عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2013, 09:28 PM   #1

! FiRe !
عضو مشارك



الصورة الرمزية ! FiRe !


• الانـتـسـاب » Sep 2007
• رقـم العـضـويـة » 1898
• المشـــاركـات » 5,236
• الـدولـة » Dark Lands Of Arabs
• الـهـوايـة »
• اسـم الـسـيـرفـر » Private Server
• الـجـنـس » Male
• نقـاط التقييم » 115
! FiRe ! جـيـد! FiRe ! جـيـد

! FiRe ! غير متواجد حالياً

307  


إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ! FiRe !

افتراضي ** لـلـحـرب مـوازيـن أخـرى ** [[خـــاص بــالــمـسـابـقـة]]



مدينة (كا - Caen) ،, شمال فرنسا ،, 1944 ،, النقيب ميلر ، يسند ظهره إلى الحائط أخيرا ، بعد معركته المميتة مع غريمه الساقط أرضا ينزف الدماء ، ينظر إليه ، ويمر شريط آخر الأحداث امام عينه ، الإنزال فى شاطئ اوماها ، عملية فاشلة بكل المقاييس ، يذكر كيف حشروهم فى قوارب الانزال كالحيوانات ، وانطلقوا من مكان رسو السفن فى المسافة الآمنة من مدفعية الشواطئ ، يواجهون هم وحدهم دانات تلك المدافع ، بلا أى قدرة على الرد ، فقط ينتظرون اختيار القدر ، من سيحيا ، ومن سيموت . . .



يصل القارب أخيرا للشاطئ ، بعدما افرغ كل من عليه ما فى بطونهم رعبا ، فقد شاهدوا قوارب تنفجر لأمتار فى السماء ثم تسقط بجانبهم ، وشاهدوا الأشلاء تتساقط عليهم ، لقد كانت هذه الأشلاء لبشر يمشون بجانبهم فقط منذ ساعات على نفس السفينة . . .



يأمر السائق بالاستعداد لفتح الباب الأمامى ، يفتح الباب ، ليواجه الشباب الذين تترواح اعمارهم بين السابعة عشرة و الثالثة والعشرين نيران الأسلحة الآلية الألمانية بلا رحمة ، يتساقط جنود الصفوف الأمامية ، وتملأ الجثث القارب ، ويصرخ السائق بسرعة النزول ليعود ويحمل المزيد من الجثث للمذبحة ، يصرخ النقيب ميلر فيمن تبقى من جنوده للنزول والاحتماء بالأنقاض التى وضعها الألمان على الشاطئ لإيقاف تقدم المدرعات ، ولكن أين هى المدرعات ؟ فقط مشاة تعساء . . .



ينزل الجنود المذعورون تحت نيران الألمان ، ليختبئوا وراء أى شئ ، منهم من اختبأ خلف الأنقاض ، ومنهم من انتابته صدمة فجلس يبكى وينوح هيستيريا ، ومنهم من احتمى خلف جثث اصدقاءه ، الكل الآن يبحث عن ملجأ ، او لا يبحث على الإطلاق ! . . .



فجأة ، يتوقف الضرب ، الألمان يغيرون خزناتهم ، يرى النقيب ميلر الفرصة ، فيأمر مجموعته - او ما تبقى منها بالأحرى - بالتحرك داخل الشاطئ ، صاروا ينتقلون من حاجز لآخر ، ومن بقعة لأخرى ، ولكن لن يهنأوا حتى بهذه الدقائق القليلة ، لقد وصلت المدفعية ! . . .




أطاحت دانات المدافع بالبشر عن الأرض لأمتار فى السماء ، وتناثرت انقاض الشباب ومعداتهم فى كل المكان ، ووسط الصراخ والانفجارات ، يعود الرصاص ليخترق الأجواء ، يرى ميلر جنديا مصابا لا يبعد عنه سوى خطوتين ، يصرخ الفتى طالبا المساعدة ، بكل جرأة يتحرك ميلر من مخبأه ليحاول انقاذه ، ويبدأ يجره للأمان ، ولكن تنفجر بجانبهم دانة اخرى ، بعدها يدرك ميلر انه لم يتبق من الفتى سوى كتفيه . . .



يعود ميلر ليقود مجموعته ، ينتظرون الفواصل بين دفعات النيران ، او ان يتحول خط النار عنهم لمكان آخر حتى يبدأوا بالتحرك ، وأخيرا ، يصلون الى أقصى الشاطئ ، فى نقطة عمياء لا تطالها نيران الاسلحة الآلية ، ولكنها لم تسلم من دانات المدافع ، على الأقل ، هنا فرص النجاة أعلى . . .




يستديرون ليروا زملائهم اللاحقين بهم ، يتساقطون الواحد تلو الآخر ، لا يصل للأمان الا جندى من كل عشرة جنود ، بل من كل عشرين ، ينتهى اليوم باقتحام الدفاعات الألمانية ، والسيطرة على الشاطئ ، والنتيجة ، ذاك الشاطئ يحمل الآن 5000 جثة ، فيه اختلط ماء البحر بلون الدم ، وتلونت الرمال بلون احمر زهرى من عروق المساكين . . .

ثم يتذكر ميلر التحرك للعمق الألمانى فى الأراضى الفرنسية ، الانتقال من تبة ألى تبة ، ومن طريق ألى طريق ، إلى أن وصلوا لموقفهم هذا ، محاصرين فى مدينة كا ، عدو يفوقهم عددا وعدة ، وأخيرا الفتى الملقى أمامه . . .

يفكر ميلر ،. لم يكن احساس هذا الفتى بالواجب أقل من احساسه هو شخصيا به ، ترى هل ترك أهلا فى دياره؟ ، هل هناك من ينتظره؟ ، أب؟ أم؟ اخوة؟ ، زوجة حتى؟ أطفال؟ ، يفكر كيف سيتذكرون لحظاتهم معه ، المرح ، والألم ، الفرح ، والحزن ، يا ترى ماذا كان يعمل؟ طباخا؟ حلاقا؟ مزارعا؟ عاملا فى مصنع؟ ، الحرب تجمع الجميع ، لا فرق الآن ، فقد نزف حتى الموت ، بعدما فرغت رصاصاتهما وتعاركا بالسونكى حتى تمكن منه ميلر . . .

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


عاود ميلر التفكير ، ترى هل تم شحنه فى سيارات كالحيوانات ، مثلما تم شحنهم فى قوارب انزال كالحيوانات؟ ، هل تم الدفع به للخطوط الأمامية لأنه من النخبة؟ ، وترى من هم النخبة فعلا؟ هم أكثر الجنود تكبيدا للخسائر للعدو ، ولكن حقا بعد كل هذه الأحداث ، النخبة . . ثلة من تعيسى الحظ ، يستنزفون من فرقهم ومجموعاتهم القديمة ، فقط لأنهم الناجون منها ، يطرحون فى الصفوف الأمامية ليلاقوا مصيرهم ، بينما الأغبياء ، يعودون للديار للأعمال المكتبية ، او للدفن . . .

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


دار كل هذا فى خلد ميلر ، والمعركة لا تزال دائرة فى المنزل المحاصر ، وتوصل هذا الأخير ، الى اكتشاف اضاء عيونه وجعلها تجحظ للخارج ، هذا الاكتشاف هو . . ان كل رصاصة . . تخرج منه لتصيب عدوا فى مقتل . . تبعده أكثر عن وطنه وزوجته . . وأن هذه الحرب . . وإن لم تنته فعليا . . فهى انتهت بالنسبة اليه . . .

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]


تحياتى . . .


توقيع ! FiRe ! :








رد مع اقتباس
إعلانات google