعلي طول قائد الكتيبه بدأ يتحرك بسرعه وبدل ما الدبابات واقفه في طابور عرض للمشير رجعت الخنادق تاني وحطينا شبك التمويه فوقها ، وبعد دقائق بقينا جاهزين لاي اوامر ، وقائد الكتيبه اتصل بقياده اللواء للاستفسار عن الاخبار وجه له التأكيد بأن الحرب فعلا قامت ))
خيري (( ازاي الحرب قامت من غير ما تحسوا ؟؟؟))
حسن (( الحرب بدأت الاول في الجو لما بدأوا يضربوا مطارتنا ، لكن عندنا علي الجبهه كانت الاحوال هادئه ومفيش اي حاجه ، لكن الساعه اتنين الظهر بدأنا نسمع صوت ضرب مدفعيه جامد ، وقرب المغرب كان الضرب قرب جدا مننا))

وصمت قليلا ليلتقط انفاسه ثم واصل (( احنا كانت مواقعنا في ظهر لواء مشاه مصري ومهمتنا حمايه ظهرة وتعزيزة ، وطوال الليل كان الضرب المدفعي شغال علي ودنه وعمال يقرب ، وبعد الفجر بشويه جت لنا اشارة ان الدبابات الاسرائيلي اخترقت دفاعات اللواء المصري وداخله علينا فبدأنا نستعد وقائد الكتيبه ركب دبابه القياده وكنت معاه وقتها شفت محمد واقف علي مدفعه زي الأسد وشاورت له وضحك لي واشار لي بعلامه النصر ))
صمت حسن قليلا ، وبدأ عليه الحزن اكثر فيما سيقوله وأستطرد
(( وحوالي الساعه تسعه ، بدأنا نشوف تراب من ناحيه الشرق وده معناه ان الدبابات الاسرائيلي جايه ، فأصدر قائد الكتيبه اوامرة بحبس النيران اي عدم الضرب الا بأمر مباشر منه ، ومرت بينا دقايق صعبه جدا وبطيئه واحنا شايفين التراب بيقرب مننا ، وبعد شويه رصدنا الدبابات الاسرائيلي ، وكانت جايه ناحيتنا وعلي اقصي سرعه ، وقعدت تقرب والقائد ساكت ، لغايه لحظه معينه أصدر امر الضرب ، وفجأه كل اسلحه الكتيبه فتحت النار حتي المدفعيه الثقيله ضربت مباشر علي الدبابات ، وبعد ثوان ملئ دخان اسود الخط الامامي عندنا من جراء الضرب بتاعنا ، ومكناش قادرين نشوف حاجه خالص واصدر القائد امر بوقف الضرب ، ولما الدخان راح لقينا حوالي عشر دبابات اسرائيلي محروقه وانسحب الباقي وفضلوا بعيد علي مسافه من خطوطنا ، خرجنا نهلل ونهتف وكنا فرحانين جدا ، وجري عدد من العساكر بتوعنا علي حطام الدبابات ورجعوا بعلم اسرائيلي وبقايا من مخلفات الدبابات كتذكار ، واهدوا القائد العلم الاسرائيلي ، وكانت معنوياتنا في السماء ))

تدخل خيري مستفسرا وهو مستغرب الوصف (( هي مش دي نفس الحرب اللي انهزمنا فيها ، ايه الكلام اللي بتقوله ده ؟؟))
حسن (( ما انا بحكي لك اللي حصل بالتفصيل ، أصل بعد ما كنا في قمه روحنا المعنويه وفرحتنا بالانتصار الاول لنا ، سمعت قائد الكتيبه وهو يصيح فزعا في اللاسلكي كان بيكلم قيادته وسمعته بيقول – ازاي ننسحب يا فندم انا محافظ علي الخط بتاعي وصديت هجوم مدرع للعدو واوضاعي كويسه انسحب ليه ؟؟؟ - دي كانت اول مرة اسمع كلمه الانسحاب واضطر قائد الكتيبه طبعا لتنفيذ الامر ، وبدأنا نسيب مواقعنا الدفاعيه بسرعه ونرجع تجاه خط الدفاع التاني ، لكن بمجرد ما بدأنا نتحرك بدأ الطيران الاسرائيلي في الضرب علينا ، فأصدر قائد الكتيبه امر لمجموعه الدفاع الجوي اللي محمد واحد منها بالانتشار علي جانبي الطريق وانها تضرب علي الطيران الاسرائيلي في الوقت اللي احنا بننسحب فيه ، وفعلا بدأوا يضربوا علي الطيارات وقدروا يطفشوا الطيارات بسبب ضربهم الدقيق ، لكن بعد شويه جت غارة تانيه ))
واخذ حسن نفسا عميق من سيجارته (( جت طيارات اسرائيلي تانيه ، والمرة دي كانت جايه لضرب المدفعيه المضاده للطيارات ، وبدأت المدافع تنضرب الواحد ورا التاني وكان اليهود بيستخدموا قنابل بتعمل نار رهيبه لدرجه انها بتسيح الحديد والواحد مبيقاش قادر يقرب منها ولما سئلت ضابط معانا قال لي دي قنابل نابالم وانها محرمه))
خيري (( يعني ايه محرمه ))
حسن (( يعني الجيوش ممنوع تستخدمها لانها بتسبب دمار واسع جدا وممكن تصيب مدنيين كمان عشان كده القوانين الدوليه حرمت القنابل دي))
خيري (( يا ولاد ال*** ، طب وليه اليهود بيستخدموها ؟؟))
حسن (( عشان دول ناس معندهومش دين او اخلاق او ضمير))
خيري (( وبعدين ايه اللي حصل ؟))
حسن (( مدافع الكتيبه بدأت تنضرب واحد ورا التاني لحد مبقاش فاضل الا مدفع محمد ومدفع تاني جنبه ، الطيارات الاسرائيلي كانت كتير ، والواحده وراها واحده وكان واضح ان المدفعين مش هيقدروا يعملوا حاجه عشان كده قائد الكتيبه قال لهم يسيبوا المدافع ، لكن محدش منهم اتحرك وفضلوا يضربوا علي الطيارات وفعلا اصابوا اتنين ، انا كنت شايف اللي بيحصل وعمال ادعي لمحمد وزملائه من كل قلبي ، وانضرب المدفع التاني وساح رجالته وسط الحديد قدامنا في لحظه ، كان منظر بشع يا خيري ، مهما وصفت لك مش هتقدر تتخيل منظر زميل لك وهو بيسيح في النار ، وفضل مدفع محمد دقايق بيضرب حتي انضرب هو كمان وسكت للابد واستشهد كل من عليه))

نظر حسن تجاه خيري المحدق في المياه الراكده ودموعه تنساب في صمت ، وفضل حسن ان يتركه في هدوء وينصرف الا ان خيري امسك بيده وطلب منه ان يستمر في سرده ، كانت نظرات خيري لا تدع امام حسن سوي ان يجيب له طلبه
فأستطرد حسن (( بعد ضرب كل مدفعيتنا المضاده للطيارات ، بدأ الطيران الاسرائيلي يتسلي علي عربياتنا ودبابتنا واي حاجه بتتحرك ، وفعلا قرب المغرب كان كل دبابتنا وعربيتنا تدمرت تقريبا وكان امامنا طريق طويل جدا ، وكملنا بقيه الطريق علي الرجلين ، في الاول كنا كتير حوالي فوق الخمسمائه واحد ومعنا ضباط كتير ، لكن مع مرور الوقت كل جماعه مشيت في طريق واتفرقنا ، كنا بنمشي بليل ونستخبي الصبح عشان الهليكوبتر الاسرائيلي كان بيصطاد اي عسكري في الصحراء سواء معاه سلاح او اعزل ))
خيري مستنكرا (( ازاي كده ، طب العساكر العزل يقتلوا ليه ؟ ده حرام ، دي كده مش حرب ده ذبح))
حسن باسما بأسي (( حرام ايه بس يا خيري دول ناس متعرفش ربنا ، المهم بعد يومين كانت المجموعه بتاعتي فضل منها حوالي عشرين عسكري ، ومكنش معانا مياه او اكل وكان واضح ان الطريق لسه طويل وكان قائدنا ملازم لسه حديث التخرج وكان خايف جدا ومرتبك ، الملازم ده رغم انه صغير لكنه كان متعلم الا انه عرف يقودنا عن طريق اتجاه النجوم تجاه الغرب وقرب القنال تقابلنا مع مجموعه راجعه من شرم الشيخ وكان بينهم مصطفي وكانت حالتهم سيئه زينا كده ، وبعد كده بيوم قابلنا مجموعه بدو شربونا واكلونا وكانوا اخر كرم معانا ، وبسبب لطف ربنا بينا ولولا الناس دول كنا متنا بالتأكيد ، لانهم قالوا لنا علي طريق للقنال بعيد عن اليهود وكمان طريق كام بير ميه في الطريق ، وبعد ثلاث ايام تانيه قدرنا نوصل للقناه ونشوف عساكرنا الناحيه التانيه قرب السويس ، وعدينا القنال في مراكب صيد صغيرة علي دفعات ، والباقي انت عارفه ، رجعنا البلد وانت قابلتنا))
خيري (( ياااه يا حسن دا انت شوفت الويل))
حسن (( احنا شفنا الموت بعننينا في كل لحظه طيارة اسرائيلي تطير بالقرب مننا ، او نسمع صوت جنزير دبابه ، الموت يا خيري كان حولنا في كل حته ، كان زملائنا بيموتوا من حولنا عشان عطشانين او مصابين واحنا مش قادرين نعمل لهم حاجه ، فيه لحظات تمنيت اني اموت لاننا كنا مرعوبين من اننا نتمسك ونبقي أسري))
خيري (( ليه ؟؟))
حسن (( انت مش عارف الاسري بيحصل فيهم ايه ؟؟؟ دول بيمشوا فوقهم بالدبابات ويدهسوهم بلا رحمه، او بيضربوهم بالنار ويدفنوهم في مقابر جماعيه))
خيري منتفضا في رعب (( ازاي كده ، دي مش حرب ، يارب رحمتك بينا يارب))
حسن (( القصص اللي سمعناها في الطريق من العساكر اللي كنا بنقابلهم تشيب الواحد من اللي شافوة ، فيه عساكر حكت لنا ان زملائهم ماتوا بعد ما استسلموا علي طول ، لان اليهود مكنوش عايزين يتعطلوا فكانوا بيضربوا الاسري بالنار ))

أطرق خيري رأسه ووضعها بين راحتي يده وغاص في تفكير عميق وصور له عقله تلك المشاهد التي وصفها حسن وأنسحب حسن بهدوء تاركا خيري في تفكيرة العميق غارقا في تصوراته وقد ترقرقت الدموع في عينيه تأبي ان تنساب
مر وقت لم يحسبه خيري وهو جالس ينظر للمياه الراكده وعقله يعمل بلا توقف ، كان عقله يبحث عن حل لمشكله اساسيه تؤرقه بشده ، الا وهي كيف يكون مسار حياته بعد استشهاد محمد ؟ كيف يعيش وكيف يمارس حياته بصورة طبيعيه ؟
كان تفكيرة يلح عليه في ان الموت حق علينا وان ما حدث يمكن ان يحدث لاي فرد في العالم كله ورغم ذلك فأن حياه اي فرد لم ولن تتوقف بوفاه شخص عزيز لديه ، لكن في نفس الوقت كان عقله يعود ويرفض تلك الفكرة بصورة غريبه حيرت خيري نفسه ، فقد كان الصراع شديدا داخله وهذا الصراع استمر داخله عده اسابيع تاليه .
فقد تغيرت حاله خيري طوال الايام والاسابيع التاليه وصار اكثر عزوفا عن الناس وعن الاكل وعن التحدث ، ورغم ان عجله الحياه استمرت داخل القريه ولم تتوقف الا ان خيري كان متوقفا عن فعل اي شئ ، حتي منزل عمه فقد دبت فيه الحياه مرة اخري وهو امر طبيعي ان تعود الحياه لطبيعتها ، فمن لطف الله بعباده ان المصيبه هي الشئ الوحيد الذي يولد كبيرا ويصغر مع الوقت حتي يتلاشي مع مرور الوقت ويصبح كأنه لم يكن .
لم يكن احدا في القريه سواء عجوزا او شابا او طفلا الا وكان مشفق علي حال خيري الذي ساء بقدر كبير وكانت عصبيته ظاهرة عليه في اي حوار يحاول فيه اي فرد ان يعيده الي صوابه ، فقد كان لديه اعتراض علي اي شئ وكل شئ ولم يكن احدا يعرف فيما يفكر في تلك الساعات الطويله التي يقضيها علي تلك ضفه الترعه ينظر الي المياة الراكده
وكان عمه يعمل جاهدا لمساعدته في الخروج من ازمته عن طريق دفعه دفعا الي العمل ، لكن خيري كان متمردا علي نصائح عمه رافضا توسلات والدته او شقيقتيه في ان يأكل كميات اكثر مما يأكله لكي يستطيع ان يعيش ، لكن المأكل والمشرب بالنسبه له اصبح مجرد واجب يقوم به لمجرد ان يعيش ، ولو استطاع الاستغناء عنهم ما تردد لحظه
كان لديه احساس كبير جدا لا يستطيع ان يقاومه بأن الله قد اختار له مسار في اخر في حياته وان استشهاد محمد ما هي الا نقطه تحول كبيرة في حياته لكن الذي حيرة واقلقه جدا هو انه لا يعرف ما هو المسار ، لذلك فقد اصبح عصبيا مفكرا اكثر من اي وقت اخر ويميل الي العزله والوحده لاكثر وقت ممكن.

يتبع ..

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:26 AM

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
الفصـل السـادس: الوهــم .... والحقيقـة

حرب يونيو 67 دراسة وتحليل :
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
تضافرت عوامل عديدة لإنجاح الجولة الثالثة بين مصر وإسرائيل التي رتبت لها إسرائيل ترتيباً محكما فحققت نصراً تاريخياً لم تكن تتوقع أن يكون بمثل هذا الحجم .. ورغم أن العوامل التي أدت إلى النصر لم تكن كلها إسرائيلية إلا أنها استطاعت أن تستغل بكفاءة عالية العوامل الخارجية متمثلا فى الموقف الأمريكي والسوفيتي، وأيضاً تستغل العامل الأهم وهو التقصير والإهمال المصري الذي فاق كل تصور.

العوامل السياسية والدولية فى حرب يونيو 67 :
الموقـف الأمريكـي :

لعبت الدول الكبرى على مر التاريخ الحديث دوراً هاماً فى أحداث المنطقة العربية وبخاصة مصر بحكم موقعها الجغرافي المتميز وحضارتها ودورها المؤثر فى المنطقة.. وأيضاً لقربها من مصادر الثروة البترولية. فاتفقت آراء الدول الكبرى على مر السنين على ألا تكون مصر قوية تتزعم المنطقة وتؤثر فى أحداثها. بدءاً من ضرب أسطول مصر فى عهد محمد على بواسطة أساطيل الدول الكبرى وحتى حرب 1956 والتي كانت خير مثال على ذلك، وإن كنا لم ندركه حق الإدراك ..

وعقب العدوان الثلاثي حل النفوذ الأمريكي عنوة محل النفوذ البريطاني الذي انتهى فى المنطقة وبدأت السياسة الأمريكية تخطط وترتب الأوضاع بما يخدم مصالحها ونفوذها.
ولما كانت مصر فى نهاية الخمسينيات والستينيات هي العقبة أمام النفوذ الأمريكي، فقد حاولت أمريكا احتواءها فى أول الأمر، لكن الرئيس جمال عبد الناصر كان يدرك تماماً أن تحقق مصالح أمريكا سيكون على حساب مصر فكان الصدام بينهما ..
كانت مصر قبل حرب يونيو 67 تتمتع بعداء الغرب والعديد من الدول العربية .. فالغرب كان يعتبر مصر هي مدخل أفريقيا والدول العربية وأنها منبع التيار الثوري الذي يهدد الأنظمة الموالية للغرب وأنها بارتمائها فى أحضان الاتحاد السوفيتي ستساعد على بسط النفوذ الشيوعي فى المنطقة مما يهدد المصالح الغربية وخاصة الأمريكية منها.

http://www.almoarekh.com/images/stories/sera3_6_1.jpg
إحدى حاملات الطائرات الأمريكية المتمركزة فى شرق البحر الأبيض أثناء حرب يونيو 67
ولما فشلت محاولات احتواء مصر لم يكن أمام الغرب وأمريكا إلا إسقاط النظام المصري بالقوة. ولن نتكلم عن الدعم السياسي قبل وأثناء الحرب وقد تعرضنا له سابقاً، وإنما سنذكر بعض من الدعم العسكري الذي كان من العوامل الهامة والمؤثرة فى مجرى العمليات العسكرية .. فالسلاح الأمريكي انهمر على الجيش الإسرائيلي دون قيود أو محاذير كما وصف ذلك رابين حين قال أن مشتريات الأسلحة الأمريكية أصبحت أبوابها مفتوحة لنا لأقصى مدى .. كما وأن ترويض الرئيس جمال عبدالناصر فى فترة مايو قبل الحرب وإقناعه بالانتظار وتلقى الضربة الأولى كان هدية على طبق فضه للجيش الإسرائيلي .. ناهيك عن المعلومات التفصيلية الدقيقة عن القواعد والمطارات المصرية التي حصلت أمريكا عليها بواسطة أجهزتها المختلفة وقدمتها هدية أخرى إلى إسرائيل.


فالقوات الجوية الإسرائيلية لم تقم بطلعات الاستطلاع التي تمكنها من الحصول على هذا الحجم من المعلومات وبهذه الدقة عن القواعد والمطارات ومواقع الصواريخ أرض/جو المصرية .. وهناك العديد من الشواهد التي لا تقبل الشك على هذا الدعم.
- فى مساء 23 مايو 67 تمت طلعة استطلاع لمواقع الصواريخ أرض/جو المصرية وقد أطلق على طائرة الاستطلاع عدد من الصواريخ المصرية لكن لم تصب بأي منها نتيجة للتشويش الإلكتروني الذي قامت به الطائرة على مواقع الصواريخ ولم تكن إسرائيل تملك هذا النوع من الطائرات فى هذا الوقت.
- تواجد السفينة ليبرتى بأجهزة المراقبة والتنصت والتشويش المزودة بها فى منطقة أمام العريش دلالة أخرى كافية على الدعم والتواطؤ الأمريكي.
- قالت المصادر الإسرائيلية العسكرية والإعلامية أن إسرائيل استخدمت كافة ما تملكه من طائرات فى الضربة الجوية الأولى ضد مصر عدا 12 طائرة فقط لحماية إسرائيل، وكان التبرير أنها مغامرة محسوبة. لكن إسرائيل التي استعانت بإنجلترا وفرنسا عام 1956 لحماية سمائها لم تكن لتخاطر بمثل هذا إلا لأنها متأكدة أن هناك 2 حاملة طائرات أمريكية على بعد 70 كيلو متر من الشواطئ الإسرائيلية، عليهما طائرات جاهزة فى دقائق للطيران وحماية سماء إسرائيل إذا استدعى الأمر.
- فى يوم 7 يونيو1967 وصلت رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر من الرئيس الأمريكي جونسون بواسطة السفير السوفيتي بالقاهرة يخبره فيها بأن هناك طائرتين قتال أمريكيتين عبرتا منطقة القتال اضطراراً للقيام بمهمة عاجلة لا شأن لها بالقتال الدائـر بيـن مصر وإسرائيل .. كانت الرسالة تحاول نفي اشتراك أو دعم أمريكا فى القتال لصالح إسرائيل ..
- ما الذي أوجد الطائرات الأمريكية أصلاً على مقربة من منطقة القتال ؟؟
- ما هي المهمة التي كانت تستدعي مرور طائرات قتال للمنطقة والحرب دائرة فيها منذ يومين ؟؟

كان من الصعب على مصر أن تثبت اشتراك أمريكا فى القتال. لكن لظروف لا نعلمها صدرت هذه الرسالة من الرئيس الأمريكي لكي يؤكد ويوثق اشتراك أمريكا فى هذه الحرب.
وهكذا تولى الجانب الأمريكي دعم إسرائيل سياسياً وعسكرياً بينما تولى الاتحاد السوفيتي الجانب الآخر وهو مصر.

الموقـف السوفيتـي :
رغم صفقة الأسلحة التي تمت بين مصر وروسيا عام 1954 ثم التحول الاشتراكي والاتجاه إلى النظام الشمولي الذي ساد مصر بنهاية الخمسينيات والستينيات. لم يكن الاتحاد السوفيتي يقنع بهذا القدر من التحول بل كان يبغي أن تصبح مصر ومن ورائها باقي دول المنطقة دولا تدور فى فلكها على غرار أوروبا الشرقية .. كما كان ينظر إلى الرئيس جمال عبد الناصر على أنه الحاجز الأكبر فى بسط النفوذ السوفيتي فى المنطقة العربية والأفريقية.

- ولو تناولنا الدور السوفيتي فى حرب يونيو67 فلابد وأن نعود إلى عشر سنوات قبل بداية الحرب ونؤكد على نقص قطع غيار المعدات العسكرية وكذا حجب الأسلحة المتطورة عن عمد للقوات المسلحة المصرية. ويكفي أنه فى عام 1966 كان موضوع قطع الغيار والأسلحة المتطورة يثار على أعلى المستويات من الجانب السوفيتي لكن دون استجابة وتجلي هذا فى أوضح صوره فى موقف الدفاع الجوي المصري الذي كان يعاني من الكفاءة القتالية المنخفضة لعدم وجود رادارات كشف منخفضة ووسائل اتصال وقيادة وسيطرة .. كما طلبت مصر مراراً طائرات استطلاع حديثة للقصور الواضح فى المعلومات، لكن هذا الطلب لم يكن بأفضل من الطلبات السابقة.
- ثم جاء مايو 67 ليكشف عن الدور السوفيتي فى ذلك الفخ الذي تم نصبه لمصر.. بدأ بتلك المعلومات الزائفة التي تم دسها على القيادة السياسية والعسكرية فى مصر والإلحاح عليها بأن هناك حشوداً إسرائيلية على سوريا .. وهي معلومات ثبت زيفها بتقارير مراقبي الأمم المتحدة على جبهة سوريا وبالفريق أول محمد فوزي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية .. لكن الاتحاد السوفيتي كان يدفع مصر إلى حرب وهو يدرك تماماً بأنها غير مستعدة لهذه الحرب .. وكيف تدخل حرب ولها فى اليمن 40% من قواتها البرية ؟؟.. كان الاتحاد السوفيتي يعرف أن مصر سوف تهزم فى هذه الحرب، وأن قواتها المسلحة ستفقد الكثير من معداتها وأسلحتها. وهنا ليس أمام مصر إلا استعواض خسائرها وهنا يتمكن الاتحاد السوفيتي من فرض سيطرته التامة على مصر..
- دليلنا على ذلك تلك المقابلة الشهيرة التي تمت بين الرئيس عبد الناصر والسفير السوفيتي فى القاهرة فى الثالثة فجر السابع والعشرين من مايو حين شعر بأن مصر يمكن أن تقوم بالضربة الأولى - رغم أنها لم تكن لتغير من نتيجة الحرب - مطالباً بعدم الهجوم على إسرائيل، وقد حصل على تأكيد واضح بأن مصر لن تقوم بالضربة الأولى، وكان هذا ما تبغيه وتطلبه إسرائيل.
- استغرقت فترة التوتر ما بين إعلان الطوارئ وقيام الحرب 20 يوماً، دارت فيها أحداث ورسائل ولقاءات وتحركات بين مصر والاتحاد السوفيتي .. لكن لم يثبت فى أي مرجع عسكري أو إعلامي كتب عن تلك الحرب أن الاتحاد السوفيتي أمد مصر بأي معلومات عن الجيش الإسرائيلي طوال تلك الفترة. هل كانت كل المعلومـات المتوفرة لدى السوفيت هي فقط الحشود الإسرائيلية على الجبهة السورية..؟؟

بل وإن الوفد المصري برئاسة السيد شمس بدران وزير الحربية الذي كان فى موسكو يوم 27 مايو طلب من مصر قيام الرئيس عبد الناصر بالضغط حتى تستجيب القيادة السوفيتية لطلبات الوفد .. وبالفعل أرسل عبد الناصر رسالة إلى بريجينيف أسفرت عن تأجيل اجتماع القيادة السوفيتية مع الوفد المصري.
وتداولت القيادة السوفيتية فيما بينها وعادت للاجتماع بالوفد المصري وأسفر الاجتماع بعد التأجيل والمداولة عن تنفيذ عقود قديمة يتم تسليمها فوراً .. أما عقود عام 1968 فيتم تسليمها خلال شهرين .. وبالنسبة للمطالب الجديدة التي قدمها الوفد المصري فوعد السوفيت بدراستها والرد عليها فى أقرب فرصة.
وهكذا اتفقت مصالح الدولتين العظيمتين على ضرب مصر وتدمير قواتها المسلحة وإسقاط القيادة السياسية فيها.

السياسة الإسرائيلية فى حرب يونيو 1967 :
رغم أن ظروفاً كثيرة ساعدت إسرائيل إلا أن القيادة السياسية بها سعت إلى هذا النصر فعملت الكثير من أجله فكان طبيعياً أن يدين لها .. ولكن غير الطبيعي أن يتحقق النصر الإسرائيلي بمثل هذا الحجم وبمثل هذه السرعة.

كان وضوح الهدف لدى الدولة الإسرائيلية كافة, من أبرز العوامل المؤثرة فى هذه الحرب.. الاستراتيجية ثابتة فى :
- إسرائيل دولة لابد وأن تتوسع.
- لا حروب داخل أرض إسرائيل وإنما نقل المعركة من اللحظة الأولى إلى أرض العدو.
- الحرب لا تفرض على إسرائيل وإنما هي التي تحدد وتقرر موعد الحرب.

القيادة السياسية تعمل من أجل هدف واضح يجرى الترتيب له فى نظام وتنسيق تام لعشر سنوات قبل الحرب .. السياسة تمهد للعسكرية وتخلق لها الظروف الملائمة، والعسكرية تنفذ مطالب السياسة وطموحها. وقد وصف الكاتب الإسرائيلي يوسف عفرون هذه بصورة دقيقة حين قال : أنه لولا العمل السياسي الدائب الذي سخر لخدمة السياسة الحربية وأدى إلى تنفيذ صفقات ضخمة من الأسلحة والمعدات الحربية سبقت العمل العسكري وكانت من الدوافع الأساسية لتنفيذه. لولا ذلك لما استطاع الجيش الإسرائيلي أن يشن حرب 1967. فإن الدبابات والطائرات التي أدت إلى النصر لم تهبط على الجيش الإسرائيلي من السماء بل كانت ثمرة تخطيط دقيق وعمل شاق لسنوات طوال.
كانت القيادة السياسية الإسرائيلية تعمل طوال عشر سنوات تحت مسلمات غير قابلة للنقاش ولم تكن يوما محل خلاف بين أي من المسئولين اليهود. كان أهم تلك المسلمات هو التوسع شيء حتمي والحرب لابد منها ولا محال ..
يقول بن جوريون فى مذاكرته "أمامكم الإعلان الأمريكي للاستقلال ليس به أي ذكر لحدود أرضية .. ولسنا ملزمين بتعيين حدود للدولة".

استوعبت القوات الجوية الإسرائيلية بعد عام 1956 المطلوب منها تماماً، وظهر إلى الوجود مبدأ الاعتماد على النفس وأصبح هو العقيدة الأساسية التي يعمل الجميع تحت ظلها. وفى سبيل تحقيق الهدف المطلوب تكاتفت الجهود السياسية مع العسكرية. وإيماناً بالدور الهام والخاص الذي ستقوم به القوات الجوية فى الحرب، قامت القيادة السياسية بتكليف جهاز المخابرات الإسرائيلي بالحصول على طائرة القتال المعادية التي تشكل تهديداً للطائرات الإسرائيلية أثناء تنفيذ مهامها .. ونجحت بالفعل المخابرات الإسرائيلية فى تجنيد طيار عراقي وهبط بطائرته المقاتلة طراز ميج21 وقد أفاد ذلك القوات الجوية الإسرائيلية حيث تم تدريب الطيارين الإسرائيليين على نقاط الضعف والقوة فى الطائرة المقاتلة الميج21.
ولوضوح الهدف أمام القيادة السياسية والعسكرية كان العمل يجرى فى توافق تام خاصة فى الفترة التي شهدتها المنطقة عام 1966 وبداية عام 1967 التي تصاعدت فيها أعمال اختراق الطائرات والاشتباكات المدبرة التي يعقبها تصريحات ملتهبة. وكان قمة توافق العمل السياسي والعسكري تلك المعارك الجوية المدبرة التي نشبت بين السلاح الجوي الإسرائيلي والسوري فى أبريل 1967 وما أعقبه من تصريحات مدروسة للسياسيين.
وقد أشرنا فى أحداث شهر مايو أثناء فترة التوتر على واقعة الاجتماع الشهير الذي تم بين الرئيس الأمريكي جونسون مع ابا ابيان وزير الخارجية الإسرائيلية الذي لم يكتف بتأييد عام من الرئيس الأمريكي وإنما استفسر مستوضحا عن تدخل أمريكي واستخدام كل ما تملكه أمريكا من وسائل لمساندة إسرائيل ومن إجابة جونسون الذي قال نعم .. نعم .. نعم وضع تحتها خطوطاً للتأكيد .. نفهم كيف كان وزير الخارجية يعمل لخدمة إسرائيل سياسياً وعسكرياً.
وأيضاً طوال فترة مايو وأول يونيو67 كان الاتصال مستمر بين مجلس الوزراء الإسرائيلي وهو القيادة السياسية فى الدولة وبين إسحاق رابين رئيس الأركان ومعه العديد من جنرالات الجيش .. كما وأن بن جوريون رغم أنه كان خارج الحكومة وكذا مناحم بيجن وموشى دايان اجتمعوا مرات عديدة بل وأن إسحاق رابين استشار معلمه وأستاذه بن جوريون فى مجريات الأمور وقتها .. وحين اتفقت الآراء بعد تلك الاجتماعات على الحرب ومهاجمة مصر تشكلت وزارة ائتلافية ممثلة لكل القوى السياسية لكي تقود إسرائيل فى تلك المرحلة المصيرية.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:26 AM


[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
السياسة المصرية فى حرب يونيو1967 :
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
فى المقابل كانت القيادة السياسية المصرية .. والمفترض فى أي قيادة سياسية أنها تقوم بوضع الاستراتيجية العامة للدولة ثم تبنى الأجهزة الخاصة لتحقيق هذه الاستراتيجية، مع خلق الظروف الملائمة لكي تؤدي هذه الأجهزة واجبها بأعلى كفاءة ممكنة .. وعلى رأس هذه الأجهزة تأتي القوات المسلحة التي هي أداة فى يد السياسة لتحقيق أهدافها.

وانطلاقاً من هذا نجد أن القيادة السياسية المصرية قد فشلت فى ذلك تماماً. ففي ظل النظام الشمولي السائد فى هذا الوقت غابت الاستراتيجية تماماً، وأصبحت القرارات الفردية الصادرة من قمة القيادة السياسية هي الهدف الذي تعمل كافة أجهزة الدولة على تحقيقه .. وطبيعي وفى غياب الاستراتيجية لابد وأن تأتي القرارات الفردية مليئة بالأخطاء والنظرة القاصرة.
ومثالنا على ذلك الواضح هو توارى عظمة قرار تأميم قناة السويس كقرار صحيح حين تداعت الأمور وكاد يعيد احتلال مصر لولا ظروف لم يكن للقيادة السياسية المصرية يد فيها أفشلت العدوان وحققت لمصر انتصاراً لم تكن هي صانعته.
ولو استعرضنا الفترة السابقة على حرب يونيو1967 لوجدنا العديد من الأخطاء التي وقعت فيها القيادة السياسية المصرية مما كان له أكبر الأثر على هزيمة مصر فى الحرب .. كانت البداية حين سمحت القيادة السياسية المصرية للقوات المسلحة أن تنفصل وتصبح قوة مستقلة عن باقي الدولة دون مساءلة أو رقابة، اعتماداً على العلاقة العاطفية التي كانت تربط بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر. وهنا حدثت الفجوة والانفصال بين القيادة السياسية وأفراد القوات المسلحة. وغاب عن القيادة السياسية أن تبنى قوات مسلحة ذات كفاءة قتالية عالية أو من المحتمل أن تكون قد صدقت أنها فعلت هذا ..

توالت القرارات السياسية دون روية أو دراسة فكانت القوات المسلحة تجد نفسها فى مأزق ولابد من مواجهته .. مثالنا على ذلك بدءاً من عام 1962 حين تم إرسال طلائع قوات مصرية إلى اليمن بدأت بمئات الجنود ثم تحولت إلى 40% من حجم القوات البرية المصرية. وللأسف لم تحقق هذه القوات النجاح المنشود لأنها واجهت حرب عصابات ومؤامرات غربية وعربية .. ثم جاءت تصرفات القيادة العسكرية بترقيات استثنائية وامتيازات للبعض دون الآخر لتقضى على الروح القتالية حيث أن معيار هذه الترقيات والامتيازات كان التملق والتقرب من القيادة العسكرية .. وانقلبت الخدمة فى اليمن إلى منفعة شخصية للضباط والأفراد هناك.
وقد انجذبت القيادة السياسية نحو تيار الحركات التحررية العربية، واعتبرت أن مصر هي الدولة الحاضنة لكل هذه الحركات، وتخيلت أن نجاح هذه الحركات هو قمة النجاح لمصـر. وقد حجب هذا الاهتمام القومي العربي الرؤية عن تأمين الأمن القومي المصري.. فوجود قوات مصرية بهذا الحجم فى اليمن كان ضد الأمن القومي المصري بداهة ..
لم تكن القوات المسلحة تحتل مكانها المناسب فى تفكير الرئيس جمال عبد الناصر، فهو كان على علم بأمور حيوية تحتاجها القوات الجوية مثل رادارات الارتفاعات المنخفضة وطائرات الاستطلاع ووسائل دفاع جوي لكن لم يتم التعامل مع هذه الطلبات مع الاتحاد السوفيتي بالمستوى المفروض. وندلل بمثال واحد على هذا من أقوال الفريق محمد صدقي قائد القوات الجوية أمام لجنة كتابة التاريخ

"صدقي : الواقع أن القوات الجوية وأنا بالذات كنت ألح على ضرورة عمل الملاجئ للطائرات وفى كل سنة نتقدم بمبالغ لها تشطب. أذكر آخر مرة أتكلمت فى هذا الموضوع ربما كان 1965 وكنت أتكلم بشيء من الحكمة مع المشير عبد الحكيم عامر لأنه ليس سليما أن الطيارات تكون معرضة بهذا الشكل، فقال لي قابل جمال عبدالناصر. حاضر. قابلت الرئيس جمال عبد الناصر وتكلمت معاه فعلاً فكان رده الله يرحمه "يا صدقي أعملك مخابئ للطيارات، وألا أجيب قمح للناس علشان تآكل" الرد الطبيعي .. لأ نجيب قمح. عندما يكون هذا هو الوضع فماذا يكون الموقف ؟ هل نعرض أنفسنا لأي حرب أو نستفز الناس ليهجموا علينا؟.
ولن نزيد ونوضح ما تم خلال سنوات الستينيات ونصل إلى بداية الأزمة :

ففي 13 مايو حين وصلت المعلومات السوفيتية عن الحشود الإسرائيلية استمع الرئيس جمال عبد الناصر إليها وكأنها أمر مسلم به، وبعد اجتماع مع المشير عامر تم اتخاذ القرارات التي أدت بتصاعدها إلى كارثة الهزيمة فى 5 يونيو.. وهنا لابد وأن نسأل :
- هل الحشود على الجبهة السورية كانت مبرراً لإعلان حالة الطوارئ ؟؟!
- هل تم التشاور مع أحد غير المشير عبد الحكيم عامر ؟؟!
- هل تم التأكد من أن القوات المسلحة المصرية جاهزة ومستعدة لهذه القرارات ؟!
كانت الأسئلة مشروعة ولابد من الوقوف أمامها والتأكد منها، فمصير دولة وشعب مصر لا يتحدد بقرار فرد أو اثنين .. لقد أوضح الفريق أول محمد فوزي شكه واندهاشه وتساءل مثلنا عن أسباب هذا الاندفاع خاصة بعد أن عاد من سوريا ومعه صور للجبهة السورية قبل يوم واحد ليس فيها أي حشود ..

هل توهم الرئيس جمال عبد الناصر أنه قادر على إحراز نصر سياسي على غرار ما حدث عام 1960 حين دفع ببعض القوات المسلحة فى مظاهرة عسكرية إلى سيناء فانسحبت إسرائيل من أمام قرية التوافيق السورية دون قتال ؟.. ربما .. لكن لكل حادث معطياته وظروفه المحيطة .. من أقوال الفريق محمد صدقي محمود قائد القوات الجوية أمام لجنة التاريخ
"س : السؤال الأول الذي نريد أن نسأله هو بالنسبة للقرار العسكري للحرب هل اشتركت فى أي جلسة تضم أياً من القادة قبل اتخاذ القرار ؟
صدقي : أنا لم أشترك فى أي جلسة لاتخاذ القرار. بل على العكس أنا فى النصف الأول من أبريل أوفدت فى مهمة رسمية إلى سوريا. سيادة المشير اتصل بي وقال أني أقوم على سوريا فوراً. وكان ذلك بعد المعركة الجوية التي حدثت يوم 7 أبريل وأسقطت فيها طائرات لسوريا. رجعت بعد حوالي 36 أو 48 ساعة قضيتها فى اجتماعات هناك.
س : بعد عودتك يعني الفترة من أبريل إلى يونيو ألم تحدث أي اجتماعات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لمناقشة قرار سياسي مثلا ؟
صدقي : لا.. واتحدي إن كنا حاولنا أن نجد محضر اجتماع واحد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يعزز فيه الدخول للمعركة
س : وماذا كان انطباعك عند عودتك من سوريا ؟
صدقي : أتصور أنهم كانوا يريدون توريطنا فى المعركة
س : هل عرضت تقريرك على الرئيس
صدقي : حصلت مقابلة مع سيادة الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عامر، وذكرت أننا يجب أن نمسك أعصابنا لأننا غير مستعدين وذكرت الرئيس والمشير عامر بتقدير موقف كنت قد قدمته فى سنة 66 ملخصه أنه لو أجيبت كل طلباتي من معدات بالنسبة للقوات الجوية والدفاع الجوي فى الأوقات المتفق عليها ولو أجيبت كل طلباتي محلياً يجوز أن فى سنة 70 أكون جاهز للدخول فى معركة. ووجدت منهما موافقة تامة على هذا الرأي. وأنا كل الذي وعدت به السوريين أنه لو حدث أي شيء أمامهم مثل حشد أو شيء من هذا القبيل، فأزيد من النشاط الجوي داخل سيناء وداخل حدود إسرائيل حتى أسحب جزء كبير من القوات الجوية الإسرائيلية فى الجنوب، ووافقوا وهذا كلام مضبوط ومباشر لكنني فوجئت يوم 14 أو 15 بقرار الحشد من الصحف عندما دخلت مكتبي"

هذه هي بعض - أقول بعض - خلفيات اتخاذ قرار بالحرب .. رئيس أركان حرب يؤكد زيف المعلومات التي استند إليها القرار السياسي، وقائد القوات الجوية يقول صراحة أن سوريا تريد توريطنا فى الحرب، وأن مصر غير جاهزة للحرب إلا فى سنة 1970 وهما رأيان هامان قاما على مبررات وأسانيد وليس على عاطفة أو انفعال شخصي. ورغم هذا ينطلق القرار السياسي فى اندفاع غريب.
ثم يأتي السؤال الأهم وهو عن مدى جاهزية واستعداد القوات المسلحة المصرية لتنفيذ هذا القرار السياسي .. فالثابت كما أوضح الرئيس السادات فى كتابه أنه حين سئل المشير عامر عن استعداد القوات المسلحة من الرئيس عبد الناصر، رد المشير عامر بقولته الشهيرة التي عرف بها الجميع فيما بعد "برقبتي ياريس" .. وسنقف أمام هذا الرد ونقول أنه قول هزل فى موضع جد .. مصر تساق إلى الحرب، والقرار السياسي يندفـع نحو هذه الحرب. والأداة الأولى فى يد الرئيس عبد الناصر هي القوات المسلحة
وتمام الاستعداد لهذه القوات يأتي بمثل هذا الرد الغريب .. والكارثة ليست فيمن قال "برقبتي ياريس" ولكن الكارثة فيمن استمع إليها وصدق عليها وبني قراره السياسي معتمداً وواثقاً من هذا الرد.
ألم يكن يعلم الرئيس عبد الناصر أن أكثر من ثلث القوات المسلحة يبعد 2000 كيلو متر عن مسرح العمليات فى سيناء ؟؟..
ألم يكن الرئيس عبد الناصر يعلم "أن سياسة تخفيض القوات المسلحة بدأ تنفيذها فى أول مايو67 أي قبل عملية التصعيد بأسبوعين"؟

ومنذ عام 1966 كان العجز المالي فى ميزانية القوات المسلحة واضحاً ومؤثراً وقد ظهر هذا حين طلبت القوات الجوية بناء دشم للطائرات لكن رفض طلبها "المثل الثاني الذي يبين أثر العجز المالي فى ميزانية القوات المسلحة : هو النقص الشديد فى الاعتمادات التي خصصت لتجهيز مسرح العمليات وتنفيذ الخطة الهندسية الضرورية لبناء التحصينات والتجهيزات الدفاعية المختلفة".
كانت القيادة السياسية والعسكرية تظن أنها يمكن أن تكسب نصراً سياسياً وموقفاً دعائياً تثبت به لنفسها وللعالم أجمع أنها القوة المسيطرة وصاحبة النفوذ والتأثير فى المنطقة..
ولم تكتف القيادة السياسية بهذا بل انزلقت إلى فخ التصعيد بمحض إرادتها فأمرت برحيل القوات الدولية من على الحدود، واتبعت ذلك بقفل خليج العقبة دون استشارة أو مشاركة العسكريين الذين وقع عليهم العبء كله نتيجة مفاجأتهم بهذه القرارات.
ويتكرر ما حدث عام 48 حين قال رئيس الوزراء المصري لقائد القوات المشتركة فى الحرب أنها لن تكون حرب بل مظاهرة .. ويتكرر ما حدث 1956 حين قام الرئيس عبد الناصر بتقدير الموقف بأن بريطانيا لن تستطيع مهاجمتنا وأن فرنسا متورطة فى الجزائر وأن إسرائيل لن تتواطأ معهما. كما وأن الحرب يوما بعد يوم يقل احتمال وقوعها. وفوجئت مصر فى أكتوبر بعد أكثر من 90 يوماً من تقدير الموقف هذا بهجوم من الثلاث دول .. وكان هذا هو ما حدث تماماً فى يونيو67، القيادة السياسية فى وادي والقوات المسلحة فى وادي آخر فيكون الفشل والهزيمة لثلاث مرات.
وكان قفل خليج العقبه هـو ما تريده إسرائيل تماماً لكي تجد الذريعة التي تمكنها من شن العدوان تحت رعاية وتشجيع المجتمع الدولي بأسره، حيث كانت إسرائيل تعلن دائماً أن قفل خليج العقبة يعني بالنسبة لها الحرب.
ولما كانت القيادة السياسية منفصلة عن قواتها المسلحة وواثقة فيها أشد الثقة فقد صدقت أنها تملك أقوى قوة ضاربة فى الشرق الأوسط وقد وضح هذا فى رد عبد الناصر على الطيارين فى أبو صوير حين سئل عن موقف الأسطول السادس الأمريكي حين قال أن لدينا طائرات قاذفات قادرة على إغراقه ..!!. وقد تناست وتجاهلت القيادة السياسية أن القوات المسلحة المصرية لم تستطيع أن تحسم أو تنهى حرب اليمن منذ خمس سنوات مضت رغم أنها تواجه أفراد مسلحين بالبنادق والرشاشات الخفيفة فقط. فضلاً عن الخسائر الكبيرة فى الرجال والعتاد ..
ونجحت إسرائيل فى تغذية حالة الزهو والثقة بذلك الصمت المريب والتصريحات المترددة المغلفة بالخوف. فابتلعت القيادة السياسية الطعم بشراهة جعلتها لا تكتف بهذه الأخطاء الفادحة بل وقعت فيما هو أفدح .. فبعد أن أعلنت كل تلك القرارات السابقة والتي تعطي إسرائيل الذريعة فى شن الحرب، خرجت للعالم بقولها أن مصر قد قررت تلقى الضربة الأولى ..!!!
جاء هذا على لسان أوثانت سكرتير الأمم المتحدة بعد عودته من القاهرة فى 26 مايو "لقد أعطوني وعداً وضماناً بأن الجمهورية العربية المتحدة (مصر) لن تأخذ المبادرة فى أي عمل هجومي ضد إسرائيل" وتصدر هذا التصريح الصحف المصرية، وكانت الصحف فى هذا الوقت هي الحكومة .. وما كانت إسرائيل تطمع فى أكثر من ذلك الضمان. فقد تمكنت بهذا من اختيار توقيت ومكان الضربة الجوية، ولا ندرى من أين جاءت القيادة السياسية المصرية بتلك المقدرة على تحمل الضربة الأولى من إسرائيل.. لهذا جاء اجتماع 2 يونيو بين الرئيس جمال عبد الناصر وبعض قيادات القوات المسلحة صوره صادقة عن الفردية وقصور النظرة الشاملة فى اتخاذ القرار المصيري رئيس الدولة يتوقع أن الحرب ستقع خلال 2-3 يوم وأننا سوف نتلقى الضربة الأولى وقائد القوات الجوية ينبه ويحتج على هذا القرار متخيلاً أن خسائره من الضربة الأولى لن تزيد عن 20-25% من حجم طائراته. والمشير عامر يتدخل ملطفاً الجو بأن القرار سياسي حتى لا تنضم أمريكا إلى إسرائيل. والقادة الآخرين يستمعون دون تعليق فالموضوع يخص الفريق أول محمد صدقي محمود وكأنه لا يخص مصر وجيش مصر.. وينتهي الاجتماع دون شيء محدد وينصرف الرئيس عبدالناصر بعد أن اطمأن بأن "كله تمام".
ونظراً لأن قرار تلقى الضربة الأولى جاء على تلك الصورة الغير مدروسة فكان طبيعياً أن تأتي نتائجه على نفس الصورة أيضاً .. فلم تصدر أي أوامر بتعديل أوضاع القوات الجوية سوى رجوع حوالي 22 طائرة من مطارات سيناء إلى كبريت.. كما قرر القائد العام وزيارة الجبهة فى سيناء صباح نفس اليوم المتوقع للضربة، بل واصطحب معه فى الطائرة أربعة من القادة الذين حضروا اجتماع 2يونيو وقام رئيس أركان حرب الفريق محمد فوزي بتوديعهم فى المطار قبل الضربة بثلاثين دقيقة.


يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

Sa Vi 26-03-2009 06:27 AM

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
العوامل العسكرية المؤثرة فى حرب يونيو67 :
القيادة العسكرية الإسرائيلية :

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
كان العبء الأكبر فى تنفيذ الهدف الإسرائيلي يقع على عاتق القيادة العسكرية الإسرائيلية، والتي بدأت بعد عدوان 1956 مباشرة فى وضع تخطيط طويل المدى ونظم تدريب وتسليح أدت فى النهاية إلى ظهور القوة العسكرية الذاتية .. وظهر نجاح القيادة العسكرية الإسرائيلية فى نواح عديدة كان أبرزها بناء تلك القوات الجوية القادرة على حسم المعركة، وتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لها للوصول إلى هذه الدرجة من الكفاءة ثم كان ذلك الاستخدام الواعي والمدرك لدور القوات الجوية الإسرائيلية وتأثيره فى المعركة ونتيجة الحرب.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

وقد نجحت تلك القيادة بفضل الدراسة والانفتاح على الثقافة العسكرية فى مختلف دول العالم والتطوير المستمر فى تحقيق النجاح المطلوب بأقل خسائر ممكنة .. ساعد على هذا التطبيق الناجح لأهم مبادئ الحرب والتي تتمثل فى :
الحشد والتركيز - المبادأة - المفاجأة - التعاون المشترك فى الجو والبر البحر.. وهي مبادئ ثابتة لا تتغير منذ بدء التاريخ ونشأة الحروب، لكن نجاح القيادة يقاس بمدى كفاءتها فى تطبيق هذه المبادئ.

وقد وضح جهد القيادة العسكرية الإسرائيلية فى تطوير خطة التعبئة. فبعد أن كانت مثالاً للفشل فى حرب 1956 حتى أن القادة الإسرائيليين وصفوها بأنها كانت مثالاً للفوضى، نجحت فى حرب 1967 بأن تكون نموذجاً يحترم فقد استطاعت تعبئة ربع مليون مقاتل.
ومنذ بداية فترة التوتر فى 14 مايو كانت القيادة العسكرية الإسرائيلية تعرف خطواتها القادمة، فالخطط تم تجهيزها مسبقاً .. والأفراد مدربون عليها .. وأماكن الحشد محددة سلفاً .. حتى أن إسحاق رابين بعد يومين فقط اجتمع مع رؤساء الأركان السابقين للجيش الإسرائيلي (يعقوب دورى - إيجال يادين - مردخاى ماكليف - موشى دايان - حاييم لاسكوف - زفى تسور) لاستعراض الموقف معهم ويومها قال له موشى دايان خطوات مصر المقبلة كما ذكرنا وكما حدث تماما .. ومنصب رئيس الأركان فى إسرائيل محدد بثلاث سنوات خدمة فقط قد تزيد عدة شهور. لكن بعد الفترة المحددة لابد وأن يتم تغيير رئيس الأركان لأن عقيدتهم فى هذا أنه بعد ثلاث سنوات فى المنصب لا يوجد لديه جديد يقدمه، لذا فالمسئول الجديد يتولى المنصب ومعه فكره الجديد.

القوات الجوية الإسرائيلية :

كانت القوات الجوية الإسرائيلية خير مثال للعمل على تحقيق هدف واضح محدد وعملت من أجله طوال إحدى عشر عاماً. فرغم تغيير قائد القوات الجوية فى هذه الفترة مرتين إلا أن القادة الثلاثة كانوا يعملون على نهج واحد كل يكمل سلفه فى إطار خطة واحدة لا تتغير بتغير القادة، وإن اختلفت بعض تفصيلاتها. وقد عبر عن هذا مردخاى هود قائد القوات الجوية فى عام 1967 بقوله بعد الحرب "إن الفضل فى هذه الخطط يعود إلى سلفه عيزرا وايزمان الذي بدأ الإعداد للحرب غداة أن حرمنا من ثمار نصر 1956" .. كما وأن ليفى أشكول فى خطابه فى الكنيست عقب الانتصار كرر الشكر لقائد القوات الجوية السابق عيزرا وايزمان مرتين ..
فقد نجحت القوات الجوية الإسرائيلية فى عهده الذي استمر 8 سنوات فى إعداد وتجهيز الطيارين وتدريبهم بصورة مشابهة لما ستكون عليه الطلعات أثناء الحرب. فكان طبيعياً أن تكون النتيجة تلك الكفاءة العالية والدقة التي تم بها تنفيذ الهجمات ضد القواعد والمطارات المصرية. ثم الطائرات الجديدة ذات المواصفات الخاصة التي تم التعاقد عليها .. كما لم يغفل الإعداد والتجهيز الأرضي وأطقم الخدمة الأرضية .. أما مفاجأة الحرب كلها فكانت قنبلة الممرات التي سنتحدث عنها لاحقاً بالتفصيل ..
أيضاً كانت الاختراقات المفاجئة المستمرة للوقوف على آخر موقف لكفاءة وحدات الدفـاع الجوي المصري ونظام الإنذار وأهم الثغرات به وكان آخرها حين استطاعت طائرتـا ميراج إسرائيلـية إسقـاط طائـرتين ميج19 مصرية فوق وسط سيناء فى 29نوفمبر1966. كما وضح على خريطة أحد الطيارين الإسرائيليين الذين اسقطوا فى 5 يونيو توقيع جميع مواقع الصواريخ أرض/جو المصرية عليها..
نالت الخطة الجوية الإسرائيلية التي حققت السيطرة الجوية الشاملة الكثير من العناية والدراسة حتى أخذت شكلها الأخير قبل موعد تنفيذها بسنوات فجاءت على تلك الصورة المتكاملة.
ولضمان تنفيذ الضربة الإسرائيلية بنجاح فقد تم تخطيطها على أساس مباغته كل المطارات المصرية فى وقت واحد وتدمير معظمها فى الهجمة الأولى، ثم تدمير قواعد الصواريخ ومحطات الرادار. وحتى تحقق النجاح المطلوب حشدت القيادة الإسرائيلية كل قدرات المجهود الجوي بمبادأة منها ومفاجأة ضد مصر، وحرمت قواتها البرية من الدعم الجوي فى اليوم الأول. وبهذا التركيز استطاعت تنفيذ ثلث ما هو مخطط من طلعات فى اليوم الأول للقتال ..
وكانت هناك عوامل عديدة تضافرت لإنجاح الخطة الإسرائيلية سنعرض لأهمها :

- التخطيط الجيد
كان للتخطيط والتجهيز والحساب الدقيق أثر كبير فى أن تأتي الضربة الإسرائيلية ضد مصر مفاجئة وحاسمة..وتم التدريب عليها مرات عديدة. وكان من أقوال مردخاى هود قائد القوات الجوية الإسرائيلية عقب ذلك النجاح "ستة عشر عاماً ونحن نخطط من أجل هذه الثمانين دقيقة. كنا نعيش على الخطة. نأكل الخطة. ننام ونصحوا على الخطة، لقد تدرب الطيارون الإسرائيليون لسنوات عديدة على أهداف مشابهة فى صحراء النقب حتى أن الأهداف ضربت بآلاف القنابل".

وكان لعوامل الخداع نصيب كبير فى عملية التخطيط وكان أبرز الترتيبات لتحقيق الخداع :
(1) عدم اعتراض طلعات الاستطلاع المصرية التي تمت فى فترة الطوارئ أعطى فكرة مضللة عن قدرة القوات الجوية الإسرائيلية وقد رأينا كيف أصر المشير عامر على عرض تقرير الاستطلاع بنفسه على الرئيس عبد الناصر والحديث الذي دار بينهما كما ذكرنا فى الفصل الثالث.
(2) ترويض أجهزة الدفاع الجوي المصري والإنذار على أنماط متكررة من النشاط بالطيران فوق البحر أمام سيناء صباحاً. حتى أيقن الجميع أن هذا نشاط روتيني.
(3) إخفاء تعديل مدى عمل الطائرات خاصة الميراج مما مكنها من الوصول إلى أبعد المطارات داخل عمق مصر.
(4) مداومة المناورة بأماكن تمركز الطائرات لإيقاع البلبلة فى أجهزة الرصد والمتابعة.
كان النجاح الكبير فى التخطيط هو فرض تلك السرية على كل تلك الأعمال والتحضيرات الضخمة فلم تكتشف الضربة الإسرائيلية إلا حين أصبحت الطائرات الإسرائيلية فوق المطارات المصرية.

- توقيت الضربة الجوية
كان اختيار توقيت الضربة أحد العوامل المهمة التي ساعدت فى نجاحها، فالقيادة الإسرائيلية كانت تعلم أن المطارات المصرية تكون فى هذا الوقت مغطاة بشبورة تبدأ فى الانقشاع بعد الثامنة صباحاً، كما كانت تعلم أن القوات الجوية المصرية تكون فى أقصى حالات الاستعداد فى أول ضوء، ثم تبدأ الحالة فى الاسترخاء تدريجياً بعد ساعتين، وذلك لاعتقاد الجانب المصري الراسخ بأن إسرائيل ستوجه ضربتها الأولى فى أول ضوء.

"وقد استبعدت القيادة الإسرائيلية تنفيذ الضربة الجوية فى أول ضوء لأن ذلك كان يستلزم إيقاظ الطيارين الإسرائيليين فى منتصف الليل لعمل التلقين والتجهيز والاستعداد الأخير. وكان هذا سيؤدي إلى إرهاقهم خاصة وكان مطلوب منهم مجهود كبير وشاق فى أول يوم قتال. كما وأن توقيت الضربة فى التاسعة إلا ربع كان يضع القادة المصريين فى مأزق شديد حيث يكون معظمهم فى طريقهم إلى مكاتبهم وأماكن قيادتهم".. وإن كان السبب الأخير غير مقنع لأن القادة المصريين يقيمون فى أماكن قيادتهم ليل نهار بنظام المناوبين. لكن المرجح أن هذا التوقيت قد حدد نهائياً بعد التقاط المخابرات الإسرائيلية نبأ زيارة المشير عامر ومعه قائد القوات الجوية إلى سيناء فى هذا التوقيت. والمعروف أن قادة الجبهة سيكونون فى استقبال هذه الزيارة بعيداً عن أماكن قيادتهم.
كما أتاح اختيار هذا التوقيت للقوات الجوية الإسرائيلية نهاراً كاملاً للقتال استطاعت خلاله أن تعيد الضربة الجوية المركزة مرتين ضد القواعد والمطارات المصرية.
- قنبلـة الممـرات

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]
اول طلائع الجيوش اليهودية تدخل القدس
كان التخطيط المصري لوسائل الدفاع الجوي مبنى على الهجمات التقليدية التي ترتفع فيها الطائرة إلى 1000-1200 متر حتى يمكن قذف القنابل أو إطلاق الصواريخ، وعلى هذا الارتفاع تكون جميع وسائل الدفاع الجوي بالمطار قادرة على التعامل مع الطائرات وتحقيق إصابات فيها أو تدميرها.
[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]

لكن فى صباح 5 يونيو فوجئت القوات الجوية المصرية - بل وكثير من دول العالم – بقنبلـة تسقط "من الطائرات الإسرائيلية المهاجمة من على ارتفاع 100 متر فقط، وبعد 0.3 ثانية تنطلق 4 صواريخ صغيرة من مقدمة القنبلة لتقليل سرعتها الأفقية وحتى تسقط المقدمة وتصبح القنبلة بزاوية 80 درجة على الممر، ثم بعد 0.6 ثانية تنفتح مظلة مثبتة فى القنبلة حتى تهبط عمودياً وفى خط رأسي مستقيم ثم بعد 1.1 ثانية تبدأ المرحلة الأخيرة أتوماتيكياً حيث يبدأ اشتعال 4 صواريخ مثبتة فى مؤخرة القنبلة تجعلها تندفع إلى الممر بسرعة حوالي 600 كيلو متر/ساعة. ورغم أن وزن القنبلة كان 180 كيلو جراماً تقريباً إلا أن تأثيرها كان يعادل تأثير قنبلة تقليدية وزنها 500كجم".
وبهذه القنبلة المفاجأة التي توفر طريقة إسقاطها سهولة فى التنشين، كما توفر دقة عالية فى الإصابة والتدمير، كما توفر حماية للطائرة بدرجة عالية من وسائل الدفاع الجوي. أمكن إغلاق وتدمير معظم الممرات فى القواعد والمطارات المصرية بعد الهجمة الأولى.
- استثمار السيطرة الجوية
نجحت إسرائيل فى تحقيق السيطرة الجوية الشاملة بالمفهوم العسكري، لكن السيطرة الجوية الشاملة وتدمير القوات الجوية المصرية لم يكن هدفاً فى حد ذاته. بل كان وسيلة لتحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب وهو تدمير القوات المسلحة المصرية والاستيلاء على أراض جديدة ذات أهمية للدولة الإسرائيلية .. وهذا ما أشار إليه عيزرا وايزمان تماماً فى عام 1964 كما سبق ذكره فى الفصل الثاني. وقد ظهر هذا جليا طوال أيام 8،7،6 يونيو حين تفرغت القوات الجوية الإسرائيلية إلى تدمير القوات المصرية المنسحبة فى سيناء فأوقعت بها الحجم الأكبر من الخسائر فى الأفراد والمعدات. مثلما حدث فى ممر متلا حيث توالى قذف القوات المنسحبة ليل/نهار من الطائرات الإسرائيلية.

يتبع ,,

[IMG]http://up111.***********/s/bulquljzly.gif[/IMG]


الساعة الآن 11:26 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.